تحقيق مسبار
يُعد التشتت الذهني من المشاكل التي يتعرض إليها الأطفال والبالغون وكبار السن لكثيرٍ من الأسباب المختلفة؛ بما في ذلك بعض المشاكل في الصحة العقلية أو اتباع نمط حياة غير صحي. يُبيّن هذا المقال أبرز الأسباب التي تؤدي إلى تشتت الذهن وعدم التركيز، مع تزويد القارئ بالكثير من الإرشادات والنصائح التي تساعد في المحافظة على التركيز وتجنّب حالات التشتت.
هل يوجد علاج لحالات التشتت الذهني؟
هُناك العديد من الطُرق لعلاج حالات التشتت الذهني، وفي العادة يتم الاعتماد على تحسين نمط الحياة والنظام الغذائي دون الحاجة إلى تناول أيّة أدوية للتعامل مع هذه الحالات، وإذا وُجدت مشكلة صحية كامنة وراء هذا التشتت؛ مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه؛ فربما يقوم الطبيب بوصف بعض أنواع الأدوية حتى يستطيع المرء التركيز.
ما هي أسباب تشتت الذهن وعدم التركيز؟
فيما يأتي بعضًا من أبرز الأسباب التي يُمكن أن تؤدي إلى التشتت الذهني وتتسبب بمشكلة في التركيز:
- اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه: يُمكن لهذا الاضطراب النفسي أن يُصيب الأطفال والبالغين على حدٍّ سواء، ويؤدي إلى ظهور العديد من الأعراض؛ أبرزها عدم التركيز والتقلّبات المزاجية، بالإضافة إلى صعوبة إدارة الوقت.
- القلق: عادةً ما يحتاج القلق إلى بذل المزيد من المجهود الذهني عند الإنسان، وهو ما يؤدي إلى التشتت وعدم التركيز في بعض الأحيان، ومن الأعراض الأُخرى للقلق الشعور بالخوف وكثرة التردّد.
- الاكتئاب: يُعد الاكتئاب واحدًا من الحالات النفسية التي يمكن أن تؤدي إلى التشتت الذهني، ولا يُقصد بذلك الحُزن؛ إنّما الاكتئاب الذي يُصنّف على أنه اضطراب مزاجي، ويواجه المُصابون كذلك مشكلات في الذاكرة واتخاذ القرارات.
- تناول الأدوية: تؤدي بعض أنواع الأدوية إلى تغييرات في طريقة عمل المواد الكيميائية في الدماغ، وينتج عن ذلك مشاكل التركيز، ومنها أدوية الحساسية وأدوية سلس البول وأدوية الاكتئاب، بالإضافة إلى أدوية النوم وأدوية تشنجّ العضلات.
- مشاكل الغدة الدرقية: تقوم الغدة الدرقية بإنتاج العديد من الهرمونات المُهمّة التي يحتاجها الجسم للقيام بعِدّة وظائف؛ منها وظيفة التفكير، وعند وجود مشكلة في الغدة الدرقية تؤدي إلى اختلاف مستويات الهرمونات؛ فربما يواجه المريض مشكلة في التركيز.
- التوتر: يظن المختصون بأن الجزء المسؤول عن البقاء على قيد الحياة يعمل عندما يشعر الإنسان بالتوتر أيضًا، ويؤدي ذلك إلى تدنّي مستويات الطاقة التي تصل إلى الأجزاء الأُخرى من الدماغ؛ بما في ذلك الجزء المسؤول عن التركيز.
- الجوع: يحتاج الدماغ إلى طاقة حتى يتمكّن من مُتابعة عمله على وجهٍ طبيعي، وعند الشعور بالجوع وانخفاض مستويات السُكّر في الدم؛ فربما يواجه الدماغ مشكلةً في بعض الوظائف؛ مثل وظيفة التركيز.
- تعدّد المهام: يُفضِّل البعض القيام بالعديد من المهام المختلفة في آنٍ واحدٍ حتى يزيد من كفاءة إدارة الوقت، لكن ذلك يؤدي إلى نتائجٍ عكسيةٍ في كثيرٍ من الأحيان، ويتسبب بالتشتت وعدم التركيز؛ لأن الدماغ يتعامل مع مهمة واحدة في كل مرّة.
- قِلّة النوم: عندما يكون المرء مُتعبًا من قلة النوم؛ فإن التركيز يكون من المُهمّات الصعبة، وذلك لأن الدماغ يتعافى ويتغذى أثناء النوم، ولذلك فإن قلة النوم تؤدي إلى ظهور مشاكل في التركيز.
كيف يتم علاج التشتت الذهني؟
يتم علاج التشتت الذهني من خلال التعامل مع الحالات الأساسية الكامنة وراء هذه المشكلة عند وجودها، سواء كان علاجًا دوائيًا أو غير دوائي، ومنها الإجهاد النفسي والاكتئاب، كذلك بعض الاضطرابات الذهنية. وفي بعض الأحيان يتم الاعتماد على العلاج السلوكي المعرفي للتخلص من حالات التشتت الذهني ونقص التركيز.
يحتاج البعض إلى التوقّف عن تناول الأدوية إذا كانت سببًا في التشتت أيضًا، وفي كثير من الحالات يتم الاكتفاء بنمط الحياة الصحي؛ مثل النوم الجيد وتناول الطعام من دون إفراط مع تجنّب الأطعمة التي تساعد على تشتت الذهن، وربما يختلف علاج هذه الحالة من التشتت عن علاج الشرود الذهني نتيجةً لاختلاف أسباب كلٍّ منهما.
هل يمكن علاج تشتت الذهن وعدم التركيز من دون أدوية؟
فيما يأتي بعضًا من الإرشادات التي تُساعد على علاج التشتت الذهني وعدم التركيز في المنزل بدون أدوية:
- التخلص من المُشتّتات: هُناك العديد من العوامل التي تزيد من فرصة تشتت الذهن؛ كالضوضاء وإشعارات الهاتف وبرامج الحاسوب، وعند الرغبة في علاج تشتت الذهن وعدم التركيز ينبغي التخلص من هذه المُشتتات إذا وُجدت.
- الحصول على قليلٍ من الكافيين: يُمكن أن يساعد شرب القهوة أو غيرها من مصادر الكافيين بكميات قليلة على التركيز والتعامل مع حالات التشتت، أمّا الإكثار من مصادر الكافيين؛ فيُمكن أن ينتهي بالقلق والتوتر.
- الاعتماد على طريقة البومودورو: في هذه الطريقة يضبط المرء مُنّبهه للعمل مدة 25 دقيقة، ثم يبدأ بالتركيز في عمله، وعندما يصدر صوت المنبه يتم أخذ استراحة قصيرة مدة 5 دقائق، وهكذا تتكرر الخطوات السابقة لضمان التركيز.
- وضع القيود على وسائل التواصل الاجتماعي: من الجيد الاعتماد على بعض البرامج التي تُقيّد وسائل التواصل الاجتماعي؛ لضمان عدم وصول الإشعارات التي تؤدي إلى مشكلة التشتت الذهني عند الإنسان.
- تناول الطعام الجيد: لا بُد من تناول وجبات الطعام في موعدها المُُحدّد قدر الإمكان دون تأخير أو تقديم؛ ذلك حتى يستطيع المرء المُحافظة على التركيز ويحصل على الطاقة التي يحتاجها لمُتابعة أنشطته اليومية.
- النوم بشكل جيد: يُوصَى للبالغين بالنوم مدةً تبلغ 7 ساعات على الأقل في الليلة الواحدة، وإذا وصل الإنسان إلى 60 عامًا من العُمر؛ فتزداد حاجته من النوم إلى 9 ساعات يوميًا، ويجب الحصول على هذه الساعات في معظم أيام الأسبوع لعلاج التشتت الذهني.
- تحديد الأهداف بذكاء: عندما يكون المشروع الذي يعمل عليه المرء طويلًا؛ فيُمكن تقسيمه إلى عِدّة أجزاء بطريقة ذكية، على أن تكون الأهداف واضحة وقابلة للتحقيق والقياس في كلّ جزءٍ من هذه الأجزاء، ويُمكن لهذا التقسيم المساعدة على التركيز.
متى يجب علاج التشتت الذهني عند الأطفال والبالغين؟
يجب الذهاب بالأطفال أو البالغين إلى الطبيب على الفور إذا صاحبَ التشتت الذهني فقدانٌ للوعي أو صُداعٌ شديد، وكذلك الحال إذا شعر المرء بالوخز أو الخدر في أحد جانبي الجسم، أو تعرض إلى آلام شديدة في الصدر، أو فقد الذاكرة بشكلٍ مُفاجئٍ وغير مُبررٍ، أو لم يعد يعرف مكان وجوده. وإذا ظهرت الأعراض الآتية؛ فلا بُد من أخذ موعد لزيارة الطبيب:
- انخفاض الأداء المدرسي أو الأداء في مكان العمل.
- مواجهة صعوبات في النوم.
- الشعور بالتعب على نحوٍ غير طبيعي.
- ملاحظة وجود مشكلة في الذاكرة المُصابة تزيد سوءًا عن المُعتاد.
- تأثير عدم التركيز على الأنشطة اليوميّة.
كيف يمكن التخلص من تشتت الذهن بسبب مواقع التواصل الاجتماعي؟
تُعد مواقع التواصل الاجتماعي من أبرز أسباب تشتت الذهن في الوقت الراهن، وتضم القائمة الآتية بعضًا من الإرشادات المُفيدة للتخلص من التشتت الذهني بسبب هذه المواقع:
- إيقاف متصفّح الإنترنت أثناء العمل: من الجيد إغلاق متصفح الإنترنت، كذلك إغلاق تطبيقات التواصل الاجتماعي عند القيام بالعمل؛ للتخلص من التشتت بسبب شبكات التواصل الاجتماعي، وإذا تطلّب العَمل ذلك؛ فمن الضروري وضع القيود المُناسبة.
- تحديد وقت للتواصل الاجتماعي: حتى يستطيع المرء علاج تشتت الذهن وعدم التركيز بسبب مواقع التواصل الاجتماعي؛ ينبغي عليه وضع خطة لتحديد أوقات الوصول إلى هذه المواقع مع ضرورة الالتزام بهذه الخطة دائمًا.
- الاكتفاء ببعض الحسابات: لا يجب إنشاء حسابات على جميع شبكات التواصل الاجتماعي؛ إنّما ينبغي اختيار الوسائل المُناسبة منها والاكتفاء بها دون الحاجة إلى الحسابات الأُخرى، وربما يكون ذلك مُفيدًا في التخلص من التشتت الذهني.
- ترك مواقع التواصل الاجتماعي ليومٍ واحد: يستطيع المرء ترك مواقع التواصل الاجتماعي يومًا واحدًا والخروج مع الأصدقاء أو ممارسة بعض الأنشطة في المنزل؛ ذلك حتى يستطيع التركيز وموازنة استخدام هذه المواقع بين حينٍ وآخر.
ما هي أبرز أنواع المُشتّتات الذهنية؟
هنالك العديد من المُشتّتات الذهنية التي تؤدي بالبعض إلى مواجهة المشاكل والصعوبات في التركيز، ويمكن علاج التشتت الذهني عند الأطفال والبالغين عن طريق التعامل مع هذه المُشتّتات في الكثير من الحالات؛ أبرزها: التعب بسبب العمل، عدم الراحة بسبب وضعية الجسم، وكذلك الضوضاء والمعدات الصاخبة في مكان العَمل وعدم الشعور بالراحة نتيجة لارتفاع الحرارة، ويمكن أن تؤدي بعض العوامل الجوية مثل المطر، إلى تشتت الذهن أيضًا.
هل يجب علاج الشرود الذهني دائمًا؟
يمكن لأي شخص أن يلاحظ شرود الذهن في بعض الأحيان ومُضيّ كثيرٍ من الوقت دون انتباه، ويتعرض الإنسان إلى هذه الحالة أحيانًا نتيجةً للملل أو الحُزن أو غير ذلك من الأسباب التي لا تستدعي علاجًا، هذا يعني أن الشرود الذهني لا يحتاج إلى العلاج دائمًا؛ إنّما يكون التدخل العلاجي مُهمًا إذا ظهرت بعض الأعراض؛ مثل فقدان الذاكرة، أو فقدان السيطرة على المثانة، أو ظهور سلوكيات غريبة.
ما هي أبرز أسباب الشرود الذهني؟
الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى شرود الذهن عند الإنسان؛ بعضها مُشابه لأسباب التشتت الذهني؛ مثل الإجهاد النفسي والتوتر، وبعضها يكون نتيجةً لاضطراب فقدان الذاكرة الشامل العابر أو الصداع النصفي أو نوبة نقص التروية العابرة، كذلك يؤدي كلٌّ من نوبة الصرع وانخفاض ضغط الدم ونقص السكر في الدم وبعض حالات التسمّم وحالات تعاطي المخدرات إلى شرود الذهن أيضًا.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن تقوية الذاكرة والتركيز والذكاء؟