هل الترميز الطبي نظام لإدارة المعلومات الصحية؟

يهدف الترميز الطبي بشكل أساسي إلى استخدام الرموز للتعبير عن المعلومات الطبية بدلًا من استخدام الكلمات، ويوضح هذا المقال بعضًا من تفاصيل العمل في مجال الرموز الطبية، بالإضافة إلى بيان النوعين الرئيسيين من الرموز التي يتم استخدامها في الفترة الحالية، وينتهي بذكر بعض من المهارات التي يحتاجها العاملون في مجالات الترميز والفوترة الطبية.

هل الترميز الطبي نظام لإدارة المعلومات الصحية؟

يُعد الترميز الطبي واحدًا من الأنظمة لإدارة المعلومات الصحية، ويُعرف هذا الترميز بأنه تحويل التشخيص وإجراءات الرعاية الصحية، كذلك الخدمات الطبية والمعدات إلى رموز أبجدية رقمية طبية عالمية حسب الجمعية الأمريكية للمحترفين في الترميز، هذا يعني أن الترميز يهدف إلى توثيق السجلات الطبية وتجهيز الفواتير بالاعتماد على أكواد سهلة بدلًا من المعلومات الطبية الأساسية وفق شروط الترميز الطبي.

هل يمكن التقديم على الترميز الطبي عبر شبكة الإنترنت؟

هُناك العديد من المؤسسات التعليمية التي تقوم بتوفير برنامج الترميز الطبي عبر شبكة الإنترنت بدلًا من الحضور بشكل شخصي، وهو ما يناسب كثيرًا من الأشخاص الذين لا تتوفر الكليات أو الجامعات أو المراكز التدريبية المُعتمدة المُتخصصة بالقُرب منهم، ومنها برنامج كلية مهن الرعاية الصحية في ولاية هيوستن الأمريكية، وبرنامج كلية بورو مانهاتن الأمريكية للترميز الطبي.

ما الذي يدعو إلى التسجيل في برنامج الترميز الطبي؟

هُناك العديد من الأسباب التي تدعو الشخص إلى التقديم على الترميز الطبي:

• الحصول على وظيفة: يستطيع الشخص الحصول على العديد من الوظائف المجزية في مجالات الرعاية الصحية عند دراسة الترميز الطبي، كذلك الحال عند دراسة الفوترة الطبية أيضًا.
• تعدد خيارات العَمل: لا تقتصر خيارات العَمل لمتخصصي الترميز الطبي على مجال واحد فحسب؛ إنما يُمكنهم العَمل في العديد من المؤسسات ضمن مواقع مختلفة، كما تتوفر خيارات العَمل من المنزل في بعض المؤسسات أيضًا.
• الراتب الكبير: في الولايات المتحدة الأمريكية يحصل العاملون في مجال الترميز الطبي على رواتب تصل إلى 44,090 دولارًا سنويًا، وتزداد قيمة الراتب بشكل كبير مع التخصص والاحتراف والحصول على مزيد من الشهادات.
• انتظام أوقات العَمل: تتطلب العديد من الوظائف والأعمال إنجاز المهمات خلال أيام الإجازة أو الاستمرار بعد وقت الدوام الرسمي، لكن وظيفة الترميز الطبي تتميز بالوقت المُنتظم عادةً، وهو ما يُمكّن العاملين من ترتيب جدولهم الزمني جيدًا.
• الاستقرار الوظيفي: تُشير التوقعات إلى عدم تباطؤ الطلب على العاملين المؤهلين في مجال الترميز الطبي أو الفوترة الطبية خلال المستقبل، نتيجةً لعِدّة عوامل، وهو ما يوفر الاستقرار الوظيفي للباحثين عن ذلك.
• الحصول على الشهادة في وقت قصير: لا يحتاج الترميز الطبي إلى الدراسة في الجامعة وقتًا طويلًا؛ إنما يُمكن للمرء الحصول على شهادة مُعتمدة بعد حضور دورة تدريبية في غضون سنة واحدة للبدء بالعمل بعد ذلك.

ما هما النوعان المختلفان للترميز الطبي؟

هُناك نوعان رئيسيان للترميز الطبي المُستخدم خلال الوقت الراهن في مؤسسات الرعاية الصحية؛ هُما ترميز التصنيف الدولي للأمراض وترميز المصطلحات الإجرائية الحالية، وعلى الرغم من الاختلافات بين هذه الأنواع إلّا إنها تهدف إلى تحقيق غاية واحدة، وتتمثل هذه الغاية في التوثيق المُوحّد بين الجهات الصحية.

