تحقيق مسبار
يُبيّن هذا المقال كثيرًا من المعلومات والتفاصيل المُهمّة حول تغذية الأطفال الرُضّع؛ بما في ذلك ذكر الأطعمة المناسبة للرضيع في السنة الأولى من حياته وتوضيح طريقة التغذية الصحيحة للأطفال حديثي الولادة، ويتطرّق المقال كذلك إلى عِدّة أساليب وإرشادات؛ للانتقال من تغذية الطفل على حليب الأم أو الحليب الصناعي المُخصّص إلى الأطعمة الصلبة؛ كاللحوم والخضروات والفواكه.
هل تختلف تغذية الأطفال الرُضّع بحسب العمر؟
لا بُدّ من حصول الطفل الرضيع على التغذية المناسبة لبناء جسمه بالشكل الصحيح، وتختلف تغذية الأطفال الرُضّع حسب العمر على نحوٍ ملحوظٍ، كما أن عدد وجبات الغذاء التي يحتاجها الطفل تختلف عند التقدّم في العُمر أيضًا، وعلى الرغم من الفائدة الكبيرة لبعض أنواع الغذاء كالعسل؛ إلّا إنّها يمكن أن تتسبب بالتسمّم للأطفال الذين لم يُكملوا السنة الأولى من أعمارهم، هذا يعني أن التغذية للرُضّع ترتبط ارتباطًا وثيقًا مع العمر ونوع الغذاء.
جدول تغذية الطفل الرضيع حسب العمر
يحتوي الجدول الآتي على تفاصيل الغذاء الذي ينبغي حصول الطفل الرضيع عليه منذ الولادة وحتى بلوغ 12 شهرًا من العُمر:
الفئة العمرية للرضيع | الغذاء المناسب |
بين 0-4 أشهر |
|
بين 4-6 أشهر |
|
بين 6-8 أشهر |
|
بين 8-12 أشهر |
|
ما هي كيفية تغذية الطفل حديث الولادة بشكل صحيح؟
تستطيع الأم في الأيام الأولى من ولادة طفلها الاعتماد على الرضاعة الطبيعية من الثدي عن طريق إلقام الطفل ثديها، ثم تركه ليمص الحليب، ولا يحتاج الطفل إلى كثيرٍ من الحليب في كلّ مرّة من مرّات الرضاعة خلال هذه الأيام؛ لأن معدته تكون صغيرة جدًا؛ إلّا إنّ حاجته إلى الغذاء تتكرّر عدّة مرّات في اليوم الواحد، ويجب على الأم أن تُقدّم الحليب لطفلها كُلّما احتاج إلى ذلك، ولا بُدّ من الحصول على استشارة المُمرضات أو مُقدّمي الرعاية الصحية في هذه الفترة عند التعرّض إلى أيّ مشكلة في تغذية الطفل.
ما هي أبرز المعلومات عن تغذية الأطفال الرُضّع وأهميتها؟
فيما يأتي مجموعة معلومات عن تغذية الأطفال الرُضّع ومدى أهمية ذلك:
- الوفيات بسبب نقص التغذية: تصل نسبة الوفيات بين الأطفال الرُضّع بسبب سوء التغذية إلى 45% من مجموع عدد الوفيات حسب منظمة الصحة العالمية، وهي نسبةٌ كبيرةٌ تُبيّن أهمية تغذية الأطفال الرُضّع.
- الحرص على الرضاعة الطبيعية: يمكن إنقاذ مئات الآلاف من الأطفال دون سن الخامسة حول العالم؛ إذا حصلوا على الرضاعة الطبيعية بشكلٍ صحيحٍ منذ الولادة وحتى عُمر 23 شهرًا.
- حاجة الطفل إلى الحليب في الأيام الأولى: تُنتج الأم في الأيام الأولى حليبًا سميكًا ذا لونٍ ذهبيٍّ وتكون مِعدَة الطفل صغيرة؛ لذلك فإن الطفل يكتفي خلال هذه الأيام برضعات قليلة، ثم تزداد حاجته إلى الغذاء بعد ذلك.
