` `

هل يوجد فرق بين قوة الشخصية والثقة بالنفس؟

صحة
3 فبراير 2022
هل يوجد فرق بين قوة الشخصية والثقة بالنفس؟
يُعد الفُضول من علامات قوّة الشخصية التي ترتبط مع الحِكمة (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يهدف هذا المقال إلى بيان الفرق بين قوة الشخصية والثقة بالنفس، بالإضافة إلى ذكر بعض العبارات التي تستطيع مُساعدة المرء على زيادة ثقته بنفسه، ويتطرّق المقال كذلك إلى الكثير من الإرشادات التي تُسهم في زيادة الثقة بالنفس، ذلك إلى جانب بيان الدرجات المُختلفة للثقة بالنفس مع ذكر عِدّة من الفوائد لزيادة ثقة المرء بنفسه أيضًا.

هل يوجد فرق بين قوة الشخصية والثقة بالنفس؟

يُشير مُصطلح قوّة الشخصية إلى مجموعة من الخصائص والصفات الإيجابية التي يتمتّع بها الإنسان وتُظهر نقاط القوة الكامنة في أنفسهم. بينما تدلّ الثقة بالنفس على تقبّل النفس والشعور بالسيّطرة في المواقف المُختلفة، إلى جانب معرفة نقاط القوّة التي تتمتع بها النفس ونقاط الضعف التي تُعاني منها بشكل جيّد والتعامل معها كما ينبغي، هذا يعني أن هُناك فرقًا بين مُصطلح الثقة بالنفس ومُصطلح قوّة الشخصية.

صورة متعلقة توضيحية

ما هي أبرز علامات قوّة الشخصية؟

يوجد عددٌ كبيرٌ من العَلامات التي تُشير إلى قوة الشخصية عند الإنسان، وأبرزها العَلامات الآتية:

  • الإبداع: يُساعد الإبداعُ الإنسانَ على التفكير في طُرق جديدة لإنجاز المُهمّات المُختلفة خلافًا للطُرق التقليدية، وهي واحدة من العلامات والخصائص التي تُشير إلى قوّة الشخصية.
  • الفُضول: إن الفُضول يعني تعدّد المواضيع التي يهتم بها الإنسان، ويُعد الفُضول من علامات قوّة الشخصية التي ترتبط مع الحِكمة.
  • الانفتاح الذهني: تتمتّع كثيرٌ من الشخصيات القوّية بصفة الانفتاح الذهني، وهي صفةٌ تُشير إلى التفكير في الأشياء المُختلفة حول الإنسان وفحصها من جميع الجَوانب.
  • الصدق: يُعد الصدق من أبرز صفات الشخصية القوية التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا مع الشجاعة، وهو قول الحقيقة وتجنّب إخفائها وقول الكذب بدلًا منها.
  • الشجاعة: تتقبّل الشخصية القوية جميع التحديات دون استسلام، كما تتجاوز هذه الشخصية مُختلف الصعوبات التي تُواجهها، كما أنها لا تتراجع أمام التهديدات.
  • اللطف والمحبّة: يسعى الأفراد الذين يتمتّعون بشخصية قوية إلى تثمين علاقاتهم مع الآخرين والمُحافظة عليها، بالإضافة إلى التلطّف معهم والحنان عليهم وبذل ما ينفعهم.
  • العَمل الجماعي: تستطيع الشخصية القوية التعامل مع الآخرين بروح الفريق دون مُواجهة المشاكل في هذا الشأن، كما أنها تتمتّع بذكاء اجتماعي يُمكنها من إدراك مشاعر الآخرين أيضًا.
  • الإنصاف: يُعد الإنصاف من العلامات التي تدلّ على قوة الشخصية والثقة بالنفس عند الإنسان، وهو مُصطلح يُشير إلى مُعاملة جميع الناس بالعَدل وعدم مُحاباة أحد منهم على حساب الآخرين.
  • القيادة: تستطيع الشخصية القوية قيادة الأنشطة المُختلفة من خلال الترتيب لها والتحقّق من وقوعها حسب ما هو مُخطّط لذلك.
  • الحكمة والتواضع: لا تُكثر الشخصيات القوية ذكر إنجازاتها ونجاحاتها وإنّما تتواضع مع الآخرين وتترك الإنجازات لتتحدّث بنفسها، كما تتمتّع هذه الشخصيات بالحكمة اللازمة لوضع الأشياء في مكانها وتجنّب فعل الأشياء التي يُمكن الندم عليها لاحقًا.
  • الانضباط الذاتي: تتصف الشخصيات القوية عادةً بالانضباط الذاتي، الذي يُمكّن الإنسان من السيّطرة على الشهوات والعَواطف والتعامل معها على النحو الصحيح.

