تحقيق مسبار
تتعدّد مميّزات المُرشد السياحي الذي يُمكن اعتباره مُتخصّصًا في المجال السياحي والواجهة السياحية الأُولى للبلد؛ لأنّه يعمل بشكل مباشر مع السيّاح من مختلف الدول ويعمل على تنظيم الرحلات السياحية المتكاملة وقيادتها وتقديم معلومات أساسيّة تاريخيّة عن المناطق الأثريّة والمعالم الهامّة؛ لذلك فهي مهنة بحاجة إلى مجموعة من المزايا والمهارات والدورات التدريبية لاحترافها بشكل فعّال. هُنا سنتحدث عن أهم المزايا والمواصفات الواجب توافرها في المُرشد وفق أبحاث ودراسات مُؤكّدة.
هل يوجد مميّزات للمُرشد السياحي الناجح؟
نعم بالتأكيد تتعدّد مميّزات المُرشد السياحي التي تُساعد في اختياره من قبل شركات السفر وخطوط الرحلات البريّة والجويّة والبحريّة؛ إذ يعمل المُرشد على قيادة الرحلة السياحيّة بالكامل وتمكين السيّاح من رؤية أفضل الأماكن السياحية وتحسين تجربتهم مع المواقع المتنوعة؛ لذلك يجب أن يتحلّى بمجموعة من المزايا والصفات؛ أهمّها:
- المعرفة المحليّة: يتم اختيار المُرشد السياحي من البيئة المحليّة ليكون على اطلاع عام بأفضل الأماكن السياحية وميّزاتها وطُرق الوصول لها، ثم يتم إخضاعه إلى مجموعة من الدورات التدريبية المُعتمدة للتعرّف على الأماكن السياحية ودراسة تاريخ المناطق؛ ليتمكّن من الإجابة عن كافة تساؤلات السيّاح بطرق علميّة مُؤكّدة وتقديم معلومات حقيقيّة وواقعيّة؛ إلّا إنّه في بعض الحالات يتم تعيين مُرشدين من دول أُخرى بعد إخضاعهم أيضًا لدورات مُكثّفة للتعرّف على ثقافة البلد وتاريخها.
- القدرة على حلّ المشاكل: من أهم مميّزات المُرشد السياحي أن يتمتع بالقدرة على التعامل مع الصعوبات التي تواجه السيّاح بالعادة؛ مثل إمكانية الحصول على تصاريح لدخول أماكن مُعيّنة أو الصيد أو التخييم، كما يعمل على تأمين الرحلات وتوفير الحماية للسيّاح من مخاطر الغش والخداع التي من المُمكن مواجهتها من قبل التجّار وسائقي السيّارات.
- توفير الأمان: يجب أن يتمتّع المُرشد بالمعرفة الكافية بتضاريس المناطق وأن يُؤمّن الحماية للسيّاح خلال الأنشطة المتنوعة؛ مثل تسلّق الجبال والغوص والأنشطة الأُخرى، كما يجب أن يكون مُدركًا لمناطق الخطر، وفي بعض الحالات يتم تدريبهم على الإسعافات الأولية.
- التنظيم: يجب أن يتمتّع المُرشد السياحي المُحترف بقدر من التنظيم؛ ليتمكّن من التخطيط للرحلات المتنوعة وضمان توفير الوقت من خلال إجراء الحجوزات بالطريقة الصحيحة، كما يجب أن يكون مُدركًا لكافة القوانين في المناطق السياحية.
- التصرّف السريع: يجب أن يتمتّع المُرشد السياحي الجيّد بالقدرة على حلّ مُختلف المشاكل التي يتعرّض إليّها الزوّار أحيانًا بشكل سريع؛ مثل تعطّل الحافلة أو إغلاق المنتزه أو توقّف الرحلة بسبب سوء الأحوال الجوية؛ لذلك يجب أن يكون لديه خُططًا بديلةً تُستخدم وقت الأزمات.
