تحقيق مسبار
تتم صناعة السكر من عدة محاصيل نباتية مُختلفة إلا إن أشهرها قصب السكر، ويعتني هذا المقال بتسليط الضوء على مراحل إنتاج السكر، بالإضافة إلى بيان بعضٍ من أبرز التحديات التي تواجه هذا القطاع الصناعي، كما أنه يوضّح طريقة استخدام دبس السكر لإنتاج السكر البُنّي في المنزل بدلًا من شرائه جاهزًا.
هل يوجد أكثر من طريقة لصناعة السكر؟
هُناك عدة طرق مختلفة لصناعة السكر، كما يتم الاعتماد على أنواع من النباتات لإنتاج السكر أيضًا، وكذلك الحال بالنسبة إلى مصانع السكر؛ فإنها تتوفر بأكثر من نوعٍ واحدٍ. وتمر عملية صناعة السكر بخطوات تبدأ من الحصاد للمنتجات النباتية، سواءً كانت قصب سكر أو غيره، وانتهاءً بتعبئة السكر الناتج وتوزيعه ليستطيع المُستخدم النهائي الاستفادة منه.
كيف تتم صناعة السكر من قصب السكر؟
يُعد قصب السكر من أبرز النباتات التي يتم الاعتماد عليها لاستخراج السكر، وذلك باتباع الخطوات الآتي ذكرها:
- الحصاد: يتم حصاد القصب من الحقول بالاعتماد على الأدوات والآلات الميكانيكية بدلًا من اتباع الطرق اليدوية للحصاد في مُعظم الأحيان، وهي أُولى مراحل صناعة السكر.
- نقل القصب إلى المصنع: عند الانتهاء من حصاد المحصول يتم تحميله بواسطة الشاحنات ثم يُنقل إلى المصنع المتخصص، وفي العادة يخضع القصب إلى الغربلة لإزالة الأوساخ والحجارة بعد الحصاد وقبل التحميل.
- الغسيل: يتم غسل القصب على نطاقٍ واسعٍ فور وصوله إلى المصنع، ويتم الاعتماد على الأحزمة المرشوشة بالماء لهذه الغاية، أو يمكن إتمام الغسل على المداخن المليئة بالمياه، وتستخدم المصانع البراميل المدوّرة كمحطات غسيل عادةً.
- التحضير الأولى: عندما ينتهي غسيل قصب السكر يتم استخدام الأحزمة لنقله إلى مكان التحضير الأولي، وفي هذه المرحلة يتم تقطيع القصب وسحقه، بالإضافة إلى نقعه ورشه بالماء الساخن.
- استخراج عصير القصب: تعتمد المصانع على الطحن لاستخراج العصير من قصب السكر، وبعد ذلك يتم فصل العصير عن تفل القصب، ويكون العصير الناتج عَكِرًا ذو لونٍ أخضرٍ داكنٍ، ويتم جمعه في أحواض ثم يقيس المصنع تركيزه.
- تنقية العصير: لتفتيح وتنقية عصير قصب السكر يتم استخدام أبراج شاهقة يتراوح ارتفاعها بين 10-20 متر، وفي هذه العملية يُستخدم بخار ثاني أكسيد الكبريت، بالإضافة إلى عدة عمليات أُخرى حتى ينتج شراب سكر سميك عديم اللون تقريبًا.
- البلورة: في هذه المرحلة يخضع الشراب إلى عدة عمليات حتى يصير على شكل خليطٍ كثيفٍ من شراب السكر والبلورات، ثم ينتقل إلى وعاء كبير ويتم تقليبه ببُطء مع تبريده لتستمر البلورة.
- الطرد المركزي: تهدف هذه العملية إلى فصل بلورات السكر عن الدبس باستخدام جهاز طرد مركزي ذي سرعة عالية تتراوح بين 1,000-2,800 دورة في الدقيقة، وأثناء الطرد المركزي يتم غسل بلورات السكر بمياه الينابيع.
- التجفيف والتغليف: في النهاية يتم تجفيف البلورات الناتجة من عملية صناعة السكر، وبعد انتهاء التجفيف والتخلص من الرطوبة يتم فصل البلورات إلى أحجام مختلفة، ثم تتم تعبئتها في الأكياس للمستهلكين.
