تحقيق مسبار
يهدف هذا المقال إلى بيان أبرز الإرشادات للمُحافظة على سلامة المسافرين في حالة الحوادث الجويّة، بالإضافة إلى تزويد القارئ بالعديد من الأسباب التي تؤدي إلى هذا النوع من الحوادث الخطيرة، ويتطرّق المقال كذلك إلى إرشادات السلامة أثناء رحلات الطيران؛ لضمان عدم التعرّض إلى أيّ من الإصابات أثناء الإقلاع أو الهبوط أو ظروف الطيران الاعتيادية الأُخرى.
هل يمكن النجاة من الحوادث الجويّة؟
يمكن للمسافرين النجاة من الحوادث الجويّة في العديد من الأحيان؛ إلّا إنّ على المُسافر اتباع تعليمات قائد الطيارة والالتزام بإرشادات السلامة عند التعرّض إلى أيّ حادث؛ لزيادة فُرص النجاة أو التقليل من نسبة الأضرار المُحتملة. ويجدر الذكر بأن هُناك الكثير من الحوادث الجويّة التي نجا فيها الجميع؛ ومنها حادثة سقوط طائرة الركاب الأمريكية في المُحيط الهادئ عام 2019، بالإضافة إلى حادثة تحطّم طائرة الرُكّاب الأمريكية على ساحل مدينة ميامي في ولاية فلوريدا.
ما هي إرشادات النجاة من الحوادث الجويّة؟
هُناك كثيرٌ من الإرشادات التي تُساعد في النجاة عند التعرّض إلى الحوادث الجويّة؛ ومنها ما يأتي:
- قراءة تعليمات السلامة: لا بُدّ من قراءة تعليمات السلامة قبل الصعود إلى الطائرة في كلّ مرّة، ولا يكفي قراءة التعليمات قبل الصعود إلى طائرة دون أُخرى؛ ذلك لأن التعليمات تتغيّر أحيانًا نتيجةً للاختلاف بين الطائرات.
- التزام أوامر فريق الطائرة: عادةً ما يتم تدريب فريق الطائرة للتعامل مع الحوادث المُختلفة ومُساعدة الركّاب على النجاة؛ لذلك فإنه من الضروري التزام أيّ تعليمات تصدر عن فريق العمل في الطائرة؛ للحدّ من الإصابات الناتجة عن الحوادث الجويّة.
- ارتداء الملابس المُناسبة: على المسافر التفكير جيدًا فيما يُلبس قبل الصعود إلى الطائرة؛ ليتمكّن من التعامل مع الحوادث الجويّة؛ ذلك من خلال ارتداء الأحذية والملابس التي يستطيع الركض فيها، إضافةً إلى تجنّب جميع الألبسة غير المناسبة؛ مثل الأحذية ذات الكعب العالي.
- الاستعداد للهبوط الاضطراري: لا بُدّ من معرفة الطريقة الصحيحة للتعامل مع الهبوط الاضطراري عند التعرّض إلى الحوادث الجويّة؛ لتجنّب الإصابات في هذه الحالة. وتختلف طريقة الاستعداد للهبوط الاضطراري على النحو الآتي:
- عند وجود مقعد في الأمام: إذا وُجد مقعد أمام المسافر فإن عليه الإمساك بالمقعد الذي أمامه؛ لتوفير الدعم المناسب، ثم وضع الجبهة فوق اليدين حتى توقّف الطائرة وهبوطها.
- في حالة عدم وجود مقعد في الأمام: إذا لم يوجد مقعد أمام المسافر في الطائرة؛ فإن عليه الانحناء قدر الاستطاعة والإمساك بالرجلين من الجزء الخلفي للركبتين، مع المحافظة على الرأس إلى الأسفل حتى هبوط الطائرة.
- وضع القدمين إلى الخلف: عادةً ما تتسبّب الوضعيّة الخاطئة للقدمين بالعديد من الكسور عند التعرّض إلى الحوادث الجويّة؛ لذلك فإنه من الضروري إرجاع القدمين إلى الخلف وحمايتهما قدر المُستطاع.
- وضع الأمتعة تحت الكرسي: ينبغي على المسافرين وضع الأمتعة تحت الكرسي، بدلًا من وضعها على الرفوف العلوية، عند التعرّض إلى الحوادث الجويّة؛ للمساعدة في تثبيت القدمين إلى الخلف وضمان سلامتهما.
- معرفة طريقة الإخلاء: من الضروري معرفة طريقة إخلاء الطائرة؛ لضمان عدم التشابك وعدم تعرّض أيّ من الرُكّاب إلى الإصابات مع الخروج من الطائرة بأسرع وقت مُمكن، ولا يجب انتظار الأوامر دائمًا في هذه الحالة وإنّما تجب معرفة الطريقة الصحيحة للإخلاء.
