تحقيق مسبار
يتطلب علاج الإمساك للحامل البحث عن أسباب الإمساك أولًا، ثم البحث عن طرق العلاج الطبيعية أو عن طريق العلاجات المتنوعة. ويُمكن تعريف الإمساك بأنه حالة تنتج عن نُدرة حركة الأمعاء المصحوبة بألم البطن ومرور البراز الصلب، وهي حالة تحدث لمختلف الأشخاص في مراحل حياتهم المختلفة، لكنها تزداد أحيانًا بسبب الحمل لأسباب متنوعة سنتحدث عنها بالتفصيل في مقالنا هذا، كما سنتحدث عن طرق العلاج المقترحة بحسب دراسات مُؤكّدة ونتائج أبحاث مُثبتة.
ما هو سبب الإمساك عند الحامل؟
يحدث الإمساك للحامل نتيجة زيادة هرمون البروجسترون خلال فترة الحمل، الذي يُسبب استرخاء جميع عضلات الجسم والأمعاء و إبطاء حركتها وإبطاء عملية الهضم، وهذه حالة طبية شائعة تُصيب 75% من النساء الحوامل وفق دراسات مُؤكّدة تمّ نشرها مُسبقًا، وبالرغم من وجود العديد من العلاجات المطروحة عمومًا للإمساك؛ إلّا إنّها تتقلّص بسبب الحمل وينبغي البحث عن طرق آمنة للعلاج.
مخاطر الإمساك على الحامل
معظم حالات الإمساك تختفي من تلقاء نفسها ولا تحتاج علاجًا، لكن في بعض الحالات يُعتبر البحث عن علاج الإمساك للحامل ضرورةً قُصوى بسبب تجمّع البراز وتحشرّه في الجسم لفتراتٍ طويلة والضرورة إلى تدخل طبي لإخراجه، كما أن استخدام المُليّنات بشكل مستمر يُفقد الأمعاء دورها الأساسي ووظيفتها الأساسية، ناهيك عن إحداث العلاجات إلى اختلال في توازن الكهارل والسوائل وبالتالي التسبّب في مشاكل متعددة لبعض المرضى؛ لذلك يجب التوجّه إلى الطبيب في حال ظهور إحدى الأعراض التالية:
- التقيؤ.
- الغثيان.
- آلام في المعدة.
- استمرار الإمساك لمدة تزيد عن أسبوعين.
- عدم نجاح المُلينات.
- حدوث نزيف في المستقيم.
هل يمكن علاج الإمساك للحامل بطرق آمنة؟
يُمكن استخدام العديد من الطرق الآمنة للعلاج أثناء الحمل؛ ومنها:
- اتباع حميات عالية من الألياف: يمكن اتباع نظام غذائي عالي الألياف للتخلص من الإمساك وإمداد جسم الحامل بمجموعة عالية من الفيتامينات ومضادات الأكسدة؛ إذ ينصح بتناول كميات من الألياف تتراوح بين 25-30 غرامًا يوميًا؛ ومن هذه الألياف الخضار والفواكه والبازيلاء والفاصولياء والنخالة والحبوب والعدس والخوخ والخبز كامل الحبوب، كما يُفضّل عادةً الجمع بين الألياف القابلة للذوبان والألياف غير القابلة للذوبان.
- ترطيب الجسم: يجب أن تُحافظ الحامل على رطوبة الجسم عن طريق تناول كمية من الماء لا تقل عن 8 أكواب يوميًا؛ للمساعدة على تليين الأمعاء وتحريكها بسلاسة.
- تقسيم الوجبات: يُفضّل عادةً تقسيم الوجبات الغذائية إلى 5-6 وجبات يومية؛ لمنح المعدة وقتًا كافيًا لهضم الطعام بطريقة سهلة ثم نقله إلى الأمعاء بسلاسة، وهذا بشكل عام يُقلّل الإمساك ومشاكل الجهاز الهضمي الأُخرى.
- زيادة النشاط البدني: تُعاني معظم الحوامل من الإمساك، خصوصًا في الأشهر الأخيرة بسبب ثقل الوزن وصعوبة الحركة، وهذا يُقلّل نشاط الجسم بالكامل ويُبطئ حركة الأمعاء؛ لذلك يمكن الاعتماد على التمارين الرياضية لِتحفيز الأمعاء على العمل بشكل أفضل؛ ومن هذه التمارين المشي لمدة تتراوح بين 20-30 دقيقة مرتين أو ثلاث أسبوعيًا، كما يُمكنهنّ ممارسة السباحة أو تمارين اليوغا.
