هل هناك فرق بين علم الروبوتات والذكاء الاصطناعي؟

يتطوّر علم الروبوتات بشكلٍ كبيرٍ في الوقت الحالي نتيجةً لتطور الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، بالإضافة إلى تطوّر أجهزة الحاسوب. ويعتني هذا المقال بتوضيح العلاقة بين علوم الروبوتات والذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى بيان المجالات البارزة التي تدخلها الروبوتات، كذلك يتطرق المقال إلى عِدّة من استخدامات الروبوتات في الحياة اليومية مع بعض المخاطر المُحتملة من استخدامها.

هل هناك فرق بين علم الروبوتات والذكاء الاصطناعي؟

على الرغم من الصلِة والارتباط الشديدين بين الذكاء الاصطناعي وعلم الروبوتات؛ إلا أن هُناك فرقًا بينهما؛ فإن علم الروبوتات يعتني بتصميم الآلات وبنائها واستخدامها لأداء بعض المهام التي يقوم بها البشر، ويتم الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لهذه الغاية أيضًا. أمّا الذكاء الاصطناعي؛ فيُشير إلى القدرة التي يتمتع بها الحاسوب الرقمي أو تتميّز بها الآلة وتُمكّنها من أداء المُهمات والوظائف التي تقوم بها بالكائنات الحية؛ فعلى سبيل المثال تستخدم شركة بريطانية الذكاء الاصطناعي في تطوير محاكاة للصوت البشري، هذا يعني أن الذكاء الاصطناعي مصطلح عام يشمل الروبوتات وغيرها.

ما الفرق بين أجهزة الذكاء الاصطناعي والأجهزة الأُخرى؟

يتم إنتاج الكثير من الأجهزة الإلكترونية في الوقت الراهن، لكن هُناك عِدّة خصائص تتمتع بها أجهزة الذكاء الاصطناعي وتتميّز بها عن غيرها، ولا يتم وصف الجهاز بامتلاك الذكاء الاصطناعي؛ إلّا في حال توفرت فيه عددٌ من الخصائص تشمل على: استخدام المُدخلات بهدف تحليل المعلومات، معالجة الكميات الكبيرة من البيانات لتحديد الارتباطات أو الاتجاهات أو الأنماط، بالإضافة إلى تكييف القرارات والإجراءات بناءً على ما تعلّمه الجهاز واستفاده من البيانات والمُدخلات.

ما أبرز المهارات المطلوبة في علم تصميم الروبوت؟

حتى يتمكّن العاملون في مجال تصميم الروبوتات من إنجاز وظائفهم بكفاءة؛ ينبغي عليهم التمتّع بالمهارات الآتية:

• التفكير النُظمي: تُعد أنظمة الروبوتات من الأنظمة المُعقّدة التي تحتاج إلى فهم جيد للبرمجة والميكانيكا والاستشعار والكهرباء والإدراك وعلم النفس وغيرها، ولا بُد من استيعاب طريقة عمل هذه الأنظمة مع بعضها البعض.
• التعلّم النشط: لا يمكن للعاملين في مجال الروبوتات تعلّم كثيرٍ من الموضوعات التي تتعلّق بعملهم قبل الحاجة إليها في المشاريع؛ لذلك فإن مهارات التعلّم النشط ضرورية حتى يبقى المرء على اطلاع بما يستجد من المواضيع.
• المثابرة: لا شك بأن المثابرة من الصفات الأساسية عند الرغبة بتصميم الروبوتات؛ ذلك حتى يتمكّن المرء من التعامل مع المُشكلات ومحاولة حلها دون ملل، كذلك المثابرة في شرح أنظمة الروبوتات المُعقّدة للاشخاص غير المُختصّين.
• المهارات الرياضية: لا بُد من امتلاك المهارات المُناسبة في مجال الرياضيات عند التفكير في دخول مجال الروبوتات؛ فإنها من المهارات الأساسية التي لا يُمكن للمرء تعلّمها أثناء العمل في هذا المجال؛ منها الجبر والحساب والتفاضل والتكامل.
• مهارات الاتصال: إن مهارات الاتصال من أبرز المهارات التي يحتاجها الشخص في أيّ وظيفة، وتزداد الحاجة إليها عند أخصائيي علم الروبوتات حتى يتمكّنوا من التواصل مع المختصين الآخرين، بالإضافة إلى التواصل مع الأفراد العاديين.
• حلّ المشكلات المعقدة: بما أن الروبوتات تضمُ الكثير من الأنظمة المعقدة؛ فلا بُد من امتلاك مهارات حل المشاكل المُعقّدة حتى يتمكّن المرء من التعامل مع أيّة مشكلة يتعرض إليها خلال الحياة المهنية؛ ومن ذلك مهارة التنبؤ بالمشكلة مُسبقًا.
• العمل مع الفريق: عادةً ما يعمل مختص الروبوتات مع العديد من الأشخاص الآخرين إذا لم يكن في شركة ناشئة؛ لذلك فإنه من الضروري امتلاك المهارات المناسبة للتعامل مع الآخرين في المؤسسة بِروح الفرق.
• اتخاذ القرارات: يحتاج العامل في مجال الروبوتات إلى اتخاذ القرارات الهندسية بشكلٍ مستمرٍ طيلة حياته المهنية؛ ذلك حتى يختار الحل المُناسب من بين الحلول الصحيحة التي يمكن اعتمادها عندما يتعلّق الأمر بتصميم الروبوت.

هل يدخل علم الروبوت في العديد من المجالات؟

إن علم الروبوت يدخل في عددٍ كبيرٍ من المجالات المختلفة بالفعل، ومنها ما يأتي:

• مجال استكشاف الفضاء: يتم الاعتماد على الروبوتات لفحص الأقمار الصناعية في الفضاء، بالإضافة إلى المساعدة في الاستكشافات العلمية وغير ذلك، هذا يعني أن علم الروبوتات يدخل في مجالات استكشاف الفضاء بشكل كبير.
• مجال الإنشاءات: تحرص العديد من الشركات والمؤسسات على تطوير أنواع الروبوتات، التي يمكن الاعتماد عليها في مجالات إنشاء المباني ودمج الروبوتات في عمليات الإنشاء، ويمكن لعلم الروبوت المُساعدة في تطوير هذه الروبوتات.
• مجال الزراعة والغذاء: يُمكن استخدام الروبوتات بشكلٍ كبيرٍ في وقت القطف؛ لتحديد الفاكهة الناضجة من الفواكه الأُخرى، كذلك يتم الاعتماد على الروبوت للتعرّف على الأعشاب الضارّة والآفات الزراعية.
• المجال الطبي: يسعى بعض المختصون في علم الروبوتات إلى تطوير الروبوت الذي يُمكنه مساعدة المرضى عند الحاجة إلى إعادة التأهيل أو المرضى الذين يحتاجون رعاية صحية طويلة الأمد، وذلك بالتعاون مع المختصين من الأطباء.
• مجال الحماية والأمن: يميل توجّه علم الروبوت في مجالات الأمن والحماية إلى الاعتناء بالطائرات من غير طيّار، بالإضافة إلى الروبوتات ذوات الأرجل أو الروبوتات المُتنقلة، ويكون علم الروبوتات حلقة وصل بين المُستخدم النهائي وشركات الأمن.
• مجال النقل والمواصلات: يسعى الكثير من المختصين بالروبوتات إلى تطوير الآليات التي يمكنها توفير وسائل نقل موثوقة وآمنة، ويتطلّب ذلك مهارات كبيرة في أنظمة الملاحة والتعلّم الآلي وغيرها.

ما هي أفضل فرص العمل في علم الروبوتات؟

تضم القائمة الآتية بعضًا من أفضل فرص العمل في مجال علم الروبوتات:

• مهندس تصميم: يتولّى مهندس التصميم مُهمّة تشكيل المظهر الخارجي المرئي من الروبوت بدايةً من رسم المخططات وحتى الانتهاء من الوصول إلى المظهر المطلوب، ويحتاج العاملون في هذه الوظيفة إلى معرفة متقدمة بعلوم الحاسوب.
• مُصمّم تجربة المُستخدم: ربما يغفل المهندسون عن احتياجات المستخدمين النهائيين للروبوتات، وهنا يأتي دور مُصمّمي تجربة المُستخدم؛ فإنهم يساعدون في تقييم كيفية تفاعل المُستخدم النهائي مع الروبوت، ثم يتخذون القرارات المناسبة في هذا المجال.
• مهندس البرمجيات: يعتني مهندس البرمجيات بتطوير البرامج التي يعتمد عليها الروبوت عند القيام بوظائفه المختلفة، هذا يعتني أنه يتولّى مهمة تطوير الجزء البرمجي خِلافًا لمهندس التصميم الذي يتولّى الجزء المادي من الروبوتات.
• مهندس الأجهزة: عادةً ما يكون لمهندس الأجهزة دور في كل خطوة من خطوات تطوير الروبوت، وهو الشخص الذي يتم توكيله للإشراف على عملية بناء الروبوتات، كما أنه مسؤول عن أجهزة الحاسوب التي تستخدمها الروبوتات للعمل بشكل أساسي.
• عالم البيانات: تعتمد مُعظم الروبوتات على البيانات في عملها بشكلٍ أساسي، ومن هنا تأتي أهمية دور عالم البيانات، وهو الشخص الذي يقوم بتصميم عمليات نمذجة البيانات، إلى جانب إنشاء الخوارزميات والقيام بعِدّة وظائف مهمة أُخرى.

ما هي أبرز استخدامات الروبوتات في الوقت الحالي؟

فيما يأتي بعضًا من أبرز استخدامات الروبوتات في الوقت الراهن:

• تحضير الطعام: في بعض مطاعم اليابان يتم الاعتماد على الروبوتات لتحضير بعض أطباق الطعام، كما تستطيع بعض الروبوتات تقطيع الخضار، وتختص بعض أنواع الروبوت بصناعة القهوة أيضًا.
• المساعدة على التحرك: يُمكن للروبوتات تقديم مساعدة كبيرة للأشخاص الذين يُعانون من مشاكل في الحركة؛ إذ إن هُناك بعض أنواع الروبوت التي تتوفر على شكل كرسي متحرك يتم التحكّم فيه عن طريق عصا؛ لنقل المرء من مكان إلى آخر.
• مكافحة الجرائم: عند التعامل مع السيارات المُفخخة أو المجرمين الخطرين تعتمد الشرطة على بعض أنواع الروبوتات؛ للحدّ من الخسائر البشرية، كذلك يتم استخدامها للتنصّت في عمليات اختطاف الرهائن أحيانًا.
• توزيع الأدوية على المرضى: يمكن للمُستشفيات الاعتماد على بعض أنواع الروبوتات لتوزيع الأدوية على المرضى في الوقت المُحدد، وهي واحدةٌ من فوائد علم الروبوتات في المجال الطبي.
• إجراء العمليات الجراحية: تُساعد الروبوتات على القيام بالعمليات الجراحية المُعقّدة؛ لضمان الدقة المرتفعة والتقليص من الخطأ البشري؛ إلّا إنّ هُناك طبيبًا مُختصًّا يُراقب عمل الآلة في جميع الأحيان ولا يتم الاعتماد على الروبوت لوحده في هذا المجال.
• المساعدة في تعليم الأطفال: في بعض المرافق التعليمية يتم استخدام الروبوتات لمساعدة الأطفال على تعليم نطق الكلمات المُختلفة، كذلك تتوفر العديد من الألعاب الروبوتية التي تُسهم في تعزيز مستويات التعليم عند الأطفال.
• تنظيف المنزل: يتم استخدام المكانس الكهربائية الذكية في العديد من المنازل للمساعدة على التنظيف، ويُمكن لبعض هذه المكانس اتخاذ عدد جيد من القرارات خلال الثانية الواحدة.

هل توجد مخاطر عند استخدام الروبوتات المنزلية؟

هُناك بعض المخاطر المُحتملة من الاعتماد على الروبوتات المنزلية للقيام ببعض الوظائف، ومن هذه المخاطر ما يأتي:

• القرصنة: يُمكن للقراصنة الإلكترونيين التسلّل إلى الأجهزة الذكية في المنزل واختراقها، وهو ما يعرض خصوصية الأفراد إلى الكثير من المخاطر، وربما يصل الأمر إلى مساعدة اللصوص على سرقة بعض الأجهزة من خلال القرصنة.
• العدوانية ضد الآخرين: بالرغم من البراءة التي تظهر على الروبوتات المنزلية عادةً؛ إلّا إنّها تتحوّل إلى أدوات عدوانية في حالة وقوعها بين يدي الشخص غير المناسب؛ لذلك قامت بعض الشركات بإيقاف برامج الروبوتات المُخصّصة لحماية البشر.

كيف يمكن التقليل من مخاطر الروبوتات المنزلية؟

يجب على الشركات تطوير البرمجيات وأساليب الأمن السيبراني المناسبة ودمجها مع علم الروبوتات؛ لحماية أجهزة الروبوت المنزلية التفاعلية من القرصنة والاختراق، وينبغي على الأفراد التحقّق من الثغرات الأمنية الموجودة في هذه الأجهزة الإلكترونية للتقليل من مخاطر الاختراق والحدّ من المخاطر المُحتملة، كذلك يجب عليهم معرفة المعلومات التي يستطيع الروبوت تخزينها، ثم التأكّد من الجهات التي تستطيع الوصول إلى هذه المعلومات.

اقرأ/ي أيضًا:

هل شركة AT&T أكبر شركات الاتصالات العالمية؟

هل أهمية الذكاء الاصطناعي تشمل كافة القطاعات؟

هل نظام حماية خصوصية البيانات الشخصية آمن بالفعل؟

هل يعود ظهور الإعلام الإلكتروني إلى تسعينيّات القرن الماضي؟