تحقيق مسبار
يهدف علاج الارتيكاريا إلى التخلص من الأعراض المزعجة التي تؤثر على الحياة اليومية للمصابين بشكل سلبي، ويوضّح هذا المقال بعضًا من أبرز طرق العلاج لهذه الحساسية، بالإضافة إلى تزويد القارئ بالعديد من الإرشادات التي تساعد في التعامل مع الارتيكاريا من المنزل أيضًا، وذلك مع بيان أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة.
هل يمكن علاج الارتيكاريا؟
يُمكن علاج الارتيكاريا بالعديد من الطرق عند الحاجة إلى ذلك؛ فإن مُعظم حالات الإصابة بهذا النوع من الحساسية لا تحتاج علاجًا وإنما تختفي من تلقاء نفسها. ويُمكن تقسيم العلاجات المستخدمة إلى دوائيّة مثل جرعات الحساسية، وأُخرى منزلية مثل الكمادات الباردة. ويجدر الذكر بأن الارتيكاريا تُعرف باسم الشرى أيضًا.
ما الفرق بين الارتيكاريا الحادة والمزمنة؟
يُمكن تقسيم حساسية الارتيكاريا إلى حادّة ومُزمنة، وفيما يأتي بعضًا من الخصائص التي توضّح الفرق بينهما:
- الارتيكاريا الحادّة: تميل هذه الارتيكاريا إلى الاختفاء بعد عدة ساعات، ونادرًا ما تستمر بضعة أيام، وهي أكثر شيوعًا عند الأطفال والشباب، وإذا كان سببها معروفًا؛ فغالبًا ما يكون نتيجةً للعدوى أو الأدوية أو لدغة الحشرات أو الحساسية من الطعام.
- الارتيكاريا المزمنة: خلافًا للارتيكاريا الحادة التي تظهر ثم تختفي بعد فترة وجيزة تظهر أعراض الارتيكاريا المزمنة ويتكرر ظهورها على مدار شهور وسنوات، واستمر ظهورها أكثر من عام على قُرابة 70% من المُصابين حسب إحدى الدراسات.
كيف يتم علاج الارتيكاريا؟
يتم تحديد طريقة العلاج المناسبة لحساسية الجلد الارتيكاريا بعد عرض الحالة على الطبيب وإجراء التشخيص المناسب، ومن خيارات العلاج المُحتملة لهذه الحساسية ما يأتي:
- مضادات الهيستامين: تهدف هذه الأدوية إلى إيقاف تأثيرات الهستامين على جسم الإنسان، وتؤدي إلى التخفيف من الحكّة وأعراض الحساسية الناتجة عن الارتيكاريا، ويختار الطبيب المُضاد المناسب بناءً على شدة الحساسية.
- جرعات الحساسية: عند الإصابة بالارتيكاريا المزمنة، التي يصعب علاجها، يوصي الأطباء بجُرعات الحساسية أحيانًا للتعامل مع هذه المشكلة الصحية، ويتم الاعتماد على حُقن شرجية من عقار أوماليزوماب في هذه الحالة.
- الإبينفرين: في بعض الأحيان تؤدي الارتيكاريا إلى الحساسية المفرطة التي تُهدّد حياة المصابين، ويُمكن أن يحتاج الشخص إلى حقنة إبينفرين فورية عند ظهور أعراض الحساسية المُفرطة لفتح المجرى الهوائي المتورم.
- الستيرويدات الفموية: تساعد بعض أنواع الستيرويدات الفموية في الحد من أعراض حساسية الارتيكاريا، وعادةً ما يتم اللجوء إلى هذا النوع من الأدوية عندما تفشل مضادات الهيستامين في التعامل مع هذه الحساسية حسب موقع كليفلاند كلينك.
- مضاد اللوكوترين: يشيع استخدام هذه المضادات في التعامل مع الربو، ولكنها تُستخدم كذلك لعلاج بعض أشكال الارتيكاريا المزمنة، التي لا يُعرف سببها ولم تتحسن باستخدام مضادات الهيستامين وحدها.
هل توجد طريقة لعلاج حساسية الارتيكاريا في المنزل؟
يستطيع المصابون بالارتيكاريا علاج الأعراض والتعامل معها في المنزل بالفعل عن طريق اتباع بعض الإرشادات، ومنها ما يأتي:
- الضمادات المُبللة الباردة: يمكن للمصابين بالارتيكاريا نقع قطعة من القماش في وعاء من الماء المُثلّج، ثم وضعها مباشرةً على المكان الذي تظهر عليه الأعراض من الجلد، وكذلك يمكن الاعتماد على حمام التبريد للتعامل مع هذه الأعراض.
