تحقيق مسبار
لا شك بأن أهمية الحوار كبيرة في تبادل الخبرات والتعرّف على كثيرٍ من المعلومات الجديدة، بالإضافة إلى زيادة الوعي. يُسلّط هذا المقال الضوء على الكثير من الإرشادات التي تهدف إلى إجراء الحوارات الفعّالة، وذلك مع بيان التعليمات المُفيدة في كتابة الحوارات الفعّالة والتحضير لإجرائها أيضًا.
هل أهمية الحوار بين الزوجين تنعكس على الأطفال؟
تنعكس أهمية الحوار بين الزوجين على الأطفال بالفعل، وأشارت إحدى الدراسات إلى أهمية التفاعل والمحادثة بين الآباء والأطفال في إثارة مراكز اللغة داخل دماغ الأطفال، وكذلك الحال بالنسبة إلى التفاعل والمُحادثة بين مقدمي الرعاية الصحية والأطفال أيضًا، كما أن الحوار بين الزوجين يساعد في الوصول إلى الطريقة المناسبة لتربية الأطفال.
ما هو تأثير غياب لغة الحوار بين الزوجين على أطفالهما؟
يؤدي انعزال الزوجين عن بعضهما البعض في البيت وتفضيل السكوت على إجراء الحوار إلى التأثير بشكل سلبي على الصحة النفسية للأطفال، كما أنه يؤثر على حالتهم الصحية أيضًا. وكذلك يؤدي توقف الحوار بين الأزواج إلى انخفاض مستويات الرعاية بالطفل أيضًا؛ ذلك لأن النقاشات التي ينخرط بها الوالدان فيما يتعلق بتربية الأبناء وتوجيههما تصبح قليلة، وهذا يعني أن توقف الحوار ينعكس على الأطفال سلبًا.
هل أهمية الحوار كبيرة في حياة الفرد؟
إن للحوار أهميةٌ كبيرة بالفعل؛ فإنه وسيلة للتفاهم مع الآخرين في المجتمع، كما أنه من الوسائل التي يصل الإنسان من خلالها إلى مرحلة النضوج الفكري، ويسمح الحوار للمرء كذلك بالتواصل مع المجتمعات الأُخرى، وكذلك يساعد الحوار الفعّال في تنمية قدرة الأفراد على التفكير المشترك والاستدلال والتحليل.
ما هي أنواع العلامات المُستخدمة في كتابة الحوار؟
يُمكن تعريف علامات الحوار بأنها إشارة تُخبر القارئ عن الشخصية التي تتحدث أثناء قراءة الحوارات المكتوبة، وتنقسم إلى 3 أنواع كما يأتي:
- علامات القول: تُشير هذه العلامات إلى الشخص المتحدث، ويتم وضع الكلام بين إشارتي اقتباس، ومن الأمثلة عليها: "أنا أحب كتابة الحوار" صاحَ سعيد، وكذلك الكلمات التي تدل على حديث شخص ما أو الهمس.
- علامات الفعل: مثل هذه العلامات تُستخدم للتعبير عن الأفعال التي تقوم بها شخصية معيّنة على وشك التحدث أو تحدثت حديثًا بالفعل، أو كانت تفكّر في شيء ما، ومن الأمثلة عليها فتح سعيد الباب وركض إلى الغرفة، ثم يتم ذكر ما قاله بين علامتي اقتباس.
- العلامات الدامجة: يجمع هذا النوع بين علامات القول والفعل، ثم يتم وضع الكلام الذي تحدث به الشخص بين إشارتي اقتباس، ومنه قولهم: قال سعيد وهو يكتب روايته الرائعة، ثم ذكر الكلام، وبذلك جمع بين إشارة القول والتحدث عن الفعل.
ما أبرز مهارات الحوار الفعّال؟
هُناك العديد من المهارات التي ينبغي توفرها في الحوار الفعّال؛ أبرزها المهارات التي تشير إليها الحروف الأولى من كلمة PAIRS الإنجليزية، وهي كما يأتي حسب موقع جامعة فرجينيا الأمريكية:
- وصف الملاحظات الآنية: تم أخذ هذه المهارة من الحرف الأول للكلمات (Pay Attention Now) التي تشير إلى الانتباه الآن، وتعني وصف الملاحظات أو إشراك الآخرين بها، بناءً على ما يراه الشخص في الوقت الحالي.
- السؤال: يشير الحرف الثاني من كلمة (PAIRS) إلى كلمة (Ask) التي تعني السؤال، وهي مهارة السؤال عن التفاصيل التي تتعلق بتعليقات الشخص الآخر أو سلوكه، ومن ذلك سؤال المساعدة على فهم ما يعنيه الآخر من كلامه.
