تحقيق مسبار
يهدف هذا المقال إلى بيان الفرق بين البيانات والمعلومات مع تزويد القارئ بالمصادر الموثوقة، التي يمكن الاعتماد عليها عند الرغبة في الوصول إلى المعلومات حسب درجة موثوقيتها، ويتطرّق المقال كذلك إلى أهمية حماية المعلومات والبيانات، بالإضافة إلى ذكر بعض الإرشادات والنصائح؛ لتوفير الحماية المُناسبة عند تخزين جميع أنواع البيانات والمعلومات؛ بما في ذلك الحسّاسة منها.
هل يوجد فرق بين البيانات والمعلومات؟
لا شك أن هُناك فرقًا بين البيانات والمعلومات؛ فإن مصطلح البيانات يشير إلى الأرقام والعناصر الأولية التي يتم الحصول عليها وفقًا للمعايير المُنظمة لذلك، وهي مادة خام غير مُفيدة قبل مُعالجتها خلافًا للمعلومات؛ وذلك لأن المعلومات مُصطلح يدل على مجموعة من البيانات المرتبة ترتيبًا يُمكن فهمه والتعامل معه وتوظيفه لفهم شيءٍ ما، وبهذا يظهر الفرق بين البيانات والمعلومات، وتعتمد الرُؤى بشكل أساسي على البيانات والمعلومات؛ لاستيعاب المواقف أو الظواهر المُحدّدة، ثم اتخاذ القرارات المُناسبة فيما يتعلق بهذه الظواهر والمواقف، وذلك بعد تحليل البيانات والمعلومات وإجراء العمليات المُناسبة عليها.
ما هي أنواع البيانات؟
تحتوي القائمة الآتية على أنواع البيانات المُختلفة:
- البيانات الكميّة: تُعرف البيانات الكميّة بأنها البيانات التي يُمكن التعبير عنها باستخدام الأرقام؛ مثل الوقت المُستغرق في شيء ما أو المسافة، وتنقسم البيانات الكميّة إلى الآتي:
- البيانات المُنفصلة: يتميّز هذا النوع من البيانات الكميّة بعدم انقسامه إلى كسور؛ وذلك مثل البيانات التي تتعلّق بعدد الحيوانات الأليفة عند شخص ما، وكذلك عدد الانتصارات التي حقّقها فريق كرة القدم.
- البيانات المُتصلة: يُمكن تقسيم البيانات الكميّة المُتصلة إلى أجزاء عشرية أو كسور خلافًا للبيانات المُنفصلة، ومن الأمثلة على هذه البيانات الوزن والطول؛ فإنهما يُقاسان بالأعشار والأجزاء.
- البيانات النوعيّة: لا يُمكن تمثيل البيانات النوعيّة بالاعتماد على الأرقام خلافًا للبيانات الكميّة، ومن الأمثلة على هذه البيانات الإجابة بقولنا نعم أو لا، وكذلك البيانات التي تتعلّق بالألوان، وتنقسم البيانات النوعية إلى الآتي:
- البيانات الاسميّة: تعتني البيانات النوعية الاسميّة بذكر أسماء الأشياء؛ للتعبير عنها دون العناية بترتيب مُحدّد لها؛ ومنها لون الشعر أو لون العين.
- البيانات الترتيبيّة: يعتني هذا النوع بالترتيب للبيانات المُختلفة على خلاف البيانات النوعية الاسميّة، ومن الأمثلة على البيانات الترتيبيّة ترتيب المُتسابقين في مسابقة ما.
هل يوجد عِدّة أنواع من المعلومات؟
يتم تقسيم المعلومات إلى العديد من الأنواع، وأبرزها الأنواع الآتية:
- المعلومات العامة: يُمكن للجميع الوصول إلى هذا النوع من المعلومات؛ فإنها معلومات يتم نشرها ليطلع عليها عامّة الناس؛ ومنها المعلومات التي يتم نشرها على المواقع الإلكترونية العامة، وكذلك التقارير الصحفيّة.
- معلومات العمل: لا تتوفر معلومات العمل لدى العامّة؛ وإنّما هي معلومات مُتاحة للعاملين داخل المؤسسة ومُخصّصة للاستخدام الداخلي في العادة؛ ومنها محاضر الاجتماعات وسجلّات السلامة وتقارير الميزانية.
- المعلومات السريّة: تُعد المعلومات السريّة من المعلومات الحسّاسة، وهي معلومات لا يجوز نشرها إلى العامة؛ ومن الأمثلة عليها أيّة معلومات محميّة بموجب العقد الذي تمّ الاتفاق عليه بين الطرفين.
