تحقيق مسبار
يهدف هذا المقال إلى بيان العديد من تمارين تقوية أعصاب اليد، بالإضافة إلى تزويد القارئ ببعض طُرق العلاج التي يتبعها مُقدمو الرعاية الصحيّة للتعامل مع حالات الرعشة أو ضعف أعصاب اليد أيضًا، ويتطرّق المقال إلى أسباب الضُعف في أعصاب اليد عند الإنسان مع ذكر بعض الاختبارات التي يتم إجراؤها؛ لتحديد السبب الدقيق وراء الإصابة بهذه المشكلة الصحية.
هل يمكن تقوية أعصاب اليد؟
توجد العديد من الطُرق لتقوية أعصاب اليد وتحسين قوة القبضة عند الإنسان، وتعتمد بعض طُرق تقوية الأعصاب المذكورة على ممارسة التمارين الرياضية، في حين يحتاج المرء إلى تناول الأدوية أو إجراء العمليات الجراحية في بعض الأحيان؛ إذا نتج الضعف في الأعصاب عن حالة مَرضيّة تستدعي تدخلًا طبيًا؛ مثل الاعتلال العصبي المُحيطي أو مرض باركنسون أو غير ذلك.
لماذا يتعرض البعض إلى ضعف أعصاب اليد؟
يتعرض الإنسان إلى ضعف في أعصاب اليد نتيجةً للعديد من الأسباب؛ ومنها ما يأتي:
- التكيُّس العُقدي: تتشكُل بعض الأكياس المملوءة بالسوائل على المفاصل أو الأوتار أو بالقرب منها في بعض الحالات، وتؤدي إلى الضغط على الأعصاب الموجودة في اليد أحيانًا؛ ممّا يتسبب بضعف اليد.
- انحباس العصب الزندي: يمرُّ العصب الزندي من مِرفق الإنسان، ويمكن أن ينتفخ هذا العصب أو يتهيّج أو ينضغط؛ ممّا يؤدي إلى ضعف في القبضة وألم في الكوع مع خَدَر تزداد شدّته عند ثني الكوع.
- العصب المُنضغط: تحدث هذه الحالة المَرضية عندما يتعرض العصب الموجود في الرقبة إلى الانضغاط أو التهيّج، وينتج عن ذلك الكثير من الأعراض؛ أبرزها ضعف قبضة اليد، بالإضافة إلى الضعف في الكتف والعضلات.
- اعتلال الأعصاب السُكّري: يؤدي مرض السُكّري إلى تلف الأعصاب عند المُصابين أحيانًا، وتُعرف هذه الحالة باسم اعتلال الأعصاب السُكّري، وعادةً ما تتسبب بضعف الأطراف؛ بما فيها اليدين والقدمين.
هل أسباب ضعف أعصاب اليد والرعشة معروفة؟
يشعر البعض بضعف في أعصاب اليد إلى جانب رعشة يشعُر بها المريض، لهذه الحالة العديد من الأسباب المعروفة لدى الأطباء المُختصّين؛ ومنها ما يأتي:
- أمراض التمثيل الغذائي: يُمكن أن ينتج ضعف أعصاب اليد والشعور بالرعشة نتيجةً لبعض الأمراض التي تؤثر على التمثيل الغذائي عند الإنسان؛ مثل مرض السُكّري ومرض البورفيريا ومرض البُولينا.
- الأسباب الوراثية: يأخذ المولود صفاته الوراثية من والديه، ويؤدي ذلك إلى إصابته ببعض الأمراض التي يُعاني منها أحد الأبوين أو كليهما؛ ومنها أمراض الضعف في أعصاب اليد مع الرعشة.
- رعاش مرض باركنسون: يؤثر مرض باركنسون على أعصاب الإنسان، ويؤدي إلى الإصابة بالرُعاش مع التقدّم في مراحل المرض مع الشعور بضعف في اليدين والاضطرابات في المشي وبعض الأعراض الأُخرى.
- التصلُّب المُتعدد: يُعد هذا المرض واحدًا من أمراض المناعة الذاتية، ويتسبب بتلف المادّة التي تعزل الأعصاب في الجسم، وعادةً ما يتعرض المُصابون به إلى الضعف في الأطراف؛ بما في ذلك ضعف قبضة اليد ويؤدي إلى الرُعاش.
- اعتلال العصب المُحيطي: يُصيب اليدين العديد من أنواع الاعتلال العصبي المُحيطي؛ أبرزها تلف الأعصاب الحركية وتلف الأعصاب الحِسيّة، وتؤدي هذه الاعتلالات إلى ضعف أعصاب اليد بشكلٍ مُباشر.
