تحقيق مسبار
على الرغم من الفرق بين الشهب والنيازك؛ إلّا إنّهما يتشكّلان من ذات الأجرام السماوية في الأصل، وهي المُذنبات أو الكُويكبات. يتطرق هذا المقال إلى العديد من الفروقات بين الشهب والنيازك، بالإضافة إلى بيان العديد من الحقائق حول هذين الجُرمين السماويين، ويوضح المقال كذلك الفرق بين المذنب والنيزك.
هل يوجد فرق بين الشُهب والنيازك؟
يوجد فرق بين الشهب والنيازك بالفعل، وإذا تمكنت النيازك من الوصول إلى كوكب الأرض وارتطمت باليابسة؛ فإنها تترك أثرًا في كثير من الأحيان، وتضم الأرض العديد من الأخاديد التي نتجت عن ارتطام هذه الأجرام الفضائية بها، ولكن مُعظم النيازك تحترق عند احتكاكها بالغلاف الجوي ولا تتسبب بأيٍّ من الأضرار، كما أنه يصل بحجمٍ صغيرٍ جدًا في بعض الأحيان ولا يستطيع ترك تأثير كبير.
ما هو الفرق بين الشهب والنيازك؟
إن النيزك واحدٌ من الأجرام السماوية التي تسبح في الفضاء، وتختلف هذه الأجرام بحجمها على نحوٍ كبير؛ حيث يتمتع بعضها بحجم الكُويكبات بينما يتمتع بعضها الآخر بحجم البقوليات فحسب، وإذا دخلت النيازك إلى الغلاف الجوي لأيٍّ من الكواكب بما فيها كوكب الأرض؛ فإنها تُعرف باسم الشهاب، وإذا تمكّن الشِهاب من الارتطام بالأرض بعد دخول الغلاف الجوي؛ فإنه يُعرف باسم الحجر النيزكي.
ما هي أبرز الحقائق حول الشُهب؟
تضم القائمة الآتية بعض الحقائق البارزة حول الشهب:
- ألوان الشهب: يلاحظ البعض اختلاف ألوان الشهب في السماء وظهورها باللون الأصفر أو الأخضر أو الأحمر، وينتج هذا الاختلاف عن تأيُّن الجُزيئات؛ منها جزيئات الأكسجين التي تُضفي اللون الأخضر.
- الكُرة النارية: تتمتع بعض أنواع الشهب بتوهجٍ شديدٍ حتى أنها تفوق في توهجها توهج كوكب الزهرة، ويُعرف أي شهاب منها باسم الكرة النارية.
- أصل الشهب: تُعد النيازك من الصخور أو الأجزاء الجليدية التي تنفصل عن المذنبات أثناء حركتها ضمن مداراتها حول الشمس، وهي ذات الشهب إذا اخترقت الغلاف الجوي للكواكب، ولا يشمل الفرق بين الشهب والنيازك هذه الخاصية.
هل توجد حقائق معروفة عن النيازك؟
فيما يأتي بعض الحقائق المعروفة لدى المختصين عن النيازك:
- العدد الكبير للنيازك: هُناك عددٌ كبيرٌ من النيازك التي تسبح في الفضاء، وتستطيع الملايين من هذه النيازك الوصول إلى كوكب الأرض واختراق الغلاف الجوي كل يوم.
- الأنواع الرئيسية للنيازك: يتم تصنيف مُعظم النيازك ضمن ثلاثة أنواع أساسية؛ هي النيازك الصخرية والنيازك الحديدية والنيازك الحديدية الصخرية، وذلك بناءً على المواد أو العناصر التي يتركّب منها.
- تحديد موقع النيزك في الجسم الأم: يتم تحديد المكان الذي انفصل عنه النيزك من الجسم الأم بالاعتماد على مُركّباته؛ فإن النيازك الحديدية أو الصخرية الحديدية تنفصل عن أجزاء قريبة من قلب الكوكب بخلاف النيازك الصخرية.
هل توجد شهب ونيازك مشهورة؟
بعد التعرّف على الفرق بين الشهب والنيازك من الجيد معرفة بعض النيازك والشهب المشهورة أيضًا، ومنها ما يأتي:
- نيزك أليندي: اخترق هذا النيزك الغلاف الجوي وتمكّن من الارتطام بالأرض عام 1969، وكان أكثر النيازك دراسةً، وهو أحد الأمثلة النادرة على الكوندريت الكربوني الذي يعود تاريخه إلى فترة تكوين الشمس والكواكب الأُخرى.