ما هو دور المُرشد السياحي؟
يُعتبر المُرشد السياحي أوّل من يستقبل الزوار وآخر من يُودعهم؛ لذلك يُمكن اعتباره واجهة البلد بالنسبة للسيّاح والضمان الحقيقي لتكرار التجربة السياحيّة؛ لذا فإنّ مميّزات المُرشد السياحي تُؤثّر على رضا السيّاح وراحتهم؛ لأنّ جميع أنشطتهم تكون من خلاله؛ مثل التسوّق واختيار المطاعم والأنشطة الترفيهية والرياضية المتنوعة، هذا يُلقي على عاتقه مسؤوليات أكبر لتوفير سُبل الراحة والمُتعة للسيّاح بكافة الطُرق المُمكنة؛ فنجاح الرحلة يتحدّد بمجموعة من العوامل أهمّها المُتعة والأمان، وهذا يجعل عملية اختيار المُرشدّين تخضع لمجموعة من القوانين ولا تتم بشكل عشوائيّ، بالرغم من أن الكثير منهم يعمل لحسابه الخاص إلّا إنّ المُرخصين يخضعون لدورات تدريبية وتقييمات مُتكرّرة، كما أنهم يتبعون لمكاتب خاصة تُحدّد المُرشد الناجح من غيره، ومن أهم مهامّه:
- استقبال السيّاح: يبدأ دور المُرشد السياحي في استقبال السيّاح من المطار وتوجيههم إلى الفنادق أو مناطق السكن بحسب حجوزاتهم، ثم إنشاء مُخطط الرحلة الذي يتناسب معهم، وهذا يتطلّب منه الإلمام والمعرفة بالمناطق السياحيّة كافة.
- إجراء الحجوزات: يتوجّب عليه إجراء الحجوزات للحدائق والمُنتزهات العامّة أو الأماكن التي تحتاج إلى حجوزات مُسبقة.
- اختيار المطاعم: من مهام المُرشد أيضًا اختيار المطاعم المناسبة للسيّاح وتوفير عِدّة خيارات لهم.
- توجيه السيّاح للأسواق: أيضًا من مهامه توجيه السيّاح للأسواق لشراء الهدايا التذكارية المتنوعة مع الحرص على اختيار الأسواق المناسبة من حيث الأسعار وحمايتهم من الاحتيال.
- توديع السيّاح: أخيرًا يعمل المُرشد على إعادة السيّاح إلى المطار لتوديعهم وإنهاء جولتهم السياحية.
ما هي شروط المُرشد السياحي؟
مميّزات المُرشد السياحي تُؤثّر على مدى نجاح الرحلة السياحيّة ورضا السيّاح عن الدولة؛ لذلك يجب أن يتوفر فيه مجموعةً من الشروط والمواصفات، كما أن مهنته تتطلّب تقديم معلومات دقيقة وحقائق عن المنطقة السياحيّة، هذا يتطلّب منه الدراسة والقراءة بشكل مُكثّف في تاريخ المناطق السياحية، لكن يجب الانتباه إلى أن الشروط والمُؤهلات تختلف من دولة إلى أُخرى؛ فبعض الدول تتطلّب إصدار رُخص معينة لمزاولة المهنة وبعضها تكون متطلباتها أقل. هنا سنتحدث عن أهم الشروط الواجب توافرها في معظم الدول؛ وهي:
- الشهادة الجامعيّة: تشترط العديد من الشركات على المُرشد السياحي أن يكون حاصلًا على شهادة جامعيّة في أحد التخصّصات السياحيّة أو العلوم المُرتبطة بها؛ إذ يُوجد في معظم الجامعات العالمية تخصص يُسمّى الإرشاد السياحي، كما أن بعضها تكتفي بشهادة الدراسة الثانوية، لكن في الحالتين تتطلّب أن يلتحق بعِدّة دورات تدريبية في مجال السياحة، ومعظم الشركات السياحيّة تطلب خبرةً في مزاولة المهنة لا تقلّ عن 3 سنوات.
- التفرّغ التام للمهنة: يجب أن يكون متفرغًا للقيام بالرحلات في أيّ وقت، وأن يكون مُستعدًا للرحلات الطويلة التي تستمر لعدّة أيام.
- اللغة: يُشترط على المُرشد السياحي الناجح أن يجيد التكلّم والكتابة بلغة أجنبية واحدة على الأقل غير لغته الأم، وكُلّما أتقن لغات أكثر كانت درجة احترافيته أعلى وفرصهُ في العمل أكبر.
- العلم بالقوانين: أن يكون على عِلم بالقوانين السياحيّة في بلده والأنظمة المُختلفة والمواقع المسموح والمحظور زيارتها والعديد من القوانين التي تضمن عدم وقوع السيّاح في المشاكل.
ما هي مواصفات المُرشد السياحي؟
يجب أن يتمتّع المُرشد السياحي الناجح بمجموعة من المهارات التي تميزّه عن غيره؛ ومن أهمّها:
- مهارات الاتصال والتواصل: يجب أن يتمتّع المُرشد بالقدرة على التواصل مع المحيطين بصورة يوميّة والقدرة على التواصل مع المجموعات الكبيرة والصغيرة بنفس القدر، كما يجب أن يتمتّع بالقدرة على التحدّث أمام الجمهور بشكل واضح وصوت مرتفع ويتحلّى بالصبر للاستماع لكافة أسئلتهم، وبالمجمل عليه أن يكون مُحاورًا جيّدًا.
