تحقيق مسبار
يُبيّن هذا المقال أبرز طُرق علاج تلعثم الكلام عند الأطفال؛ حتى يستطيعوا الحديث بشكل طبيعي والتخلّص من المشكلة التي يتعرضون إليها أو التخفيف من أعراضها، ويتطرّق المقال كذلك إلى أسباب التلعثم بالكلام وأنواع التلعثم والسُلوكيّات التي ينبغي تجنّبها عن التعامل مع الأطفال المُتلعثمين، وينتهي بذكر بعض التطبيقات الذكية التي يُمكنها المُساعدة في حلّ مشكلة تلعثم الطفل.
هل يمكن علاج تلعثُم الكلام عند الأطفال؟
توجد العديد من الطُرق لعلاج مشكلة التلعثم عند الأطفال، ويعتمد تحديد طريقة العلاج المُناسبة على العديد من العوامل؛ أبرزها ظروف الطفل الذي يتلعثم أثناء الكلام وعمر الطفل، كما أن بعض العلاجات أثبتت فعاليتها عن بُعد؛ مثل طريقة العلاج بالتخاطب. وينبغي على الأبوين الاعتناء بمشاكل النطق التي يمكن أن تظهر عند الأطفال والحرص على تلقّي المشورة من المُختصّين بشأن هذه المشاكل.
ما طريقة علاج تلعثم الكلام عند الأطفال؟
فيما يأتي عدد من الطرق التي يتم اعتمادها في علاج تلعثم الكلام عند الأطفال:
- علاج التخاطب: في هذا النوع من العلاجات يتعلّم الأطفال التحدث ببطء مع أخذ المُلاحظات من مُقدّم الرعاية الصحيّة للتخلّص من مشكلة التلعثم، ويستطيع الطفل الإسراع بالكلام مع مرور الوقت حتى يتمكّن من التحدّث بشكل طبيعي.
- استخدام المعدات الإلكترونية: تمّ ابتكار عِدّة أجهزة إلكترونية يمكن استخدامها لتعزيز النطق عند الأطفال وتمكينهم من التحدّث بطلاقة، وينبغي استشارة مُقدّم الرعاية الصحيّة لاختيار الجهاز المُناسب ومعرفة طريقة التعامل معه.
- العلاج السلوكي المعرفي: يهدف هذا العلاج إلى تنبيه الطفل وتعريفه بالأسباب التي تزيد من حِدّة التلعثم، مع التوجيه إلى طُرق العلاج الصحيحة التي يُمكنها مُساعدته في التخلّص من هذه الأسباب والنُطق الصحيح لجميع الحروف.
- التفاعل مع الأبوين: إن تعامل الأبوين مع حالة الطفل بشكل صحيح في المنزل من أبرز الطُرق التي تساعد في حل مشكلة التلعثم وعلاجها، وهناك عِدّة أساليب يُمكن التعرّف عليها من قِبل الاستشاري المُختصّ للتعامل مع الطفل المُتلعثم.
كيف يتم التعامل مع الطفل الذي يتلعثم عند الكلام؟
هناك الكثير من الأساليب والطُرق التي يستطيع الأبوين اتباعها في البيت للتحسين من حالة التلعثم عند أطفالهم، وتحتوي القائمة الآتية على بعضٍ منها:
- توفير المواقف الجيدة: على الأبوين توفير المواقف الجيّدة، التي تُجنّب الأطفال الوقوع في مشكلة التلعثم أثناء الحديث؛ ومن ذلك تغيير صياغة الأسئلة لمُساعدة الطفل على إجابتها بسهولة.
- التحدّث عن التلعثم بطريقة إيجابية: لا بُدّ من التحدّث عن التلعثم بطريقة إيجابية أمام الطفل؛ وذلك من خلال تعريفه بإمكانية مُتابعة الحياة مع هذه المشكلة، مع التنبيه إلى تجنّب الحديث عن المُشكلة حتى التحدّث مع الطبيب؛ إذا لم يكن الطفل على دراية بكونها مشكلة.
- الصبر على الأطفال: من الأفضل ترك الأطفال حتى ينتهي كلامهم وعدم مُقاطعتهم أو استعجالهم أثناء الحديث؛ فإن أساليب المُقاطعة والاستعجال لا تُساعد الطفل في تحسين حالته وحلّ مشكلته.
- الاستماع إلى الطفل باهتمام: لا يُشعِر بعض الآباء أطفالهم المُتلعثمين بالاهتمام أثناء الحديث، وهو أسلوب خاطئ في التعامل؛ إذ إنه يجب على الأبوين الاستماع إلى المُتلعثم من أبنائهم باهتمام مع المُحافظة على التواصل بالعَيْن.