- متلازمة النفق الرُسغي: يتعرض البعض إلى انتفاخ في النفق الرسغي؛ ممّا يتسبب بالضغط على العصب المتوسط، وهو ما يؤدي إلى ضعف اليد مع ما يُصاحب ذلك من الآلام والشعور بالتنميل والوخز أيضًا.
كيف تتم تقوية أعصاب اليدين وعلاج الرعشة؟
تعتمد تحديد طريقة تقوية أعصاب اليدين وعلاج الرعشة عند الإنسان على التشخيص الطبي؛ فإن الحالات المذكورة تنتج عن عِدّة حالات مَرضيّة مُختلفة، وتحتوي القائمة الآتية على بعض الإرشادات التي يمكن أن تُساعد على تقوية الأعصاب وعلاج الرعشة:
- التزام نمط الحياة الصحي: لا بُدّ من المحافظة على نمط حياة صحيّ؛ للتقليل من أعراض الرُعاش والمُحافظة على قوّة أعصاب اليدين؛ ذلك من خلال تجنّب الإفراط في تناول الكافيين والابتعاد عن التمارين الشديدة.
- العلاج الطبيعي: إن مُختص العلاج الطبيعي من الأشخاص المُؤهلين لتدريب المرضى وتمكينهم من التحكّم في العضلات على نحوٍ طبيعي واستعادة الحركة الطبيعية للجسم، ويمكن للمريض مُراجعة أطباء العلاج النفسي للتعامل مع الرعشة وضعف الأعصاب إذا لزم الأمر.
- تقنيات العلاج النفسيّة: يُمكن أن تكون بعض تقنيات العلاج النفسية مُفيدة للأشخاص المُصابين بالرعشة نتيجةً للقلق أو التوتر، ومن أبرز هذه التقنيات تقنية التنفس العميق.
- تغيير نوع الأدوية: تتسبب بعض الأدوية التي يأخذها المرضى بأعراض جانبية، وتُسهم في ظهور الرعشة وضعف أعصاب اليد، ويتم التخلص من هذه المشاكل بتغيير الدواء بعد استشارة مُقدّم الرعاية الصحية في هذه الحالة.
- علاج الحالة الأساسية: عادةً ما تكون الرعشة من الأعراض التي تتسبب بها بعض الأمراض، وينبغي على المرء المُسارعة إلى علاج الحالات المرضيّة الأساسية؛ للتخلّص من الرعشة وضعف أعصاب اليد بشكلٍ جذري.
كيف يمكن قياس قوة أعصاب قبضة اليد؟
يمكن قياس قوة الأعصاب في قبضة اليد بالطريقتين الآتيتين:
- استخدام الدينامومتر: ينبغي على المرء -عند إجراء هذا الاختبار- الإمساك بجهاز الدينامومتر بقبضة اليد مع ثني المرِفق بزاوية قدرها 90 درجة، ثم البدء بالضغط على المقبض؛ ليقوم الجهاز بقراءة القوّة التي يتم الضغط بها وتسجيلها.
- استخدام الميزان: يمكن استخدام الميزان لقياس قوة اليد بدلًا من الدينامومتر؛ ذلك عن طريق رفع الميزان بيد واحدة، ثم البدء بالضغط عليه مع قراءة الوزن الأقصى الذي تم تسجيله عند الضغط؛ لمعرفة مدى قوة الأعصاب في قبضة اليد.
كيف يتم تشخيص الآلام والضعف في أعصاب اليد؟
فيما يأتي بعض من الاختبارات والإجراءات التي يقوم بها مُقدّم الرعاية الصحية؛ لتشخيص حالة المرضى عند الإصابة بأعراض الضعف أو الآلام في أعصاب اليد:
- التحقّق من الأعراض: يبدأ الطبيب تشخيص الحالة بتقييم الأعراض التي تظهر عند المريض؛ بما فيها الآلام والضعف في قبضة اليد، ويحرص الطبيب في هذه الخطوة على معرفة مقدار الألم الذي يُعاني منه المريض والمكان الذي يظهر فيه.
- الفحص البدني: يتم إجراء الفحص البدني للتعرّف على أيّة علامات ظاهرة تُشير إلى إصابة المرء بمرض مُحدّد؛ مثل تشكُّل الأكياس أو ظهور الالتهابات، ويمكن أن يصحب ذلك ضغط بعض الأجزاء من اليد لتحديد مصدر الألم أيضًا.
