تحقيق مسبار
يهدف هذا المقال إلى بيان أثر الألعاب الإلكترونية على الأطفال، سواء كان أثرًا إيجابيًا أو سلبيًا، مع بيان الاختلاف بين تأثير هذه الألعاب على كلٍّ من الذكور والإناث أيضًا، يتطرق المقال إلى العديد من الإرشادات التي تساعد في المحافظة على أمان الأطفال عند ممارسة الألعاب الإلكترونية، كما تساعدهم في التعامل مع حالات التنمر التي يمكن أن يتعرضوا إليها.
هل أثر الألعاب الإلكترونية على الأطفال سلبي فقط؟
بالرغم من وجود العديد من الآثار السلبية للألعاب الإلكترونية على الأطفال؛ إلّا إنّ هذا لا يعني عدم وجود أيّة آثار إيجابية؛ إذ إن للألعاب الإلكترونية عِدّة آثار إيجابية عند وضع الضوابط والحدود المناسبة واختيار الألعاب المُناسبة للأطفال، ويمكن لهذه الألعاب تنمية المهارات والقدرات العقلية بالإضافة إلى القدرات البصرية في كثيرٍ من الأحيان أيضًا.
ما هو تأثير الألعاب الإلكترونية على الأطفال الإيجابي؟
فيما يأتي بعضًا من الآثار الإيجابية للألعاب الإلكترونية على الأطفال:
- إدارة التوتر والغضب: استطاعت بعض الشركات تطوير ألعاب تُسهم في تمكين الطفل من تعلّم طريقة إدارة التوتر والغضب بشكلٍ فعّال، وهي مناسبة للأطفال الذين يعانون من سوء إدارة لغضبهم.
- تعزيز مهارات حلّ المشكلات: يُمكن للألعاب الإستراتيجية التي يلعبها الأطفال أن تُعزز لديهم مهارات التعامل مع المشكلات والتفكير في الحلول المناسبة لها.
- تحسين الحالة الصحية: عملت بعض الشركات على إنتاج ألعاب مُتخصّصة؛ لمساعدة مرضى السرطان من الأطفال على متابعة خطة العلاج، كما أن الألعاب الإلكترونية تُحسن الحالة النفسية عند الأطفال أيضًا.
- تحفيز المهارات البصرية: تشحذ العديد من الألعاب الإلكترونية -بما فيها بعض ألعاب إطلاق النيران- البصر وتزيد من المهارات المرئية المكانية عند الأطفال.
- تطوير المهارات الاجتماعية: يتمكّن الأطفال من التفاعل مع الآخرين عند مُمارسة الألعاب الإلكترونية عبر شبكة الإنترنت، ويزيد ذلك من رصيد مهاراته الاجتماعية ومهارات التواصل مع الآخرين.
- تشكيل المرونة العاطفية: يتعرض الأطفال إلى الخسارة في الألعاب الإلكترونية كثيرًا من الأحيان، وإذا تعلّم الطفل الطريقة المناسبة للتعامل مع خسارة اللعبة؛ فإن ذلك يُشكّل لديه المرونة العاطفية أو يُعززها عنده.
هل يوجد اختلاف بين تأثير ألعاب الفيديو على الذكور والإناث؟
هُناك العديد من الاختلافات بين أثر الألعاب الإلكترونية على الأطفال من الذكور وتأثيرها على الإناث؛ إذ إن إحدى الدراسات أظهرت استغراق الذكور وقتًا أطول في ألعاب الفيديو مقارنة بالإناث، كما بيّنت الدراسة ذاتها فعالية ألعاب الفيديو في تقليل الاكتئاب عند الذكور في حين لم تُظهر أيّة نتائج مُشابهة عند الإناث. يجدر الذكر بأن الإناث -حسب الدراسة ذاتها- يُفضلن استغراق وقتٍ أطول على مواقع التواصل الاجتماعي وليس الألعاب؛ إلّا إنّ ذلك يؤدي إلى زيادة نسبة الاكتئاب لديهن حسب الدراسة نفسها.
هل تأثير الألعاب الإلكترونية على سلوك الأطفال حقيقي؟
تؤكد بعض الدراسات التي أجرتها الجمعية الأمريكية لعلم النفس، بأن هُنالك ارتباطًا بين السلوكيات العدوانية والألعاب العنيفة التي يلعبها بعض الأطفال؛ إلّا إنّ الدراسة لم تجد أدلّةً كافيةً حول تطوّر هذا السلوك العدواني إلى انحراف عُنفٍ إجراميٍّ تجاه المجتمع، كذلك شدّدت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال على ضرورة وضع الضوابط من قِبل الوالدين تِجاه مشاهد العُنف؛ للتقليل من خطورة ظهور السلوكيات العدوانية لديه.
كيف يمكن تعزيز أثر ألعاب الفيديو على الأطفال والمراهقين الإيجابي؟
تساعد الإرشادات الآتية في تعزيز الآثار الإيجابية لألعاب الفيديو على الأطفال والمراهقين:
- توجيه الطفل إلى الألعاب التعليمية: يجب على الوالدين تشجيع الأطفال على الألعاب الإلكترونية التعليمية الهادفة؛ ذلك بدلًا من الألعاب ذات الأهداف الترفيهية فحسب أو الألعاب التي تتسم بالعنف.
- التفاعل مع الطفل عند اللعب: من الجيد متابعة الأطفال عند ممارسة الألعاب الإلكترونية وطرح الأسئلة الهادفة عليهم، بالإضافة إلى الثناء على الطفل إذا فعل شيئًا صحيحًا أثناء ممارسة اللعبة لتعزيز الآثار الإيجابية.
- اختيار الألعاب ذات الشخصيات المترابطة: تزداد قدرة الأطفال على تكوين الروابط الاجتماعي في بيئته الحقيقة عند ممارسة الألعاب الإلكترونية التي تتضمن شخصيات مترابطة؛ ذلك إذا استطاع الطفل تشكيل الروابط مع هذه الشخصيات.
- التشجيع على الألعاب الرياضية: يمكن للأبوين تشجيع الأطفال على ممارسة الألعاب التي يمكنها توليد الرغبة بالحركة؛ ليقوم الطفل بممارسة الأنشطة الرياضية؛ بذلك يكون أثر الألعاب الإلكترونية على الأطفال إيجابيًا.
هل يمكن تجنّب تأثير ألعاب الفيديو على الأطفال بشكل سلبي؟
يمكن للأبوين مساعدة الطفل في تجنّب جميع الأضرار السلبية لألعاب الفيديو، أو التقليل من هذه الآثار بالاعتماد على الخطوات الآتية:
- وضع خطة للّعب: على الأبوين وضع خطة واضحة لجميع أفراد العائلة حول استخدام أجهزة الوسائط، بالإضافة إلى أجهزة الألعاب الإلكترونية؛ لضمان عدم استغراق أوقات طويلة في اللعب.
- التأكّد من عدم تأثير الألعاب على الأنشطة الأُخرى: ينبغي أن لا تكون ممارسة الألعاب الإلكترونية من قِبل الأطفال على حساب الأنشطة الأكثر أهمية؛ مثل الواجبات المدرسية أو التمارين الرياضية أو النوم.
- تعزيز فهم الطفل حول مخاطر الألعاب: من المُهم أن يتعرّف الطفل على طريقة الاستخدام الصحيحة لجميع الأجهزة الإلكترونية، إضافةً إلى كيفية ممارسة الألعاب بشكل صحيح مع استيعاب مدى خطورة الإعلانات، أو الرسائل المخفيّة وإمكانية جمع المعلومات الشخصية عبر الألعاب.
- الحرص على جعل اللعب في أماكن مشتركة: لا بُدّ من الحرص على تخصيص اللعب للأطفال في الأماكن المُشتركة من المنزل قدر الإمكان، كذلك الحدّ من ممارسة الألعاب في غرفة الطفل أو الأماكن التي يكون فيها مُنعزلًا.
- اللعب مع الأطفال: عادةً ما يقتدي الطفل بأبويه في تصرفاتهما، وهو ما يُسهم في تعليم الأطفال السلوكيات المناسبة عند اللعب وتجنّب السلوكيات السلبية، يساعد ذلك أيضًا في تعزيز مهارات وضع حدود الوقت للألعاب عند الأطفال مع استيعاب الطريقة الصحيحة للّعب.
- تشجيع اللعب في العالم الواقعي: يُمكن للألعاب في العالم الواقعي -بدلًا من الألعاب الإلكترونية- تعليم الأطفال كثيرًا من الأشياء الجديدة نتيجةً للتواصل مع الآخرين؛ لذلك ينبغي تشجيع هذا النوع من الألعاب على حساب ألعاب الفيديو.
ما هي إرشادات ممارسة ألعاب الفيديو من قبل الأطفال بأمان؟
لا بُدّ من الحرص على مستويات الأمان عندما يُمارس الأطفال الألعاب الإلكترونية عبر شبكة الإنترنت؛ لضمان عدم تعرّض الطفل إلى أيّ اعتداءات سواءً كانت بسرقة البيانات أو الابتزاز أو التنمر أو غير ذلك، فيما يأتي عِدّة إرشادات تساعده في المُحافظة على الأمان عند ممارسة ألعاب الفيديو:
- الاعتماد على المصادر الرسمية: لا بُدّ من الاعتماد على المصادر الرسمية لتثبيت الألعاب وتحميلها، بالإضافة إلى إجراء عمليات الشراء للمُحافظة على أمان الطفل وخصوصيته أثناء ممارسة ألعاب الفيديو.
- شرح مخاطر الإنترنت للطفل: من الضروري شرح مخاطر الإنترنت للأطفال؛ بما في ذلك تجنّب فتح أيّة روابط أو رسائل يُقدّمها الغرباء أثناء اللعب، كما يجب تعزيز حماية الأجهزة بالاعتماد على البرامج المُضادّة للفايروسات.
- مساعدة الطفل في اختيار اسم المستخدم: تقع على عاتق الأبوين مسؤولية توجيه الطفل حول اختيار اسم المُستخدم السِريّ، الذي لا يكشف أيّ معلومات شخصية عند اللعب مع الآخرين عبر شبكة الإنترنت؛ للحفاظ على خصوصية الطفل.
- تفعيل الرقابة الأبوية: يمكن للرقابة الأبوية تقييد وصول الأطفال إلى خيارات الشراء عند ممارسة الألعاب الإلكترونية، وهي واحدةٌ من الخيارات التي تتوفر في العديد من الألعاب؛ لتجنّب أثر الألعاب الإلكترونية على الأطفال بشكل سلبي.
- مراقبة سلوكيات الطفل: على الأبوين مراقبة سلوك الطفل باستمرار ومُلاحظة أيّ تغيّر على التحصيل الدراسي أو الصحة بسبب الألعاب الإلكترونية، ومناقشة ذلك مع الطفل ثم إيجاد الحلول المناسبة.
- مشاركة الاهتمامات: ينبغي على الأبوين مشاركة الأطفال في اهتماماتهم حول الألعاب الإلكترونية؛ لمعرفة الأشخاص الذين يلعبون معهم، بالإضافة إلى التحقّق من طريقة استيعابهم للألعاب وممارستهم لها، ثم توجيه الطفل بالشكل الصحيح.
- التحقّق من إرشادات اللعبة: عادةً ما يوجد العديد من الإرشادات والقيود حول نوع اللعبة والفئة العمرية المناسبة لممارستها، ويجب على الوالدين التأكّد من هذه الإرشادات وضمان عدم لعب أطفالهما لأيّة لعبة فيديو دون التزام القيود المحددة.
كيف ينبغي للطفل أن يتعامل مع التنمر أثناء ممارسة الألعاب؟
يتعرّض الأطفال إلى التنمّر من قبل الآخرين أحيانًا أثناء اللعب بإحدى ألعاب الفيديو، وينبغي على الطفل التعامل مع هذه مشكلة من خلال الخطوات الآتية:
- طلب الكف عن التنمر: في البداية يجب على الطفل الذي يعاني من التنمّر الطلب من الطرف الآخر أن يتوقّف عن سلوكه العدواني ويكفّ عن التنمّر.
- اللجوء إلى الحظر: ينبغي حظر اللاعب الذي يُمارس سلوكيات التنمّر من خلال الألعاب الإلكترونية، كما يجب حظر هذا اللاعب من وسائل السوشيال ميديا ومنصات الألعاب أيضًا.
- إبلاغ اللاعبين الآخرين: من المُهم إبلاغ اللاعبين الآخرين عن السلوك العدواني الذي مارسه المُتنمّر، بالإضافة إلى إبلاغ مُجتمع اللعب ومُطوّري اللعبة والمسؤولين عنها لاتخاذ الإجراءات المناسبة ضده.
- الحصول على الدعم من المُقرّبين: يجب على الطفل إخبار الوالدين والأشخاص المُقربين البالغين الموثوقين؛ للحصول على الدعم المُناسب ومعرفة الطريقة الصحيحة للتعامل مع حالة التنمّر.
ما هي أفضل الألعاب الإلكترونية التعليمية للأطفال؟
يزداد أثر الألعاب الإلكترونية الإيجابي على الأطفال عندما يقوم الوالدان باختيار الألعاب التعليمية المناسبة التي تهدف إلى تعزيز مهارات الطفل؛ ومنها الألعاب الآتية:
- لعبة برينفرستي: تمّ إنتاج هذه اللعبة بشكلٍ أساسيٍّ لتحفيز الذهن عند اللاعبين، ويُمكنها المُساعدة في استكمال الأنشطة التعليمية الابتدائية للأطفال، وهي واحدةٌ من الألعاب التي تدمج بين اللعب والحركة.
- لعبة ماث بلاستر سيريز: تهدف هذه اللعبة إلى تعزيز المهارات الرياضية عند الأطفال؛ بما في ذلك مهارات الجمع والطرح والضرب والقسمة، وتحتوي على العديد من العناصر المُخصّصة للأطفال.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يعد نوم الطفل كثيرًا أمرًا طبيعيًا؟
هل توجد طُرق مضمونة للتعامل مع الطفل العنيد؟