- استخدام المُليّنات: في حال فشل الطرق الطبيعية يُمكن الاستعانة ببعض الأدوية المُليّنة التي يتم وصفها من قبل الطبيب، وتجنّب استخدامها لفترات طويلة لمنع الجفاف؛ إذ تُعتبر معظم المُليّنات المتوفرة في الصيدليات آمنة على الحوامل.
- تناول البروبيوتيك: وهي عبارة عن خمائر تُساعد في استعادة نشاط البكتيريا النافعة في الجسم وإعادة توازنها لتحسين حركة الأمعاء، كما يمكن تناول مكملات البروبيوتيك لكن تحت إشراف طبي، ومن الأغذية الغنية بالبروبيوتيك الزبادي والكيمتشي ومخلّل الملفوف.
كيف يمكن علاج الإمساك خلال مراحل الحمل؟
يُعتبر الإمساك من الأعراض الشائعة جدًا التي تُعاني منها العديد من النساء أثناء الحمل بنسبٍ متفاوتة، وتُعتبر طرق العلاج متشابهة نسبيًا مع وجود بعض الاختلافات البسيطة.
علاج الإمساك للحامل في الشهور الأولى
قبل الحديث عن علاج الإمساك للحامل في مراحل الحمل المُبكرة يجب أولًا معرفة الأسباب؛ ومن أهمها تغيّر الهرمونات وزيادة تركيز هرمون البروجسترون الذي يُسبب ارتخاء العضلات في الجسم؛ ومنها عضلات الأمعاء وتقليص حركتها من ثم إبطاء حركة البراز فيها؛ ممّا يُسبب زيادة امتصاص القولون للماء من البراز وجعله أكثر صلابةً وبالتالي يصعب مروره. ويمكن علاج الإمساك في الثلث الأول عن طريق الخيارات الطبيعية والابتعاد عن المُليّنات والأدوية؛ لأنه لا يُمكن إثبات أمانها على الجنين في هذه المراحل، ومن أهم الطرق زيادة شرب السوائل وزيادة تناول الألياف الغذائية.
علاج الإمساك للحامل في الشهر التاسع
يحدثُ الإمساك في الشهر التاسع عادةً بسبب تناول الفيتامينات المتعددة والحديد الذي يُعتبر من أهم المعادن للحامل في الأشهر الأخيرة، وهذا يُسبب الإمساك وزيادة صلابة البراز، وفي هذه الحالة يُمكن تناول الفيتامينات المُحتوية على كميات أقل من الحديد، كما يُفضّل الإكثار من شرب الماء مع المُكملات واستخدام بعض المُليّنات التي تُسهل عملية الذهاب إلى الحمام، لكن هنا يجب تجنّب المُليّنات المُحتوية على مُنبهات؛ لأنّها تعمل على زيادة تقلصات الرحم، ويُفضّل في هذه المرحلة الاستمرار في زيادة نسبة الألياف وشرب السوائل لتقليل الإمساك، كما يُمكن العلاج عن طريق بعض الأعشاب المُليّنة، وتجنّب استخدام زيت الخروع لأنه يُحفّز تقلصات الرحم ويسبّب الولادة المبكرة.
علاج الإمساك عند الحامل في الشهر الرابع
لا تختلف أسباب الإمساك في الشهر الرابع عن الأشهر الأُخرى كما لا تختلف طرق العلاج؛ إذ يُمكن العلاج عن طريق تناول كميات كبيرة من الألياف التي تُقدّم للجنين التغذية اللازمة والفيتامينات الضرورية، كما يُمكن زيادة تناول السوائل والماء لتحسين حركة الأمعاء، إضافةً إلى ممارسة بعض التمارين الرياضية والمشي التي لا تُعتبر صعبةً بسبب صغر حجم الجنين، كما يُمكن تناول بعض المُليّنات بعد استشارة الطبيب التي أثبتت التجارب أمانها في هذه المرحلة وتُعتبر أقل خطورة وحساسية من الأشهر الأولى.
علاج الإمساك عند الحامل في الشهر السابع
يبدأ وزن الجنين بالزيادة في الشهر السابع مُسببًا ضغطًا أكبر على الرحم والأمعاء وزيادة بعض أعراض الإمساك وانتفاخات البطن، وفي هذه المرحلة أيضًا ستُساعد الأغذية الغنية بالألياف في تقليل مخاطر الإمساك المتنوعة؛ ومنها البواسير الناتج عن الإمساك وتضخّم أوردة المستقيم، كما يُمكن العلاج عن طريق بعض المُليّنات.
