تحقيق مسبار
يُبيّن هذا المقال الكثير من المعلومات حول مرض الكُزاز؛ بما في ذلك طُرق العلاج التي يتبِعُها مُقدّم الرعاية الصحية للتعامل مع هذا المرض، بالإضافة إلى طريقة تشخيص الأعراض التي تُصاحب الكُزاز وأساليب الوقاية للحدّ من نسبة الإصابة، ويتطرّق المقال كذلك إلى سبب الكُزاز مع بيان مدى انتقاله من الأشخاص المُصابين إلى الشخص السليم عن طريق العدوى.
هل مرض الكُزاز مُعدٍ؟
لا يُعد مرض الكُزاز واحدًا من الأمراض المُعدية، ولا ينتقل من الشخص المُصاب إلى الآخرين؛ وإنّما ينتقل عند تلوّث الجروح بأبواغ البكتيريا المعروفة باسم المِطثيّة الكُزازية، وعادةً ما تبدأ أعراض هذا المرض بالظهور بعد مرور 14 يومًا من الإصابة، وترتبط النسبة الأكبر من عدد إصابات مرض الكُزاز بالولادة حسب منظمة الصحة العالمية.
ما هو مرض الكُزاز؟
يُعرف الكُزاز بأنه واحدٌ من الأمراض البكتيرية التي تنتقل إلى الجسم عن طريق الجروح أو الثقوب الموجودة في الجلد، وعادةً ما تتواجد البكتيريا المُتسببة بهذا المرض في الغُبار أو التربية أو الأسمدة، كما أن الكُزاز من الأمراض الخطيرة التي تستدعي تدخلًا طبيًا طارئًا، ويجدر الذكر بأن البكتيريا المذكورة يمكنها البقاء في التربة ونقل المرض إلى الإنسان مُدّةً تصل إلى 40 عامًا.
هل يمكن علاج مرض الكُزاز؟
يعتمد تحديد الطريقة المناسبة لعلاج مرض الكُزاز على شدّة الأعراض التي تظهر على المُصاب، بالإضافة إلى مدى حصوله على المطعوم المُخصّص لهذا المرض سابقًا، وتحتوي القائمة الآتية على بعض من علاجات الكُزاز:
- الكُزاز المناعي: يتم إعطاء هذا النوع من الأدوية إلى المريض من خلال حُقنة في الوريد أو العضل، وهو دواء يُستخدم عند الإصابة بحالات الكُزاز الخفيفة.
- مُضادات السُموم: تقوم هذه الأدوية بالقضاء على السموم من بكتيريا المِطثيّة الكُزازية، التي لم تصل إلى الأنسجة العصبية وتقوم بمهاجمتها، ويُعرف هذا النوع من العلاجات باسم التحصين السلبي.
- المُضادات الحيوية: تهدف هذه المُضادات إلى قتل البكتيريا المُتسببة بمرض الكُزاز، ويُعدُّ البنسلين واحدًا من المضادات الحيوية التي تُستخدم لهذه الغاية.
- الفاليوم: يمكن لمُقدّم الرعاية الصحية الاعتماد على دواء الفاليوم؛ للتقليل من النوبات التي تظهر على المريض المُصاب بأعراض الكُزاز، ويتم إعطاء هذا الدواء عن طريق الفم أو من خلال الوريد مُباشرةً.
- الجلوبين المناعي: يحتاج بعض المرضى إلى الجلوبين المناعي المًضاد للكُزاز؛ من أجل التعامل مع الأعراض التي تظهر لديهم، ويتم إعطاء هذا الدواء داخل القُراب في الحبل الشوكي مُباشرةً.
- ثقب القصبة الهوائية للتنفس: يعاني بعض المُصابين بالكُزاز من أعراض تؤثر على تنفسهم، في هذه الحالة يقوم الطبيب بثقب القصبة الهوائية وإدخال أنبوب للمُساعدة على التنفس.
- الفلاجيل: يستمر إعطاء دواء الفلاجيل للمُصاب بالكُزاز مُدةً 10 أيام متتالية عن طريق الوريد، ويُستخدم هذا العلاج للحالات الخفيفة، وهو مُضاد بكتيري واسع الطيّف.
- كبريتات المغنيسيوم: يتعرّض المُصابون بالكُزاز إلى التشنّجات في بعض الأحيان إذا كانت الإصابة شديدة، ويُمكن استخدام كبريتات المغنيسيوم عن طريق الوريد في هذه الحالة للسيطرة على تشنّجات الجسم.