- الاختبارات الوظيفية: يهدف هذا النوع من الاختبارات إلى تقييم مدى قدرة يديّ المريض على القيام بوظيفتهما؛ ذلك من خلال طلب الإمساك بالأشياء أو حملها، بالإضافة إلى إجراء بعض اختبارات الحركة عند الحاجة.
- دراسة توصيل العصب: يلجأ مُقدّم الرعاية الصحية إلى هذا الاختبار في حالة لم تنجح الاختبارات السابقة في تحديد سبب ضعف الأعصاب، وهو اختبار يمكنه قياس جودة وسرعة انتقال الإشارات الكهربائية من خلال الأعصاب في كلٍّ من اليدين والذراعين.
هل يجب مراجعة الطبيب بسبب ضعف أعصاب اليد؟
من الضروري مُراجعة مُقدّم الرعاية الصحية عند الشعور بضعف في أعصاب اليد مع ظهور أيٍّ من الأعراض الآتية:
- إذا كان الضعف في أعصاب اليد مُعيقًا للأنشطة اليومية عند المريض.
- في حالة لم يستطع المرء استخدام اليدين لأداء المهمات والوظائف المُعتادة.
- إذا ظهر الألم المُرافق لضعف أعصاب اليد مع استمراره عِدّة أيام.
- عندما تظهر أعراض التنميل أو فقد الإحساس مع ضعف الأعصاب.
- في حالة لم تنجح طُرق الإدارة المنزلية في التعامل مع الضعف في أعصاب اليد.
هل توجد تمارين لتقوية أعصاب اليد؟
هناك كثيرٌ من التمارين التي تساعد في تقوية أعصاب اليد وإحكام قبضتها؛ ومنها التمارين الآتية:
- تمرين الإطالة للمعصم: يتم إجراء هذا التمرين عن طريق مدّ الذراع إلى الأمام مع رفع الكف إلى الأعلى، ثم سحبه باستخدام اليد الأُخرى؛ حتى يشعر المرء بتمدُّد الأربطة الداخلية مع الاستمرار مُدّة 15 ثانية.
- تمرين ثني المعصم: في هذا التمرين يقوم الشخص بمدّ اليد، ثم ثني الكف إلى الأسفل مع توجيه الراحة إلى الداخل وظهر اليد إلى الخارج، ثم يقوم الفرد بسحب اليد إلى جهة الجسم ليشعر بالتمدُّد في الجزء العلوي مُدّة 15 ثانية.
- تمرين الضغط باليد: يقوم الشخص في هذا التمرين بإمساك كُرةٍ مطاطيةٍ والضغط عليها مُدّة 5 ثوانٍ، ثم تركها مع التكرار 10 مرات، ويمكن استخدام زوج من الجوارب الملفوفة بدلًا من الكُرة المطاطية لهذا التمرين.
- تمرين تمديد الأصابع في شريط المطّاط: يضع الشخص أصابع يده في شريط مطاطي بعد وضع اليد على الطاولة، ثم يبدأ بشد الأصابع إلى الخارج ومُقاومة الشريط المطاطي مُدّة 3 ثوانٍ، وينبغي تكرار هذا التمرين بين 10-15 مرّة.
- تمرين مُقاومة المِنشفة: يجب على المرء استخدام مِنشفة مُبللة في هذا التمرين، وهو تمرين تتم مُمارسته عن طريق الإمساك بطرفيّ المِنشفة المُبللة ثم شدّ كل طرفٍ منها إلى جهته.
- تمرين التعلّق الميّت: يجب على المرء الإمساك بقضيب مُعلّق في الأعلى عند الرغبة بإجراء هذا التمرين مع تعليق نفسه في الهواء والاستمرار بالإمساك أكبر فترة مُمكنة فحسب، ذلك مع الحرص على ترك مسافة بين اليدين تزيد على عرض الكتفين.
- تمرين حمل المزارع: يتم إجراء هذا التمرين عن طريق رفع الأوزان باستخدام قبضة اليد -مع الحرص على حمل وزن مُماثل في كل واحدة من اليدين-، ثم المشي إلى الأمام مسافة بين 15-30 مترًا، ثم العودة إلى الخلف مع الحفاظ على وضعيّة الجسم المُنتصبة.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن علاج تلف الأعصاب الطرفية؟
هل يمكن علاج التهاب الأعصاب بالأعشاب؟