تحقيق مسبار
العناية بالفم والأسنان من أهم أساليب الحفاظ على الصحة العامة وأول خطوة في الحياة الصحية المثالية الخالية من المشاكل؛ إذ تتنوّع طرق تنظيف الفم والأسنان التي تبدأ من الفرشاة والخيط وتنتهي بتغيير النظام الغذائي وتناول أو تجنّب أنواع معينة من الطعام. في مقالنا هذا سنتحدث عن طرق وأهمية العناية بالأسنان وتأثيرها على الحدّ من انتشار فايروس كورونا بحسب دراسات وأبحاث علمية مُؤكّدة.
هل العناية بالأسنان تُقلّل من انتشار كورونا؟
إنّ العناية المُستمرة في الفم تُقلّل من انتشار فايروس كورونا؛ لأن استخدام معجون الأسنان وغسولات الفم تُقلّل بشكل كبير من الفايروسات والبكتيريا المُنتشرة في الفم؛ لأن معظم الفايروسات تنتقل عن طريق اللعاب؛ لذلك فإن تنظيف الفم أكثر من مرة يوميًا يُقلّل من تواجد فايروس كورونا في الفم؛ إذ تحتوي منتجات تنظيف الأسنان مثل المعجون والغسولات، على مواد مُضادّة للجراثيم والفايروسات وهذا يقضي عليه قبل دخوله إلى الجهاز التنفسي، لكن للحصول على هذه الفائدة يجب تنظيف الفم والأسنان 3 أو 4 مرات يوميًا؛ لأن مفعول هذه المنظفات يستمر لمدة 3 ساعات تقريبًا.
وقد أظهرت مجموعة من الدراسات أن استخدام بعض أنواع غسولات الفم يُقلّل بشكل مؤقت من وجود فايروس كورونا في اللعاب لمدّة تتراوح بين 30-60 دقيقة؛ لأنها تُدمّر غلاف الفايروس اللازم للارتباط بخلايا الفم، لكن يجب إدراك أن إزالة الفايروس من اللعاب لا تعني العلاج من كورونا بل فقط منع انتشار العدوى.
طُرق العناية بالفم والأسنان وتأثيرها على انتشار كورونا
أظهرت دراسات حديثة أن مشاركة فراشي الأسنان والمعجون أو وضعها معًا في نفس الوعاء يُساعد في انتشار فايروس كورونا، كما حثّت الدراسة على ضرورة تغيير فرشاة الأسنان بعد الإصابة لتقليل انتشار الفايروس؛ ذلك بسبب وجود العديد من الفايروسات والبكتيريا في الفم التي تنتقل عن طريقها، هذا لا ينطبق فقط على كورونا بل يرتبط بالأمراض الأخرى؛ مثل نزلات البرد والإنفلونزا وأمراض الكبد؛ إذ وجد الباحثون أنّ 66% من مُصابي كورونا ينقلوا الفايروس لأفراد الأسرة عن طريق مشاركة وعاء الفراشي، كما أنّ 30% من الإصابات حدثت بسبب استخدام نفس أنبوب معجون الأسنان، كما أشارت إلى أن تعقيم الفرشاة باستخدام غسول الفم يُقلّل العدوى بنسبة تصل إلى 39%.
ما هي أهمية العناية بالفم والأسنان؟
يُعاني العديد من الأشخاص من أمراض الأسنان؛ ومنها التسوّس، وبحسب تقارير منظمة الصحة العالمية؛ يُعاني 60-90% من أطفال المدارس من أحد أنواع تلوّث الأسنان، كما يُعاني 30% من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 35- 44 عامًا من أمراض اللثة، لكن الخطورة تكمُن في تطوّر مشاكل الفم واللثة وتحوّلها إلى سرطان الفم، ومن أهم طرق الحدّ من أمراض الفم والأسنان ما يلي:
- تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون: إذ يُفضّل استخدام معجون الأسنان الذي يحتوي على الفلورايد مرتين يوميًا.