- نيزك فوكانج: إن هذا النيزك من أبرز الأمثلة على نيازك البالاسيت التي تنتمي إلى فئة النيازك الصخرية الحديدية، وهي من أنواع النيازك التي يطلبها الهُواة بكثرة؛ بسبب بلوراتها من الزبرجد الزيتي ممّا يجعلها شبيهة بالأحجار الكريمة.
- نيزك هوبا: عُثر على هذا النيزك في مدينة جمهورية ناميبيا الإفريقية، ثم أصبح من النُصب التذكارية الوطنية للدولة فيما بعد، وهو نيزك نادر سقط على كوكب الأرض قبل 80 ألف عام تقريبًا، ويتكون من الحديد مع بعض العناصر الأُخرى.
- نيزك ويلاميت: يُعد هذا النيزك أكبر النيازك في الولايات المتحدة الأمريكية على الإطلاق، ويبلغ وزنه 15.5 ألف كيلوجرام، وهو وزنٌ هائلٌ عثر عليه أحد المواطنين عام 1902، ويتم عرضه في المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي داخل نيويورك.
- نيزك بيكسكيل: عند سقوطه على كوكب الأرض عام 1992 ارتطم نيزك بيكسكيل بواحدة من السيارات، وعلى الرغم من عدم ملاحظة هذا النيزك عند سقوطه في نيويورك؛ إلّا إنّه اكتُشف بالاعتماد على مقاطع الفيديو.
- النيزك القمري: ظنّ العلماء في السابق تشكّل جميع النيازك من حِزام الكويكبات الواقع بين المريخ والمشتري؛ إلّا إنّ النيزك القمري الذي سقط على الأرض خلال الثمانينيات غيّر هذه النظرة؛ فإن التحليل للنيزك أثبت انفصاله عن القمر.
- نيزك بُحيرة تاجيش: انفجر هذا النيزك فوق بحيرة تاجيش الواقعة في الجزء الجنوبي من كندا في العام الأول من الألفية الجديدة، وكان من النيازك التي تتميّز بالتباين الجيولوجي الكبير بين أجزائه.
- نيزك أورجيل: في عام 1864 سقط نيزك أورجيل فوق الأراضي الفرنسية، ويدّعي الفلكي ريتشارد هوفر، الذي يعمل في وكالة ناسا، بأن الخيوط التي تمّ اكتشافها تحت المجهر عند دراسة النيزك يُمكن أن تكون دليلًا على وجود بكتيريا خارج الأرض.
- نيزك صخرة الدرع الحراري: لم يتم العثور على هذا النيزك في كوكب الأرض؛ إنّما يُعد أول النيازك التي عثر عليها علماء الفلك خارج الأرض، ويتمتع نيزك صخرة الدرع الحراري بحجم قريب من كرة السلة، ويتكوّن من النيكل والحديد بشكل أساسي.
هل يوجد زخات شهب تظهر في وقت محدد من السنة؟
هُناك عدد من زخات الشهب التي تظهر في وقت معروف ومُحدّد من السنة عادةً، وتحتوي القائمة الآتية على بعضٍ منها:
- زخة ليريدس: في العادة تختفي زخة شهب ليريدس بعد ظهورها بيوم واحد فحسب، وهي زخة يُمكن رؤيتها يوم 22 أبريل/نيسان من كل عام، وتبلغ سرعتها 41 كيلومتر في الثانية عند المرور بالغلاف الجوي لكوكب الأرض.
- زخة إتا الدلويات: في يوم 3 مايو/أيار من كل عام شمسي تمرّ زخة إتا الدلويات بالأرض، ويستطيع الناس رؤيتها حتى مرور 5 أيام، وتبلغ سرعة هذه الزخة من الشهب 66 كيلومتر في الثانية، وهي زخة مرتبطة بمذنب هالي.
- زخة ألفا كابركورندز: يستمر ظهور هذه الزخة من الشهب مُدة 3 أيام تبدأ يوم 3 يوليو/تموز من كل عام، وتمر بالغلاف الجوي للأرض بسرعة تبلغ 23 كيلومتر في الثانية، وترتبط بمذنب 169P/NEAT.
- زخة بيرسيد: تبدأ زخة بيرسيد بالظهور يوم 12 أغسطس/آب من كل عام شمس، وتستمر بالظهور مدة 5 أيام، وهي من الزخات ذات السرعة المرتفعة؛ فإن سرعتها تبلغ 59 كيلومتر في الثانية عند المرور بالغلاف الجوي للأرض.