- ارتداء الملابس الفضفاضة: بدلًا من ارتداء الملابس الضيقة يُمكن للمرء الاعتماد على الملابس الفضفاضة عند الإصابة بهذه الحساسية؛ للسماح بتدفق الهواء على نحوٍ جيدٍ، بالإضافة إلى تقليل الاحتكاك على الجلد ممّا يساعد على علاج الارتيكاريا.
- اختيار نوع الأقمشة المناسب: عند الإصابة بالارتيكاريا ينبغي على الشخص اختيار الملابس المصنوعة من القطن، أو من الأقمشة الصناعية الناعمة ذات الوزن الخفيف؛ مثل الحرير الصناعي، ويجب تجنّب الصوف والكتّان وأيُّ قماش يؤدي إلى تهييج الجلد.
- تجنّب الحرارة: يُفضّل أن يقوم المُصاب بتشغيل المُكيف عندما يكون الجو حارًا في الخارج؛ بهدف المساعدة على علاج الحساسية، كما يُمكنه الاستحمام بالماء البارد إذا لزم الأمر، بالإضافة إلى ارتداء طبقات ملابس يسهل نزعها عند الحر.
- الابتعاد عن حك الجلد: ربما يكون الحك مُغريًا عند الإصابة بحساسية الارتيكاريا أحيانًا، ولكن على المرء تجنّب حك الجلد المُصاب؛ لأن ذلك يؤدي إلى زيادة الأعراض سوءًا.
ما أعراض حساسية الجلد الارتيكاريا؟
في حالة الإصابة بالارتيكاريا تظهر كدمات حمراء بارزة على الجلد، ويمكن أن تُصاحبها العديد من الأعراض الأُخرى؛ منها:
- الحكة أو الشعور بالحرقان.
- الوذمة الوعائية.
- الاحمرار أو التورمات أو النتوءات الكبيرة حول الشفتين أو العينين أو القدمين أو اليدين أو الحلق أو الأعضاء التناسلية.
- الغثيان والقيء وآلام البطن أحيانًا.
وربما تختلف الأعراض وشدتها بين مصاب وآخر.
ما أبرز أسباب الارتيكاريا؟
في كثير من الأحيان لا يكون سبب الإصابة بالارتيكاريا معروفًا عند الأطباء، ولكن هُناك العديد من مُسببات الحساسية المعروفة التي تؤدي إلى ظهور أعراض الارتيكاريا أيضًا؛ منها العفن وحبوب لقاح الشجر وجراثيم العفن، بالإضافة إلى وبر الحيوانات الأليفة، وبعض أنواع الحساسية الغذائية؛ بما في ذلك الحساسية الغذائية للحليب أو الفول السوداني أو البيض أو الأسماك أو المحار أو الحساسية تجاه جوز الشجر.
وفي بعض الحالات يُصاب الشخص بالارتيكاريا بسبب حساسيته تجاه بعض الأنواع من الأدوية؛ مثل أدوية ضغط الدم ومضادة التهابات غير الستيرويدية. ويُمكن أن تتسبب الالتهابات البكتيرية؛ مثل التهاب الحلق والتهابات المسالك البولية هذه الحساسية أيضًا، وكذلك لدغات بعض الحشرات والتغيّرات السريعة في درجة حرارة الجسم، والتعرض إلى مشاكل هرمونية مُعينة. ولا بُد من السعي إلى علاج الارتيكاريا فور ظهور أعراضها حتى يتخلص الشخص منها.
هل الارتيكاريا مُعدية؟
يُمكن أن تنتقل بعض أنواع الارتيكاريا بالعدوى من شخص إلى آخر؛ منها الحالات التي نتجت عن الالتهابات الفيروسية والبكتيرية؛ بما في ذلك التهابات المسالك البولية والتهاب الحلق، كما أن الفايروسات التي تؤثر على عدد كريات الدم البيضاء أو تؤدي إلى التهابات الكبد ونزلات البرد يُمكن أن تتسبب بالارتيكاريا، وهي فايروسات تنتقل بالعدوى أيضًا.
كيف يتم تشخيص أعراض الارتيكاريا؟
يستطيع الطبيب تشخيص الإصابة بالارتيكاريا من خلال النظر إلى جلد المصاب الذي تظهر عليه الأعراض، ولكنه يقوم بإجراء بعض الاختبارات للتعرف على محفزات هذه الحساسية، ثم وصف علاج الارتيكاريا المناسب وتقديم الإرشادات لتقليل التعرض إلى المُحفزات، ومن الاختبارات التي يتم إجراؤها لتشخيص الارتيكاريا وأسبابها ما يأتي:
- اختبار الحساسية: في هذا الاختبار يقوم الطبيب بالتحقق من ردّة فعل الجسم؛ إذا كان لدى المُصاب ردّة فعل تحسسية شديدة تجاه بعض الأنواع من الأطعمة أو الأدوية أو الحساسية عند لدغه من قِبل بعض الحشرات، وهي من أسباب الارتيكاريا.