- الجرأة: يجب أن يتحلّى المُرشد السياحي بقدر من الجرأة ليتمكّن من التعامل مع المجموعات المتنوعة والقدرة على التعامل مع الغرباء بشكل أفضل، وهذا يُمكّنه من فهم الأسئلة المطروحة والإجابة عليها بسهولة، كما عليه أن يكون خبيرًا في الخروج من الأزمات والقدرة على تحويل الحوار للشكل الذي يريد وأن لا يُربكه سؤال محرج مثلًا.
- الذاكرة الحديدية: يجب أن يتمتّع المُرشد السياحي بذاكرة قوية ليتمكّن من حفظ المعلومات التاريخية والتواريخ المُهمّة عن كلّ منطقة وأن يكون قادرًا على مواجهة الأسئلة المتنوعة دون الرجوع للمراجع والكُتيّبات، وهذه مهارة تحتاج إلى تدريب طويل ودراسة مُتتابعة.
- الشغف والحب: أفضل ميزة للمُرشد الشغف والحب لمهنته، هذا يساعده على القيام بأشياء جديدة يوميًا وإظهار مهارات مختلفة أيضًا.
- القدرة على إدارة الحوار: يجب أن يتمتّع المُرشد بمهارات تُمكّنه من الارتجال وإدارة الحوار حسب المطلوب، كما أن التعليقات السياحيّة المتنوعة في الأوقات المُختلفة تُساعد على زيادة حماسة الرحلة ومُتعتها.
- الالتزام بالمواعيد: تُعتبر هذه من مهام ومميّزات المُرشد السياحي على حدٍّ سواء؛ إذ يتوجّب عليه أن يتحلّى بقدر كبير من الالتزام بالمواعيد والانضباط والقدرة على إتمام وإنهاء الجوّلات السياحيّة في الوقت المُحدّد.
- العلاقات القوية: يجب أن ينشيء المُرشد السياحي علاقات قوية مع السُكان المحليّين والتجّار، وهذا يزيد من مهاراته ومميّزاته عن طريق تقديم عروض مميزة للسيّاح أو مساعدتهم في أمور مُعيّنة.
- المعرفة بالطُرق: يجب أن يكون المُرشد السياحي على إلمام بالطرق ليتمكّن من إيصال السيّاح إلى وجهاتهم بسهولة.
ما هي مواصفات المُرشد السياحي المُحترف؟
يتمتّع المُرشد المُحترف بمهارات أعلى ومواصفات أفضل من المُرشد العادي؛ وذلك نتيجة خضوعه لمجموعة من الدورات المُتخصّصة في مجال التراث والتاريخ واللغة؛ إذ يتوجّب عليه إتقان عِدّة لُغات ليتمكّن من التواصل مع السيّاح من كلّ الدول والتعامل مع ثقافاتهم المختلفة؛ إذ لا يقتصر دوره على تعريف السيّاح بالمعالم الأثرية بل في صناعة السيّاحة عن طريق إجراء البحوث المُطوّلة عن التراث والتاريخ وكلّ ما يتعلّق بالمنطقة، وهذا يتطلّب منه تطوير مهاراته اللغويّة وطُرق تواصله مع السيّاح، والمعروف أن المُرشدين السياحيين يُقسّمون لعِدّة أنواع بحسب طبيعة الوجهات السياحية التي يستطيع تغطيتها، ومن أهم هذه الأنواع:
- المُرشد التُراثي: وهو المُتخصّص في الحديث عن المناطق التراثية والأحداث التاريخية.
- المُرشد الثقافي: هذا النوع يُقدّم للسائح معلومات ثقافية عن المنطقة تتمثّل في أسلوب الحياة المُتّبَع والعادات والتقاليد والأزياء الموجودة، وهذا يتطلّب إلمامًا بالمنطقة بشكل كامل.
- مُرشد رحلات الصيد: يختصّ برحلات السفاري والتخييم.
- مُرشد المغامرات: يتخصّص برحلات المغامرات مثل تسلّق الجبال، وعليه أن يكون على دراية بالقوانين واللوائح والأنظمة في المنطقة.
- مُرشد الأعمال: يُرافق رجال الأعمال في الاجتماعات والمؤتمرات.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يؤثر مكان جزر المالديف على مناخها؟
هل هنالك نصائح لضمان المتعة في السفر؟