- تحفيز إنتاج الحليب الطبيعي لتغذية الرضيع: تزداد قُدرة الأم على إنتاج الحليب وتغذية طفلها؛ وذلك كُلّما ارتفعت مُستويات امتصاص الحليب من قِبل الطفل الرضيع أثناء عمليات الرضاعة.
متى يمكن تغذية الرُضّع الأطعمةَ الصلبة؟
يُوصى بإدخال الأطعمة الصلبة ضمن النظام الغذائي للطفل الرضيع عند بلوغ 6 أشهر، مع الامتناع عن تقديم أيّ أطعمة صلبة إلى الرضيع قبل بلوغ 4 أشهر على الأقل، وتحتوي القائمة الآتية على عِدّة إرشادات لتحضير الأطعمة الصلبة الخاصة بالرضيع:
- المزج مع الحليب: تستطيع الأم مزج حبوب الأطفال المطبوخة أو الأطعمة المهروسة مع الحليب الطبيعي أو الصناعي؛ ليستطيع الطفل تناولها بسهولة في الفترة الأولى، ويمكن مزج هذه الأطعمة مع الماء أيضًا بدلًا من الحليب.
- هرس الخضار والفواكه: لا بُدّ من هرس الخضروات والفواكه أو طحنها جيدًا؛ حتى تُصبح ناعمة قبل تقديمها إلى الأطفال في مرحلة الرضاعة ليتمكّنوا من تناولها، ويمكن طبخ بعض الأنواع من الخضار أو الفاكهة عند الحاجة لتسهيل هرسها.
- التخلّص من البذور في الفواكه: من المُهم التخلّص من البذور الموجودة في لُبّ الفاكهة أو الخضار قبل تقطيعها إلى قطع صغيرة ليأكلها الطفل، كذلك ينبغي إزالة جميع القِطع الصلبة التي تحتوي عليها هذه المأكولات.
- إزالة الجلد والدهون والعظام: يمكن للأبوين تقديم اللحوم إلى الأطفال بعد مُضيّ 6 أشهر من ولادتهم؛ إلّا إنّه ينبغي إزالة جميع الدهون والجلود والعظام قبل طهي هذه اللحوم.
- تحويل الأطعمة إلى شرائح: تتمتع بعض الأطعمة بشكل أسطواني أو دائري؛ كالنقانق والجبن والطماطم، ويجب تقطيع الطعام في هذه الحالة إلى شرائح لضمان عدم انسداد مجرى الهواء لدى الطفل عند تناولها.
- تقديم نوع واحد من الأطعمة الجديدة كل مرّة: ينبغي الابتعاد عن تقديم عِدّة أطعمة جديدة معًا إلى الطفل الرضيع؛ وإنّما تقوم الأم بتقديم طعام جديد بعد تجربة الطعام السابق مُدّةً تصل إلى 3 أيام؛ ذلك لمعرفة الأطعمة التي يتحسّس منها الطفل.
- تجنّب الأطعمة الغنيّة بالأملاح أو السكر: تؤثر الأطعمة الغنيّة بالأملاح أو السُكّريات على صحة الأطفال الرُضّع بشكلٍ سلبي؛ لذلك فإنه ينبغي على الأبوين الحرص على تقديم الطعام الخالي من الملح أو السُكّر في تغذية الأطفال الرُضّع.
كيف يمكن تشجيع الرضيع على تناول الأطعمة الصلبة بأمان؟
تُساعد الإرشادات الآتية الأبوين في إضافة الأطعمة الصلبة إلى نظام تغذية الأطفال الرُضّع بأمان ودون التعرّض إلى أيٍّ من المخاطر:
- استشارة الطبيب: تُعد استشارة الطبيب من أهم الخطوات التي ينبغي إجراؤها؛ لمعرفة مدى قدرة الطفل الرضيع على تحمُّل الأطعمة الصلبة، بالإضافة إلى التحقّق من أنواع الأطعمة المُناسبة للطفل.
- استخدام الأدوات المناسبة: من الجيّد تعويد الطفل على الكرسي قبل البدء بتناول الأطعمة الصلبة كيّ لا يواجه مُشكلة فيما بعد، كذلك يجب على الوالدين استخدام الأدوات المُناسبة؛ مثل الملاعق والشُوَك البلاستيكية التي تُحافظ على سلامة الطفل.