- زخة أندروميديد: تظهر زخة شهب أندروميديد لوقت طويل يبلغ 11 يومًا، وتبدأ بالظهور يوم 3 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، وتبلغ سرعتها 21 كيلومتر في الثانية عند المرور بالغلاف الجوي للأرض، وترتبط بمذنب بيلا.
- زخة دراكونيد: لا يمكن رؤية هذه الزخة من الشهب في النصف الشمالي من الأرض، وهي زخة تظهر يوم 9 أكتوبر/تشرين الأول من العام وتستمر بالظهور مدة يوم واحد فحسب، وتبلغ سرعتها عند المرور بالغلاف الجوي 20 كيلومتر في الثانية.
- زخة التوأميات: في يوم 4 ديسمبر/كانون الأول تظهر زخة التوأميات وتختفي بعد مرور 4 أيام عادةً، وعن مرورها بالغلاف الجوي للأرض تكون سرعتها 34 كيلومتر في الثانية، وهي زخة مرتبطة بمذنب 3200 فايثون.
ما هي أبرز الآثار التي تركتها الشهب والنيازك على الأرض؟
يتمثّل الفرق بين الشهب والنيازك باختراق الغلاف الجوي للكواكب -بما فيها كوكب الأرض- كما سبق، وعلى مدار عُمر كوكب الأرض استطاعت العديد من الشهب والنيازك ترك كثير من الآثار على هذا الكوكب، وتمثلت هذه الآثار بأخاديد كبيرة نتجت عن ارتطام النيزك بالأرض، وفيما يأتي بعضًا من أبرزها:
- فوهة بارينجر: سقط أحد النيازك على كوكب الأرض قبل 50 ألف سنة تقريبًا وأدّى إلى تشكيل فوهة بارينجر في أريزونا، وبلغ قُطر هذا النيزك 30-50 متر، وانفجر بقوة 2.5 ألف مليون كيلوجرام من المتفجرات، وترك فوهةً يبلغ قُطرها 1.3 كيلومتر.
- فوهة لونار: تقع هذه الفوهة في ولاية ماهاراشترا الهندية، وهي فوهة يبلغ قُطرها 1.83 كيلومتر، ويبلغ عُمقها 150 متر، ويتراوح عمرها بين 35-50 ألف سنة، وتمّ اكتشافها عام 1823 من قِبل أحد الضباط البريطانيين.
- فوهة وولف كريك: يُقدّر عُمره هذه الفوهة بين 120-300 ألف سنة، وهي فوهة تقع في ولاية أستراليا الغربية داخل الأراضي الأسترالية، ويبلغ عُمقها 60 متر، وقُطرها 880 متر، في حين تمّ اكتشافها عام 1947 أثناء مسح جوي للمنطقة.
- فوهة جوسيس بلاف: قام المستكشف البريطاني إرنست جايلز باكتشاف هذه الفوهة عام 1872 في الإقليم الشمالي داخل أستراليا، وهي فوهة يبلغ عمرها 142 مليون سنة تقريبًا، ويبلغ قُطرها الأصلي 22 كيلومتر، وعُمقها الأصلي 5 كيلومتر.
- فوهة كالي: يتراوح عمر فوهة كالي بين 2,420-8,400 سنة، ويبلغ قُطرها 110 متر وعُمقها 22 متر، ويمكن زيارة هذه الفوهة في جزيرة ساراما التي تُعد أكبر الجُزر داخل أراضي إستونيا.
- فوهة روتر كام: داخل أحد المنتزهات الوطنية في الجزء الجنوبي الغربي من نامبيا تقع فوهة روتر كام، التي تشكّلت عن نيزك ارتطم بالأرض قبل 5 ملايين عام تقريبًا، ويبلغ قُطر هذه الفوهة 2.5 كيلومتر، ويبلغ عُمقها 130 متر.
ما الفرق بين المذنب والنيزك؟
تشكّلت المذنبات من بقايا تكوين النظام الشمسي قبل 4.6 مليار سنة تقريبًا، وتدور هذه الأجرام السماوية حول الشمس، وتتكوّن من الجليد والغبار لا من الصخور. وعلى الرغم من عدم وجود الفرق بين الشهب والنيازك في الأصل الذي يتكوّنان منه؛ إلّا إنّ هُناك فرقًا كبيرًا من المذنبات والنيازك في ذلك؛ فإن النيزك والشهاب يتكوّنان من الصخور التي تنفصل عن الكُويكبات أو الأجزاء الجليدية، التي تنفصل عن المذنبات لا من الأجزاء الجليدية التي تتكوّن منها المذنبات فحسب.
اقرأ/ي أيضًا:
هل هناك أكثر من نوع لكسوف الشمس؟