تحقيق مسبار
يتعرض البعض إلى طنين الأذن النابض نتيجةً لتلف الأوعية الدموية أو الإصابة بالأورام أو غيرها من الأسباب. يُسلّط هذا المقال الضوء على أبرز أسباب الطنين النابض في الأذن، بالإضافة إلى بيان طريقة علاج هذه المشكلة السمعية، وكذلك يُوضّح أنواع طنين الأذنين، وينتهي ببعض الإرشادات للوقاية من الطنين.
هل يمكن أن يشير طنين الأذن النابض إلى أمراض خطيرة؟
يُمكن أن يشير طنين الأذن النابض إلى أمراض خطيرة في بعض الأحيان وفق موقع النظام الصحي لجامعة بنسلفانيا، وكذلك تُعد أسباب طنين الأذن المفاجئ خطيرة أحيانًا، ولكن هذا الطنين يزول من تلقاء نفسه في أحيانٍ أُخرى دون تعلّقه بأيّة أمراض خطيرة. ولا بُد من خضوع الشخص إلى فحص طبي شامل؛ للتحقّق من أسباب طنين الأذن النابض واتخاذ الإجراءات الطبية في وقتٍ مُبكرٍ إذا لزم الأمر.
ما هي أبرز أسباب طنين الأذن النابض؟
توجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى ظهور طنين الأذن النابض، وأبرزها الأسباب الآتية:
- تصلُّب الشرايين: في بعض الأحيان يتراكم البلاك داخل الشرايين عند المُصابين بالتصلّب، وعندما يتصلب البلاك تضيق الشرايين وينتج عن ذلك الحد من تدفق الدم إلى الجسم؛ بما في ذلك الأذنين، ويمكن أن يؤدي إلى طنين نابض.
- اضطرابات وتشوهات الأوعية الدموية: في الغالب ينتج الطنين النابض في الأذنين عن الاضطرابات أو التشوهات التي تتعرض إليها الأوعية الدموية أو الشرايين، وخاصة الأوعية والشرايين القريبة من الأذنين.
- متلازمة تفزر القناة الهلالية العلوية: تُعد متلازمة تفزر القناة الهلالية العلوية من أنواع تشوهات الأذن، وتتسبب بفقد جزء من العظم الصدغي الذي يغطي هذه القناة، أو ترقُّق هذا الجزء بشكل غير طبيعي، وتتسبب بطنينٍ نابض.
- ارتفاع ضغط الدم: إذا ارتفع ضغط الدم عند المرء؛ فمن المُرجّح أن يضطرب تدفق الدم من خلال الشريان السُباتي، وهو ما يتسبب في حدوث طنين الأذن النابض في بعض الأحيان.
- بعض الأورام: تكمن أسباب طنين الأذن النابض أحيانًا وراء الأورام الكُبيّة التي تظهر في الرأس أو الرقبة، وهي أورامٌ حميدةٌ إلا إنها غازية، وهي أكثر شيوعًا في جزء الوريد الوداجي الموجود أسفل الأذن الوسطى عند الإنسان.
- تشوهات جدار الجيوب الأنفية: تؤدي بعض تشوهات جدار الجيوب الأنفية إلى زيادة الضغط، بالإضافة إلى بعض التغيرات داخل الجيب السِنّي، وينتج عن ذلك طنين نابض في الأذن.
- مشاكل الاتصال بين الشرايين والأوردة: تُعرف هذه الحالة الطبية باسم التشوه الشرياني الوريدي، وعادةً ما تؤدي إلى التأثير على واحدة من الأذنين، وهذا يعني أنها قد تكون سببًا في طنين الأذن اليسرى أو اليمنى وحدها.
هل توجد أعراض تصاحب طنين الأذن النابض؟
حسب موقع نورثويل هيلث يُمكن أن تظهر العديد من الأعراض إلى جانب طنين الأذن النابض بالفعل؛ منها الدوخة والصداع والشعور بالألم حول الأذنين والإحساس بالضغط حولهما، بالإضافة إلى مشاكل الرؤية؛ بما في ذلك الرؤية الضبابية أو الرؤية المزدوجة أو فقدان الرؤية المحيطية، وكذلك يمكن أن يكون ارتفاع ضغط الدم مجهول السبب داخل الجمجمة من الأعراض التي تأتي مع هذا الطنين، وتستدعي الأعراض المذكورة طلب الرعاية الصحية من المختصين.