- تنظيف الأسنان بالخيط: يُمكن استخدام الخيط مرةً واحدةً يوميًا.
- تقليل تناول السُكّر: حيث يعتبر السُكّر من أهم مُسببات التسوّس.
- تناول نظام غذائي صحي: إذ يُنصح باحتواء النظام الغذائي على كميات من الخضار والفواكه؛ لتزويد الجسم بالمعادن والفيتامينات الضرورية.
أعراض مشاكل الفم والأسنان
يجب الاهتمام والعناية بالفم والأسنان قبل حدوث المشاكل وظهور الأعراض المختلفة المتمثلة فيما يلي:
- ظهور التقرّحات في الفم التي تظهر على شكل مناطق مؤلمة.
- توّرم اللثة أو النزيف بعد تنظيف الأسنان.
- ظهور رائحة كريهة بالفم.
- ألم في الأسنان خصوصًا عند تناول الأشياء الساخنة أو الباردة.
- ألم عند المضغ.
- انتفاخ الوجه.
- انكسار الأسنان وتشقّقها.
- جفاف الفم.
أسباب أمراض الفم والأسنان
يجمع تجويف الفم أنواعًا مختلفة من البكتيريا والفايروسات والفطريات وتكون غير ضارّةً، لكن أحيانًا ومع اختلاف النظام الغذائي تتكاثر البكتيريا على خطّ اللثة مُكوّنةً البلاك الذي يتصلّب وينتشر في الفم مسببًا التهاب اللثة، ثمّ يُسبب لاحقًا ابتعاد اللثة عن الأسنان وخلق جيوب يتجمّع فيها القيح، وهذا يحدث نتيجة مجموعة من العوامل والأسباب؛ منها:
- التدخين.
- طريقة تنظيف الأسنان الخاطئة.
- تناول السُكّريات بكثرة.
- الإصابة بمرض السكّري.
- استخدام بعض أنواع الأدوية التي تؤثر سلبًا على كمية اللعاب في الفم.
- العوامل الوراثية.
- انتشار العدوى والإصابة بأحد الفايروسات؛ مثل فايروس الإيدز.
- اختلاف الهرمونات عند النساء في مراحل معينة.
- القيء الناتج عن حمض المعدة.
تشخيص أمراض الفم والأسنان
يتم تشخيص معظم أمراض الفم والأسنان بعِدّة طرق وباتباع عِدّة خطوات يُذكر منها ما يلي:
- التصوير: إذ يتم مبدئيًا تصوير الأسنان بالأشعة السينية أو الأشعة فوق البنفسجية.
- الفحص: عن طريق الأدوات التي تقيس الجيوب في اللثة وتُحدّد وجود التهاب أو انحسار في اللثة، كما يُمكن أخذ خزعة من اللثة عن طريق إزالة نسيج منها للتأكّد من وجود خلايا سرطانية.
ما هي أنواع أمراض الأسنان؟
يُصاب الأشخاص عادةً بمرض أو أكثر من أمراض الأسنان، التي تؤثر على الصحة العامة خلال مراحل الحياة المختلفة؛ ومن أهم هذه الأمراض:
- تسوّس الأسنان: أو ثقوب الأسنان التي تُصيب العديد من الناس لأسباب متنوعة أهمها انتشار بكتيريا الأسنان؛ بسبب الحمض أو أنواع الغذاء المختلفة، وهذا يُسبب أضرارًا متنوعةً.
- أمراض اللثة: أو التهابات اللثة، وتحدث نتيجة انتشار البلاك الموجود على الأسنان؛ بسبب استخدام الفرشاة أو الخيط بطريقة خاطئة، وهذا يُسبّب تورم اللثة ونزيفها وقد يؤثر على دواعم السن، ومن ثمّ انتقال الالتهاب إلى الفك والعظام.
- تشقّق الأسنان أو تكسرها: بعض الأطعمة تُسبب تكّسر الأسنان وتشقّقها وهذا يُسبب العديد من الآلام.