- السماح للطفل باللعب عند الأكل: تزداد رغبة الأطفال بتناول الأطعمة الصلبة عند السماح لهم باللعب بها وتجربة ملمسها واستنشاق رائحتها؛ فإن هذه العادات تجعل من تناول الطعام شيئًا مشوّقًا لدى الطفل الرضيع.
- تناول الطعام في الوقت الجيد: على الأم انتظار الوقت الذي يكون الطفل فيه جائعًا قليلًا وسعيدًا في نفس الوقت؛ لتجربة الأطعمة الصلبة الجديدة، ويمكن البدء بحليب الأطفال لجذب الطفل، ثم الانتقال إلى الطعام الصلب بعده مُباشرةً.
- الاستمرار بتقديم الأطعمة التي يرفضها الطفل: لا بُدّ من التحلّي بالصبر والاستمرار بتقديم أنواع الطعام، التي يرفضها الطفل ولا يرغب بتناولها دون إجباره على أكلها؛ فإن ذلك يجعل الأطعمة أقرب إليه من خلال الاعتياد على رائحتها وملمسها.
- التنبّه إلى أعراض الحساسية: يجب على الأم الانتباه إلى أيّة أعراض جانبية تظهر على الطفل عند تناول الأطعمة الجديدة؛ فإن ذلك يُشير إلى الإصابة بالحساسية تجاه مُكوّنات الطعام أحيانًا، وينبغي اتخاذ الإجراءات الصحية اللازمة في هذه الحالة فورًا.
ما هي المشاكل الشائعة عند تناول الرضيع للأطعمة الصلبة؟
تُعاني الأمهات من عِدّة مشاكل عند محاولة الانتقال إلى تغذية الأطفال الرُضّع على الحليب إلى تناول الأطعمة الصلبة، ومن المشاكل الشائعة في هذه المرحلة ما يأتي:
- عدم قبول الأطعمة الجديدة: يُعاني الآباء من عدم تقبُّل أبنائهم لأيّ أطعمة جديدة في كثيرٍ من الأحيان، وهي ردّة فعل طبيعية عند الطفل لا تدعو للقلق؛ إنّما ينبغي على الأبوين مُحاولة الاحتيال على الأطفال مع الصبر لتقبُّل الأطعمة.
- إحداث الفوضى عند تناول الطعام: عادةً ما تظهر هذه المشكلة عندما يبلغ الطفل 9 أشهر من عمره؛ ذلك لأنه يبحث عن الاستقلالية في تصرفاته؛ ممّا يدفعه إلى اختيار مكانه المُفضّل للطعام، بالإضافة إلى تحديد الوقت الذي يأكل فيه مع إحداث الفوضى.
- القيء والبصق للطعام: من الطبيعي تعرّض الطفل إلى القيء عند تناول بعض الأطعمة الصلبة أو بصقه لهذا الطعام ولفظه من فمه، ويرجع السبب في القيء إلى عدم اكتمال نمو الجهاز الهضمي، ويمكن إطعام الطفل ببطء لتجنّب هذه المشاكل.
كيف يمكن التحقّق من حصول الرضيع على غذاء جيد؟
هُناك عِدّة إشارات تدلُّ على تغذية الأطفال الرُضّع بشكل جيد؛ ومنها عدم فقدان الطفل نسبةً تزيد على 7% من وزنه خلال الأيام الأولى من ولادته وقبل البدء باكتساب الوزن من جديد، كذلك ينبغي على الطفل أن يُبلّل 6 حفاظات في اليوم الواحد على الأقل عند حصوله على تغذية جيدة، ومن الإشارات التي تعني حصول الطفل على الغذاء المطلوب بقاؤه سعيدًا مُدّةً تصل إلى 3 ساعات بين الوجبة والوجبة التي تليها.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يعد نوم الطفل كثيرًا أمرًا طبيعيًا؟
هل يمكن معرفة متى يشرب الرضيع الماء تحديدًا؟