تحقيق مسبار
يهدف هذا المقال إلى بيان الأسطول البحري الأقوى في العالم، بالإضافة إلى ذكر الكثير من المعلومات حول أسطول جمهورية الصين الشعبية؛ لكونه الأسطول الذي يضم أكبر عدد من السفن والغواصات البحرية. ويتطرق المقال كذلك إلى كيّفية تطوّر الأساطيل البحرية على مرّ التاريخ مع بيان بعض مكوّنات الأسطول البحري في الجيوش الحديثة.
هل الأسطول البحري الصيني أقوى أسطول في العالم؟
لا يُعد الأسطول البحري الصيني أقوى الأساطيل البحرية في العالم؛ إنّما يضم هذا الأسطول أكبر عددٍ من السفن الحربية والغواصات، وأما بالنظر إلى تسليح الأسطول المذكور؛ فإنه ينزل إلى المرتبة الثالثة بعد الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية؛ ذلك لأن حُمولة الأسطول الصيني تبلغ 708,886 وحدة من الأسلحة، بينما تبلغ حمولة الأسطول الأمريكي 3,415,893 وحدة، في حين تبلغ حمولة الأسطول الروسي 845,739 وحدة.
كم عدد السفن والغواصات في الأسطول البحري الصيني؟
يبلغ العَدد الإجمالي للسفن والغواصات في الأسطول البحري الصيني 777 سفينة وغواصة، بينما يضم الأسطول الروسي 603 سفينة وغواصة ويحتل المرتبة الثانية من حيث حجم الأسطول، وفي المرتبة الثالثة تقع كوريا الشمالية التي يضم أسطولها 492 سفينة وغواصة، ثم يأتي الأسطول الأمريكي في المرتبة الرابعة بعدد يبلغ 490 سفينة وغواصة، وفيما يأتي مُقارنة لأعداد بعض فئات سفن الأسطول الصيني مع الأساطيل الأُخرى:
- حاملات الطائرات: يضم الأسطول البحري الصيني حاملتي طائرات، بينما يحتوي الأسطول الأمريكي على 11 حاملة طائرات، أمّا الجيش الروسي فإنه يضمُّ حاملة طائرات واحدة فحسب.
- الطرّادات: يحتوي الأسطول البحري الصيني على طرّادة واحدة فحسب، بينما يضم الأسطول البحري الروسي 4 منها، ويحتوي الأسطول البحري الأمريكي على 24 طرّادة.
- المُدمرات: في الأسطول البحري الصيني 28 مُدمرة، وهو ما يجعلها في المرتبة الثالثة بعد اليابان التي تحتوي على 34 مُدمرة، والولايات المتحدة الأمريكية التي تضم 67 مُدمرة.
- الفرقاطات: يتميّز الأسطول البحري الصيني بعدد الفرقاطات الكبير؛ فإنه يحتوي على 52 فرقاطة، ويضم الأسطول البحري الأمريكي 19 فرقاطة، ثم يليه الأسطول الكوري الشمالي الذي يضم 17 فرقاطة.
- الفرقيطات: تُعرف الفرقيطة باسم كورفيت، ويضم الجيش الصيني 43 وحدةً من هذه السفينة، بينما يحتوي الأسطول الروسي على 50 فرقيطة، ولا يضم الجيش الأمريكي أيًا منها.
هل توجد سُفن معروفة في الأسطول البحري الصيني؟
هُناك عِدّة سُفن حديثة معروفة تعمل في الأسطول البحري الصيني، ومنها ما يأتي:
- المُدمرة نوع 055: تمّ إطلاق أُولى المُدمرات الصينية من هذا النوع عام 2017 ويحتوي الأسطول الصيني على 4 منها في الوقت الراهن، وحرص الجيش الصيني على تزويد هذه السفينة بصواريخ موجّهة.
- المُدمرة نوع 052D: دخلت أُولى مدمرات 052D في الخدمة ضمن الأسطول البحري الصيني عام 2014، ووصل عددها إلى 11 مدمرة 052D في الخدمة بحلول عام 2020، تتميّز هذه المُدمرة بتصميم مُشابه للمُدمرات الغربية.
- الفرقاطة نوع 054A: تعتمد جمهورية الصين الشعبية على هذه الفرقاطة لمكافحة القراصنة في خليج عَدَنْ، بالإضافة إلى استخدامها في الدوريات التي تمرُّ ببحر الصين الجنوبي، ووصل عدد السُفن العاملة إلى 30 فرقاطة 054A بحلول عام 2020.