- التحدّث مع الطفل ببُطء: يستطيع الآباء التحدّث مع الأطفال على نحوٍ بطيء وعدم التكلّم بسرعة؛ فإن الطفل يحاول تقليد أبويه عادةً؛ ممّا يؤدي به إلى التحدّث ببطء والتحسين من حالة التلعثم مع مرور الوقت.
- تجنّب مصادر التشتيت أثناء الحديث: يمكن أن تؤدي بعض الأجهزة مثل المذياع أو التلفاز، إلى تشتيت الطفل أثناء الحديث معه، وينبغي تجنّب أيّ أجهزة تتسبب بهذا التشتت؛ لمُساعدة الطفل في مُقاومة التلعثم والتحدّث بشكل طبيعي.
- اختيار الأنشطة المُناسبة للطفل: ينبغي توجيه الطفل ليقوم بالأنشطة التي تحتاج إلى قليلٍ من الكلام في الأوقات التي يزداد فيها التلعثم؛ لعدم شعور الطفل بالراحة، أو لأيّ من الأسباب الأُخرى، بينما يمكن اختيار الأنشطة التي تستدعي الكلام في الوقت المناسب.
- التحدّث إلى المدرسين: لا بُدّ من التحدّث مع مُعلّمي الطفل في المدرسة وتنبيههم إلى مشكلة التلعثم وتثقيفهم بطريقة التعامل مع هذه الفئة من الأطفال؛ وذلك لتوفير بيئة مدرسية إيجابية خالية من التنمّر.
هل يحتاج التلعثم عند الأطفال إلى العلاج دائمًا؟
عادةً ما يزول التلعثم عند الأطفال خلال 6 أشهر من ظهور المشكلة، دون الحاجة إلى أيّ من العلاجات المُخصّصة للتعامل مع هذه الحالة، ومن الضروري التوجّه إلى مُقدّم الرعاية الصحيّة المُختصّ إذا استمرت المشكلة لدى الطفل؛ حتى يتم التعامل معها في وقتٍ مُبكرٍ وإيجاد الحلول المناسبة لها، كما أن هُناك العديد من الحالات التي تستدعي زيارة الطبيب فور ظهور مُشكلة التلعثم دون انتظار مرور 6 أشهر؛ ومنها حالة وجود تاريخ للعائلة مع مشكلة التلعثم، أو ظهور المشكلة عندما يكون عمر الطفل بين 3-4 سنوات، وكذلك إذا تسبب تلعثم الكلام عند الأطفال بالإحباط لدى الطفل.
هل يوجد أدوية لمشكلة تلعثم الكلام عند الأطفال؟
تمّ تجربة العديد من الأدوية لحلّ مُشكلة التلعثم عند الأطفال أو البالغين؛ إلّا إنّ المُختصّين لم يتمكّنوا من إثبات فعالية أيّ دواء مخُصّص لهذه الغاية، هذا يعني عدم وجود أدوية فعّالة لحلّ مشكلة التلعثم التي يعاني منها بعض الأطفال؛ وإنّما ينبغي على الأبوين الحرص على اتباع إرشادات التعامل مع التلعثم في المنزل، بالإضافة إلى التزام برامج العلاج الأُخرى التي يضعها مُقدّم الرعاية الصحيّة؛ بما فيها علاج التخاطب والعلاج السلوكي المعرفي.
ما أسباب تلعثم الكلام عند الأطفال؟
تظهر مشكلة التلعثم عند بعض الأطفال نتيجةً للعديد من الأسباب؛ منها الأسباب الوراثية التي تؤدي إلى ظهور بعض المشاكل الصحيّة، كذلك تؤدي بعض الشذوذات في التحكّم الحركي بالكلام إلى التلعثم عند الطفل أيضًا، ويجدر الذكر بأن نمط الحياة والبيئة الاجتماعية المُحيطة بالطفل تؤثر في قدرته على الكلام، ويُمكن أن تتسبب بظهور التلعثم أيضًا.
ما هي أنواع تلعثم الأطفال؟
يتم تصنيف التلعثم عند الأطفال ضمن الأنواع الثلاثة الآتية:
- التلعثم أثناء النمو: يبدأ هذا النوع من التلعثم بالظهور عند الأطفال خلال فترة تطوير الطفل لمهارات الكلام والتخاطب. ويظهر التلعثم المذكور بشكل تدريجي عندما يكون الطفل بين 3-8 سنوات من عمره، وهو أكثر أنواع التلعثم شيوعًا.
- التلعثم العصبي: عادةً ما تظهر مشاكل التلعثم العصبي بعد تعرّض الرأس إلى إصابة؛ بسبب حوادث السيارات أو نتيجة للسقوط أو الحوادث الأُخرى، كما أنه يظهر نتيجةً للسكتات الدماغية أو بعض المشاكل التي تُصيب الجهاز العصبي.