هل هُناك عبارات يمكن استخدامها لزيادة الثقة بالنفس؟

إن العبارات التحفيزيّة من أبرز العبارات التي تُؤدي إلى زيادة الثقة بالنفس كما أثبتت إحدى الدراسات؛ ومنها قول بريغهام يونغ "لماذا يجب أن نقلق بشأن ما يعتقده الآخرون عنا، هل لدينا ثقة في آرائهم أكثر ممّا نثق بآرائنا؟"، وكذلك قول ستيف مارابولي "توقّف عن محاولة إصلاح نفسك؛ أنت لم تنكسر، أنت غير مثالي تمامًا وقويّ بما لا يُقاس"، وفيما يأتي عِدّة عبارات يُمكن للمرء الاعتماد عليها لزيادة ثقته بنفسه أيضًا:

  • أنا أستطيع: ينبغي على المرء تذكير نفسه بأنه يستطيع فعل الأشياء دومًا وتجنّب جميع العبارات التي تُوفر شعورًا سلبيًا؛ بما فيها العبارات حول استحالة فعل شيء من الأشياء أو عدم القدرة على فعله.
  • أنا لا أكره ولكن لا أحب: يُمكن استبدال الكلمات السلبية بكلمات أقل تأثيرًا على النفس؛ ومن ذلك قول بعضهم أنا لا أحب الصعود على المنصة أمام الجمهور بدلًا من قولهم أكره الوقوف أمام الجمهور.
  • يُمكنني فعل الأفضل: يتعرّض الإنسان إلى ارتكاب الأخطاء في بعض الأحيان، وينبغي تذكير النفس في هذه الحالة بقدرتها على فعل الأفضل وعدم التلفّظ بالعبارات التي تُشير إلى عدم القدرة على فعل الأشياء بشكل صحيح.

كيف يُمكن زيادة ثقة المرء بنفسه؟

فيما يأتي بعضًا من الإرشادات التي يُمكنها مساعدة الفرد على زيادة الثقة بنفسه:

  • مُقارنة النفس بلطف: على الفرد التلطّف عند مقارنة نفسه مع الآخرين لتطويرها وتحسين أدائها، إضافةً إلى تجنّب طريقة المُقارنة التي تؤثر على الشعور بشكل سلبي؛ ممّا تؤدي إلى فقدان الثقة بالذات أو احترام النفس.
  • تجنّب الشك بالذات: يجب على الإنسان الابتعاد عن جميع العبارات والأفعال التي تؤدي إلى الشك في قدرات وتُشعره بالدونية مُقارنةً بغيره؛ وذلك لزيادة التفاعل مع الآخرين وتنمية النفس وتطويرها إلى الأفضل مع زيادة الثقة بها.
  • المُجازفة: لا بُدّ من المُجازفة بشكل آمن في بعض المواقف لزيادة الثقة بالنفس؛ ومن ذلك رفع اليد للمشاركة في الفصل الدراسية، أو التطوّع مع الآخرين في بعض الأعمال، أو الانضمام إلى فريق لعرض المَواهب أو غير ذلك.
  • تحدّي النفس: ينبغي على الإنسان تحدّي بعض المَخاوف وممارسة بعض الأنشطة التي تؤثر على شعوره بالراحة؛ حتى يتمكّن من زيادة قوة الشخصية والثقة بالنفس، إلى جانب الاستمرار بممارسة هذه الأنشطة حتى يعتاد عليها ويتخلّص من شعوره السلبي تجاهها.
  • الجُرأة: يجب على الشخص إظهار نفسه كما هي دون الخوف من نقاط الضعف الكامنة فيها وقبولها والتعامل معها، كما ينبغ تجنّب إخفائها والمُراوغة في ذلك كيّ تظهر مثل الآخرين.
  • مُكافأة النفس: لا بُدّ من التعرّف على نقاط القوة في النفس ومعرفة نقاط ضعفها والمُثابرة؛ لتقبّل هذه النقاط والتعايش معها وتجاوز الشعور بعدم الراحة مع مُكافأة النفس عند التقدّم في هذا المجال؛ للاستمرار في طريق زيادة الثقة.
  • صياغة الأهداف الواقعية: يُمكن للشخص وضع أهداف صغيرة قابلة للتنفيذ في البداية؛ لمحاولة زيادة ثقته بنفسه، وعليه أن يتوقّع عدم الوصول إلى الكَمال عند وضع هذه الأهداف؛ فإن المثالية في جميع جوانب الحياة مُستحيلة عادةً.
  • التفكير المَنطقي: لا بُدّ من التمهّل عند الشعور بأيّ من المشاعر الشديدة بعدم الراحة، ثم التفكير منطقيًا في المواقف للتعامل معها بثقة وتجنّب الشعور بعدم الراحة وزيادة الثقة بالنفس.
  • تجاوز التجارب السلبية: يتعرّض جميع الأشخاص إلى الأخطاء أو التجارب التي تتسبّب بشعور سلبي لديهم، وينبغي على المرء تجاوز هذه التجارب والمعرفة بأن التجارب السلبية الماضية يجب أن لا تؤثر على صناعة المُستقبل.