- المعلومات المحظورة: يُمكن القول بأن المعلومات المحظورة من أكثر المعلومات حساسيّة، وينبغي على المؤسسات حمايتها بأفضل الطُرق ومنع أيّ شخص من الوصول إليها سوى الأشخاص المُصرّح لهم؛ ومنها تقارير الاعتداءات الجنسيّة.
كيف يمكن الوصول إلى المعلومات؟
يُمكن استقاء المعلومات والوصول إليها من عِدّة مصادر، وتحتوي القائمة الآتية على أبرز مصادر المعلومات:
- الموسوعات: تستطيع الموسوعات توفير عدد كبير من المعلومات التي تتعلّق بمعاني المُصطلحات، بالإضافة إلى المعلومات المُختلفة في مجال التاريخ والجغرافيا وغيرها من المَجالات الأُخرى؛ فهي مصدر ثريّ من مصادر المعلومات.
- الكُتب: إن الكُتب من أبرز المصادر الموثوقة للمعلومات نتيجةً لما تمرّ به خلال مراحل التدقيق والتحرير والمراجعة، وبالرغم من الفرق بين البيانات والمعلومات؛ إلّا إنّه يمكن استخراج كلّ منهما عن طريق الكُتب أيضًا.
- المجلات العلميّة: تتم مراجعة المجلات العلمية من قبل المُختصّين في المجال نفسه؛ ممّا يجعلها من مصادر المعلومات ذات الموثوقية الكبيرة، وعادةً ما تحتوي هذه المجلات على مواضيع مُهمّة للأكاديميين ولا تحتوي على مواضيع عامّة.
- المجلات العامة: عادةً ما تحتوي هذه المجلات على مواضيع مُهمّة لدى عامّة الأفراد، أو تتحدّث عن الأحداث الجارية، ويتم تدقيقها من قبل المُحرّرين ممّا يجعلها ذات موثوقية أكبر مقارنةً بمواقع الويب.
- الصُحف: يُمكن استخدام الصُحف -وكذلك مصادر الإعلام المرئية أو المسموعة مثل التلفاز والراديو- للتعرّف على الكثير من المعلومات حول الأحداث الجارية، وهي من المصادر الجيّدة للمعلومات.
- شبكة الإنترنت: عادةً ما تتوفر المعلومات على شبكة الإنترنت بدرجات موثوقية مُنخفضة مُقارنةً بموثوقية المصادر الأُخرى للمعلومات؛ وذلك لأن جميع الأفراد يستطيعون النشر على الشبكة دون تدقيق في كثير من الأحيان.
هل يستفيد صانعو القرارات التعليميّة من البيانات والمعلومات؟
يتم استخدام البيانات والمعلومات بشكل كبير من قبل صانعي القرار في المجالات التعليميّة؛ للاستفادة منها في العديد من الأصعدة، وفيما يأتي عِدّة طُرق للاستفادة من المعلومات والبيانات في صناعة القرارات التعليميّة:
- اعتماد السياسات التعليميّة: يحتاج اعتماد السياسات التعليميّة الجديدة وسَنّها وتغيير البرامج إلى جمع البيانات حول المُوازنة والموارد البشرية والعديد من العناصر الأُخرى، ثم تحويلها إلى معلومات ودراستها بشكل جيّد؛ لاتخاذ القرارات المُناسبة.
- تقييم الأداء: يُمكن للقطاعات التعليميّة وصانعي القرارات في هذا المجال جمع البيانات والمعلومات، ثم الاطلاع عليها ودراستها لتقييم أداء المؤسسات في الفترة السابقة.
- توفير البيانات الإحصائية: يعتمد صانعو القرارات على البيانات الإحصائية بشكل كبير لاتخاذ القرار المُناسب، ويُمكن لهذه الإحصاءات المُساعدة في معرفة عدد المدارس في منطقة ما، أو معرفة مُستويات تهرب الطلبة من المدارس وغير ذلك.
ما أهمية حماية البيانات والمعلومات؟
إن للمعلومات والبيانات قيمةٌ كبيرةٌ لدى المؤسسات على اختلاف أشكالها وأهدافها؛ لذلك فإنه من المُهم حماية هذه البيانات لضمان عدم ضياعها أو سرقتها، وتتمثّل أهمية حماية البيانات والمعلومات بما يأتي:
- الحفاظ على السريّة: يُمكن الحدّ من قدرة الأفراد على الوصول إلى البيانات والمُحافظة على سريّتها ضمن القيود المُعتمدة لهذه الغاية؛ ذلك من خلال حماية البيانات والمَعلومات؛ فإن أساليب الحماية تمنع الأفراد غير المُصرّح لهم من الوصول إلى أيّ معلومات أو بيانات.
- تمكين المُستفيدين من الوصول: تُمكّن حماية البيانات جميع المُستفيدين من الوصول إلى البيانات والمَعلومات بشكل موثوق في أيّ وقت من الأوقات، ودون مُواجهة أيّ من المشاكل.