- الفرقيطة نوع 056: تقوم الصين بإنتاج عددٍ كبيرٍ من هذه الفرقيطة وتحرص على إدخالها ضمن الخدمة في الأسطول البحري، وتُقدّر عدد فرقيطات 056 التي تعمل في الخدمة بقُرابة 43 وحدة.
ما هي الدول التي لديها أكبر عدد من الغواصات في الأسطول البحري؟
تضم القائمة الآتية الدول التي لديها أكبر عدد من الغواصات العاملة في الأسطول البحري:
- كوريا الشمالية: تحتل كوريا الشمالية المرتبة الأولى عالميًا من حيث عدد الغواصات التي تملكها؛ إذ إن عدد غواصاتها يبلغ 71 غواصة، ولكن هذه الدولة لا تملك أية غواصات نووية معروفة حتى الآن.
- الولايات المتحدة الأمريكية: تقع الولايات المتحدة الأمريكية في المرتبة الثانية بعدد غواصات يبلغ 68 غواصة، وتعمل مُعظم هذه الغواصات بالطاقة النووية، ويُمكنها حمل الصواريخ وإطلاقها، بالإضافة إلى القُدرات الهجومية لهذه الغواصات.
- الصين: بعدد غواصات يبلغ 59 غواصة تحتل الصين المرتبة الثالثة على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، ويضم الأسطول البحري لجمهورية الصين الشعبية عِدّة غواصات تعمل بالطاقة النووية، إلى جانب غواصات الديزل.
- روسيا الاتحادية: يضم الأسطول البحري الروسي 49 غواصة عاملة داخل الخدمة، وتسعى روسيا إلى تطوير أسطولها من الغواصات؛ لإدخال مزيد من الغواصات الباليستية والغواصات الهجومية المُختلفة.
- اليابان: بالرغم من عدد الغواصات المتواضع في الأسطول البحري الياباني؛ إلّا إنّها تحتل المرتبة الخامسة بعدد يبلغ 22 غواصة، وهو أقل من نصف عدد الغواصات في الأسطول الروسي والصيني، وأقل من ثلث غواصات الجيشين الأمريكي والكوري الشمالي.
- كوريا الجنوبية: على الرغم من العدد المُتواضع لغواصات كوريا الجنوبية مُقابل عدد غواصات كوريا الشمالية؛ إلّا إنّها تحتل المرتبة السادسة بعدد غواصات يبلغ 18 غواصة.
- إيران: يحتوي الأسطول البحري في إيران على أكبر عدد من الغواصات داخل حدود الشرق الأوسط؛ حيث يبلغ عدد الغواصات الإيرانية 17 غواصة عاملة في الخدمة.
- الهند: يحتوي الأسطول البحري الهندي على 16 غواصة عاملة، وهذا يعني أنها في المرتبة الثامنة بعد إيران، وفي المرتبة السادسة في آسيا.
- تركيا: تحتل تركيا المرتبة الثامنة على مستوى الشرق الأوسط من حيث عدد الغواصات في أسطولها البحري، بينما تحتل المرتبة التاسعة على مستوى العالم، ويضم أسطولها 12 غواصة.
- المملكة المتحدة: يحتوي الأسطول البحري للمملكة المتحدة على 11 غواصة فحسب، هذا يعني أنها العاشرة على مستوى العالم؛ إلّا أنها الأولى على مستوى دول أوروبا الغربية بما فيها فرنسا وألمانيا.
كيف تطوّرت الأساطيل البحرية خلال التاريخ؟
شهد التاريخ كثيرًا من التطور في مجال الأساطيل البحرية الحربية؛ بدايةً من استخدام المجاديف والقتال التقليدي وحتى الوصول إلى الطاقة النووية والصواريخ الموجهة، وفيما يأتي لمحة تاريخية عن مراحل تطوّر الأساطيل البحرية:
- التجديف والقتال بالأيدي: في البداية تمّ الاعتماد على التجديف لتحريك السفن في الأساطيل البحرية، وكانت طُرق القتال بدايةً تعتمد على الضرب بالأيدي أو الأسلحة الموجودة حينها؛ مثل الرِماح والأسهم، ثم استُخدمت الأشرعة لتحريك السُفن فيما بعد.
- استخدام الأشرعة والبنادق: تمّ تطوير السفن البحرية الحربية التي تحتوي على عِدّة صواري وأشرعة، خلال القرن الرابع عشر الميلادي بدلًا من السفينة التقليدية ذات الشراع الواحد، ثم سُلّحت السُفن باستخدام المدافع والبنادق لإلحاق الخسائر بالعدو.