آخر تحديثات ترميز التصنيف الدولي للأمراض

منذ ظهور ترميز التصنيف الدولي للأمراض وحتى الوقت الحالي شهد هذا النظام عدة تحديثات حتى عام 2022، وآخرها ما يأتي:

• الإصدار التاسع ICD-9: تتكون الرموز في هذا الإصدار من 3 أرقام ثم فاصلة عشرية مع رقم واحد أو رقمين بعد الفاصلة، وعادةً ما تتواجد على المستندات القديمة، ويمكن أن تتضمن بعض الرموز في هذا الإصدار حروفًا لتشير إلى بعض المعاني.
• الإصدار العاشر ICD-10: تتضمن رموز الإصدار العاشر حرفًا واحدًا بالإضافة إلى رقميين اثنين على يمين الفاصلة العشرية، ثم الفاصلة ويليها رقمٌ واحدٌ إلى اليمين فحسب، ويزيد عدد رموز هذا الإصدار عن 14 ألف رمز.
• الإصدار الحادي عشر ICD-11: حتى الآن يُعد الإصدار الحادي عشر أحدث إصدارات ترميز التصنيف الدولي للأمراض، ويتضمن الرمز رقمًا ثم حرفًا واحدًا ثم رقمين إلى يمين الفاصلة العشرية، ويلي ذلك الفاصلة ثم رقمين اثنين.

المُستويان المختلفان لترميز المصطلحات الإجرائية الحالية

هُناك مستويان مختلفان للترميز الطبي المعروف باسم المصطلحات الإجرائية الحالية، وفيما يأتي توضيح لهما:

• المستوى الأول: في المستوى الأول يتم الاعتماد على رموز المصطلحات الإجرائية الحالية للخدمات أو الإجراءات، التي يقوم مُقدّم الرعاية الصحية بشكل مباشر في الغالب.
• المستوى الثاني: يشتمل المستوى الثاني من المصطلحات الحالية الإجرائية على الرموز التي لا تتعلق بالإجراءات أو الخدمات المُقدمة من قبل مقدم الرعاية الصحية؛ إنما رموز خدمات الإسعاف والمعدّات وغيرها.

ما المهمات المطلوبة من مختص الترميز الطبي؟

تضم القائمة الآتية أبرز المُهمّات التي يتولّى مسؤوليتها مختص الترميز الطبي:

• التحليل والمراجعة: يقوم المختص في الرموز الطبية بمراجعة البيانات السريرية بالإضافة إلى تحليلها، كذلك الحال بالنسبة إلى السجلات الطبية التي تتعلق بالمرضى.
• التحويل إلى رموز: يقوم مختص الترميز الطبي بتحويل المعلومات والتشخيص الطبي إلى رموز؛ ذلك بالاعتماد على أيٍّ من أنظمة الترميز المُعتمدة، ويُمكن أن يختلف النظام بناءً على نوع المؤسسة.
• التفاعل مع مقدمي الرعاية الصحية: ينبغي على مختص الترميز التفاعل مع الأطباء ومساعديهم؛ للتحقّق من دقة الرموز، بالإضافة إلى جاهزيتها للتحويل إلى مطالبة مالية بعد ذلك.
• المحافظة على السرية: تتطلب طبيعة عمل مختص الترميز الاطلاع على المعلومات الشخصية والأسرار الخاصة بالمرضى، ومن المسؤوليات التي تقع على عاتق مختص الترميز المُحافظة على سرية هذه الأسرار والمعلومات.

أين يعمل المختصون في الترميز الطبي؟

يُمكن لأخصائيي الترميز الطبي العمل في الأماكن الآتية:

• المستشفيات والعيادات: بما أن الترميز الطبي يرتبط بالرعاية الصحية؛ فمن الطبيعي أن يعمل العديد من المختصين في هذا المجال داخل المستشفيات المُختلفة والعيادات الخاصة للأطباء ومقدمي الرعاية الصحية.
• شركات الاستشارات الصحية: تتخصص العديد من الشركات بمساعدة المستشفيات وغيرها من مؤسسات الرعاية الصحية على حل المشكلات، بالإضافة إلى التخطيط للمستقبل، ويُمكن أن يعمل مختص الترميز في بعض الأماكن داخل هذه الشركات.
• المؤسسات التعليمية: تحتاج العديد من الكليات والمدارس المهنية إلى أخصائيي ترميز طبي ذوي خبرة لتدريب الآخرين على القيام بالمهمات المختلفة لهذه الوظيفة؛ إلّا إنّ العمل في مجال التدريب والتعليم يحتاج إلى سنوات طويلة من الخبرة.
• مكاتب المحاماة: في الغالب تقوم شركات المحاماة بتعيين متخصصين من الأشخاص ذوي الخبرة في مجال الترميز الطبي؛ ذلك حتى يتم التحقيق في دعاوى الاحتيال التي يتم رفعها ضد المستشفيات ومؤسسات الرعاية الصحية.
• الجهات الحكومية: يُمكن أن تقدم الجهات الحكومية الطبية العديد من الوظائف للمرمّزين في المجال الطبي، وتشمل الأعمال المُوكلة إلى الموظف في هذه الحالة تحديد الرموز واستخلاص المعلومات، كذلك مراجعة وتدقيق رموز المطالبات الواردة.
• العمل من المنزل: لا يتطلب الترميز الطبي الخروج من المنزل للعمل في المؤسسات أو الشركات المختلفة دائمًا، وإنما يمكن توفير الوظائف في هذا المجال من المنزل بعد توفير جهاز حاسوب متصل بشبكة الإنترنت؛ إذا كان ذلك خيارًا متاحًا.