- المقاطعة: تُعد مهارة المقاطعة (Interrupt) ثالث الملاحظات التي تشير إليها كلمة (PAIRS)، ومن الأمثلة على ذلك طلب المحاور من الطرف الآخر أخذ نفس، أو طلب المقاطعة وتجربة طريقة مُختلفة للحديث والحوار.
- الارتباط: يدل الحرف الثالث من كلمة (PAIRS) على الارتباط (Relate)، ويعني وجود صلة بين الشخص المُحاور والطرف الآخر أو بتعليقاته أو سلوكياته؛ ومن ذلك قول: وأنا شعرت بنفس الطريقة، يبدو أن ما تقوله مرتبط بما قاله فلان للتو أو ما يشبه ذلك، وهي من مهارات الحوار الفعّال..
- المشاركة: من خلال هذه المهارة يستطيع المرء المشاركة (Share) عن نفسه بالقصص أو الأمثلة، وكذلك المشاركة بالمشاعر عند التأثر أو المشاركة من خلال السلوك، ومن ذلك تعبير المحاور للآخر عمّا يجده من الشعور بالإثارة.
هل يوجد إرشادات لإجراء الحوار الفعّال؟
لإجراء حوار فعّال يجب على المرء اتباع الكثير من التعليمات والإرشادات المُفيدة، وأبرزها ما يأتي:
- تجنّب الخجل أو اللوم أو المهاجمة: يستطيع المرء عدم موافقة الطرف الآخر أثناء الحوار الفعّال، ويجب عليه تجنّب إشعار الآخرين بالخجل أو لومهم أو مهاجمتهم في هذه الحالة؛ فإن ذلك يقوّض استمرار أيّ حوار فعّال ويُقلّل من أهمية الحوار.
- الاستماع الفعّال دون محاكمة: من المهم جدًا الاستماع إلى الآخرين باهتمام مع الحرص على معرفة المشاعر التي ينطوي عليها الكلام دون محاكمة، وكذلك يجب على الشخص الاستماع لنفسه وتجنّب الاستعداد للتوبيخ عند استماع الآخرين.
- التركيز على الذات: عند الرغبة في التعبير عن الأفكار والمشاعر والخبرات الخاصة بالمرء، ينبغي عليه استخدام كلمة أنا بدلًا من استخدام نحن أو أنت؛ للتعبير عن النفس كما في بعض المجتمعات، وكذلك تجنب العبارات الأُخرى التي لا تركز على الذات.
- التركيز على التعلم: من الضروري التركيز على التعلّم أثناء إجراء الحوار الفعّال حتى يخرج الشخص بالفائدة، ويجب الابتعاد عن الحوار بهدف تقييم الآخر، أو بهدف تحديد المُحاور التي لديه وجهة النظر الأفضل فيها لا لتوسيع الفهم ووجهات النظر.
- الحفاظ على السرية: عند الموافقة على السرية أثناء الحوار يكون من الآمن مشاركة الأفكار ووجهات النظر والأفكار المُختلفة، ولا بُد من الاتفاق على سرية الحوار وعدم نشر أي جزء منه في أي مكان آخر أو استخدامه من قِبل طرف ضد الآخر.
- توفير البيئة المناسبة: من الضروري توفير البيئة المناسبة لإجراء الحوار الفعّال، ويتضمن ذلك جلوس المحاورَيْن في مواجهة بعضهما البعض، وكذلك الجلوس في دائرة إذا كانت مجموعة المحاورين تضم أكثر من شخصين.
- التعاطف عند الاستماع: أثناء الاستماع للآخرين ينبغي التعاطف معهم والإنصات بشكل تعاوني، بالإضافة إلى تكريم تجاربهم؛ فإن الهدف ليس الفوز في الحوار.
- الاعتماد على اللغة المعتادة: في بعض الأحيان يقوم الشخص بتغيير لغته واستخدام لغة رسمية أثناء الحوار، ولكن ذلك يُمكن أن يمنع من متابعة الحوار الفعّال، ومن الجيد استخدام اللغة التي اعتاد عليها المرء في حياته الطبيعية عند إجراء الحوار.
- الاحترام: يُعد الاحترام عنصرًا أساسيًا لنجاح الحوار النقدي، ولا بُد من احترام الآخرين لأن لديهم أشياء نتعلمها منهم، وكذلك ينبغي أن يتوقع المُحاور نظرة متبادلة من الاحترام عند الآخرين أيضًا حتى تكون أهمية الحوار كبيرة.
ما هي تعليمات كتابة حوار فعال؟
إذا أراد الشخص كتابة حوار فعّال لنشره حتى يتمكّن الآخرين من الاطلاع عليه؛ فإنه يستطيع الاستفادة من الإرشادات الآتية لكتابة هذا النوع من الحوارات:
- تجنّب الكلام الممل: على كاتب الحوارات الفعّالة أن يكون واقعيًا ويتجنب الإفراط في الكلمات التي تُشعر الآخرين بالملل؛ منها كلمات الترحيب والتوديع والمحبة التي لا فائدة منها؛ فإن الآخرين لا يريدون قراءة ذلك، ويُقلّل من أهمية الحوار في نظرهم.