ما هي درجات الثقة بالنفس عند الإنسان؟

يتم تصنيف الثقة بالنفس عند الإنسان ضمن ست درجات كما يأتي:

  • الدرجة الأولى: إن الدرجة الأولى أدنى درجات الثقة بالنفس، ويستطيع المرء عندها القيام بالأنشطة دون الحاجة إلى الإشراف، كما يُمكنه عرض نفسه على الآخرين بقوّة.
  • الدرجة الثانية: يستطيع المرء -عند الوصول إلى هذه الدرجة- مشاركة آرائه مع الآخرين ومُناقشتهم مع تقديم الآراء بثقة عند الطرح، وذلك إلى جانب الوقوف وراء أفكارهم ودعمها بشكل جيد.
  • الدرجة الثالثة: عندما تصل ثقة المرء بنفسه إلى الدرجة الثالثة؛ فإنه يكون قادرًا على حلّ المَشاكل فور ظهورها والتعامل معها من غير حاجة إلى مُشاورة الآخرين مع اتخاذ الإجراءات والقرارات المُناسبة في حقّها.
  • الدرجة الرابعة: في هذه المرحلة يستطيع المرء التعبير عن آرائه واتخاذ القرارات في المواقف الحرجة، بالإضافة إلى المُدافعة عن قراراته إذا طعن الآخرون بها، كما يستطيع الشخص النصّ صراحةً على ثقته بآرائه في هذه المرحلة.
  • الدرجة الخامسة: تُحب النفس المُهمّات الصعبة وتتحمّس إلى التحديات عندما تصل ثقة المرء بها إلى هذه الدرجة، كما يبحث الشخص عن المُهمّات الجديدة ويُحاول الحصول عليها مع تمكّنه من بيان وجهة نظره بوضوح عند النزاعات.
  • الدرجة السادسة: عند الوصول إلى هذه الدرجة من قوة الشخصية والثقة بالنفس يكون الإنسان قادرًا على المُحافظة على ثقته بنفسه في المواقف الصعبة، أو عند التعرّض إلى التوتر، بالإضافة إلى التعامل بإيجابية مع المواقف المرهقة والشديدة.

هل توجد فوائد لزيادة الثقة بالنفس؟

تحتوي القائمة الآتية على أبرز فوائد الثقة بالنفس:

  • تحسّن الأداء: يستطيع المرء القيام بأداء أفضل عند تحسّن ثقته بنفسه؛ وذلك لاستغلال الأوقات في ممارسة الأنشطة وإنجاز المُهمّات المُختلفة بدلًا من إضاعته في القلق من ممارسة هذه الأنشطة والتفكير طويلًا قبل البدء بها.
  • تكوين العلاقات الصحية: تُساعد الثقة في النفس على فهم الآخرين وشعورهم وتُمكن الإنسان من الابتعاد وترك العلاقات الاجتماعية المُختلفة عند الحاجة إلى ذلك؛ ممّا يُسهم في تكوين العلاقات الصحيّة الجيّدة مع الآخرين وترك غيرها من العلاقات.
  • المُرونة: عادةً ما يتمتع المرء بمرونة كبيرة في التعامل مع التحديات والمواقف التي تواجهه في الحياة عندما تزداد ثقته في نفسه، كما أنه يعزّز من القدرة على التعافي عند التعرّض إلى المواقف الصعبة.

ما هو تأثير تدنّي الثقة بالنفس على جودة الحياة؟

يؤثّر تدنّي الثقة بالنّفس إلى عدم احترام الذات، بالإضافة إلى انخفاض مستويات الإدارة للنّفس في التعامل مع المشاكل المُختلفة، وعادةً ما يُصاحب تدنّي ثقة المرء بنفسه العديد من المشاكل الاجتماعية أيضًا؛ ومنها عدم الثّقة بالآخرين والشعور بالدونيّة عن الآخرين وزيادة التحسّس من النّقد، كما يُعاني الأشخاص من الشعور بعدم محبّة الآخرين لهم عند انخفاض ثقتهم بأنفسهم أيضًا، وهو ما يؤثّر على جودة الحياة بشكل مباشر.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يوجد فرق بين التفكير الناقد والإبداعي؟

هل حقائق علم النفس تفسر تصرفات الإنسان؟

هل الإهمال العاطفي يؤثر نفسيًا وجسديًا على الأشخاص؟

هل هناك تقنيات تساعد على التخلص من الضغوط النفسية؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على