تحقيق مسبار
يؤثر العشى الليلي على مستويات الرؤية عند غياب الضوء أو عندما يصبح الضوء خافتًا، ويتطرق هذا المقال إلى العديد من أسباب العشى الليلي، بالإضافة إلى توضيح بعضٍ من الآليات المُتبعة لعلاج هذه المشكلة التي تُصيب رؤية الشخص، ويعتني المقال كذلك ببعض من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى فقدان البصر بشكل كامل، وينتهي ببيان عدة إرشادات للمحافظة على صحة العينين.
هل العشى الليلي مرضٌ وراثي؟
إن مرض العشى الليلي ليس مشكلة وراثيّة وإنما ينشأ عن بعض الأمراض الوراثية أحيانًا، وهُناك العديد من الأسباب الأُخرى غير الوراثية للعشى الليلي أيضًا؛ مثل الإصابة بداء السكري، أو تناول أدوية الجلوكوما. وينبغي على الشخص المُصاب التعرّف على هذا المرض بشكل أكبر حتى يتمكّن من التعامل معه بشكل جيد، ويتجنّب أيّة مضاعفات تتعلق به نتيجةً لعدم إمكانية الرؤية في الليل.
ما هو العشى الليلي؟
يمنع العشى الليلي الشخص من الرؤية عند حلول الظلام أو في حالة كانت الإضاءة سيئة، وهو أحد الأعراض التي تُصاحب بعض المشاكل الصحية الكامنة عند الشخص؛ مثل التهاب الشبكية الصباغي. وإذا ظهرت أعراض العشى الليلي؛ فلا بُد من زيارة الطبيب وإجراء التشخيصات المطلوبة؛ ذلك لاحتمالية وجود بعض الأمراض الخطيرة التي تؤدي إلى هذه المشكلة في الرؤية.
ما هي أسباب الإصابة بمرض العشى الليلي؟
عند السؤال عمّا إذا كان مرض العشى الليلي هل هو وراثي أم غير وراثي يتبيّن وجود العديد من الأسباب التي تؤدي إلى ظهور هذه المشكلة في الرؤية؛ منها ما هو وراثي ومنها ما هو غير وراثي، وفيما يأتي بعضًا من أسباب العشى الليلي:
- التهاب الشبكية الصباغي: إن التهاب الشبكية الصباغي من الحالات الصحية الوراثية التي تؤدي إلى العشى، وتحدث هذه الحالة عندما تتجمّع الصبغة الداكنة داخل شبكية العين وتؤثر على الرؤية عند المُصاب.
- متلازمة أوشر: تُعد متلازمة أوشر من الحالات الوراثية، ولا يقتصر تأثير هذه الحالة على البصر فحسب، وإنما تؤثر على كلٍّ من السمع والبصر معًا، وتؤدي إلى العشى الليلي.
- إعتام عدسة العين: يُمكن أن تظهر أعراض العشى عند البعض نتيجةً لإعتام عدسة العين، وهي مشكلة صحية تزداد خطورة الإصابة بها عند الكبار في السن، وهذا يعني أن كبار السن أكثر عُرضة للعشى الليلي.
- اتباع نظام غذائي غير صحي: يتبع بعض الأشخاص نظامًا غذائيًا يفتقر إلى الكميات المناسبة من فيتامين إيه، ويُمكن أن يؤدي ذلك إلى نقص الفيتامين المذكور ممّا يتسبب بالعشى الليلي، ولكنه نادر الحدوث.
- قصور البنكرياس: عند المُصابين بقصور البنكرياس يجد الجسم صعوبةً في امتصاص الدهون؛ ممّا يؤدي إلى نقص فيتامين إيه وظهور أعراض العشى؛ ذلك لأن فيتامين إيه من الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون.
- فقدان البصر التدريجي: في المراحل المبكرة من فقدان البصر التدريجي تتأثر الخلايا العصوية الموجودة في شبكية العين بشدة كبيرة، وهو ما يؤدي إلى ظهور العديد من الأعراض؛ وأحدها العشى الليلي.
- الجلوكوما: يُصاب المرء بالجلوكوما عندما يتراكم السائل في الجزء الأمامي من العين ويزداد الضغط عليها، ويؤدي ذلك إلى إتلاف العصب البصري، وهو ما يؤثر على الرؤية الليلية والنهارية نتيجةً لتوقّف أجزاءٍ من الشبكية عن العمل.
- داء السكري: عند ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم نتيجةً لداء السكري تتأذى الأوعية الدموية الموجودة في شبكية العين أحيانًا، وهو ما يتسبب بعدة مشاكل، ومنها اعتلال الشبكية السكري، ومن أعراضه العشى الليلي.
- بعض أدوية الجلوكوما: لا تؤدي الجلوكوما وحدها إلى الإصابة بالعشى في الليل؛ وإنما يُمكن لبعض الأدوية الميكروبية المستخدمة للسيطرة على هذه المشكلة الصحية أن تؤدي إلى الإصابة بالعشى الليلي أيضًا، وذلك لأنها تجعل بؤبؤ العين أصغر.
- القرنية المخروطية: في بعض الأحيان تضعف قرنية العين وتنتفخ حتى تصبح كالمخروط في شكلها، ويؤدي هذا التغيّر في الشكل إلى إخراج أشعة الضوء من التركيز، ويُعد العشى واحدًا من الأعراض للقرنية المخروطية.
- اللابؤرية: تكون القرنية غير منظمة في حالة اللابؤرية ممّا يؤدي إلى منع الضوء من التركيز على الشبكية بشكل صحيح، ويُمكن أن تؤدي اللابؤرية إلى العشى الليلي، ويجدر الذكر بأن أكثر أعراضها شيوعًا هو عدم وضوح الرؤية أو تشوهها.
كيف يتم علاج العشى الليلي؟
يعتمد تحديد طريقة علاج العشى الليلي على تحديد الحالة الكامنة التي تقف وراء الإصابة بهذه المشكلة في الرؤية، ولا يوجد علاج مُحدد لجميع مرضى العشى الليلي، كما أن هُناك بعض الحالات التي لا يُمكن علاجها؛ مثل التهاب الشبكية الصباغي وغيرها من الأسباب الوراثية للعشى، ومن العلاجات المستخدمة القطرة للتعامل مع حالة الجلوكوما، ومكملات فيتامين إيه عند الأشخاص الذين يُعانون من نقص في مستويات هذا الفيتامين.
تستدعي بعض الحالات إجراء عملية جراحية في العين للتخلص من أعراض العشى الليلي أو السيطرة عليها، ومنها إعتام عدسة العين، ويمكن الاعتماد على الجراحة بالليزر أو الليزك للتعامل مع العشى الذي ينتج عن قُصر النظر، وكذلك الجلوكوما أحيانًا، ويستطيع المُصاب كذلك الاعتماد على النظارات أو العدسات اللاصقة بدلًا من إجراء الجراحة إذا كان قصر النظر سببًا وراء المشاكل في الرؤية ليلًا.
هل يمكن الوقاية من العشى الليلي؟
لا يُمكن الوقاية من الأسباب الوراثية للعشى الليلي في حين يمكن الوقاية من بعض الأسباب الأُخرى، وفيما يأتي بعضًا من الإرشادات للوقاية من هذه المشكلة التي تصيب الرؤية حسب موقع كليفلاند كلينك:
- تناول الأطعمة الغنية بفيتامين إيه: هُناك الكثير من أنواع الأطعمة التي تستطيع تزويد الجسم بكميات جيدة من فيتامين إيه؛ منها الشمام والجزر والسبانخ والبيض، وكذلك اللبن بالإضافة إلى قرع الجوز.
- إجراء الفحوصات المنتظمة: من الجيد زيارة الطبيب على نحوٍ مستمرٍ للتحقّق من أيّة مشاكل تتعلق بالرؤية واكتشافها في وقتٍ مبكرٍ، ثم اتخاذ الإجراءات التي تمنع تفاقمها وظهور أعراض العشى الليلي الذي يمنع من الرؤية عند عدم توفر إضاءة جيدة.
- ارتداء النظارة الشمسية: يمكن للأشعة فوق البنفسجية أن تزيد من فرصة الإصابة بإعتام عدسة العين؛ ممّا يؤدي إلى العشى الليلي، ويستطيع المرء وقاية العينين من هذه الأشعة عن طريق ارتداء النظارات الشمسية وفق الإرشادات الآتية:
- نسبة الحجب للأشعة: يجب أن يتم اختيار النظارات الشمسية التي تحجب ما لا يقل عن 99% من نسبة الأشعة فوق البنفسجية الطويلة والمتوسطة.
- حماية العينين بالكامل: لا بُد من ارتداء النظارات التي تضمن حماية العينين من كل زاوية حتى يضمن الشخص عدم تأثر عينيه بالأشعة من الشمس.
- نسبة تصفية الضوء الأزرق المرئي: عند ارتداء النظارات للوقاية من الأشعة الضارّة التي تنتج عن الشمس ينبغي أن تتراوح نسبة التصفية للضوء الأزرق المرئي بين 75%-90%.
- ممارسة الرياضة: تُقلّل الأنشطة الرياضية من خطورة الإصابة بالعديد من أمراض العين، كما أنها تساعد على تقليل ضغط العين، وكلك تؤدي إلى انخفاض مستويات سكر الدم، وهو ما يُسهم في الوقاية من العشى الليلي.
ما هي أبرز المشاكل التي تؤدي إلى فقد البصر؟
هُناك كثيرٌ من المشاكل الصحية التي يُمكن أن تؤدي إلى فقد البصر بشكل كامل، ومن أبرزها ما يأتي:
- إعتام عدسة العين: لا يُعد إعتام عدسة العين من أسباب العشى الليلي فحسب، وإنما يُمكن أن يسبب بفقد البصر، ومن أعراضه رؤية الهالات حول الضوء، الرؤية المزدوجة، الرؤية الخافتة وتقليل كثافة الألوان.
- الضمور البُقعي: إن الضمور البقعي واحدٌ من الاضطرابات التي تُصيب العين، ويؤثر على الرؤية المركزية عند المصابين، ويُعرف هذا الاضطراب كذلك باسم التنكّس البقعي المرتبط بالعمر، ويكثر شيوعه بعد سن 60 عامًا.
- اعتلال الشبكية السكري: يتطوّر هذا الاعتلال عند الأشخاص المصابين بداء السكري، وتشير الكثير من الأعراض إلى الإصابة باعتلال الشبكية السكري؛ منها ضعف الرؤية خلال الليل وتناوب مستويات الرؤية بين الواضحة وغير الواضحة.
- قصور البصر الشيخوخي: عند الوصول إلى منتصف العُمر تتغيّر القدرة على رؤية الأشياء بشكل طبيعي، ويُعرف ذلك باسم قصور البصر الشيخوخي، ويُمكن أن يؤدي إلى فقدان حاسة البصر بشكل كامل.
- اعتلال الشبكية عند الأطفال الخُدّج: يُصيب هذا الاعتلال الأطفال الخُدّج كما يظهر من اسمه، وذلك في حالة عدم نضوج الأوعية الدموية في العين بشكل طبيعي، ويكون سببًا في العمى وفقدان البصر أحيانًا.
هل يوجد إرشادات للعناية بصحة العينين؟
من الضروري المُحافظة على صحة العينين والعناية بهما دائمًا لتجنّب الإصابة بالعشى الليلي، أو فقدان البصر أو أيٍّ من مشاكل الرؤية الأُخرى، وفيما يأتي بعضًا من الإرشادات للعناية بالعينين حسب موقع مدلاين بلس:
- تناول الأطعمة الصحية: يجب على الشخص تناول طعام صحي ومتوازن حتى يستطيع توفير جميع العناصر الغذائية المُهمة للمحافظة على صحة العينين، وينبغي أن يشتمل الطعام على كثيرٍ من الخضروات والفواكه، وخاصة الخضروات الخضراء والصفراء.
- المحافظة على وزن صحي: عند زيادة وزن الجسم تزداد خطورة الإصابة ببعض المشاكل الصحية التي تؤثر على العينين؛ مثل داء السكري، ولذلك فإنه من المُهم المُحافظة على الوزن ضمن الحدود الطبيعية.
- ارتداء واقي العينين: عند ممارسة أيٍّ من الأنشطة التي يُمكن أن ينتج عنها إصابة مُباشرة للعينين ينبغي ارتداء الواقي؛ لتجنّب الأضرار التي تتسبب بها الإصابات المباشرة وتؤثر على صحة العينين.
- الابتعاد عن التدخين: تزداد فرصة الإصابة بأمراض العيون التي ترتبط بالعُمر عند المدخنين مقارنةً بالأشخاص الآخرين، ومنها الضمور البقعي وإعتام عدسة العين، وكذلك يمكن أن يؤدي التدخين إلى إتلاف العصب البصري.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن علاج الكيس الدهني بالعين؟