- المحافظة على علامات الترقيم: إن علامات الترقيم بمثابة الصديق الذي ينبغي عليه مرافقة المرء أثناء كتابة الحوار الفعّال؛ ذلك لأن هذه العلامات يُمكن أن تغيّر طريقة قراءة السطر من قِبل الآخرين، وتساعد في فهم الحوار بشكل صحيح.
- استخدام المقاطعات: إن المقاطعات من العناصر التي يشتمل عليها الحوار عادةً، ومن الجيد استخدامها للانتقال بين المشاهد، بالإضافة إلى توضيح ديناميكية الطاقة والعمر وغيرها من المشاهد الديناميكية في الحوار.
- تقديم التفاصيل: ينبغي تقديم التفاصيل التي يحب القُرّاء معرفتها حول الشخصيات التي قامت بإجراء الحوار؛ إلا إنه لا يجب توفير هذه التفاصيل دفعةً واحدةً، وإنما من الجيد إضفاء بعض الغموض لجذب القارئ بشكل أكبر.
- استخدام النص الفرعي: بعض الأشخاص لا يُحبون ألفاظًا مُحددة، أو يتفوّهون ببعض الكلمات ولا يقصدون ظاهرها، وإنما يقصدون معنى آخر يفهمه الطرف الآخر، ويُعرف ذلك باسم النص الفرعي، ويتم استخدامه في المكان المناسب من الحوار.
- قراءة الحوار بصوت مرتفع: عند الانتهاء من كتابة الحوار يجب على الشخص قراءته بصوت مرتفع؛ لمعرفة ما إذا كان هناك شيئ غير ملائم، ومن الأفضل طلب قراءته بصوت مرتفع من قِبل أحد الأصدقاء مع الاستماع.
هل يمكن للشخص الانخراط في حوار منتج؟
يستطيع الشخص الانخراط في حوار مُنتج بالفعل، وتضم القائمة الآتية عدة إرشادات لإجراء حوار مُثمر ومُنتج:
- التروي قبل المشاركة: قبل المشاركة بالحوار والتحدث ببعض الكلام ينبغي على المرء التروي والتحقق مما إذا كانت كلماته مرتبطة بموضوع الحوار أم أنها بعيدة عنه، وكذلك يجب عليه التحدث بكلمات موجزة عند التعليق أو السؤال أو المشاركة.
- التنبه للإشارات: عند المشاركة في أي من الحوارات من الضروري الانتباه للإشارات اللفظية وغير اللفظية؛ فإن كلًّا من نبرة ومستوى الصوت يؤثران على طريقة تفسير الكلمات، وكذلك الإيماءات وتعبيرات الوجه وحركة العينين.
- الابتعاد عن التعميمات: لإجراء حوار مثمر يجب على الشخص الابتعاد عن إطلاق التعميمات على مجموعة من الناس، سواءً كانت مجموعة عرقية أو أحزابًا سياسية أو غير ذلك من المجموعات.
- الإدلاء بتعليقات لطيفة: إذا رغب المُحاور بالتعليق على كلام الآخرين؛ فلا بُد من الإدلاء بتعليقات لطيفة، وفي حالة شعر المرء بأنه مجبر على تقديم التعليق؛ فربما يكون السكوت أفضل من التعليقات غير اللطيفة لتحقيق الفائدة المرجوة من أهمية الحوار.
ما هي إرشادات التحضير والتخطيط لحوار فعال؟
في القائمة الآتية بعض الإرشادات للأشخاص الراغبين بالتحضير والتخطيط للحوارات الفعالة:
- بناء فريق الحوار: يساعد نهج الفريق على توزيع المهام المُحددة، بالإضافة إلى المساهمة في تحديد أهداف المشروع، وينبغي اختيار فريق من الأشخاص الذين تم العمل معهم من قبل ودعوتهم إلى إجراء الحوار الفعّال.
- تحديد الأهداف: تكمن أهمية الحوار في الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها، ولذلك فإن تحديد أهداف الحوار ضروري، ومن المُهم أخذ الأهداف التي يسعى إليها المجتمع من الحوار بعين الاعتبار أيضًا، وينبغي المزج بين الأهداف الخاصة وأهداف المجتمع بشكل مناسب.
- اختيار مجموعة المشاركين: يمكن للشخص التعاون مع مجموعة موجودة مسبقًا واستخدام الشبكة الخاصة بهذه المجموعة للمشاركة في الحوار الفعّال، وعادة ما يضم الحوار مجموعة بين 12-30 مشاركًا.
اقرأ/ي أيضًا:
هل العمر يُحدّد مدى تأثير الطلاق على الأطفال؟
هل يؤثر اضطراب الشخصية الحدية على الزواج؟