- حساسيّة الأسنان: وهي الشعور بوخزات أو ألم عند تناول الأطعمة الساخنة أو الباردة ويحدث لعِدّة أسباب؛ منها وجود قناة جذر (عصب السن) أو حشوات تالفة أو بسبب انحسار اللثة، فيما يُعاني البعض من حساسية الأسنان بسبب ترقّق مينا الأسنان.
كيفية العناية بالفم والأسنان
تختلف طرق تنظيف الأسنان؛ فمنها طرق يتم ممارستها يوميًا، ومنها طرق تتم في العيادة وعلى يد طبيب مُختصّ مرتين أو أكثر سنويًا، لكن في حال ظهور أعراض الأمراض المتنوعة يجب استخدام طرق أُخرى للعلاج، ومن طرق العناية ما يلي:
- التنظيف: يجب تنظيف الأسنان يوميًا عن طريق الفرشاة والخيط وهذا سيُقلّل من ظهور الجير.
- علاجات الفلورايد: يُعتبر الفلورايد معدنًا طبيعيًا يتم تطبيقه على الأسنان لمحاربة التسوّس؛ إذ يعمل على تقوية مينا الأسنان لتكون أكثر مقاومةً للحمض والبكتيريا.
- المُضادات الحيوية: يتم استخدام مُضادات الالتهاب في حال ظهور أعراض الالتهابات على اللثة أو في حال وجود خراجات الأسنان، وهذه المضادات تكون على شكل غسول أو على شكل علاج موضعي يُطبق مباشرةً على اللثة.
- الحشوات: تُستخدم الحشوات المتنوعة لتصحيح الثقوب في الأسنان عن طريق زراعة نوع معين من التيجان ليملأ الفراغات في الأسنان.
- قناة الجذر: تُستخدم هذه التقنية في حال وصول تسوّس الأسنان إلى العصب عندها يتم إزالته واستبداله بمادة نسيجيّة ومرنة.
- تناول البروبيوتيك: من المعروف فوائد البروبيوتيك لصحة الجهاز الهضمي، لكن فوائده لا تقتصر على ذلك فقط بل تتعداها للأسنان واللثة؛ إذ تُقلّل من الترسبات ورائحة الفم الكريهة، ويُمكن الحصول عليها عن طريق تناول أنواع معينة من الطعام.
- جراحة الفم والأسنان: هذه الخيارات المتقدمة تُستخدم في علاج الحالات الخطيرة من أمراض اللثة؛ ومنها إصلاح أو استبدال الأسنان المفقودة، ومن هذه الجراحات:
- جراحة السديلة: وهي نوع من جراحات اللثة، تّستخدم لإزالة الجير والبكتيريا من تحت اللثة عن طريق عمل قطع صغيرة في اللثة أو فصل اللثة عن الأسنان وإعادتها للخلف؛ ليتمكّن الجراح من إزالة الجير والبكتيريا.
- ترقيع العظام: هذه العمليات تحدُث لإصلاح العظام المُحيطة بجذر السن.
- ترقيع الأنسجة الرخوة: وهي طريقة تُستخدم في حالات انحسار اللثة.
- قلع الأسنان: وهي طريقة تُستخدم في بعض الحالات؛ مثل ضروس العقل أو في حال تلف الأسنان بالكامل.
- زراعة الأسنان: تُستخدم لتعويض الأسنان المفقودة بطرق متنوعة.
طرق العناية بالفم والأسنان الأُخرى
يُمكن العناية بالفم والأسنان عن طريق اتباع مجموعة من الإرشادات والطرق أهمها:
- استخدام خيط الأسنان مرةً واحدةً يوميًا.
- تنظيف الأسنان مرةً كلّ 6 أشهر على يد طبيب الأسنان؛ إذ يتم إزالة الجير من أعلى اللثة وأسفلها.
- الحدّ من تناول بعض الأطعمة؛ إذ يجب الحدّ من أنواع معينة من الطعام التي تؤثر على طبيعة الأسنان وكمية البكتيريا في الأسنان؛ ومن هذه الأطعمة:
- التوابل المتنوعة.