هل يمكن علاج الإمساك عند الحامل بالأعشاب؟
حقيقةً يستخدم العديد من الناس الأعشاب المتنوعة لعلاج الإمساك، لكن بعضها يُمنع استخدامه خلال الحمل أو خلال مراحل معينة منه نتيجة تأثير بعضها على الرحم وزيادة التقلّصات المُؤدية إلى الإجهاض أو الولادة المبكرة، إلى جانب الخوف من تداخل بعض مكوّناتها مع خلايا الجنين وبالتالي تأثيرها على نموّه؛ إذ تُعتبر الدراسات على أمان العديد من الأعشاب والمُكملات الغذائية على الحمل قليلةً نسبيًا؛ لذلك يُفضّل تجنّب استخدام بعض الأنواع من ناحية أخلاقية، ومنها ما يلي:
- شجرة القرفة: تُعتبر القرفة من العلاجات المُستخدمة للإمساك، لكن يُفضّل تجنّب استخدامها أثناء الحمل، خصوصًا خلال المراحل المبكرة؛ بسبب الخوف من تأثيرها على توازن الكهارل.
- كاسكارا ساجرادا: يُعتبر أحد المُليّنات العشبية المُستخدمة منذ القدم، لكن استخدامه للحوامل لا يُعد آمنًا بشكلٍ كافٍ؛ بسبب إحداثه لبعض الآلام في البطن أو اختلالات في الكهارل، كما أن استخدامه دون حمل يحمل بعض المحاذير؛ إذ يجب استخدامه لمدة زمنية قصيرة لتجنّب المخاطر المتمثلة في تليّف الكبد.
- سيليوم: تُعتبر من العلاجات المُستخدمة في التخفيف من الإمساك، وهو نوعٌ من نباتات الموز، لكنّ استخدامها أثناء الحمل لا يُعتبر آمنًا بسبب نقص الدراسات.
علاج الإمساك للحامل بطرق أُخرى
يُمكن علاج الإمساك بطرق مختلفة أثناء فترة الحمل؛ إلّا إنّها لا تُعتبر جميعها آمنة على الحامل بسبب نقص الدراسات بالرغم من استخدام العديد منها خلال فترات الحمل المختلفة؛ لذلك يُفضّل الأطباء عادةً تجربة الطرق الطبيعية لتخفيف الإمساك والابتعاد عن المُليّنات قدر الإمكان، وفي حال فشل الطرق الطبيعية يُمكن استخدام بعض المُليّنات الطبيعية؛ مثل حليب المغنيسيا الذي يُعتبر استخدامه آمنًا أثناء الحمل، وفي حالات أشدّ قد يضطر الطبيب لوصف مُليّنات أقوى لكن يجب الحذر من الإفراط في استخدامها؛ لتجنّب الإصابة بالإسهال وبالتالي فقدان السوائل، كما يُفضّل عادةً تجنّب حصول الإمساك عن طريق اتباع نمط صحي طبيعي، لكن في بعض الحالات المُلحّة تحتاج لتناول المُليّنات؛ ومنها:
- المُليّنات الصلبة: تُحاكي هذه المُليّنات عمل الألياف؛ إذ تضيف حجمًا أكبر للبراز وتجعله يمتص الماء بشكل أكبر؛ ممّا يُسهّل مروره في الأمعاء ويمنحه ليونةً أكبر تُقلّل التعب أثناء عملية الإخراج، لكن يُفضّل تناول كميات قليلة من هذه المُليّنات لفترات قصيرة نسبيًا وتحت إشراف طبي، كما تُعتبر هذه المُليّنات آمنة خلال جميع فترات الحمل؛ لأنّها لا تُسبّب التشوّهات الجينية؛ ومن هذه الملينات:
- السيليوم.
- ميثيل سيليلوز.
- بولي كاربوفيل.
- مُليّنات البراز الإسموزية: وهي عبارة عن علاجات تُضيف كميات أكبر من الماء إلى الأمعاء؛ مما يُسبب تليينًا للبراز وسهولةً في مروره، لكن أيضًا هذه المُليّنات يجب استخدامها تحت إشراف طبي، ومن أهم أنواعها:
- هيدروكسيد المغنيسيوم.
- بولي إيثيلين جلايكول.
- أدوية المُليّنات المزلِقة: هذه العلاجات تختلف عن سابقاتها بأنها تعمل على تغليف جدار الأمعاء الداخلي وتجعله لزقًا؛ ممّا يُسهّل مرور البراز من خلالها؛ ومن هذه المزلقات تحاميل الغليسرين، لكن بالرغم من أمانها في معظم الحالات واستخدامها للحوامل إلّا إنّه يجب استخدامها تحت إشراف طبي.
اقرأ/ي أيضًا:
هل الإمساك يسبب ألم أسفل الظهر فعلّا؟
هل يمكن علاج الإمساك منزليًا بطرق سهلة؟