تحقيق مسبار
يُمكن أن تظهر أعراض الشيخوخة المبكرة على كلٍّ من الرجال والنساء نتيجةً للعديد من العوامل الوراثية وغير الوراثية، ويُبيّن هذا المقال بعض الاختلافات في أعراض الشيخوخة بين الرجال والنساء، بالإضافة إلى تزويد القارئ بالعديد من الإرشادات والنصائح المُفيدة في الحدّ من تقدّم الشيخوخة المبكرة أو الوقاية منها بشكلٍ كاملٍ.
هل تختلف أعراض الشيخوخة المبكرة عند النساء عن الرجال أحيانًا؟
على الرغم من وجود العديد من أعراض الشيخوخة المبكرة التي يشترك فيها الرجال والنساء؛ إلّا إنّ هُناك بعض الأعراض التي يختص بها أحدهما دون الآخر؛ منها عدم انتظام الدورة الشهرية عند النساء، كما أن دهون الجسم تتحوّل إلى منطقة البطن عند النساء بعد انقطاع الطمث نتيجةً للشيخوخة المبكرة، وتنخفض كفاءة الوظيفة الجنسية عند الرجل بشكلٍ تدريجي عند الإصابة بالشيخوخة، في حين تشهد الوظيفة الجنسية عند المرأة تغيّراتٍ بوتيرةٍ أسرع، وكذلك تختلف طبيعة التغيّرات في الهرمونات بين الرجل والمرأة عند الشيخوخة أيضًا.
ما هي علامات الشيخوخة المبكرة عند الرجال والنساء؟
توجد العديد من الإشارات والعلامات التي تُشير إلى الشيخوخة المبكرة عند الرجال أو النساء، وأبرزها ما يأتي:
- بُقع الشمس: تُعرف بُقع الشمس كذلك باسم البُقع العُمرية أو البُقع الكبدية، وتظهر هذه البُقع على الجلد نتيجةً للتعرض إلى أشعة الشمس طيلة السنوات السابقة، ويُمكن أن تظهر على الوجه أو ظهر اليدين أو الساعدين.
- الأيدي الهزيلة: عادةً ما يبدأ ظهور علامات الشيخوخة على اليدين في أواخر الثلاثينيات أو أوائل الأربعينيات من العُمر، وإذا أصبحت الأيدي هزيلة أو بدأت هذه العلامة بالظهور قبل ذلك؛ فهي دليلٌ على الشيخوخة المبكرة.
- تغيّر لون الصدر: يتغيّر لون الصدر مع التقدّم في العُمر عادةً دالًّا على الشيخوخة، وذلك نتيجةً للتعرض إلى أشعة الشمس، ولا يوجد عُمرٌ مُحدّدٌ لظهور هذه العلامة، ويُمكن أن يتغيّر اللون نتيجةً لبعض المشاكل الجلدية أيضًا كالإكزيما.
- جفاف وتقشّر الجلد: يكون الجلد أكثر عُرضةً للجفاف عند الشيخوخة الطبيعية، كما تزداد مُلاحظة تقشّر الجلد مع الاقتراب من سن الأربعين؛ إلّا إنّها تظهر قبل ذلك في حالة الشيخوخة المبكرة.
- انخفاض سرعة المشي: في حال لاحظ المرء انخفاض سُرعة المشي خلال الأربعينيات من العُمر؛ فيُمكن أن يدل ذلك على الشيخوخة المبكرة؛ ذلك لأن المشي من التمارين الخفيفة والسهلة.
- التجاعيد: يساعد بروتين الكولاجين في المُحافظة على نشاط البشرة ونضارتها، ومع انخفاض قدرة الجسم على إنتاج هذا البروتين، يُلاحظ المرء ظهور الترهلات والتجاعيد في الجلد، وتظهر هذه العلامات مع دخول العقد الرابع من العمر بشكلٍ طبيعيٍّ.
- تساقط الشعر: إذا تعرضت الخلايا الجذعية التي تتولّى مُهمة نمو الشعر الجديد في البُصيلات إلى الوفاة؛ فإن ذلك يؤدي إلى ما يُعرف باسم تساقط الشعر، وعادةً ما تظهر هذه العلامة على الرجال في وقتٍ مُبكرٍ مُقارنةً بالنساء.
- عدم انتظام الدورة الشهرية: يُمكن أن تتعرض المرأة إلى اضطراب في الدورة الشهرية خلال الثلاثينيات من العمر خلافًا للمُعتاد عند النساء، وهي من علامات الشيخوخة المبكرة أحيانًا.