- عدم حمل الأشياء أثناء الإخلاء: ينبغي على المسافرين عدم حمل أيّ شيء معهم عند إخلاء الطائرة بسبب الحوادث الجويّة، وإذا كانت بعض المقتنيات ضرورية فيمكن وضعها في الجيب أو حقيبة الخصر بسرعة مع ضرورة ترك اليدين فارغتين.
- الاعتناء بالنفس أولًا: على المسافرين الاعتناء بإنقاذ أنفسهم أولًا، ثم إنقاذ الآخرين في حالات الحوادث الجويّة، كما أن عملية التوقّف ومُساعدة الآخرين تخضع إلى تقدير الراكب نفسه حتى يستطيع النجاة عند وقوع هذا النوع من الحوادث.
- عدم الاستخفاف بإرشادات السلامة: على الرغم من نُدرة وقوع الحوادث الجويّة؛ إلّا إنّها من الحوادث الخطيرة؛ لذلك ينبغي عدم الاستخفاف بتعليمات السلامة والتعرّف عليها جيدًا قبل الصعود إلى الطائرة؛ لضمان النجاة عند وقوع الحوادث.
هل تنتج الحوادث الجويّة عن طريقة قيادة الطيار؟
تتعلّق العديد من أسباب الحوادث الجويّة بطريقة قيادة الكابتن في الطائرة؛ ومنها عدم التخطيط الجيّد للرحلة الجويّة، أو عدم المُحافظة على السرعة المُناسبة أثناء الطيران، كما أن هُناك بعض الحوادث التي تنتج عن عدم الرؤية الجيّدة أو الخطأ في تجنّب العوائق في الجوّ، ويُمكن أن تنتج بعض الحوادث الجويّة عن سوء تقدير المسافة أو السرعة من قبل الكابتن، أو عدم الإدارة الجيّدة لاستهلاك الوقود، أو عدم المُحافظة على اتجاهات الطيران المُناسبة.
ما هي أبرز أسباب الحوادث الجويّة؟
هُنالك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى الحوادث الجويّة؛ ومنها ما يأتي:
- الأخطاء البشرية: تنتج قُرابة نصف حوادث الطيران بسبب الأخطاء البشرية حسب المعهد التعليمي الشمالي في ولاية تينيسي الأمريكيّة؛ ومنها كارثة مطار تينيريفي الإسباني عام 1977 وكارثة رحلة آدامز الجويّة 574 عام 2007، وكارثة رحلة الخطوط الفرنسية 447 عام 2009.
- الخطأ في إدارة حركة الطائرات: يتم تنسيق حركة الطائرات ذهابًا وإيابًا بشكل دقيق حتى لا تتصادم مع بعضها البعض، ويؤدي الخطأ في هذا التنسيق إلى العديد من الحوادث الجويّة الخطيرة.
- العوامل الجويّة: تُصبح قيادة الطائرات أكثر خطورة في حالات الثلج والرياح والأمطار والضباب، وتؤدي هذه الأحوال إلى عِدّة مشاكل أثناء إقلاع الطائرة أو هبوطها، كما أن العواصف الرعدية الشديدة تُشكّل خطورةً أثناء الطيران.
- الأعطال الميكانيكية: بالرغم من العناية الكبيرة التي توليها شركات الطيران لصيانة طائراتها؛ إلّا إنّ بعض الطائرات تتعرّض إلى أعطال ميكانيكية أثناء الطيران؛ ممّا يتسبّب بوقوع الحوادث الجويّة الخطيرة أحيانًا.
- التعامل مع الطائرة بشكل خاطئ: يُمكن أن تنتج الحوادث الجويّة عن قراءة المؤشرات من قبل الطيّار بشكل خاطئ، أو عدم الالتفات إلى الأحوال الجويّة على النحو المطلوب، وكذلك عدم القيام بالمناورات كما ينبغي.
- الصيانة السيئة للطائرات: ساهمت المشاكل في صيانة الطائرات بنسبة 42% من الحوادث الجويّة حسب جامعة ايفرجليدز الأمريكيّة؛ حيث تتسبّب الصيانة السيئة بتلف المحركات، بالإضافة إلى عِدّة مشاكل خطيرة أُخرى أثناء تحليق الطائرة في الجوّ.
كيف يُحافظ الركاب على سلامتهم أثناء رحلات الطيران؟
تضم القائمة الآتية بعضًا من الإرشادات التي ينبغي على المسافرين الالتزام بها؛ للمحافظة على سلامتهم أثناء رحلات الطيران:
- ربط أحزمة الأمان: تحتوي الطائرات على أحزمة الأمان للمحافظة على سلامة المسافرين، وينبغي على المسافر ربط الحزام طيلة فترة الجلوس على المقعد خلال الرحلات الجويّة، مع الحرص على ربط حزام الأمان من قبل جميع أفراد العائلة أيضًا.
- استخدام مقاعد الأمان للأطفال: توفّر مقاعد الأمان مزيدًا من الحماية للأطفال خلال رحلات الطيران؛ لذلك فإنه ينبغي على الأبوين استخدام مقاعد الأمان أو معدّات الأمان المُناسبة لجلوس جميع الأطفال، الذين تقلّ أوزانهم عن 18.2 كغم.
- وضع الأمتعة في المكان المُناسب: ينبغي على المسافرين وضع شنطة السفر المحمولة داخل الصندوق المُخصّص لذلك في الجزء العلوي، أو وضعها أسفل الكرسي أثناء رحلات الطيران.
- تثبيت الأمتعة جيدًا: لا بُدّ من تثبيت الأمتعة بشكل جيّد عند وضعها في الصندوق العلوي المُخصص لذلك؛ فإنها تتساقط وتصبح مقذوفات خطيرة عند التعرّض إلى الحوادث الجويّة أحيانًا.
- عدم العبث بسترة الطوارئ: عادةً ما يتم تثبيت سترة الطوارئ تحت المقاعد في الطائرة، وينبغي على المسافرين تجنّب العبث بهذه السترة؛ لضمان سلامتها عند الحاجة إلى استخدامها بسبب الحوادث الجويّة.
هل تتسبّب جودة الهواء داخل مقصورة الطائرة بأيّة مخاطر؟
تنتج العديد من المخاطر الصحيّة التي يتعرّض إليها المسافرون؛ بسبب عدم جودة الهواء الموجود داخل المقصورة؛ وأبرزها مخاطر زيادة نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون أو غاز أول أكسيد الكربون، بالإضافة إلى مخاطر المُبيدات الحشرية التي يتم استخدامها في بعض الرحلات. كما أن بعض الأمراض المُعدية تنتقل من المُصابين إلى المسافرين الآخرين أحيانًا بسبب عدم توفير التهوية الجيدة. ويُمكن أن يتلوّث الهواء في المقصورة نتيجةً لعُطل في الطائرة؛ مثل الأعطال التي تؤدي إلى اختلاط السوائل والزيوت مع الهواء.
ما هي أبرز الحوادث الجويّة التي ساعدت في تحسين معدّات الأمان؟
شهد العالم كثيرًا من الكوارث بسبب الحوادث الجويّة؛ مثل حادثة الخطوط الجويّة المتحدة رحلة 232، التي نتج عنها مقتل 112 راكبًا عام 1989، وأيضًا كارثة رينو إير ريسز التي تسبّبت بمقتل 10 مشاهدين وإصابة 60 شخصًا عام 2011، وفيما يأتي قائمة ببعض الحوادث الجويّة التي ساعد التحقيق فيها بتطوير أنظمة الأمان في الطائرات حسب منصة أوريجنز التابعة لجامعة ولاية أوهايو الأمريكيّة:
- تحطّم طائرة نوت روكني: تحطّمت طائرة نوت روكني عام 1931 بسبب تعطّل الجناح، وأدّى هذا التحطّم إلى مقتل جميع الأشخاص الثمانية داخلها، كما أدّى هذا الحادث إلى تطوير أولى طائرات الرُكّاب الحديثة المصنوعة من المَعدن بالكامل.
- كارثة رحلة تي دبليو إيه فلايت 6: وقعت هذه الكارثة عام 1935 وأدّت إلى مقتل خمسة من رُكّاب الطائرة، وتسبّبت التحقيقات في هذا الحادث بتطوير قواعد السلامة الجويّة بشكل كبير.
- تصادم غراند كانيون الجوي: تصادمت طائرات عام 1956 فوق منطقة جراند كانيون؛ ممّا أدّى إلى مقتل 128 من الرُكّاب، وأدّت التحقيقات إلى تحديث أنظمة التحكّم في الحركة الجويّة للطائرات، بالإضافة إلى تطوير أنظمة مراقبة الحركة الجويّة.
- كارثة رحلة طيران كندا رقم 797: تعرّضت طائرة رحلة طيران كندا رقم 797 عام 1983 إلى حريق بدأ في المرحاض، ثم انتشر في أنحاء الطائرة؛ ممّا أدّى إلى مقتل 23 راكبًا، وأدّت هذه الرحلة إلى تطوير أنظمة مكافحة الحريق في الطائرات.
اقرأ/ي أيضًا: