` `

هل الاحتياطي النقدي مهم للاقتصاد المحلي؟

أعمال
30 مايو 2022
هل الاحتياطي النقدي مهم للاقتصاد المحلي؟
سعى إدارة احتياطات الدولة من النقد الأجنبي إلى الحد من التعرضية الخارجية (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

إن الاحتياطي النقدي مهم للسياسات الاقتصادية الداخلية والخارجية في الدولة؛ لذلك تحتفظ بعض الدول بآلاف المليارات من الدولارات في الخارج كاحتياطي نقدي. يتطرق هذا المقال إلى أهداف إدارة احتياط النقد الخارجي، بالإضافة إلى بيان الدول التي تمتلك أكبر قيمة من العملة الأجنبية، وينتهي بذكر مدى أهمية احتياطات النقود على صعيد الشركات والمؤسسات.

هل الاحتياطي النقدي مهم للاقتصاد المحلي؟

إن الاحتياطي النقدي مُهم للاقتصاد المحلي بالفعل؛ فإنه يدعم الثقة في سياسات إدارة الصرف للعملة بالشكل الذي يُمكنه تحقيق التوازن بين العرض والطلب على العملات الأجنبية، والتقليل من خطورة التعرض إلى التقلبات والصدمات الخارجية التي تؤثر على الاقتصاد سلبًا، كما أنه يضمن زيادة الموثوقية بالوفاء بالالتزامات والديون الخارجية؛ ممّا يعزز قدرة اقتصاد الدولة على تحمّل الصدمات الخارجية.

صورة متعلقة توضيحية

ما هي أهداف إدارة الاحتياطي الأجنبي من النقد؟

تضم القائمة الآتية أبرز أهداف إدارة احتياطي النقد الأجنبي في الدولة حسب المعلومات التي يوفرها صندوق النقد الدولي:

  • دعم الثقة بسياسات الإدارة النقدية: إن إدارة احتياطي النقد الأجنبي تهدف إلى تعزيز الثقة بسياسات الإدارة النقدية بالإضافة إلى سياسات إدارة أسعار الصرف للدولة، ويشمل ذلك التدخل لدعم عملة الدولة أو عملة الاتحاد عند الحاجة.
  • الحد من التعرضية الخارجية: تسعى إدارة احتياطات الدولة من النقد الأجنبي إلى الحد من التعرضية الخارجية؛ ذلك عن طريق المحافظة على سيولة العملات الأجنبية؛ للمساعدة على امتصاص الصدمات التي يتم التعرض إليها عند الأزمات أو عند تقييد الاقتراض.
  • زيادة مستوى الثقة للأسواق الخارجية: من الغايات التي تسعى إليها الدول من إدارة احتياطي النقود الأجنبية زيادة موثوقية الدولة بالنسبة إلى الأسواق الخارجية؛ ذلك فيما يتعلق بقدرتها على الوفاء بمختلف التزاماتها الخارجية.
  • دعم العملة المحلية: من أهداف إدارة الاحتياطي النقدي في الدولة تعزيز العملة المحلية وإثبات دعمها بالاعتماد على الأصول الأجنبية من العملات.
  • تلبية احتياجات الحكومة: إذا احتاجت الدولة إلى النقد الأجنبي أو تطلّبت الوفاء بالتزامات الدين الخارجية؛ فإن إدارة النقد الأجنبي تساعد على تلبية هذه الاحتياجات والمتطلبات.
  • التعامل مع الكوارث والطوارئ: يُمكن للدولة اللجوء إلى احتياطاتها من النقد الأجنبي؛ لتستطيع مواجهة الكوارث الوطنية المُختلفة أو التعامل مع حالات الطوارئ التي يُمكن أن تتعرض إليها.

هل يوجد عدة فئات من احتياطي النقد الأجنبي؟

بالفعل هُناك عدة فئات من احتياطي النقد الأجنبي، ومنها ما يأتي:

  • أصول العملات الأجنبية: ربما تحتفظ الدولة بأصول العديد من أنواع العملات الأجنبية المُختلفة؛ بما في ذلك الدولار الأمريكي أو اليورو الأوروبي أو الجنيه الاسترليني البريطاني أو غيرها من العملات الخاصة بالدول الأُخرى.
  • احتياطي الذهب: يمكن الاحتفاظ بالذهب كاحتياطي من النقد الأجنبي، وتقوم بعض الدول بالحفاظ على الذهب الخاص بها في بنوك أجنبية آمنة بدلًا من الاحتفاظ بها في الداخل.
  • حقوق السحب الخاصة: إن حقوق السحب الخاصة أصولٌ احتياطيةٌ تكميليةٌ يتم تحديدها والاحتفاظ بها من قِبل صندوق النقد الدولي، وتمّ إنشاء هذا النظام عام 1969 لسد نقص الأصول الاحتياطية للدول من العملات الأجنبية المُفضّلة.