هل توجد عوامل معروفة لظهور علامات الشيخوخة المبكرة؟
تُسهم العوامل الآتية في ظهور أعراض الشيخوخة المبكرة عند النساء والرجال:
- التدخين: يزداد الإجهاد التأكسدي على الجلد عند تعرضه إلى أنواع السموم الموجودة في دخان السجائر، وهو ما يتسبّب بجفاف البشرة، بالإضافة إلى ظهور التجاعيد وأعراض الشيخوخة المبكرة.
- أشعة الشمس: تتعرض البشرة إلى الأشعة فوق البنفسجية عند الجلوس على أَسِرّة التسمير أو غيرها من الأماكن التي تنتشر فيها أشعة الشمس، وتؤدي هذه الأشعة إلى إتلاف الحمض النووي في خلايا الجلد ممّا يتسبب بالتجاعيد في البشرة.
- الحالات الوراثية: تؤدي بعض الحالات الوراثية النادرة إلى ظهور أعراض الشيخوخة المبكرة في مراحل الطفولة، أو خلال المراحل المبكرة من البلوغ.
حالات وراثية تؤدي إلى ظهور الشيخوخة المبكرة
يُمكن أن تظهر علامات الشيخوخة المُبكرة عند الأطفال أو البالغين بسبب الحالات الوراثية الآتية:
- متلازمة ويرنر: تُصيب هذه المُتلازمة شخصًا واحدًا من بين كلّ مليون، وهذا يعني أنها حالة نادرة، وتتسبب بتجعّد الجلد وظهور الشيب، بالإضافة إلى الصلع الوراثي في الفترة العمرية التي تتراوح بين 13-30 سنة.
- متلازمة هاتشينسون-جيلفورد: تظهر أعراض متلازمة هاتشينسون-جيلفورد على واحد من بين كل 8 ملايين شخص، وتؤثر على نمو الأطفال وتتسبب بالصلع، ويبلغ متوسط عُمر المُصابين بهذه المتلازمة 13 عامًا.
سلوكيات تُسهم في ظهور أعراض الشيخوخة المبكرة عند النساء والرجال
في بعض الأحيان تظهر أعراض الشيخوخة المبكرة عند الرجال أو النساء نتيجةً لممارسة السلوكيات الآتية:
- فرك العينين باستمرار: تظهر الانتفاخات تحت العينين بشكلٍ طبيعيٍّ نتيجةً لضعف العضلات في هذه المنطقة مع تقدّم العُمر والوصول إلى سن الشيخوخة، ويُمكن أن يؤدي الفرك المستمر للعينين إلى ظهور هذه العلامة في وقتٍ مبكرٍ.
- عدم أخذ القسط الكافي من النوم: إذا لم يحصل المرء على القسط الكافي من النوم؛ فإن أعراض النوم تبدأ بالظهور على الوجه مع مرور الوقت، كما أن قِلّة النوم ترتبط بزيادة أعراض الشيخوخة.
- الاعتماد على الماصّات عند الشرب: يعتمد البعض على الماصّات لشرب الشاي أو القهوة أو المشروبات الغازية؛ ممّا يتسبب بظهور خطوطٍ رقيقةٍ حول الفم في وقتٍ مبكرٍ، وهي من علامات الشيخوخة.
- الإجهاد النفسي: تزداد كميات هرمون الكورتيزول التي يُنتجها الجسم في حالة الإجهاد النفسي والتوتر، وهو ما يؤدي إلى انهيار الكولاجين الضروري لبناء الجلد، ويتسبب بالشيخوخة المبكرة.
- عدم ارتداء النظارات الشمسية: يُمكن أن يؤدي نسيان النظارات الواقية من الشمس إلى إلحاق الضرر بالعينين والمنطقة المُحيطة بهما، ويتسبب بظهور التجاعيد على المدى البعيد.
- استخدام صابون التجفيف: يؤدي صابون التجفيف إلى إزالة الزيوت الطبيعية الموجودة في البشرة غالبًا، وهو ما يزيد من وضوح التجاعيد في الجلد ويجعل البشرة مُعرضة إلى الالتهابات ومُسبّبات الحساسية.
هل يمكن علاج علامات الشيخوخة المبكرة؟
لا يُمكن عكس الشيخوخة المبكرة وعلاجها بشكلٍ نهائي؛ إلّا إنّ المرء يستطيع اتباع بعض الإرشادات للحدّ من تقدّم الأعراض بسرعةٍ كبيرةٍ؛ مثل الإقلاع عن التدخين أو التزام نظام غذاء صحي، كما أن هُناك العديد من المرطبات والمستحضرات التجميلية التي تُساعد في التعامل مع تجاعيد الجلد حتى تظهر البشرة بشكل شبابي أيضًا، ولكنها لا تُعالج الشيخوخة بشكل كامل.
