تحقيق مسبار
يُبين هذا المقال مدى أهمية التعليم عن بُعد، بالإضافة إلى تزويد القارئ بإيجابيات وسلبيات هذا النوع من أنواع التعليم المُنتشرة في الوقت الراهن بشكل عام، ويتطرق كذلك إلى إيجابيات التعليم عن بُعد وسلبياته لطلاب المدارس بشكل خاص أيضًا، إلى جانب بيان الكثير من الإرشادات والنصائح التي يُمكنها المُساعدة في نجاح التعليم عن بُعد من قبل الطالب.
هل يوجد إيجابيات وسلبيات للتعليم عن بُعد؟
يوجد العديد من الإيجابيات والسلبيات للتعليم عن بُعد بأنواعه المُختلفة؛ فإن للتعليم عن بُعد عِدّة أنواع؛ منها التعليم عن بُعد بشكل كامل، وكذلك التعليم الهجين الذي يخلط بين التعليم عن بُعد والتعليم الوجاهي. وتُعد التكاليف المُنخفضة من أبرز إيجابيات التعليم عن بُعد؛ إلّا إنّ هذا النوع من التعليم يحتاج إلى بُنية تحتية ومهارات تقنية جيدة حتى تتمكّن المؤسسات التعليمية من الاعتماد عليه.
إيجابيات التعليم عن بُعد
تزداد أهمية التعليم عن بُعد لدى كثير من المراكز التدريبية والمرافق التعليمية في الوقت الحالي؛ لزيادة الاعتماد على التكنولوجيا وتطور التقنيات التكنولوجية، وفيما يأتي قائمة بالعديد من إيجابيات التعلّم عن بُعد:
- المُرونة: تُوفّر الدراسة عن بُعد المُرونة الكافية ليتمكّن الطالب من مُتابعة دراسته أثناء السفر أو عند مُمارسة الأنشطة المُختلفة خارج المَنزل، ولا يجب على الطالب التواجد في مَكان مُحدّد أو اختيار أدوات مُعينة لمُتابعة الدراسة.
- تَعزيز التعليم مدى الحياة: يُمكن الاعتماد على منصّات التعليم عن بُعد لمُتابعة التعليم في أيّ فترة من فترات الحياة؛ إذ إن المُتعلّم يستطيع الانتقال إلى هذه المنصات واكتساب المَعلومات التي يحتاجها في أيّ وقت بدلًا من توقّف التعلّم مع انتهاء الدراسة النظامية.
- عدم الحاجة إلى الخروج من المَنزل: يستطيع المُتعلّمون من الطلاب في الجَامعات مُتابعة الدراسة عن بُعد من المَنزل، وهو ما يُوفر الرعاية المُناسبة للأطفال من غير حاجة إلى الحضانة أو مُربية الأطفال.
- التعرّف على الآخرين: تُقدّم كثيرٌ من منصات التعلّم الإلكتروني عن بُعد أدوات المُحادثة والتواصل التي تُمكّن الطلبة من التعرّف على بعضهم البعض بسهولة.
- توفير المَال: يُوفّر الطالب كثيرًا من الأموال عند الاعتماد على نظام التعلّم عن بُعد؛ منها مصاريف الوقود ومواقف السيارات ومصاريف الطعام خارج البيت، كما أنها تزيد من فرصة التفوّق في العَمل والحصول على الترقيات وزيادة الراتب.
- تكافؤ الفُرص: تُتيح تقنيات التعليم عن بُعد الفرصة للجميع كيّ يتعلّم، وتجعل فرص التعليم مُتكافئةً دون قصرها على بعض الفئات من المُجتمع دون الفئات الأُخرى؛ فإن هذا النوع من التعليم يُخفي الفروقات في العُمر والمظهر والعِرق والجنس ويُخفي الإعاقات.
- سهولة الوصول إلى الموارد التعليمية: يستطيع الطالب الوصول إلى المَوارد التعليمية في نظام التعليم عن بُعد من أيّ مكان في العالم بسهولة لاعتمادها على شبكة الإنترنت.