ما هي طريقة تشخيص طنين الأذن اليسرى واليمنى؟
لا شك بأن هُناك العديد من الاختبارات والفحوصات التي يتم إجراؤها لمعرفة سبب طنين الأذن النابض، ثم اتخاذ الخطوات الطبية المناسبة للعلاج، وتضم القائمة الآتية بعضًا من طريق تشخيص الطنين المذكور:
- طرح الأسئلة: في البداية يقوم الطبيب بأخذ تاريخ مُفصّل لطنين الأذن عند المصاب، وكذلك يطرح الأسئلة حول أيّة حالات طبية يُمكن أن تكون لديه إلى جانب الطنين النابض.
- استخدام سماعة الطبيب: من المحتمل أن يقوم الطبيب باستخدام السماعات الخاصة للاستماع إلى صوت الجمجمة والعُنق والصدر، وإذا استطاع سماع صوت نابض؛ فإن هذا يعني وجود طنين موضعي وليس طنينًا نابضًا في الأذنين.
- اختبارات السمع: يخضع الشخص إلى اختبارات السمع عندما تظهر عنده أعراض الطنين النابض؛ ذلك لتحديد مدى وجود ضعف سمع في إحدى الأذنين أو كلتيهما.
- اختبار الضغط وفحص الدم: يتم إجراء هذه الاختبارات عند الشخص للتحقق من إصابته بأمراض الغدة الدرقية أو فقر الدم؛ فكلاهما يرتبط بظهور طنين الأذن النابض.
- الصور الطبية: يُمكن أن يطلب مقدم الرعاية الصحية من المصابين عدة أنواع مختلفة من الصور الطبية لتشخيص السبب، ومنها الصور الآتية:
- صور الموجات فوق الصوتية: يشبه هذا الاختبار الاختبارات التي يتم إجراؤها للمرأة الحامل، ويعتمد على بعض الموجات فوق الصوتية حديثة التقنية؛ لإظهار تدفق الدم في الأوعية الدموية والرقبة.
- التصوير بالرنين المغناطيسي: بدلًا من الأشعة السينية، يعتمد هذا الاختبار على المجالات المغناطيسية لتصوير الرأس والأذن الداخلية، حتى يستطيع الطبيب معرفة سبب الطنين.
- تصوير الأوعية بالرنين المغناطيسي: يتم الاعتماد على هذه التقنية لتشكيل صور يستطيع الطبيب من خلالها الاطلاع على الشرايين والأوردة من الداخل؛ لاكتشاف التضيق الوعائي الدموي وبعض الحالات الأُخرى.
- التصوير المقطعي المحوسب: تدمج هذه التقنية بين الأشعة السينية والتقنيات الحاسوبية، حتى يتم تشكيل صور مفصلة لجسم المصاب، ويساعد ذلك في التشخيص.
- تصوير الأوعية المقطعي المحوسب: عند الرغبة بإجراء هذا النوع من التصوير يتم إعطاء المصاب حُقنة من إحدى المواد التي تَظهر عن طريق الأشعة السينية، ثم يتم إجراء التصوير المقطعي المحوسب.
- تصوير الأوعية: في هذه الطريقة يتم حقن وسط التباين في جسم المصاب، وبعد ذلك يتعرض إلى الأشعة السينية التقليدية لإنتاج الصور الواضحة، وتستخدم هذه التقنية في حالات مُختارة.
كيف يتم علاج طنين الأذن النابض؟
بعد التشخيص يستطيع الأطباء بدء الخطة العلاجية المناسبة لحالة المصاب، وفيما يأتي بعضًا من خيارات علاج طنين الأذنين النابض:
- علاج الحالة الكامنة: بعد إجراء التشخيص يتم علاج الحالة الكامنة وراء الطنين النابض في الأذن، إذا تمكّن الطبيب من معرفتها، ومن ذلك:
- علاج فقر الدم بالاعتماد على الأدوية أو من خلال نقل وحدات الدم إلى الشخص المصاب.
- إصلاح الأجزاء الضيّقة من الشرايين وعلاجها.
- علاج التهاب الأذن الوسطى الإفرازي بالاعتماد على أنبوب فغر الطبلة المعروف باسم أنبوب الأذن، أو عن طريق الحلقات.
- الاعتماد على عمليات التطعيم للتعامل مع طبلة الأذن المثقوبة.