- المُحافظة على النزاهة: لا بُدّ من توفير الحماية المُناسبة للمعلومات والبيانات؛ حتى تستطيع المؤسسة المُحافظة على نزاهتها؛ فإن عدم حماية البيانات يؤدي إلى تمكين الآخرين من تعديلها أو إتلافها ممّا يؤثر على مصداقيتها بشكل كبير.
ما هي طريقة حماية البيانات والمعلومات؟
توجد كثير من الإرشادات لحماية البيانات والمعلومات، ومنها ما يأتي:
- تحديد مكان التخزين: على المرء معرفة طريقة التخزين المُناسبة ومكان التخزين الذي يستطيع توفير الحماية الأفضل للبيانات والمعلومات، مع ضرورة اختيار المكان الذي يُقيّد الوصول من قبل الأفراد غير المُصرّح لهم.
- حماية الهويّة والحسابات: لا بُدّ من إيلاء عناية كبيرة لحماية الحسابات وهويّة المُستخدم على شبكة الإنترنت؛ لضمان عدم اختراقها ووصول الآخرين إلى المعلومات المهمّة التي تتضمّنها وسرقتها، أو إجراء التعديلات عليها دون تصريح بذلك.
- توفير الحماية المُناسبة للأجهزة: يجب على جميع الأفراد توفير الحماية المُناسبة للأجهزة من البرمجيّات الضارّة والفايروسات الحاسوبية، بالإضافة إلى وضع في مكان آمن لحمايتها من السرقة أيضًا.
- إجراء النسخ الاحتياطي: من الجيّد إجراء النسخ الاحتياطي الآمن بشكل دوريّ لجميع البيانات والمعلومات المُهمّة؛ ليتمكّن المُستفيد من الوصول إليها بسهولة عند الحاجة إلى ذلك وعدم ضياعها في حالة سرقة الأجهزة أو اختراق الحسابات.
- التحقّق من أمان الإترنت: ينبغي استخدام شبكات الإنترنت الآمنة عند تناقل البيانات أو المعلومات، بالإضافة إلى اختيار شبكة الإنترنت ذات الأمان الكبير وتجنّب الشبكات العامّة، مع ضرورة الاعتماد على المواقع التي تستخدم بروتوكول HTTPS.
هل يوجد إرشادات لحماية البيانات والمعلومات الحسّاسة؟
إن الفرق بين البيانات والمعلومات الحسّاسة وغير الحسّاسة كبير من جهة الأهميّة وضرورة حمايتها؛ فعلى الرغم من ضرورة حماية جميع البيانات والمعلومات إلّا إنّ المعلومات الحسّاسة تحتاج إلى مزيد من الإجراءات الإضافيّة؛ لتقييد الوصول إليها وضمان المُحافظة عليها بشكل أكبر، وتحتوي القائمة الآتية على عِدّة إرشادات لحماية المعلومات والبيانات الحسّاسة:
- التخلّص عند انتهاء الحاجة: يجب على الفرد التخلّص من جميع البيانات والمَعلومات الحسّاسة بشكل آمن عند انتهاء الحاجة إليها؛ ومن ذلك تقطيع الورق أو تكسير الأقراص المَرنة أو المسح عن الأقراص الصلبة.
- استشارة المُتخصّصين: تنبغي استشارة المُتخصصين في مجال تأمين البيانات؛ للتحقّق من استيفاء مُتطلبات التخزين الآمن للبيانات والمعلومات الحسّاسة عبر الشبكة، بالإضافة إلى المُساعدة في اتخاذ الإجراءات المُناسبة لزيادة الحماية.
- تخزين المستندات الورقية في مكان مُقفل: يُمكن الاعتماد على الصناديق والأدراج المُقفلة؛ لتخزين الأوراق التي تحتوي على بيانات حسّاسة لتقييد الوصول إليها وضمان توفير الحماية المُناسبة لها.
- تجنّب استخدام وسائل التخزين الشخصية: من الضروري تجنّب تخزين البيانات والمعلومات الحسّاسة على أيّ من الوسائل الشخصية للتخزين؛ حتى يضمن الفرد عدم سرقتها أو ضياعها، ومن هذه الوسائل مُحركات الأقراص المحمولة والذاكرة المُتنقلة.
- تخزين البيانات الحسّاسة على جهاز مُستقل: لا بُدّ من استخدام جهاز حاسوب خاص؛ لتخزين البيانات والمعلومات الحسّاسة وتجنّب استخدام هذا الجهاز عند الاتصال مع شبكة الإنترنت؛ لتجنّب مخاطر الاختراق السيبراني.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يوجد فرق بين الأمن الرقمي والأمن السيبراني؟