بماذا يختلف برنامج الترميز الطبي عن الفوترة الطبية؟

بشكل أساسي يختص الترميز الطبي بتحويل المعلومات الصحية وبيانات المرضى وغيرها من البيانات والمعلومات الأُخرى إلى رموز بعملية مشابهة لما يحدث عند الترجمة، وأمّا الفوترة؛ فتعتني بأخذ الرموز المذكورة ثم استخدامها لإنشاء الفواتير لشركات التأمين الصحي، أو تجهيز الفوواتير للمرضى، أو إعدادات المطالبات المالية المُختلفة لمقدمي الرعاية الصحية.

يتحمّل العاملون في مجال الفوترة عدة مسؤوليات أُخرى؛ منها متابعة مطالبات التأمين، وعلى الرغم من اختلاف كل من الترميز الطبي والفوترة الطبية؛ إلّا إنّه يتم دمجهما معًا للعمل على تعويض مقدم الرعاية الصحية مقابل الخدمات التي يحصل عليها المراجعون والمرضى، وذلك حسب موقع جامعة جودوين الأمريكية الخاصة.

ما هي الوظائف المتاحة في مجال الترميز الطبي والفوترة الطبية؟

بعد التسجيل في برنامج الترميز الطبي والحصول على الشهادة بنجاح يُمكن للشخص العمل في الوظائف الآتية:

• كاتب الفواتير الطبية: تجمع هذه الوظيفة بين خدمة العُملاء في المؤسسات الصحية، بالإضافة إلى التطبيق العملي لمبادئ الفواتير الطبية والترميز الطبي، ويُمكن الحصول على وظائف في مجال الفوترة الطبية دون شهادة متخصصة.
• مختص الفواتير الطبية: تحتاج هذه الوظيفة إلى شهادة متخصصة في الفوترة الطبية، ويعالج العاملون في هذا المجال المهمات الأكثر تعقيدًا من أجل تقييم سياسات الفوترة في المؤسسة، بالإضافة إلى إدارة هذه السياسات.
• مختص الترميز الطبي: يتم التركيز على الترميز بشكل أكثر تحديدًا في هذه الوظيفة مقارنةً بوظائف الفتورة، ويتعامل المختصون في هذا المجال مع ترميز الفواتير حتى يتم تقديمها إلى الحكومة أو شركات التأمين لغايات الدفع.
• مختص المراجعة الطبية: يعمل مختص المراجعة الطبية في التأكد من صحة الرموز الطبية، إلى جانب التحقّق من صحة الفواتير، وللعمل في هذا المجال لا بُد من الحصول على شهادة خاصة مُعتمدة.
• مختص البيانات السريرية: يُعد مختص البيانات السريرية من المراجعين الطبيين؛ إلّا إنه يُركّز على البيانات التي يتم إنشاؤها بالاعتماد على أجهزة الحاسوب المستخدمة في الممارسة الطبية.

هل يوجد مهارات مهمة للترميز الطبي والفوترة الطبية؟

لا شك بوجود الكثير من المهارات المُهمة التي يحتاجها العاملون في مجال الترميز الطبي والفوترة الطبية؛ منها: التنبه لجميع التفاصيل والتحقّق منها وتدقيقها لمعرفة التناقضات، كذلك مهارات التواصل القوية ومهارات خدمة العُملاء ومهارات التعامل مع جهاز الحاسوب، بالإضافة إلى إتقان المصطلحات الطبية والقدرة على العمل الجماعي بروح الفريق.

اقرأ/ي أيضًا:

هل العين الإلكترونية فرصة للإبصار مجددًا؟

هل التعلّم الآلي مرتبط بالذكاء الاصطناعي؟

هل ظهر مُسمّى تقنية النانو لأول مرة عام 1974؟

هل تخصصات علوم الحاسوب الآلي لها مستقبل واعد؟