- العلاج بالصوت: يعتمد هذا العلاج على الاستخدام المتعمد لأيّ صوتٍ من الأصوات حتى يتم التقليل من وعي الشخص بطنين الأذنين، ويمكن ذلك من خلال الاستماع إلى الراديو أو الاستماع إلى الضوضاء البيئية أو غيرها.
- الاسترخاء: هناك عدة تغيّرات تحدث في الجسم عند الاسترخاء؛ منها انخفاض الضغط وانخفاض معدل نبضات القلب وبعض أنشطة الدماغ، ويمكن أن يسهم الاسترخاء في التعامل مع طنين الأذن النابض.
- العلاج السلوكي المعرفي: يهدف العلاج السلوكي المعرفي إلى تغيير الطريقة التي يتفاعل بها المرء مع طنين الأذن النابض؛ ذلك لتحسين طريقة تفاعله وتعايشه مع هذا الطنين.
- علاج إعادة التدريب على الطنين: يسعى هذا العلاج إلى إدارة تأثير الطنين النابض على الحياة اليومية للشخص المصاب، وذلك بالاعتماد على الاستشارات التوجيهية والعلاج بالصوت.
إلى ماذا يشير طنين الأذن المستمر عالي النبرة؟
يُشير طنين الأذن المستمر وعالي النبرة إلى وجود مشكلة في الجهاز السمعي، ويستدعي هذا النوع إجراء اختبارات السمع من قبل أحد الأخصائيين لمعرفة السبب الدقيق ثم بدء العلاج. ويُمكن أن يحتاج المصاب كذلك إلى التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب؛ للتأكّد من عدم وجود أيّة أورام في الأوعية الدمية، ويتحقق من عدم تعرضها إلى الخلل حسب موقع جامعة هارفرد.
ما هي أنواع طنين الأذنين؟
يتم تصنيف طنين الأذنين إلى 3 أنواع بشكل عام حسب صوت الطنين، وهي الأنواع الآتية:
- الطنين النغمي: في هذا النوع يُدرك المصاب صوتًا شبه مستمر، أو يدرك أصواتًا متداخلة بترددات مُحددة على نحوٍ جيد، وغالبًا ما يتقلب حجم طنين الأذن الذي يتم إدراكه في هذه الحالة، وهو نوع يرتبط مع الطنين الذاتي للأذن عمومًا.
- الطنين النابض: عند الإصابة بهذا النوع يدرك المصاب أصواتًا نابضة، وعادةً ما تتزامن هذه الأصوات مع نبضات القلب، ويشير هذا النوع إلى وجود مشكلة في الأوعية الدموية عادةً، ويكون خطيرًا في بعض الأحيان.
- الطنين الموسيقي: يدرك المصاب في هذه الحالة أصواتًا تشبه الموسيقى أو الغناء، ويمكن أن تكون بنفس اللحن على نحوٍ ثابت في بعض الأحيان، وهي حالة نادرة تُعرف باسم متلازمة الأذن الموسيقية.
هل يمكن الوقاية من طنين الأذنين؟
بشكل عام يستطيع المرء وقاية نفسه من طنين الأذن النابض وغيره من أنواع الطنين الأُخرى عن طريق معرفة الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة ثم تجنبها، وفيما يأتي بعضًا من إرشادات الوقاية:
- ارتداء واقيات السمع: يمكن أن يتسبب التعرض إلى الأصوات المرتفعة بتلف أعصاب الأذنين، وهو ما يؤدي إلى فقدان السمع وظهور الطنين، ولذلك ينبغي ارتداء الأدوات التي تقي السمع من هذه الأصوات للحد من الطنين.
- خفض الأصوات: عند الاستماع إلى المقاطع الصوتية من الجيد خفض الأصوات بدل إبقائها مرتفعة؛ فإن الاستماع إلى الأصوات المرتفعة يتسبب بطنين الأذنين كما سبق.
- العناية بصحة القلب والأوعية الدموية: يمكن أن يؤدي تلف الأوعية الدموية إلى طنين الأذن النابض، ويمكن تجنب الطنين في هذه الحالة والعديد من الحالات الأخرى عن طريق المحافظة على صحة القلب والأوعية الدموية.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن علاج التهاب صخرة الخشاء؟
هل يؤثر التلوّث السمعي على القلب؟
