تحقيق مسبار
تسعى الكثير من المؤسسات البحثية إلى تطوير العين الإلكترونية التي يُمكنها المساعدة في استعادة حاسة الإبصار عند الشخص الكفيف، وهُناك العديد من أنواع العيون التي تمّ تطويرها لهذه الغاية حتى الآن. يحرص هذا المقال على تقديم الكثير من المعلومات حول العيون الإلكترونية ومدى فائدتها وطريقة زراعتها وآلية عملها.
هل العين الإلكترونية فرصة للإبصار مجددًا؟
إن العين الإلكترونية من الابتكارات التكنولوجية التي يتم تطويرها خلال الوقت الراهن، وهي فرصة لعودة حاسة الإبصار مُجددًا عند الإنسان، وتُظهر الدراسات نتيجةً واعدةً لهذا النوع من العيون؛ حيث استعاد بعض الأفراد القدرة على الرؤية الوظيفية عند زراعة الشبكية الخاصة بالعين الإلكترونية، وهي عينٌ مخفيّةٌ لا تستدعي وجود أيّ معدات مرئية يحملها المرء أو تظهر خارج منطقة العين.
ما هي آلية عمل العين الإلكترونية؟
تعمل العين الإلكترونية للمكفوفين وفق الآلية الآتية:
- الزراعة: في البداية يقوم الأطباء المختصون بزراعة العين الإلكترونية، وتشمل عملية الزراعة وحدة تحفيز العين، بالإضافة إلى وحدة الاتصال خلف الأذنين.
- التقاط الصور: تستطيع الكاميرا المُثبتة في العين الإلكترونية التقاط الصور من حول الشخص، وبعد ذلك تتم مُعالجة الصور المرئية وإرسالها إلى جهاز الاستقبال المُعلّق خلف الأذنين.
- فك شفرة الإشارات: ترتبط العين الإلكترونية مع غرسة تقوم بفك التشفير للإشارة بعد استقبالها، ثم تنتقل التعليمات المُختلفة إلى وحدة التحفيز بعد فك الشفرة.
- توصيل النبضات الكهربائية: تقوم وحدة التحفيز بإرسال النبضات الكهربائية وتوصيلها للخلايا العصبية الموجودة في شبكية العين عند الإنسان المكفوف.
- إرسال الإشارات إلى الدماغ: تقوم النبضات الكهربائية التي تصل إلى شبكية العين بتشغيل الخلايا العصبية، التي تتولّى مهمة إرسال الإشارات إلى الدماغ.
- تفسير الإشارات: يقوم الدماغ بمعالجة الإشارات التي تصل إليه في النهاية، ثم يُفسرها على أنها رؤية للمشهد الذي تمّ التقاطه بالاعتماد على الكاميرا.
كيف تتم زراعة العين الإلكترونية للمكفوفين؟
تمرُّ عملية زراعة العيون الإلكترونية للمكفوفين بالخطوات الآتية:
- إعداد جهاز الاستقبال: قبل بدء الجراحة يقوم الطبيب بتثبيت جهاز الاستقبال حول العين، ثم يقوم بتدلية أسلاك مصفوفة المَسرى المَكْروي من هذا الجهاز حتى تكون جاهزة للخطوات اللاحقة.
- استئصال الزجاجية: بعد إعداد جهاز الاستقبال يبدأ الطبيب بإجراء جراحة استئصال الزجاجية؛ لإزالة السائل الزجاجي من العين، ثم تعبئة المكان بسائل أقل لزوجة، وعادةً ما يتم استخدام محلول ملحي مُتوازن للمحافظة على شكل العين.
- انزلاق مصفوفة المسرى المكروي: في هذه الخطوة يسمح الطبيب بانزلاق المصفوفة التي تمّ إعدادها سابقًا في العين، ثم يقوم بخياطة العين المُغلقة، وبعد ذلك يقوم بإدخال العين من مَنفذ آخر خلال الجراحة.
- وضع المصفوفة في مكانها: يتم وضع مصفوفة المسرى المكروي فوق بُقعة الشبكية أو مركز الشبكية، ويضغط على أحد الشقوق في جدار العين؛ لإدخال بديل الشبكية آرجوس على النسيج الحسّاس لشبكية العين.
- الانتظار حتى تلتئم العين: ينتظر الطبيب مُدةً تصل إلى شهرٍ كاملٍ بعد الانتهاء من إجراء العملية الجراحية حتى تلتئم العين؛ ليتمكّن من إتمام عملية زراعة العين الإلكترونية.
- ارتداء النظارات: يرتدي المكفوف النظارات بعد مرور الفترة التي يُقرّرها الطبيب المختص، ثم يقوم بارتداء النظارات مع تشغيل الكاميرا ووحدة المعالجة الخاصتين بالعين الإلكترونية.
- البدء بالرؤية: يبدأ المريض بالرؤية من خلال العين الإلكترونية عندما ينتهي الطبيب من تشغيلها؛ ذلك عن طريق إرسال الإشارات إلى الدماغ، ثم تحويلها إلى مشاهدٍ بصريةٍ مختلفة.
إلى أين وصل تطوير العين الإلكترونية؟
وصل تطوير العين الإلكترونية إلى مساعدة المكفوفين على رؤية الأشياء الكبيرة فحسب، كما أنها تساعدهم على التنقّل بين مكانٍ وآخرٍ أيضًا، ولا يزال التطوير مستمرًا للوصول إلى أفضل دقّة مُمكنة للرؤية بالاعتماد على العيون الإلكترونية؛ بما في ذلك مساعدة المرء على رؤية الوجوه مرةً أُخرى، بالإضافة إلى التعرّف على الألوان واستعادة حاسة الإبصار لديهم إن أمكن ذلك.
ما هي أبرز أنواع العين الإلكترونية المتوفرة؟
هُناك عِدّة أنواع من العيون الإلكترونية التي تتوفر في الوقت الحالي، وأبرزها ما يأتي:
- آرجوس II: تُعد آرجوس II العين الإلكترونية الأكثر شُهرةً، وهي أول عين تمّت الموافقة على استخدامها في الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي، وتمّ اعتمادها لعِدّة حالات تُصيب العين؛ منها التهاب الشبكية الصباغي.
- ألفا- آي إم إس: تمّ تطوير هذه العين من قِبل شركة ريتنا إمبلانت الألمانية، وهي عينٌ ترتبط مع رقاقة صغيرة جدًا؛ إلّا إنّها تحتوي على 1,500 صمّام حساس للضوء ومرتبط بالأقطاب الكهربائي الدقيقة لإرسال الإشارات.
- بيونيك فيجن أستراليا: استطاع الاتحاد الطبي الأسترالي، المعروف باسم بيونيك فيجن أستراليا، تطوير عين إلكترونية صغيرة تضم أكثر من ثلاثين قُطبًا مُحفزًا، ويُمكن استخدامها للمُصابين بأمراض الشبكية التنكسية الخارجية.
- جيناريس: حرصت مجموعة موناش فيجن الأسترالية على تطوير عين إلكترونية أطلقت عليها اسم جيناريس، وترتبط هذه العين مع كاميرا يتم تثبيتها على إطار النظارات، بالإضافة إلى جهاز حاسوب يُثبّت على خصر المريض.
ما الفرق بين العين الإلكترونية والصناعية؟
تستطيع العين الإلكترونية مُساعدة الشخص على الإبصار ورؤية الأشياء من حوله. أمّا العين الصناعية؛ فإنها مجرد عين بلاستيكية يتم وضعها لتوفير مظهر جيد، ولا يُمكنها مساعدة الكفيف على رؤية أيّ شيء، كما أنها تساعد على الشعور بالراحة الجسدية والراحة النفسية، بالإضافة إلى السماح للجفن بالتحرك جيدًا، وفيما يأتي بعضًا من الإرشادات للعناية بالعين الاصطناعية:
- الغسيل الجيد: ينبغي على المرء إزالة الجزء الأكريلكي من عينه الصناعية، ثم غسلها جيدًا بالماء والصابون مرةً واحدةً كل شهر مع الحرص على عدم إعادتها حتى يتم تجفيفها، وينبغي تجنّب إزالة هذا الجزء كثيرًا من دون حاجة.
- وضع العين في المحجر بشكل مناسب: يجب الاعتماد على المكابس المُخصّصة لوضع العين الصناعية في المحجر، وينبغي اتباع أيّ تعليمات يُرشد إليها الطبيب لهذه الغاية.
- استخدام القطرات المرطبة: يتم الاعتماد على بعض القطرات لوضعها على الجزء الأكريلكي من العين الصناعية، وتوفير الرطوبة المُناسبة التي تحتاجها للمحافظة على سلامتها.
- صقل العين الصناعية: من الضروري الذهاب إلى الطبيب المختص وإجراء الصقل المطلوب للعين الصناعية بشكلٍ منتظمٍ مرةً واحدةً سنويًا.
- تغيير العين الصناعية: لا بُد من تغيير العين الصناعية التي يستخدمها المريض بعد مرور 5 سنوات، ويجب الذهاب إلى الطبيب لهذه الغاية، كما يمكن تغيير العين قبل انقضاء هذه المدة إذا لزم الأمر أيضًا.
كيف يتم تنظيف العين الصناعية؟
ينبغي تنظيف العين الصناعية بشكلٍ جيدٍ حتى يحافظ الشخص على سلامته ولا تتعرض العين إلى التلف، وفيما يأتي إرشادات تنظيف العين الصناعية:
- تحديد الوقت المناسب للتنظيف: إذا بدأ المحجر بالتهيّج أو لاحظ المرء بأن عينه تدمع أكثر من المعتاد؛ فهذا يعني أن الوقت مناسب لتنظيف العين الصناعية وإزالة الأوساخ والشوائب عنها.
- تجهيز المنشفة وتنظيف اليدين: قبل البدء بإخراج العين الصناعية يجب على الشخص نشر منشفة سميكة وناعمة لوضع العين عليها، وبعد ذلك يتم غسل اليدين بالماء والصابون للحدّ من انتقال البكتيريا أو الجراثيم.
- تنظيف الجفون: عند الانتهاء من غسل اليدين يتم تنظيف جفون العين بمحلول ملحي مُعقّم، ويتم استخدام الأعواد القطنية للتنظيف، وينبغي استخدام عود جديد عند الحاجة إلى التنظيف أكثر من مرة.
- إخراج العين من المحجر: يتم استخدام إصبع السبابة؛ لسحب الجفن السفلي من العين إلى الأسفل برفق مع الاستمرار بالسحب حتى رؤية طرف العين الصناعية، وبعد ذلك يتم إخراج العين باليد الأُخرى ووضعها على المنشفة.
- البدء بالتنظيف: على المرء وضع الصابون اللطيف غير المُعطّر على العين بعد إخراجها، ثم يتم غسلها بالماء الدافئ مع الحرص على عدم شطف الصابون بشكلٍ كاملٍ؛ ذلك حتى يقوم المرء بتنظيف كامل سطح العين الصناعية برفق.
- الشطف بمحلول ملحي: يتم شطف العين الصناعية بمحلول ملحي بعد الانتهاء من إزالة الصابون؛ ذلك حتى يتم التعقيم بالكامل قبل إعادة العين إلى مكانها.
- إعادة العين الصناعية: يعتمد الشخص على إصبع السبابة لرفع الجفن العلوي، ثم يقوم بدفع العين الصناعية إلى مكانها، ومن بعدها يتم سحب الجفن السفلي مع استمرار الإمساك بالعين حتى تأخذ مكانها، ويجب الرمش أكثر من مرة بعد ذلك للتأكّد من غلق العين بشكل مريح.
ما الحالات التي تؤدي إلى تدهور البصر؟
يوجد العديد من الحالات التي تؤدي إلى تدهور البصر وتستدعي استخدام العين الإلكترونية للعلاج، نذكر منها ما يأتي:
- التهاب الشبكية الصباغي: يُعرف التهاب الشبكية الصباغي بأنه مجموعة من الاضطرابات التي يُمكن أن تنتهي بفقدان حاسة البصر عند الإنسان، وعند الإصابة بهذه الاضطرابات تعجز المستقبلات الضوئية عن العمل بشكلٍ جيد؛ ممّا يؤدي إلى العَمى.
- الضمور البُقعي المرتبط بالعمر: يزداد هذا المرض سوءًا مع التقدّم بالعمر، ويُعد السبب الأكثر شيوعًا لفقدان البصر بين المُسنّين الذين تزيد أعمارهم على 60 سنة، وهُناك نوعان أساسيان للضمور البقعي؛ هما:
- الشكل الجاف: في هذا النوع تتشكّل عند المرضى رواسب ذات لون أصفر تُعرف باسم البراريق، ومع مرور الوقت تُصبح هذه البراريق أكبر وتؤثر على حاسة الإبصار بشكل سلبي.
- الشكل الرطب: تتسرب السوائل والدماء من الأوعية الدموية الموجودة تحت بُقعة الشبكية أحيانًا؛ ممّا يؤدي إلى فقدان البصر مع مرور الوقت، وهو ما يُعرف باسم الشكل الرطب للضمور البقعي المرتبط بالعمر.
- الإصابات المباشرة: يُمكن أن تساعد العين الإلكترونية على علاج الرؤية للأشخاص الذين تعرضوا إلى إصابات مباشرة تسببت بتلف شبكية العين نظريًا.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن علاج الكيس الدهني بالعين؟
هل يمكن علاج المياه البيضاء في العين؟