- الاعتماد على الحديد والبخار: مع بدء الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر استُخدم الحديد بدلًا من الخشب لصناعة السُفن في الأساطيل البحرية، وظهرت الغواصات، وتمّ الاعتماد على طاقة البُخار بدلًا من الأشرعة لتحريك هذه السفن مع التطوّر في طريقة التسليح.
- ظهور البنادق الكبيرة والطوربيدات: تمّ تطوير البنادق الكبيرة المُستخدمة في الأساطيل البحرية والطوربيدات المُستخدمة لإغراق السفن، في الفترة التي امتدت منذ نهايات القرن التاسع عشر وحتى بدء الحرب العالمية الأولى.
- استخدام حاملات الطائرات: استمر تطوير حاملات الطائرات بعد الحرب العالمية الأولى واستُخدمت في الحرب العالمية الثانية؛ لتخزين الطائرات وإطلاقها، بالإضافة إلى تدمير السفن الأُخرى بالاعتماد على الطائرات الموجودة فوق الحاملة.
- ظهور الصواريخ الموجهة: تمّ تطوير الصواريخ الموجهة بعد ظهور حاملات الطائرات؛ لتتمكّن الدول المُتحاربة من تدمير الحاملات، بالإضافة إلى إطلاق الصواريخ على الأهداف الاستراتيجية من خلال الغواصات أو السفن في الأسطول البحري.
ما هي الأقسام الرئيسية للأساطيل البحرية؟
يتم تقسيم السفن القتالية الحديثة ضمن ثلاثة أصناف أساسية على النحو الآتي:
- السُفن التي تُقاتل عن طريق الطائرات: يشمل هذا القسم حاملات الطائرات فحسب، وهي سُفنٌ تستطيع تحميل الطائرات ونقلها وإطلاقها من على سطحها؛ لتحقيق الأهداف الاستراتيجية المطلوبة منها.
- السُفن التي تُقاتل بأسلحة تحت الماء: يتم تسليح هذا القسم بالطوربيدات والألغام وقذائف الأعماق؛ للقضاء على الأهداف البحرية بشكل رئيسي، ويشمل الغواصات والمُدمرات.
- السُفن التي تُقاتل بالبنادق أو الصواريخ: يشمل هذا القسم كلًّا من البارجات والطرادات والمُدمرات، وهي سُفنٌ مُحمّلةٌ بالبنادق أو المدافع والصواريخ ذاتية الدفع لتدمير أهدافها.
هل مكوّنات الأسطول البحري معروفة؟
إن المكونات الأساسية للأسطول البحري معروفة؛ إذ إن الأسطول يتكون من الوحدات البحرية المُختلفة بما فيها حاملات الطائرات أو البارجات أو الفرقاطات أو غيرها، بالإضافة إلى القواعد البحرية والموانئ ومراكز الصيانة، وفيما يأتي بعضًا من مكونات الأسطول البحري حسب التقسيمات الحديثة:
- الأُسَيْطِيل: يُعرف الأُسَيْطِيل بأنه مجموعة من السفن التي يتشكّل منها الأسطول البحري؛ إلّا إنّها مجموعةٌ صغيرةٌ تتكوّن من سفينتين على الأقل.
- السرب: عادةً ما يُطلق السرب على مجموعة من عناصر الأسطول البحري ذات النوع نفسه؛ مثل الغواصات أو البارجات أو الفرقيطات، أو مجموعة من العناصر المُختلفة المُوكلة بمُهمّة واحدة؛ مثل الدوريات الساحلية.
- الوحدة الحربية: تقوم الجيوش أحيانًا بتجميع بعض السفن مع بعضها البعض للقيام بمُهمة مُحدّدة لوقتٍ مؤقّتٍ، وعادةً ما تكون السُفن من أنواع مُختلفة، ويُطلق عليها اسم الوحدة الحربية.
ما هي أقوى الأساطيل البحرية للعقد القادم حسب التوقعات؟
يشهد العالم كثيرًا من التغيّرات في ميزان القوى خلال الوقت الراهن، وتُشير التوقعات إلى صعود بعض الدول في قوّة أسطولها البحري وانخفاض تقييم بعضها الآخر، ومن المتوقع أن يبقى الأسطول الأمريكي في المرتبة الأولى بقوتها مع حلول العقد الجديد عام 2030، وارتفاع قوة الأسطول البحري للمملكة المتحدة حتى يُصبح في المرتبة الثانية، ثم الأسطول البحري الصيني في المرتبة الثالثة، ومن المتوقع أن تُصبح روسيا في المرتبة الخامسة بحلول العقد الجديد.
اقرأ/ي أيضًا:
هل تمتلك الجزائر السلاح النووي؟