تحقيق مسبار
يُعد متحف اللوفر واحدًا من أشهر المتاحف وأكبرها حول العالم، وهو متحفٌ فرنسيٌّ يضم عشرات الآلاف من القطع. يتطرق هذا المقال إلى الكثير من المعلومات التاريخية حول هذا المتحف، بالإضافة إلى بعض المعلومات حول اللوحات البارزة التي يضمُّها اللوفر أيضًا، وينتهي بذكر بعض المعلومات التي تتعلق بمتحف اللوفر في الإمارات العربية المتحدة.
هل يعود بناء متحف اللوفر إلى عام 1190؟
إن بناء متحف اللوفر يعود إلى عام 1190 بالفعل؛ إلّا إنّه كان قلعة في وقتها ولم يصبح متحفًا بعد، وتمّت إعادة بناء القلعة من جديد خلال القرن السادس عشر حتى تصير قصرًا ملكيًا، وفي عام 1682 قام لويس الرابع عشر بنقل المقر الملكي إلى فرساي، وأصبح اللوفر مكانًا للعديد من الأكاديميات الفنيّة والمعارض، وأصبح اللوفر متحفًا بشكل رسمي عام 1793 وتم افتتاحه من قبل الجمعية الوطنية.
تم إغلاق متحف اللوفر عام 1796 نتيجةً للمشاكل الهيكلية التي كان المبنى يُعاني منها، هذا يَعني أنه أُغلق بعد 3 سنوات من افتتاحه تقريبًا، وفي عام 1801 أعاد نابليون افتتاح المتحف من جديد، وأطلق عليه اسم متحف نابليون بدلًا من اللوفر، لكن المتحف عاد إلى اسمه الأصلي بعد مرور 14 سنة تقريبًا، وكان ذلك في عام 1815 بعدما تنازل نابليون عن العرش.
معلومات عن متحف اللوفر وتطوره خلال التاريخ
فيما يأتي قائمة بالعديد من الحقائق والمعلومات التاريخية عن متحف اللوفر:
- مُنشئ مقر المتحف: تمّ بناء القلعة التي قام على أساسها متحف اللوفر فيما بعد من قِبل فيليب الثاني، وهو أول شخص معروف يُلقّب بملك فرنسا، كما أنه كان واحدًا من أنجح الحكّام في أوروبا خلال فترة القرون الوسطى أيضًا.
- التصميم الأول للّوفر: تمّ تصميم قلعة اللوفر لمنع الغزوات القادمة من جهة الشمال، واشتمل ذلك على حصون في كل واحدة من الزوايا، بالإضافة إلى الخندق المُحيط والبرج المحصّن ذو الارتفاع الكبير.
- إهمال اللوفر: سعى الملك تشارلز الخامس إلى تعديل تصميم اللوفر أول مرة خلال القرن الرابع عشر؛ إلّا إنّ حرب المائة عام أفسدت مُخطّطه لذلك، ودخل اللوفر في مرحلة إهمال حتى عام 1527.
- إعادة تصميم اللوفر: في عام 1527 أمر الملك فرانسيس الأول بهدم المبنى الأصلي لقلعة اللوفر وإقامة مبنى آخر على طراز عصر النهضة المعماري، واشتمل التصميم الجديد على العديد من المعارض والأجنحة.
- المرسوم بإنشاء متحف وطني: سقط النظام الملكي على إثر الثورة الفرنسية، وأصدرت الجمعية الوطنية التي تمّ إنشاؤها حديثًا في ذلك الوقت مرسومًا بتسليم متحف اللوفر إلى الحكومة؛ ذلك حتى تقوم بإنشاء متحف وطني يستطيع الجمهور زيارته.
- افتتاح متحف اللوفر: لم يصبح اللوفر متحفًا رسميًا حتى عام 1793، وشهد افتتاح هذا المتحف معرضًا يتضمن أكثر من 500 لوحة فنية وعمل زخرفي، وتمّت مصادرة العديد من هذه اللوحات والأعمال من العائلة المالكة وطبقة النُبلاء في فرنسا.
- متحف بونابرت: عندما وصل نابليون بونابرت إلى سُدّة السلطة في فرنسا تمّت إعادة تسمية المتحف باسمه تكريمًا له، وفي هذه الفترة حصل المتحف على كثيرٍ من الأعمال الفنية التي غنمتها فرنسا عند اجتياح جيوشها للدول الأُخرى في القارّة.