ما هو أقوى احتياطي نقدي في العالم؟

تمتلك الصين أقوى احتياطي نقدي في العالم خلال الوقت الراهن، ووصلت قيمة النقدي الاحتياطي الصيني إلى مستويات مرتفعة جدًا خلال عام 2014؛ فإن قيمة الاحتياطي لهذا العام بلغت 3.9 ترليون دولار. إلّا إنّقيمة الاحتياطي الصيني انخفضت حتى أصبحت 3.1 ترليون دولار بعد عامين، واستطاعت الارتفاع مرةً أُخرى بعد ذلك، ولا زالت تتربع على رأس قائمة أقوى الاحتياطات النقدية في العالم.

كم تبلغ قيمة العملة الأجنبية للدول ذات أكبر احتياطي نقدي في العالم؟

تُبيّن القائمة الآتية قيمة الاحتياطات من النقد الأجنبي للدول التي تمتلك أكثر احتياطي في العالم حسب البيانات المتوفرة في موقع إنفستوبيديا المتخصص بالمجالات المالية:

  • الصين: بلغ احتياطي النقد الأجنبي لجمهورية الصين الشعبية 3.222 ترليون دولار أمريكي؛ ممّا يجعلها صاحبة الاحتياطي النقدي الأكبر في العالم، متجاوزةً كل واحدة من الدول التي تليها في الترتيب بأكثر من الضعف.
  • اليابان: في المرتبة الثانية بعد الصين تقع اليابان، ويبلغ مجموع الاحتياطي من النقد الأجنبي لهذه الدولة 1.259 ترليون دولار تقريبًا، هذا يعني أنه لم يبلغ نصف قيمة الاحتياطي الصيني.
  • سويسرا: تُعد سويسرا واحدةً من الدول الواقعة في أوروبا، ويبلغ احتياطيها من النقد الأجنبي 1.033 ترليون دولار أمريكي تقريبًا، هذا يعني في المرتبة الثالثة بعد الصين واليابان.
  • الهند: على الرغم من القيمة المنخفضة لاحتياطات الهند من النقد الأجنبي مقارنةً باحتياطي الصين؛ إلّا إنّها تستحوذ على المرتبة الرابعة، ويبلغ مجموع احتياطاتها من النقد الأجنبي 569.9 مليار دولار أمريكي.
  • تايوان: باحتياطي نقدي أجنبي تبلغ قيمته 548.9 مليار دولار أمريكي تقع تايوان في المرتبة الخامسة عند ترتيب الدول صاحبة الاحتياطي الأجنبي ذي القيمة الأكبر، وتساوي هذه القيمة سُدس احتياطي النقدي الصيني تقريبًا.
  • هونج كونج: تبلغ قيمة الاحتياطي النقدي الأجنبي لهونج كونج 478.7 مليار دولار، هذا يعني أنها في المرتبة السادسة، وهي منطقة اقتصادية خاصة في الصين.
  • روسيا: تبلغ قيمة احتياطي النقد الأجنبي للاتحاد الروسي 463.9 دولار أمريكي، وهي سُبُع قيمة احتياطي النقد الصيني الأكبر في العالم تقريبًا، وتقع روسيا في المرتبة السابعة.
  • كوريا الجنوبية: لكوريا الجنوبية احتياطي نقد أجنبي تبلغ قيمته 437.5 مليار دولار أمريكي، وهي واحدةٌ من دول آسيا أيضًا، وتُعد الدولة صاحبة ثامن أكبر احتياطي من النقد الأجنبي حول العالم.
  • السعودية: إن المملكة العربية السعودية واحدةٌ من دول الشرق الأوسط، وهي الدولة العربية الوحيدة في قائمة الدول ذات أكبر احتياطي نقدي أجنبي حول العالم، وتبلغ قيمة احتياطياتها 429.5 مليار دولار.
  • سنغافورة: في المرتبة الأخيرة بين أكثر 10 من حيث احتياطي النقد الأجنبي تقع سنغافورة، وتبلغ قيمة الاحتياطي لهذه الدولة 407.8 مليار دولار أمريكي.