- صلصة الباربكيو والكاتشب.
- الأطعمة المُحتوية على السكّريات؛ ومنها شرائح الفواكه والعصائر.
- الزبادي المُنكّهة.
- المشروبات الغازية.
العناية بالفم والأسنان للأطفال
إنّ الأطفال أكثر عُرضةً لتسوّس الأسنان بسبب تناولهم أغذيةً غنيةً بالسكّر، كما أن الأطفال المعتادين على زجاجة الحليب مُعرّضين بشكل أكبر للتسوّس؛ لذلك يجب اتباع بعض النصائح والإرشادات لِتقليل تسوس الأسنان لديهم ومن هذه النصائح:
- تنظيم أوقات زجاجات الحليب؛ إذ يمكن إعطائها للطفل في وقت الوجبات فقط.
- فُطام الطفل عن الزجاجة بحلول العام.
- استخدام فرشاة الأسنان بمجرد ظهور الأسنان، لكن يجب البدء باستخدام الماء فقط حتى لا يبتلع الطفل المعجون.
- زيارة طبيب الأسنان بانتظام.
ما هي أهم منتجات العناية بالفم؟
تتوفر في الأسواق مجموعة كبيرة من منتجات تنظيف الأسنان؛ منها:
- أقراص معجون الأسنان: تُعتبر أقراص معجون الأسنان الخيار الأفضل والبديل لمعاجين الأسنان البلاستيكية، التي تحتوي على أقراص من الفحم أو النعناع موضوعةً بعلبة ألمنيوم قابلة لإعادة التدوير، ويدخل في مكوّناتها عِدّة مواد طبيعية؛ مثل صودا الخبز وزيت جوز الهند والصبّار والإكسيليتول، لكنها بالمجمل خالية من الفلورايد المُستبدل بمادة نانو هيدروكسيباتيت، وهذه الأقراص مُصرّحة منذ ثمانينات القرن الماضي وتمنع التسوّس بفعالية، بالإضافة إلى تبييض الأسنان وإعادة تمعدن المينا وتنشيط التنفس، كما أنّها تتميّز بتقليل الحساسية.
- معاجين الأسنان المُستدامة: تتميّز بأنّها صديقةً للبيئة؛ بسبب خلوّها من البلاستيك، وتتكوّن من مجموعة مواد؛ منها النانو هيدروكسيباتيت الذي يساعد على إعادة تمعدن المينا ويمنع الحساسية، بالإضافة إلى ملح الخيزران الذي يُعزّز صحة اللثة. وتتميّز هذه المعاجين بخلوّها من المواد الكيميائية التي عادةً ما تكون موجودة في معجون الأسنان؛ مثل كبريتات لوريل الصوديوم وصمغ السليلوز والبولي إيثيلين جلايكول والكاراجينان، كما أنها تخلو من المواد الملوّنة والنكهات.
- فرشاة أسنان كهربائية مُستدامة: تُعتبر مُستدامةً بسبب تقليل النفايات البلاستيكية؛ لأنّه لا حاجة لاستبدالها بالكامل بل يكفي تغيير الرأس كلّ بضعة أشهر، كما تتميّز بسهولة نقلها بسبب وجود حقيبة خاصة بها، ويتم شحنها عن طريق وصلة USB وتمتلك عِدّة رؤوس للوصول لجميع مناطق الأسنان.
- فرشاة أسنان مُستدامة من الخيزران: حيث يتم صناعة هذه الفُرشاة من الخيزران؛ لذلك فهي مستدامة؛ لأنه يمكن تحويلها إلى سماد طبيعي بفضل مكوّناتها الطبيعية وعليه فإنها فلا تضرّ بالبيئة مثل البلاستيك، كما أن شُعيراتها مصنوعة من حبوب الخروع وهي خالية من المواد الكيماوية والمبيدات الحشرية.
اقرأ/ي أيضًا:
هل لصقات تبييض الأسنان مفيدة فعلاً؟