كيف يتم تشخيص أعراض مرض الكُزاز؟
إن تشخيص أعراض مرض الكُزاز بالغ الأهمية للمحافظة على حياة المريض؛ فإن فُرصة العلاج تُصبح أكبر عند اكتشاف المرض في وقتٍ مُبكر، وعادةً ما يتم البدء بعلاج الكُزاز عند ظهور الأعراض مُباشرةً لخطورته الكبيرة، وتشمل طرق تشخيص مرض الكُزاز ما يأتي:
- اختبار الزراعة: في هذا الاختبار يقوم الطبيب بأخذ عيّنة من السوائل الخارجة من الجُروح، ثم يزرعها حتى يتحقّق من وجود بكتيريا الكُزاز؛ إلّا إنّ نسبة دقّة هذا الاختبار تبلغ 30% فحسب، وهي نسبة مُنخفضة.
- اختبار الملعقة: يقوم الطبيب بإدخال ملعقة مُخصّصة حتى تصل إلى مؤخرة الحلق؛ للتعرّف على ردّة فعل المريض؛ فإن ردّة الفعل غير الطبيعية تُشير إلى الإصابة بمرض الكُزاز.
- التأكّد من الأعراض: يُجري الطبيب فحصًا لمعرفة مدى ظهور أعراض الكُزاز على المريض؛ بما في ذلك أعراض تصلُّب الرقبة أو تصلُّب الفك أو صعوبة البلع، وكذلك التغيّرات في السلوك العصبي.
- طرح الأسئلة: يطرح الطبيب العديد من الأسئلة على المريض لمعرفة مدى إصابته بالجروح في الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى التحقّق من حصوله على لقاح مرض الكُزاز.
ما هي أهمية معرفة مرض الكُزاز أسبابه وأعراضه والوقاية منه؟
تكمن أهمية معرفة أسباب مرض الكُزاز وطُرق الوقاية منه في تحديد الطريقة المناسبة؛ لتجنّب هذه الأسباب والحد من نسبة الإصابة، كما أن معرفة الأعراض مُهمّة للمسارعة في الذهاب إلى الطبيب فور الشعور بأيٍّ منها والحصول على الرعاية المُناسبة، التي تضمن عدم انتشار المرض والإصابة بأيٍّ من المُضاعفات الخطيرة؛ فإن هذا المرض يتسبّب بعِدّة مُضاعفات؛ ومنها ما يأتي:
- الانسداد الرئوي: يمكن أن يسبّب مرض الكُزاز الانسداد الرئوي؛ إذا انتقلت التجلطات في دم المريض حتى تصل إلى الشريان الرئوي وتتسبّب بانسداده، سواء كان الانسداد في الشريان الرئوي الرئيسي أو الشرايين الفرعية.
- الكسور في الجسم: إذا أصابت تشنجات الكُزاز عموم جسم المريض فإنها تؤدي إلى ظهور العديد من الكسور في أجزاء مختلفة من الجسد؛ ومنها كسور العمود الفقري.
- الموت: إذا لم يتم التعامل مع أعراض الكُزاز بالطريقة المناسبة فإنها تؤدي إلى الموت، وينتج ذلك عن انسداد مجرى الهواء أو تلف الأعصاب التي تتحكّم بالتنفس، أو اضطراب معدل ضربات القلب، أو اختلال وظائف أعضاء الجسم الأُخرى.
- الالتهابات الرئوية: تُعد التشنجات إحدى الأعراض التي تُصاحب الإصابة بالكُزاز، وهي واحدةٌ من الأسباب التي تؤدي إلى إصابة المرضى بالالتهاب الرئوي التنفسي.
- مشاكل التنفس: تؤدي الإصابة بمرض الكُزاز إلى شدّ الأوتار الصوتية وتيبُس العضلات في كلٍّ من البطن والرقبة، وهو ما يؤثر على تنفس الإنسان بشكل مُباشر ويُهدّد حياته في بعض الأحيان.
كيف تتم الوقاية من مرض الكُزاز؟
تحتوي القائمة التالية على بعض النصائح للوقاية من الكُزاز:
- التلقيح ضد المرض: لا بُدّ من الحصول على لقاح مرض الكُزاز لمساعدة الجسم في مقاومة البكتيريا، كما أنه ينبغي أخذ هذا اللقاح بشكل دوريّ وفق تعليمات الجهات الصحيّة المُعتمدة كلّ 10 سنوات.
- تنظيف الجروح: عادةً ما تدخل بكتيريا الكُزاز إلى جسم الإنسان عن طريق الجروح؛ لذلك فإنه من المهم تنظيف الجروح وتعقيمها جيدًا؛ لضمان الحدّ من الإصابة بالكُزاز والوقاية من أعراضه ومُضاعفاته الخطيرة.