سلبيات التعليم عن بُعد
بالرغم من أهمية التعليم عن بُعد في الوقت الراهن؛ إلّا إنّ هذا النوع من التعلّم يُعاني من السلبيات الآتية:
- التعليم عن بُعد يتطلّب وقتًا أطول: عادةً ما يتم التواصل بين الطلبة أو بين الطلاب والمُدرسين بالاعتماد على الرسائل المَكتوبة عند اعتماد التعليم عن بُعد، ويحتاج الطلبة إلى قراءة الكُتب لمُتابعة التعليم، وهو ما يأخذ وقتًا أطول.
- الفوضى في المَنزل: لا توفّر جميع المنازل مكانًا هادئًا لمُتابعة الدراسة عن بُعد؛ ممّا يجعلها بيئةً غير مُلائمة لكثير من الطلبة، ويَجد الكثير منهم صعوبةً في مُتابعة دراستهم نتيجةً للمُشتتات والضوضاء؛ مثل الضوضاء الصادرة عن صراخ الأطفال.
- التسويف والمُماطلة: تدعو الدراسة عن بُعد كثيرًا من الطلبة إلى التسويف وتأجيل الدراسة لعدم وجود ما يُلزمهم بالحضور؛ ممّا يؤدي إلى تراكم الواجبات، بالإضافة إلى تراكم المواد التي ينبغي دراستها عند حلول الاختبارات.
- الإحساس بالعُزلة: يشعر بعض الطلبة بالعُزلة عند الاعتماد على أنظمة التعليم عن بُعد؛ ذلك لعدم وجود أيّ من الزُملاء والاكتفاء بجهاز الحاسوب في الغُرفة للتعلّم فحسب.
- العَقبات التقنية: يجد بعض الأشخاص صعوبةً في التعامل مع الأدوات التقنية على أجهزة الحاسوب، وهو ما يُشكّل عقَبةً في استكمال الدراسة لهذه الفئة من الطلبة؛ إلّا إنّ المدارس والجامعات تُحاول توفير الدعم التقني عادةً لتجاوز هذه المُشكلات.
ما هي إيجابيات التعلّم عن بُعد لطالب المدرسة؟
تضمُّ القائمة الآتية بعضًا من إيجابيات التعليم عن بُعد للطلبة في المدارس:
- الراحة: يُمكن للطلبة الالتحاق بالمدارس والحصول على التعليم مع توفير الراحة المُناسبة نتيجةً للبقاء في المَنزل وعدم تكبّد عناء الذهاب إلى المَدرسة مع توفير مزيد من الوقت؛ فإن كثيرًا من الوقت يضيع أثناء الذهاب إلى المدرسة والعودة منها.
- القدرة على الوصول: يستطيع الطالب الوصول إلى الفصول الدراسية ومُتابعة الدراسة طيلة اليوم من أيّ مكان دون تحديد أيّة قيود زمانية أو مكانية للوصول إلى أنظمة التعليم عن بُعد.
- التقليل من التكاليف: يُساعد التعلّم عن بُعد في التقليل من تكاليف الدراسة بالنسبة إلى الطالب والمدرسة؛ منها مصاريف الوقود لإيصال الطلبة إلى المدارس، وكذلك مصاريف رعاية الأطفال.
- تعليم الالتزام الذاتي: ينبغي على الطالب دخول المُحاضرات في الوقت المُحدّد عند اعتماد أنظمة التعليم عن بُعد دون وجود مُعلّم يُجبرهم على الذهاب إلى الفصل والتزام الآداب المُختلفة، وهو ما يُعلّم الطالب الالتزام والانضباط الذاتي.
هل سلبيات التعلّم عن بُعد للطالب في المدرسة حقيقية؟
هُناك العديد من السلبيات الحقيقية لاعتماد أنظمة التعليم عن بُعد في تدريس طلبة المدارس، ومن أبرز هذه السلبيات ما يأتي:
- بعض الفصول لا تُلائم التعليم عن بُعد: ينبغي على الطلبة حضور بعض الفصول شخصيًا للاستفادة منها بشكل فعليّ؛ ومنها الفصول العملية لتجارب العلوم، وكذلك فصول المهارات اليدوية؛ مثل النجارة وغيرها.
- انخفاض التواصل: لا تُوفّر أنظمة التعليم عن بُعد تجربة التواصل التي تُوفرها تجربة الذهاب إلى الصرح التعليمي بشكل شخصي؛ إذ إنّ نظام التعلّم عن بُعد يفتقر إلى التفاعل الاجتماعي عادةً ويُقلّل التفاعل بين الطلبة والمُدرسين.
- عوامل التشتيت: يجد الطالب عددًا كبيرًا من عوامل التشتيت عند الدراسة في المَنزل؛ فإن بعض الطلبة يتحدثون مع أصدقائهم أثناء الدراسة أو يشتغلون ببعض الأمور الأُخرى، ولا تُوجد هذه المُشتتات في نظام التعليم المُباشر.
ما هي أهمية التعليم عن بُعد؟
ازدادت أهمية التعليم عن بُعد في الآونة الأخيرة بشكل كبير للمُحافظة على سلامة المُتعلّمين بُعد تفشي وباء كوفيد-19 وصعوبة الذهاب إلى المرافق التعليمية؛ بسبب سرعة انتشار هذا الوباء بين المُخالطين. كما تتمثّل أهمية هذا النوع من أنواع التعليم في تمكين الأفراد ذوي المسؤوليات المُختلفة من الحصول على حقّهم في التعليم مع اعتنائهم بمسؤولياتهم، سواءً كانت مسؤولية مِهنية أو تعليمية وغير ذلك، كما أنها تُساعد ذوي الاحتياجات الخاصة بمُتابعة التعليم من المَنزل وتجاوز كثيرٍ من العَقبات التي تُواجههم عند الذهاب إلى مرافق التعليم الوجاهي.
كيف يتم الحصول على مميّزات التعليم عن بُعد بنجاح؟
تُوجد الكثير من الإرشادات والنصائح التي يُمكنها المُساعدة في نجاح التعليم عن بُعد والحصول على المُميّزات المَرجوّة من هذا التعليم، وفيما يأتي بعضًا من هذه الإرشادات:
- المُثابرة: على الطالب المُثابرة ومُحاولة تجاوز جميع العقبات التي يُواجهها أثناء الدراسة عن بُعد، بالإضافة إلى طلب المُساعدة عند الحاجة إلى ذلك وعدم التوقّف عن النجاح والتقدّم بشكل مُستمر عند التعرّض إلى أيّ من العقبات.
- امتلاك مهارات إدارة الوقت: يجب على كافة المُتعلّمين إدارة أوقاتهم بشكل فعّال ووضع جدول مُنضبط لمُتابعة الدراسة وعدم تأخيرها والتسويف فيها حتى يستطيع النجاح في التعلّم عن بُعد.
- التمتّع بمهارات الاتصال: ينبغي على الطالب التمتّع بمهارات التواصل الفعّال عبر شبكة الإنترنت حتى يتمكّن من التحدث مع الآخرين والحصول على المُساعدات التي يحتاجها في إكمال الدراسة على النحو المَطلوب.
- المهارات التقنية القياسية: لا بُدّ من تعلّم المهارات التقنية الأساسية في استخدام الحاسوب لنجاح الدراسة عن بُعد، وتشمل هذه المهارات طريقة تثبيت البرامج وكيفية استخدام برامج مُعالجة النصوص وتصفّح شبكة الإنترنت وإنشاء المُستندات الجديدة.
- القراءة والكتابة: إنّ القراءة والكتابة طريقة التواصل الأساسية في تقنيات التعليم عن بُعد؛ لذلك ينبغي على الطالب تعزيز مهارات القراءة والكتابة لديه بالاعتماد على أجهزة الحاسوب والاعتياد على القراءة من خلال شاشة الحاسوب.
- قوة الدافع: يعتمد نجاح الطالب في مُتابعة التعليم عن بُعد على المُحفّزات الداخلية وقوة الدافع التي تُحفّزه على استكمال الدراسة، ومن الدوافع التي تؤدي إلى الدراسة بجد مُحاولة تحسين المنزلة الوظيفية بُعد انتهاء الدراسة والحصول على الشهادة.
- البيئة الدراسية الجيدة: لا بُدّ من توفير بيئة دراسية جيدة بعيدة عن المُلهيات والمُشتتات؛ كألعاب الفيديو أو الهاتف، فعلى الرغم من أهمية التعليم عن بُعد إلّا إنّه يصعُب على الطالب العثور على بيئة جيدة لنجاحه في الدراسة كثيرًا من الأحيان.
اقرأ أيضًا:
هل تنظيم وقت الدراسة مفيد حقًا؟
هل تعليم اللغة الإنجليزية أونلاين فعال؟