- إعادة اللوحات إلى أصحابها: بعد انتهاء فترة حُكم نابليون تمّت إعادة تسمية اللوفر من جديد، كما أن كثيرًا من اللوحات التي غنمتها فرنسا في هذه الفترة أُعيدت إلى أصحابها ومالكيها الأصليين، وزاد عدد هذه اللوحات عن 5 آلاف.
هل الموناليزا من لوحات متحف اللوفر؟
يحتوي متحف اللوفر من الداخل على عددٍ كبيرٍ من اللوحات المشهورة بما فيها الموناليزا، وهي لوحةٌ تمّ رسمها من قبل ليوناردو دافنشي، ويكمُن جمال هذه اللوحة بالمناظر الطبيعية التي تظهر في الخلفية، إضافةً إلى الابتسامة والتميّز الفني التي تتمتع بها، ويمكن العثور عليها داخل الغرفة الأكبر في متحف اللوفر، وتضم القائمة الآتية بعضًا من اللوحات الأُخرى في اللوفر:
- فينوس والنعم الثلاث يقدمان الهدايا لامرأة شابة: وصلت هذه اللوحة إلى متحف اللوفر عام 1882 بعد اكتشافها في إيطاليا بعِدّة سنوات، وهي واحدةٌ من لوحات الرسام ساندرو بوتيتشيلي، ويمكن العثور عليها في غرفة صالون كاري داخل المتحف.
- عرس قانا: رُسمت هذه اللوحة من قِبل باولو فرونزه، وهي اللوحة المُقابلة للموناليزا في متحف اللوفر المشهور، وتبلغ مساحة هذه اللوحة 70 مترًا مربعًا، هذا يعني أنها أكبر اللوحات الموجودة داخل المتحف على الإطلاق.
- طوافة قنديل البحر: قام تيودور جيريكو برسم هذه اللوحة الموجودة في متحف اللوفر، وأصبحت طوافة قنديل البحر واحدةً من لوحات المتحف عام 1824، هذا يعني أنها دخلت المتحف بعد وفاة الرسام بوقتٍ قصير.
- الحرية تقود الشعب: تُعد هذه اللوحة واحدةً من لوحات الرسام يوجين ديلاكروا، ويسود اعتقاد تمثيل هذه اللوحة للثورة الفرنسية عام 1789؛ إلّا إنّها تُمثّل انتفاضة عام 1830 التي استمرت 3 سنوات على الحقيقة.
لمحة تاريخية عن عرض لوحة الموناليزا المشهورة
تُعد الموناليزا من أشهر لوحات متحف اللوفر؛ إلّا إنّه لم يتم عرضها بشكل دائم داخل المتحف في السابق وإنّما اختفت في بعض الأحيان وظهرت بعدها، وفي ما يأتي لمحة تاريخية عن تنقّل الموناليزا:
- تنقل اللوحة بين الملوك: بعد وفاة ليوناردو دافنشي قام الملك فرانسيس الأول بشراء الموناليزا عام 1519، ثم تنقّلت اللوحة بين الملوك، وتمّ عرضها في القصور الملكية دون استقرارها داخل مكانٍ واحدٍ دائمًا.
- نقل الموناليزا إلى اللوفر: بعد إنشاء متحف اللوفر تمّ نقل لوحة الموناليزا المشهورة إليه لتجد مكانًا أكثر ديمومة، وهو المكان الذي تتواجد فيه اللوحة خلال الوقت الراهن.
- استيلاء نابليون على اللوحة: في الوقت الذي أصبح خلاله نابليون ملكًا كانت لوحة الموناليزا مُعلّقة في غرفة نومه على الجدار، ولم تكن في متحف اللوفر خلال هذه الفترة.
- إخفاء الموناليزا خشية السرقة: خلال الحرب البروسية الفرنسية حرصت الجهات المعنيّة في فرنسا على نقل اللوحة إلى مكان سريّ؛ لضمان عدم سرقتها أو تعرضها للأضرار.
- سرقة الموناليزا من المتحف: في عام 1911 قام أحد الإيطاليين بسرقة الموناليزيا من جدران متحف اللوفر، وادّعى السارق بأنه يريد إعادتها إلى الموطن الأصلي للرسام ليوناردو دافنشي، ثم تمّت إعادة اللوحة إلى المتحف بعد ذلك.
- الموناليزا في نيويورك: لم تخرج اللوحة من المتحف بعد إعادتها من السارق الإيطالي مدّة 50 عامًا؛ حتى استطاعت جاكلين كينيدي إقناع المسؤولين بأخذ الموناليزيا لعرضها في متاحف نيويورك وواشنطن العاصمة.