هل تتم صناعة السكر الأبيض من قصب السكر؟
بالفعل تتم صناعة السكر الأبيض من قصب السكر المطحون، ويتم زراعة أكثر من 263,000 كيلومتر مربع حول العالم بالقصب، وتقوم بعض الدول باستثمار ما لا يقل عن 25% من أراضيها لزراعة القصب أيضًا. وعلى الرغم من أهمية هذا النوع من النباتات في إنتاج السكر إلا إن العادات المُتبعة في زراعته تتسبب بعدة أضرار بيئية، وأبرزها ما يأتي حسب موقع الصندوق العالمي للطبيعة:
- تلويث المياه العذبة: في معظم الأحيان تؤدي زراعة القصب إلى تلويث المياه العذبة بالطمي والأسمدة التي تغسلها المياه وتأخذها معها من المزارع، ويُمكن أن يتسبب ذلك بتدمير بعض مكونات النظم البيئية في المياه العذبة؛ مثل الشُعب المرجانية.
- استهلاك المياه: لإنتاج 453 غرام من قصب السكر المُكرر يتم استهلاك 37.85 لترًا من الماء تقريبًا، وهذا يعني أن القصب يحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، ولإنتاج ملعقة صغيرة من السكر يتم استهلاك 34.06 لترًا من الماء تقريبًا.
- إزالة الغابات: تتم إزالة الغابات من أكثر النُظم البيئية المُعرضة للخطر حول العالم من أجل زراعة قصب السكر، ويحتاج المزارعون إلى استغلال 50% من الأراضي الزراعية حول العالم لتلبية احتياجات عام 2050 من قصب السكر.
هل يمكن صناعة السكر من الشمندر؟
تتم صناعة السكر من بعض أنواع الشمندر بالفعل في الوقت الراهن، ولا يُعد القصب النبات الوحيد لإنتاج السكر، وتختلف عملية إنتاج سكر الشمندر عن صناعة سكر القصب، وعلى الرغم من الاختلاف بين كل من النباتين؛ إلا إن السكر الناتج عن كل منهما متطابق مع الآخر تقريبًا.
ما هي مراحل صناعة السكر من الشمندر؟
توجد 5 مراحل أساسية لصناعة سكر الشمندر، وهي كما يأتي:
- حصد الشمندر ومعالجته: ينبغي نزع الشمندر من الأرض ثم إزالة الأوراق والجزء العلوي من الحبّات عند نزعه، وبعد ذلك يتم نقل الشمندر إلى محطات استقبال حتى يتم نقله إلى المصانع المُتخصصة بواسطة الشاحنات.
- تحضير الشمندر: بعد وصول الشمندر إلى المصنع يتم غسيله، وعند انتهاء الغسيل تُقطع جذور الشمندر إلى شرائح رقيقة تشبه المعكرونة في شكلها، ثم يتم إرسال هذه الشرائح إلى نظام الاستخراج.
- الاستخراج والتنقية: للحصول على عصير السكر تُنقع الشرائح في ماء ساخن، وبعد ذلك تتم التنقية باستخدام الجير وثاني أكسيد الكربون، ويقوم المصنع بتركيز العصير المُنقّى عن طريق الغليان تحت قوة الشفط.
- استخراج البلورات: كما في إنتاج السكر من القصب يتم الاعتماد على الطرد المركزي؛ لاستخراج البلورات بعد انتهاء عمليات التنقية وإنتاج شراب السكر الخفيف من الشمندر، وبعد ذلك تُخزّن البلورات في صوامع لتعبئتها وشحنها.
- الحصول على المنتجات الثانوية: بعد الانتهاء من استخراج السكر يتم الحصول على العديد من المنتجات الثانوية الأُخرى؛ مثل الدبس الذي له كثير من الاستخدامات.
ما هي كيفية صناعة السكر البني في البيت؟
بدلًا من الذهاب إلى المتاجر المحلية لإنتاج السكر البني يُمكن لأي شخص صناعة هذا النوع من السكر في البيت كما يأتي:
- توفير المستلزمات: لا بُد من توفير المستلزمات حتى يستطيع الشخص إعداد السكر البني، وهي: 200 جرام من السكر الأبيض، وكمية تتراوح بين 40-84 جرام من دبس السكر، بالإضافة إلى الوعاء والخلاط اللذَين يُستخدمان للخلط.
- إضافة المكونات: بعد الانتهاء من تجهيز الأدوات والمكونات تتم إضافة كمية السكر الأبيض كاملة، وأما الدبس فتتم إضافته حسب درجة اللون المُفضّلة، وكلما زادت كمية الدبس زاد اللون دكانة، ويكفي 40 جرام للسكر البني الفاتح.
- الخلط: يجب خلط المكونات معًا بشكل جيد حتى ينتج السكر البني، ولهذه الغاية يُمكن الاعتماد على كل من الخلاط الكهربائي أو شوكة المطبخ حسب الأدوات التي توفرت لدى الشخص كما يأتي:
- الخلاط الكهربائي: يُمكن استخدام الخلاط الكهربائي لضمان خلط الدبس والسكر الأبيض معًا والحصول على أفضل قوام، وينبغي الاستمرار في الخلط حتى يصبح القوام رقيقًا واللون بنيًا إلى ذهبي، وربما يستغرق ذلك عدة دقائق.
- الشوكة: بدلًا من استخدام الخلاط يُمكن الاعتماد على الشوكة للتحريك والخلط عند الرغبة في صناعة كمية صغيرة من السكر البني، أو في حالة عدم وجود خلاط في المنزل، وينبغي استخدام وعاء صغير في هذه الحالة.
هل يوجد تحديات يُمكن أن تواجه قطاع صناعة السكر؟
توجد العديد من التحديات التي يُمكن أن تواجه قطاع صناعة السكر، ومنها ما يأتي:
- انخفاض الأسعار: في بعض الأحيان يشهد العالم انخفاضًا كبيرًا في أسعار بيع السكر، وهو ما يُعد تحديًا كبيرًا يواجه هذا النوع من الصناعات؛ لأن الأسعار المنخفضة لا تُغطي التكاليف مما يؤدي إلى خسارة المصانع.
- فقدان الموارد البشرية: يواجه قطاع إنتاج السكر نقصًا كبيرًا في الموارد البشرية المتخصصة والمهنية، وهو ما يؤثر على القطاع بشكل كبير؛ فإن العمالة الماهرة جزءٌ مُهم في أي صناعة من الصناعات.
- عدم تحفيز صناعة القصب: إذا لم تتوفر الحوافز الكافية للمزارعين العاملين في مجال زراعة قصب السكر؛ فإن ذلك يُمكن أن يؤدي إلى ترك الحقول، وينتج عنه انخفاض كميات القصب عن الكمية المطلوبة لصناعة السكر من قصب السكر.
- الكوارث الطبيعية: تؤثر العديد من الكوارث الطبيعية بالإضافة إلى تقلبات الطقس على المحاصيل المطلوبة لإنتاج السكر، ومنها الأعاصير وحالات الجفاف، وكذلك الحال عند انتشار الأوبئة أيضًا.
- نقص التمويل: يتسبب نقص التمويل اللازم إلى مشاكل في وصول إمدادات الوقود والأسمدة، بالإضافة إلى مشاكل في وصول المبيدات الحشرية خلال الوقت المناسب، ويؤدي ذلك إلى كثير من الأضرار في مجال صناعة السكر.
ما هي أبرز أنواع السكر؟
في الوقت الراهن تتم صناعة السكر بالعديد من الأنواع المُختلفة، وفيما يأتي قائمة ببعض هذه الأنواع مع استخداماتها حسب موقع المعهد الكندي للسكر:
- السكر الأبيض: يستخدم السكر الأبيض لتحلية الشاي أو القهوة، بالإضافة إلى تحضير العديد من الوصفات المنزلية، كما أنه من المكونات التي تتم إضافتها إلى منتجات الألبان المُجمّدة والمُربّى أيضًا.
- السكر الخشن: تتم إضافة السكر الخشن إلى الفندانات عند إنتاجها، كما أنه يُستخدم في الحلويات، ويتميز بحجمه البلوري الكبير بالإضافة إلى المقاومة الكبيرة للتحلّل أو تغيّر اللون.
- السكر البني: يُعد السكر البني واحدًا من أنواع السكر المميزة، ويتم استخدامه في المخبوزات والخلطات الجافة، وكذلك يُمكن الاعتماد عليه لدهن اللحوم أو استخدامه كنوع من البهارات.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن صناعة الصابون الطبيعي في المنزل؟