- تحليل الدم: يساعد تحليل الدم في التحقق من وجود بعض الأنواع من الأجسام المُضادة في دم المصاب؛ فإن الجسم ينتج الأجسام المضادة لمقاومة مُسببات الحساسية للتعامل معها؛ ممّا يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض.
- اختبار التحدّي الفيزيائي: عند إجراء هذا الاختبار يتم تعريض الجلد إلى العديد المُحفزات التي يُشتبه بها؛ مثل الثلج أو الحرارة أو الاهتزاز أو الاحتكاك أو تعريض الجلد إلى الضوء؛ للتحقّق ممّا إذا كان سبب الأعراض جسديًا.
- خزعة الجلد: لا يتم إجراء اختبار الخزعة؛ إلّا إذا فشلت جميع الاختبارات الأُخرى في تحديد سبب الإصابة بالارتيكاريا مع فشل العلاجات في التعامل معها.
ما هي أنواع مرض الارتيكاريا؟
يُمكن تقسيم أنواع الارتيكاريا بناءً على الأسباب كما يأتي حسب موقع فيري ويل هيلث:
- ارتيكاريا البرد: يحدث هذا النوع من الارتيكاريا عند التعرض إلى درجات حرارة باردة، وعادةً ما تظهر على شكل كدمات يتراوح مقاسها بين 6.35-2.54 سنتيمتر، وتكون هذه الكدمات حمراء اللون أو تكون بلون الجلد الطبيعي.
- الارتيكاريا الكولينية: يُعرف هذا النوع أيضًا باسم طفح الحر، وهو يُنتج عادةً عند التعرق المُفرط، ويعود السبب في ذلك إلى ممارسة التمارين الشاقة في كثيرٍ من الأحيان، ويؤدي إلى ظهور بقع صغيرة تحيط بها توهجات حمراء زاهية.
- ارتيكاريا الكتابة: تحدث هذه الارتيكاريا عند لمس الجلد، وتظهر على شكل خط يُحاكي خط التلامس مع الجلد، وتظهر الأعراض في غضون 5-10 دقائق عادةً، ثم تختفي بعد مرور 10-15 دقيقة من تلقاء نفسها.
- ارتيكاريا الضغط: في هذا النوع تظهر أعراض الارتيكاريا عند ممارسة الضغط على الجلد، سواءً كان ضغطًا ناتجًا عن ارتداء الملابس الضيقة، أو الوقوف على القدمين حتى فترة طويلة أو أية أسباب أُخرى، وتكون الندبات الناتجة مؤلمة أحيانًا.
- ارتيكاريا شمسية: يمكن أن يؤدي التعرض إلى الأشعة فوق البنفسجية من أشعة الشمس إلى ظهور أعراض مرض الارتيكاريا في المنطقة المُعرضة إلى الشمس من الجلد، ويمكن أن يُصاحب هذه الحساسية احمرارٌ شديدٌ وشعورٌ بالدفء.
- ارتيكاريا الإجهاد: ربما يؤدي الإجهاد العاطفي إلى حساسية الارتيكاريا، وتميل النتوءات التي تُصاحب الحساسية في هذه الحالة إلى أن تكون ذات مقاس أكبر، كما أنه من المُحتمل ظهورها في جزء من أجزاء الجسم أيضًا.
- ارتيكاريا الاهتزاز: عند بعض الأشخاص تؤدي الاهتزازات الناتجة عن الأنشطة؛ مثل التصفيق أو ركوب السيارات على الطرق الوعرة إلى ظهور أعراض الارتيكاريا، وعادةً ما تجيء الأعراض ثم تختفي خلال ساعة دون الحاجة إلى علاج الارتيكاريا.
ما هي مضاعفات حساسية الارتيكاريا؟
إلى جانب الشعور بالإزعاج الذي يؤثر على مزاج الشخص المصاب مع التأثير على جودة حياته يُمكن أن تتسبب حساسية الارتيكاريا بالوذمة الوعائية، كما أن الارتيكاريا تكون من الأعراض التي تُشير إلى ردّ فعلٍ تحسسيّ شديد عند الشخص، وفي هذه الحالة يجب التوجّه إلى الطبيب فورًا واتخاذ الإجراءات الطبية التي تضمن المحافظة على حياة المصابين.
اقرأ/ي أيضًا:
