تحقيق مسبار
إن المحافظة على الماء من التلوث والإهدار قضيةٌ مُهمةٌ في الوقت الراهن حتى يتمكّن الناس من الحصول على مصادر نظيفة لمياه الشرب، مع إيجاد كميات المياه التي يحتاجونها للقيام بعدة أنشطة أُخرى. يُشير هذا المقال إلى العديد من الإرشادات لحماية المياه من التلوث والهدر، إلى جانب بيان عددٍ من الأضرار الصحية الناتجة عن تلوث المياه.
هل يمكن المحافظة على الماء من التلوث؟
توجد العديد من الطرق لحماية المياه من التلوث والمحافظة عليها نظيفة وصالحة للاستخدامات المختلفة؛ بما فيها الشرب أو سقي المزروعات؛ فإن للمياه الملوثة كثيرًا من الآثار السلبية؛ منها التسبب ببعض أنواع الأمراض. ولا تقتصر الحاجة إلى حماية الماء من التلوث على مياه المنزل فحسب، وإنما تشمل مياه الآبار والبحار والأنهار والمياه الجوفية أيضًا؛ ذلك للمحافظة على الحياة البرية وضمان الحد من تسرّب الملوثات إلى الإنسان عن طريق الأطعمة الحيوانية التي تعرّضت إلى التلوث.
ما هي طرق المحافظة على الماء من التلوث؟
هُناك الكثير من الطُرق التي تُساعد في حماية الماء من التلوث، وفيما يأتي بعضًا منها:
- إلقاء القمامة في السلة: لا بُد من التقاط القمامة والحرص على رميها في سلّة المهملات بدلًا من تركها أو إلقائها في حوض المطبخ؛ فإن ذلك يُمكن أن يؤدي إلى تلوث المياه إذا اختلطت مع القمامة.
- تجنّب وضع السماد على العشب قبل المطر: إذا كانت هُناك توقعات لهطول الأمطار؛ ينبغي تجنّب وضع الأسمدة على الأعشاب؛ ذلك لأن الأمطار تغسل المواد الكيميائية التي على الأعشاب ثم تأخذها معها إلى مجاري المياه.
- غسل السيارات في مكان مناسب: عند الرغبة في غسيل السيارات أو غسل المعدات المختلفة في المنزل، يجب على المرء اختيار المكان الذي يضمن ذهاب المياه إلى منطقة حصوية أو منطقة عشبية؛ ذلك بدلًا من ذهابها إلى الشارع.
- التعامل مع زيت السيارة بطريقة صحيحة: ربما يقوم البعض بصبّ زيت محرك السيارة في مجاري مياه الأمطار، وهي ممارسة خاطئة تُسهم في تلوث المياه، ولا بُد من الذهاب إلى أحد المحلات المتخصصة لتغيير الزيت عند الحاجة.
- تقليل استخدام المبيدات: يتم اللجوء إلى المبيدات للتخلص من الحشرات الضارّة، وحتى تتم المحافظة على المياه من التلوث يجب التقليل من استخدام المبيدات، وكذلك من الضروري الحدّ من استخدام الأسمدة زيادة عن الحاجة.
- التقليل من استخدام البلاستيك: غالبًا ما ينتهي الأمر بالمواد البلاستيكية إلى مصادر المياه، وهي تعد من المواد غير القابلة للتحلّل، وفي حال وصول البلاستيك إلى مصادر المياه كالمحيطات مثلًا؛ فإنه يلوثها ويعرض حياة الكائنات إلى الخطر.
- وضع الغطاء النباتي بدلًا من الخرسانة: تؤدي الخرسانة إلى تجميع ملوثات المياه، ويمكن أن يتسبب تجميع هذه الملوثات مع الجريان السطحي بتسربها إلى المياه الجوفية، وأما الغطاء النباتي فإنه يُبقي المُلوثات قريبة من السطح ويوزعها بدلًا من تجميعها.
- دعم التربة: من الضروري زراعة الأشجار والمحافظة على الغطاء النباتي لدعم التربة؛ ذلك لأن التربة إذا تفككت وتآكلت ينتهي بها الأمر إلى الجداول والأنهار والممرّات المائية الأُخرى حاملةً معها كثيرًا من الملوثات.
- المساهمة في تنظيف المسطحات المائية: يستطيع الشخص التطوّع للذهاب إلى المسطحات المائية القريبة ثم القيام بتنظيفها من الملوثات المختلفة، كما يمكن الانخراط بالمجموعات التي تعتني بهذا النوع من التنظيف أيضًا.
ما طرق المحافظة على الماء في المطبخ من التلوث؟
يكثر استخدام المياه في المطبخ، وهو المكان المُخصص لتحضير الطعام في المنزل، ولذلك فإنه ينبغي الحرص على نظافة المياه في هذا المكان. يُذكر من طرق المحافظة على الماء من التلوث في المطبخ: تجنّب سكب الدهون أو الزيوت أو غيرها من المواد في الحوض، وكذلك الابتعاد عن سكب المواد الكيميائية أو مواد التنظيف في حوض المطبخ، وأيضًا استخدام أقل كمية من المنظفات عند غسل الأطباق.
ما هي المصادر الشائعة لتلوث المياه؟
تنبغي معرفة مصادر تلوث المياه الشائعة حتى يتمكّن المرء من التعامل معها بشكل جيد والمحافظة على الماء من الملوثات بأكبر شكل مُمكن، وتضم القائمة الآتية المصادر الشائعة للتلوث:
- الأنشطة الصناعية والزراعية: يمكن أن تنتقل المنتجات البترولية والمعادن الثقيلة، وكذلك المُذيبات العضوية والمبيدات الحشرية وغيرها من نواتج الأنشطة الصناعية والزراعية إلى المياه الجوفية؛ ممّا يتسبب بتلوثها.
- فضلات الإنسان والحيوانات: في بعض الأحيان يتم حمل الفضلات من أنظمة الصرف الصحي، أو حظائر علف الحيوانات، أو فضلات الحيوانات في البرية حتى تصل إلى مصادر المياه مع ما فيها من الميكروبات والملوثات.
- معالجة المياه وتوزيعها: على الرغم من فائدة المعالجة في تنقية المياه؛ إلّا إنّها يُمكن أن تترك بعض الملوثات الثانوية الضارّة مثل ثلاثي الميثان، وكذلك ينتج التلوث أحيانًا عن ثقب أو تلف في أنظمة توزيع المياه.
- المصادر الطبيعية: إن بعض المياه الجوفية لا تكون صالحة للاستخدام نتيجةً لتلوثها ببعض المعادن، أو الملوثات الموجودة في الأرض بشكل طبيعي؛ مثل الزرنيخ أو النويدات المُشعّة أو بعض المعادن الثقيلة.
هل يؤدي استخدام المياه الملوثة إلى المرض؟
يمكن أن يؤدي استخدام المياه الملوثة إلى الإصابة بالعديد من الأمراض، وهو ما يُبرز أهمية معرفة كيفية المحافظة على الماء من التلوث، وفيما يأتي بعضًا من أنواع الملوثات التي تنتقل في المياه وتتسبب بالمرض حسب موقع مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها:
- خفية الأبواغ: يمكن أن تدخل خفية الأبواغ إلى جسم الإنسان عن طريق المياه؛ ممّا يؤدي إلى الإصابة بداء خفيات الأبواغ وما يُصاحبه من الإسهال، وعلى الرغم من وجود عدة وسائل لانتقال هذا النوع من الطفيليات؛ إلّا إنّ المياه أكثر النواقل شيوعًا.
- العطيفة: تُصيب هذه البكتيريا ما يُقارب 1.5 مليون نسمة في الولايات المتحدة الأمريكية كل عام، وعادةً ما يُشفى الإنسان من أعراض العطيفة دون الحاجة إلى تلقّي العلاج، ولكن بعض الحالات تستدعي تناول المضادات الحيوية.
- الفايروس المعوي غير المتعلق بشلل الأطفال: يُصاب أكثر من 10 ملايين طفل بهذا الفايروس كل عام داخل الأراضي الأمريكية، وغالبًا لا يُعاني المُصاب من أية أعراض أو تظهر عليه أعراض شبيهة بنزلة البرد، ولكن قد تكون هذه الأعراض خطيرة أحيانًا.
- التهاب الكبد الوبائي أ: ينتج هذا الالتهاب عن فايروس التهاب الكبد، ويُمكن أن ينتقل إلى الشخص السليم عن طريق المياه الملوثة، كما يمكن أن تستمر أعراضه مُدة تصل إلى شهرين، وتشمل الغثيان وآلام المعدة والتعب واليرقان.
- نوروفايروس: يُعد نوروفايروس واحدًا من الفايروسات شديدة العدوى، ويتسبب بظهور العديد من الأعراض، وأكثر هذه الأعراض شيوعًا: الغثيان وآلام المعدة والتقيؤ، بالإضافة إلى الإسهال.
- الرادون: إن الرادون من المواد الكيميائية التي يُمكن أن تلوث المياه، وإذا تعرض الإنسان إلى هذه المادة على المدى الطويل؛ تزداد فرصة إصابته بسرطان الرئة.
- الزرنيخ: إذا تعرض الجسم إلى مستويات كبيرة من الزرنيخ؛ فيُمكن أن ينتهي ذلك بالوفاة، بينما يؤدي تناول كميات قليلة إلى أعراض أُخرى؛ مثل الغثيان والقيء وتلف الأوعية الدموية، وهذا يعني أن الزرنيخ من المواد الكيميائية الخطيرة التي تلوث المياه.
- الرصاص: يجب أن تخلو مياه الشرب من الرصاص بالكامل؛ ذلك لأن التعرض إلى مستويات منخفضة من هذه المادة الكيميائية يكون ضارًّا في بعض الأحيان، ويُعد الرصاص من المواد السامة التي تلوث المياه.
كيف يمكن الوقاية من الأمراض التي تنقلها المياه الملوثة؟
يُمكن للإرشادات الآتية أن تساعد في الوقاية من الأمراض التي تنتقل من خلال المياه الملوثة:
- تجنّب بلع المياه عند السباحة: يُفضّل الكثير من الأشخاص ممارسة رياضة السباحة، ومن الضروري تجنّب بلع المياه أثناء ممارسة هذه الرياضة قدر الإمكان، سواءً كانت سباحة في الجداول أو الأماكن المخصصة أو غيرها، للوقاية من الملوثات.
- عدم شرب المياه غير المعالجة: هُناك الكثير من المصادر الطبيعية للمياه؛ مثل البُحيرات والأنهار والجداول والآبار الضحلة؛ إلّا إنّها لا تكون معالجة، ولذلك ينبغي تجنّب الشرب منها لاحتمالية تعرضها إلى الملوثات.
- الابتعاد عن مياه الصنبور في بعض الأماكن: عند الذهاب إلى الأماكن عالية الخطورة يجب على الشخص تجنّب الشرب من مياه الصنبور، بالإضافة إلى تجنّب استخدام الثلج، وذلك ما لم تتم معالجة المياه بشكل صحيح للقضاء على الملوثات المُحتملة.
ما هي كيفية المحافظة على الماء من الإهدار؟
هُناك الكثير من الإرشادات التي تهدف إلى المحافظة على الماء من الإهدار؛ أبرزها وقف أي تسريب للمياه في المنزل واستبدال المراحيض القديمة التي كانت تتضمن حوضًا كبيرًا من المياه، وكذلك استبدال غسالات الملابس القديمة كثيرة الاستهلاك للمياه، وتثبيت رؤوس مرشّات (Showerheads) مرشدة لاستهلاك المياه في حوض الاستحمام، ومن الإرشادات الأُخرى اختيار أنواع النباتات التي لا تحتاج إلى كثيرٍ من المياه.
كيف يسهم توفير الطاقة في المحافظة على المياه وترشيد استهلاكها؟
لا شك بأن توفير الطاقة يساعد في المحافظة على المياه وترشيد استهلاكها بشكل كبير؛ ذلك لأن عملية إنتاج الطاقة الكهربائية تتطلب استخدام كميات كبيرة من الماء، وبما أن التوفير في استهلاك الطاقة يُقلل من كميات الكهرباء المطلوب إنتاجها؛ فإن ذلك يُسهم في الحفاظ على المياه حسب موقع وكالة حماية البيئة الأمريكية.
ما هي أهداف المحافظة على الماء من التلوث والهدر؟
تهدف المحافظة على الماء من التلوث إلى الحدّ من الأضرار الصحية التي تنتج عن تعرض الإنسان إلى الملوثات، سواءً كانت موادًا كيميائيةً، أو طُفيليات مثل البكتيريا أو الفايروسات أو الفطريات. أمّا المحافظة على المياه من الهدر؛ فإنها تهدف إلى مساعدة الأجيال القادمة في إيجاد الكميات الكافية التي يحتاجونها من الماء للشرب أو الأنشطة الأُخرى.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن مكافحة الحشائش بسهولة؟
هل الحفاظ على البيئة مهم وضروري؟