- التلعثم النفسي: يُعد التلعثم النفسي من المشاكل الصحيّة النادرة مُقارنةً بأنواع التلعثم الأُخرى عند الأطفال، وعادةً ما يظهر نتيجةً للإصابة بالصدمات العاطفية للأطفال أثناء فترة المُراهقة.
هل يوجد سلوكيات يجب تجنّبها عند التعامل مع تلعثم الأطفال؟
توجد عِدّة سُلوكيات يجب على الوالدين تجنُّبها عند التعامل مع مشاكل تلعثم الأطفال لأيّ سببٍ من الأسباب؛ ومنها السلوكيات الآتية:
- عدم السماح للطفل بالحديث عند البكاء: يجب صرف انتباه الأطفال إلى شيءٍ غير الحديث أثناء البكاء، إلى جانب عدم السماح لهم بالكلام حتى تنتهي نوبة البكاء.
- الابتعاد عن الانتقادات: يلجأ البعض من الآباء إلى انتقاد كلام الأطفال عند التلعثم بدلًا من التحفيز والتشجيع، وتؤدي سُلوكيات الانتقاد السيئة إلى زيادة الحالة سُوءًا، بالإضافة إلى تفاقم المشاكل النفسيّة السلبيّة عند الطفل.
- تجنّب إكمال الجُمل: لا بُدّ من ترك الطفل حتى ينتهي من إكمال الجُملة التي يريد التحدّث بها، وتجنّب إكمال الجُملة عنه أو مقاطعته؛ فإن ذلك يؤثر على تحسُّن حالة تلعثم الكلام عند الأطفال.
- عدم السماح بانتقاد كلام الطفل: يجب على الأبوين منع الأصدقاء أو الأشخاص الآخرين من انتقاد أطفالهم، الذين يُعانون من التلعثم، بأيّ شكلٍ من الأشكال، واتخاذ الإجراءات المُناسبة التي تضمن عدم تعرّض الأطفال إلى الانتقادات.
- تجنّب طلب الكلام بدِقّة: من الجيّد تقبُّل الطفل وتمكينه من الشعور بالراحة أثناء الحديث؛ حتى يتمكّن من التعامل مع حالة التلعثم التي يُعاني منها، لذلك فإنه يجب الابتعاد عن طلبات الكلام بدقّة أو التحدّث على نحوٍ صحيحٍ في كثيرٍ من الأوقات.
- الابتعاد عن مُقارنة الطفل بغيره: يمكن أن تؤدي مُقارنة الطفل بالآخرين إلى زيادة حالته النفسيّة سوءًا؛ لذلك فإنه ينبغي تشجيع الطفل وعدم مُقارنته بغيره من الأشخاص، سواءً كانوا أصدقاءه أو أفراد عائلته.
ما هي أفضل التطبيقات للتعامل مع تلعثم الأطفال؟
يُعد علاج التخاطب واحدًا من العلاجات التي تُستخدم في حلّ مشكلة تلعثم الكلام عند الأطفال، وتوجد العديد من تطبيقات الهواتف أو الأجهزة اللوحيّة المُميّزة التي تعتمد على هذه الطريقة في العلاج ومساعدة الأطفال على تجاوز صعوبات الكلام، وتحتوي القائمة الآتية على أفضل التطبيقات التي يمكن الاعتماد عليها للتعامل مع تلعثم الأطفال:
- تطبيق داف برو: يمكن تثبيت هذا التطبيق لمساعدة الطفل في حلّ مشكلة التلعثم، وهو تطبيقٌ مُخصّصٌ لمشكلة التلعثم بشكل أساسي، ويتميّز بتوفير البطارية وعدم استنزافها؛ إلّا إنّه أحد التطبيقات المدفوعة.
- تطبيق أرتيكوليشن ستيشن: يحتوي هذا التطبيق على العديد من العناصر المُخصّصة لمساعدة الأطفال في فهم الكلمات واستيعابها والنُطق بها، ويتميّز بتوفير كثير من القصص مع توفير أصوات مُختلفة أثناء التعليم.
- تطبيق سبلنجو: يستطيع هذا التطبيق تعزيز المهارات اللغوية عند الأطفال، بالإضافة إلى تعزيز مهارات الاستماع أيضًا، ويتم التدرّج مع الطفل في هذا التطبيق ضمن أربع مُستويات حسب الفئة العُمرية.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن أن يعيش طفل الاستسقاء الدماغي؟
هل جدول وزن الطفل الطبيعي يكون حسب العمر؟