أين يوجد متحف اللوفر؟
يوجد متحف اللوفر في العاصمة الفرنسية باريس، وهو متحف ضخم يضم أكثر من 35 ألف عمل فني يتم عرضه للزوّار، وربما يحتاج الشخص إلى زيارة المتحف مرتين أو 3 مرات حتى يتمكّن من الاطلاع على جميع الأماكن داخل اللوفر. ولا تقتصر المتعة على زيارة متحف اللوفر من الداخل؛ إنّما يتمتع اللوفر كذلك بمظهر خارجي أنيق ينال إعجاب العديد من الزوّار.
ما هي أبرز خدمات متحف اللوفر من الداخل؟
بعد معرفة أين يقع متحف اللوفر يرغب كثيرٌ من الأشخاص بمعرفة الخدمات والمرافق التي تتوفر داخل هذا المتحف ويمكنهم الاستفادة منها عند الزيارة، وتضم القائمة الآتية عدة من هذه الخدمات والمرافق:
- مكاتب المعلومات: يضم المتحف مكتبين للمعلومات، ويمكن للزوّار الذهاب إلى أيٍّ منهما لطرح الأسئلة والحصول على إجاباتها، ويتم تقديم خدمات المكتبين المذكورين بسبع لغات مُختلفة.
- خزائن الإيداع: يقدم المتحف خدمة خزائن الإيداع للمُقتنيات بشكل مجاني، ويستطيع الزوّار الاستفادة من هذه الخدمة لوضع اشيائهم فيها؛ إلّا إنّ عليهم أخذها في اليوم ذاته، كما أن المتحف غير مسؤول عن الأشياء الثمينة بينها.
- اقتراض المعدّات: يستطيع زائر متحف اللوفر الحصول على العديد من المعدات التي يقدمها المتحف مقابل بطاقة الهوية؛ منها المقاعد القابلة للطي، عربات الأطفال، الكراسي المتحركة وعُصيّ المساعدة على المشي.
- خدمات واي فاي: يُفضّل كثيرٌ من الأشخاص استخدام شبكة الإنترنت أثناء زيارة اللوفر؛ لذلك فإن المتحف يقوم بتوفير هذه الخدمة مجانًا، ويستطيع كافة الزوّار الاستفادة منها مدّة ساعة كاملة مع إمكانية الحصول على مزيد من الوقت حسب الحاجة.
- شحن الهاتف المُتنقل: لا داعي للقلق إذا اقترب شحن الهاتف المتنقل من النفاد أثناء زيارة اللوفر؛ فإن المتحف يقوم بتوفير خدمة شحن الهاتف مجانًا، ويمكن للزوّار الذهاب إلى الهرم الموجود في الساحة للحصول على هذه الخدمة.
- المراحيض: يمكن العثور على المراحيض داخل المنطقة الترحيبية تحت الهرم، كذلك في الأنحاء الأُخرى من المتحف، وتحتوي مُعظم هذه المراحيض على طاولات لتغيير حفاضات الأطفال أيضًا.
- موقف السيارات: تقع مواقف سيارات اللوفر تحت الأرض، ويمكن الاستفادة منها يوميًا منذ الساعة 7 صباحًا وحتى الساعة 11 مساءً، ويستطيع ذوو الاحتياجات الخاصة ركن سياراتهم داخل المواقف بأسعار مخفضة.
أين يقع متحف اللوفر في الإمارات؟
تم افتتاح متحف اللوفر في الإمارات العربية المتحدة بعد توقيع اتفاقية مع الحكومة الفرنسية، ويقع هذا المتحف في في جزيرة السعديات داخل إمارة أبو ظبي، ويُمكن الوصول إلى هذا المتحف من خلال الحافلات وسيارات الأُجرة، كما يمكن استخدام الدرّاجة أو السيارة الخاصة للذهاب إلى لوفر أبو ظبي ورؤية المعارض الموجودة داخله، ويحتوي هذا المتحف على العديد من قاعات العرض؛ منها قاعة عرض الحضارات والإمبراطوريات وقاعة عرض طرق التبادل التجاري الآسيوية، وتشتمل على العديد من القطع الأثرية.
اقرأ/ي أيضًا:
هل فيزا فرنسا من السعودية سهلة؟
هل يوجد مميّزات للمُرشد السياحي الناجح؟