هل يعد الدولار العملة الاحتياطية في العالم؟

يُعرف الدولار بأنه العملة الاحتياطية في العالم بالفعل، ويُعد الدولار أكثر العملات المدعومة من الذهب في العالم بفضل اتفاقية بريتون وودز، بينما تراكم الدول الأُخرى احتياطيًا من الدولار الأمريكي بدلًا من الذهب، وبالرغم من فك ارتباط الدولار بالذهب فيما بعد بقرار من الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون؛ إلّا إنّ الدولار لم يتوقّف عن كونه العملة الاحتياطية العالمية حتى اليوم، كما أنه من أقوى العملات في العالم، وفيما يلي مجموعة من أبرز الحقائق حول الدولار:

  • أعلى فئة نقدية: استمرت طباعة الورقة من فئة 10 آلاف دولار أمريكي بين العامين 1934-1935، وكانت الفئة النقدية الأعلى المطبوعة من الدولار حتى الآن، وكانت مخصصة للتداول بين المصارف فحسب، ولم يتم توزيعها على الناس.
  • التعامل مع الدولارات التالفة: عندما تخرج أوراق الدولارات من التداول أو تُصبح بالية أو تالفة تقوم بنوك الاحتياطي الفيدرالي بتمزيقها، وفي بعض الأحيان قامت الحكومة الفيدرالية ببيع الدولارات الممزقة إلى الشركات لإعادة تدويرها في مواد البناء.
  • الفئة العمرية لأوراق الدولار: يقدر العُمر الافتراضي لورقة 5 دولار بقُرابة 4.7 سنة، ويصل العمر الافتراضي لورقة 100 دولار إلى 23 عامًا، وأما فئة 10 دولار؛ فيبلغ عمرها الافتراضي 5.3 سنة، وعُمر ورقة 1 دولار قُرابة 6.6 سنة.
صورة متعلقة توضيحية

هل يمكن استخدام الاحتياطي النقدي في تطوير البنية التحتية؟

يعد استخدام الاحتياطي النقدي للدولة لغايات تطوير البنية التحتية خيارًا مطروحًا في بعض الأحيان؛ إلّا إنّه يتوجب على الجهات المَعنيّة موازنة الإيجابيات والسلبيات للاعتماد على هذا الخيار، كما أن هُناك بعض الخيارات الأُخرى لتطوير البنية التحتية دون المساس بالاحتياطي النقدي؛ منها الاعتماد على التمويل أو الديون.

هل يوجد متطلبات للبدء باستخدام الاحتياطي النقدي؟

هُناك العديد من الخطوات والمتطلبات التي ينبغي استيفاؤها؛ لتتمكّن الجهات المسؤولة في الدولة من بدء استخدام الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية، ويبدأ ذلك باختيار الوصول إلى الأموال الاحتياطية من قِبل الرئيس في الدولة أو الجهة المالية المسؤولة، ثم يتم التحقّق من وجود بديل عن اللجوء إلى الاحتياطي مع التأكّد من توافق الاستخدام المطلوب مع الغرض من الاحتياطات النقدية الأجنبية، وبعد الموافقة على استخدام الاحتياطي تتم متابعة الإجراءات الأُخرى.

هل تحتفظ المؤسسات باحتياطي نقدي؟

لا يقتصر الاحتفاظ بالاحتياطي النقدي على الدولة؛ إنّما تقوم العديد من المؤسسات بالمُحافظة على احتياطي نقدي خاص بها أيضًا، لكنه لا يكون احتياطي من النقد الأجنبي دائمًا، وتُعد المصارف من أبرز الأمثلة على هذه المؤسسات، كذلك بعض الشركات التجارية، وفي بعض الأحيان تصل قيمة الاحتياطات للشركة إلى مليارات الدولارات، ويتم الاعتماد على هذا الاحتياطي لعدة أسباب مختلفة، ومنها ما يأتي:

  • تقليل الديون: إن تراكم الاحتياطيات النقدية الخاصة بالمؤسسة يمكن أن يساعد على التقليل من قيمة الديون التي تقع على عاتق المؤسسة في المستقبل، كما أنها تُسهم في تجنّب الدين بشكل كامل في بعض الأحيان.
  • الحد من آثار اضطرابات النفقات المفاجأة: في بعض الأحيان تتعرض المؤسسات إلى اضطرابات مُفاجئة في النفقات، ويمكن الاعتماد على الاحتياطات المخصصة للطوارئ حتى تتعامل هذه المنشآت مع الاضطرابات المذكورة في قيمة النفقات.
  • التعامل مع الضعف السريع في الإيرادات: يمكن أن يُسهم الاحتياطي النقدي للمؤسسة أو الشركة في التقليل من الآثار السلبية للانخفاضات السريعة في قيمة الإيرادات، وتُساعد الجهة المسؤولة في التعامل مع هذا الانخفاض بشكل جيد.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل إعلان الإفلاس يُسقط الديون؟

هل يمكن تداول العملات الرقمية من الصفر؟

لم يُعتمد اليوان الصيني بدلًا من الدولار في الأسواق الروسية

هل الدينار الكويتي يتصدر ترتيب أقوى العملات في العالم من حيث القيمة؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على