ما هي طرق الوقاية من أعراض الشيخوخة المبكرة عند الرجال والنساء؟
يُمكن للمرء اتباع الإرشادات الآتية للوقاية من ظهور بعض علامات الشيخوخة المبكرة:
- استخدام واقي الشمس: ينبغي على المرء ارتداء واقيات الشمس التي تتمتع بمعدل حماية SPF 30؛ للوقاية من علامات الشيخوخة التي تنتج عن تعرض الجلد إلى أشعة الشمس.
- غسل مستحضرات التجميل ليلًا: من الضروري غسيل جميع مستحضرات التجميل عن الوجه قبل النوم، وذلك باستخدام الماء الدافئ ومنظفات البشرة اللطيفة، ويجب التأكّد من إزالة بقايا هذه المستحضرات بشكلٍ جيدٍ قبل النوم.
- تجنّب استخدام مستحضرات العناية غير المناسبة: تؤدي بعض مستحضرات العناية بالبشرة إلى إحساس بلدغة أو حَرقة، وهو عَرض يُشير إلى تهيّج الجلد، ويؤدي هذا التهيّج إلى ظهور البشرة في عُمرٍ أكبرٍ، وهذا يعني ضرورة تجنّب المستحضرات المذكورة.
- الالتزام بجدول النوم: إذا التزم المرء بجدولٍ مُحدّدٍ للنوم مع أخذ القسط الكافي من النوم؛ فإنه يُساعد الجسم على تجديد الجلد بشكل جيد ممّا يَحدُّ من ظهور أعراض الشيخوخة المبكرة.
- التغذية الجيدة: يحصل الجسم على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها من أجل إنتاج خلايا الجلد بشكلٍ صحيٍّ في حال التغذية الجيدة، ولذلك فإنه من الضروري التزام نظام غذائي جيد للوقاية من أعراض الشيخوخة.
- المُحافظة على ترطيب الجسم: يُمكن أن يؤدي الجفاف إلى ظهور التجاعيد على الجلد في وقتٍ مبكرٍ، وهذا يعني ضرورة المُحافظة على ترطيب الجسم وشرب الكميات الكافية من السوائل يوميًا؛ للمحافظة على نضارة الجلد.
- ممارسة التمارين: عندما يقوم المرء بممارسة الرياضة باستمرار؛ فإن ذلك يؤدي إلى تعزيز الدورة الدموية، ممّا يؤثر على صحة الجلد بشكل إيجابي، كما يحدُّ من خطورة ظهور أعراض الشيخوخة في وقتٍ مبكرٍ.
- إدارة التوتر: يؤدي التوتر إلى الإصابة بالعديد من المشاكل الصحية، كما أنه من العوامل التي تزيد فرصة الشيخوخة المبكرة، وتوجد عِدّة طرق لإدارة التوتر والحدّ من آثاره السلبية؛ أبرزها المشي في الطبيعة.
- الانتباه إلى تعابير الوجه: تؤدي تعابير الوجه إلى تقلص بعض العضلات في الوجه، وإذا استمر الإنسان بتغيير تعابير وجهه؛ فإن بعض الخطوط والعلامات تبقى على الوجه بشكلٍ دائمٍ، وهي واحدةٌ من أعراض الشيخوخة.
- تنظيف البشرة بلطف: يتم تنظيف البشرة بعنف من قبل البعض ممّا يؤدي إلى تهيُّجها، وينتج عن ذلك تسريع شيخوخة الجلد، وإذا تمّ تنظيف البشرة برِفق؛ فإن الإنسان يقي نفسه من هذه التهيّجات وما يتبعها من أعراض.
هل يوجد إرشادات للحدّ من تقدّم شيخوخة الدماغ؟
يُعاني البعض من شيخوخة مبكرة في الدماغ، ولا بُد من مراجعة الطبيب المُختص لمعرفة طريقة علاج علامات الشيخوخة المبكرة للدماغ، حتى يضمن المرء الحدّ من المضاعفات المُختلفة لهذه المشكلة. فيما يأتي بعضًا من الإرشادات التي تُساعد في الحدّ من تقدّم شيخوخة الدماغ:
- التحقّق من فيتامين دي: يرتبط انخفاض نسبة فيتامين دي بالمشاكل الإدراكية، وهذا يعني ضرورة التحقّق من نسبة الفيتامين المذكور بشكلٍ مُستمرٍ؛ للحدّ من المشاكل الإدراكية وما يتبعها من مُضاعفات؛ مثل مرض الخرف.
- التقليل من اللحوم الحمراء: عادةً ما تتوفر معادن النحاس والحديد بكمياتٍ كبيرةٍ في اللحوم الحمراء، ويؤدي تراكم هذه المعادن وزيادتها في الجسم إلى إلحاق الضرر بالدماغ، ولذلك فإنه من الأفضل التقليل من تناول اللحوم الحمراء.
اقرأ/ي أيضًا:
هل محاربة التجاعيد من فوائد شرب القهوة؟