- تغطية الجرح: ينبغي على المرء تغطية الجرح جيدًا بعد تعقيمه كيّ لا تدخل البكتيريا إلى الجسم عند ممارسة الأنشطة اليومية المُختلفة؛ مثل الصيانة أو بستنة الحديقة أو ممارسة الرياضة.
ما هو لقاح مرض الكُزاز؟
إن لقاح مرض الكُزاز واحدٌ من اللقاحات التي يتم حقنها في الذراع أو الفخذ عادةً؛ للتحصين من أعراض الكُزاز وضمان مُقاومة المرض في حالة وصوله إلى الجسم، وعادةً ما يتم إعطاء هذا اللقاح على مراحل كما يأتي:
- اللقاح الثلاثي: يُعطى هذا اللقاح للأطفال على خمس مراحل تبدأ عند وصول عمر الطفل إلى شهرين وتنتهي عند بلوغه 6 سنوات، وسُمِيَ باللقاح الثلاثي (DTaP)؛ لأنه يقي من الخناق والكُزاز والسُعال الديكي.
- اللقاح المُعزّز: يتم إعطاء اللقاح المُعزّز المعروف باسم (Tdap) إلى الأطفال بين سن 11-12 سنة؛ وذلك لتحسين قدرة الجسم على مُقاومة مرض الكُزاز بعد مرور مُدة من الحصول على اللقاح الثلاثي السابق.
- تطعيم البالغين: على البالغين الحصول على جرعة مُعزّزة من لقاح (Tdap) أو لقاح (DTaP) كلّ 10 سنوات بشكل دوري؛ وذلك بعد بلوغ سن 19 عامًا، وينبغي على الشخص استشارة الطبيب في هذا الشأن إذا لم يحصل على الجُرعات السابقة.
- اللقاح للحامل: يُوصى بحصول الحامل على لقاح الكُزاز خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من فترة الحمل؛ لضمان عدم إصابتها بمُضاعفات هذا المرض، وذلك بغض النظر عن جدول التطعيم المُخصّص للمرأة الحامل.
الأعراض الجانبية للقاح الكُزاز
على الرغم من المأمونية التي تتمتع بها لقاحات الكُزاز؛ إلّا إنّ هُناك بعض الأعراض الجانبية التي تُصاحب هذا اللقاح في بعض الحالات، وتشمل هذه الأعراض ما يأتي:
- ردّة الفعل التحسسية: تظهر ردّة الفعل التحسسية تجاه بعض مُكوّنات لقاح الكُزاز على المريض في بعض الأحيان؛ إلّا إنّ ظهور ردّة الفعل المذكور نادرة بشكل كبير.
- الألم الموضعي: يُمكن أن يتعرّض بعض الأشخاص إلى ألم موضعي حول مكان حُقنة مطعوم الكُزاز، وكذلك يظهر احمرار وتورّم في هذه المنطقة من الجسم أحيانًا.
- ظهور عُقدة في الجسم: في بعض الحالات تظهر عُقدة في مكان الحقن، ويمكن أن يستمر ظهور هذه العُقدة عِدّة أسابيع إلّا إنّها تزول بعد ذلك دون الحاجة إلى تلقّي العلاجات.
- تغيّر الحالة المزاجية للطفل: تتغيّر الحالة المزاجية للأطفال أحيانًا بعد الحصول على لقاح الكُزاز، ويشمل ذلك سرعة الانفعال وكثرة، البكاء بالإضافة إلى كثرة النعاس وظهور الإرهاق والتعب.
- التهاب العضد الزندي: يُعد هذا الالتهاب من الأعراض النادرة التي يمكن ظهورها بعد تلقي لقاح مرض الكُزاز، ويؤدي التهاب العضد الزندي إلى آلام شديدة في منطقة الكتف والذراع.
ما هو سبب الإصابة بمرض الكُزاز؟
تعيش بكتيريا المِطثيّة الكُزازية في التربة عادةً وتستطيع إنتاج السموم التي تؤثر على الجسم بشكل سلبي، ويؤدي دخول البكتيريا المذكورة إلى الجسم -من خلال الجروح- إلى التصاق السموم التي تنتجها في الأعصاب المُحيطة بالجرح، ثم تنتقل السموم عبر الأعصاب حتى تصل إلى النخاع الشوكي والأعصاب وتؤدي إلى اختلال النشاط الطبيعي لأعصاب الجسم، وهو ما يتسبّب بظهور أعراض الكُزاز الخطيرة.
اقرأ/ي أيضًا:
هل مرض الذئبة الحمراء مُعدٍ أم لا؟