تحقيق مسبار
بحسب معهد الصحة لوقاية القدم، ما يقارب 16% من الرجال والنساء البالغين من سن 21 سنة وما فوق يعانون من رائحة القدمين في الولايات المتحدة الأمريكية، فهل يمكن علاج رائحة القدمين والتخلص منها؟
تُقدِّم المقالة التالية معلومات حول رائحة القدم والحذاء الكريهة، وتوضح طرق علاج رائحة القدمين، وعلاج رائحة القدم نهائيًا، ودواء لعلاج رائحة القدمين. وأخيرًا تتطرق للحديث عن التخلص من رائحة القدمين نهائيًا.
رائحة القدم والحذاء الكريهة
تُعد رائحة القدم والحذاء الكريهة أحد المشكلات التي تجلب مشاعر عدم الارتياح وأحيانًا الخجل، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون منها باستمرار، وتسمى هذه الحالة بالإنجليزية: Bromodosis.
وهناك أسباب كثيرة خلف رائحة القدم والحذاء الكريهة، وأهمها تراكم العرق والبكتيريا وحدوث الالتهابات الفطرية؛ فعندما تتعرَّق القدمان، تتغذَّى البكتيريا الموجودة فيها على العرق، فتخلق البكتيريا حِمضًا يتسبب في حدوث رائحة قدمين غير مرغوب فيها. ومن أهم أسباب ازدياد حالة تعرُّق القدمين:
- درجات الحرارة المرتفعة.
- ممارسة الرياضة، إذ يعاني الرياضيون بشكل كبير من رائحة القدم والحذاء الكريهة.
- الوقوف على القدمين لوقت طويل.
- وجود زيادة في الوزن.
- التغيرات الهرمونية التي تطرأ على الجسم في فترات معينة مثل الحمل والطمث والبلوغ.
- أثر جانبي لبعض الأدوية مثل أدوية مضادات الاكتئاب.
- الإصابة بفرط التعرق أو أمراض الغدة الدرقية.
- الالتهابات البكتيرية أو الفطرية.
- داء السكري.
هل يمكن علاج رائحة القدمين والتخلص منها؟
صحيح، من الممكن علاج رائحة القدمين والتخلص منها، وذلك من خلال طرق عدة، تعتمد بشكل أساسي على كيفية تعامل الفرد بشكل يومي مع نظافة القدمين. ومن النادر أن تكون رائحة القدمين علامة على وجود مشكلة صحية ما، كما ولا يكون سببها القدمين أصلًا، بل البكتيريا التي تعيش على القدمين، الجوارب المتسخة التي يتكرر ارتداؤها والأحذية غير النظيفة، والتي تعمل كمقرٍّ للنفايات إلى حد كبير، الأمر الذي يخلق بيئة من الروائح الكريهة بطبيعة الحال.
علاج رائحة القدمين
يبحث الكثيرون عن علاج رائحة القدمين، وفيما يلي أهم الأساليب المتبعة في التقليل من مشكلة رائحة القدمين الكريهة:
- المداومة على غسل القدمين مرة واحدة في اليوم على الأقل، ويُستحسن غسلها بصابون مضاد للبكتيريا إن أمكن، وضرورة تجفيفها وتجفيف مناطق ما بين الأصابع خاصةً قبل ارتداء الجوارب والأحذية. وهناك أحذية قابلة للغسل، سيكون من الجيد غسلها قبل ارتدائها.
- يمكن اللجوء إلى فكرة نقع القدمين بالماء والصابون مرة واحدة أسبوعيًا لمدة 20 دقيقة، في حال كان غسل القدمين غير كافٍ لعلاج رائحة القدمين، أو نقعها بالماء الدافئ المُضاف إليه الملح أو الخل.
- تقليم أظافر القدمين باستمرار، وتجنُّب تركها طويلة أو مُتَّسِخة، إلى جانب ضرورة إزالة الجلد الصلب بالمبرد المخصص بالقدمين، فهي أحد الطرق التي تدخل في علاج رائحة القدمين.
- استخدام مضادات التعرق أو مساحيق القدم، والتي يمكن الحصول عليها من الصيدلية، كما ويمكن وضع نشا الذرة داخل الحذاء.
- يتوجب ارتداء أقمشة طبيعية ذات قابلية لدخول الهواء وخروجه، كالقطن والجلد، أو الجوارب المضادة للبكتيريا والقادرة على امتصاص الرطوبة.
- قبل ارتداء الحذاء يتوجب أن يكون جافًا وغير رطب، ويمنع ارتداء الحذاء أو الجوارب نفسها يومين متتاليين، وفي حالات التعرق الشديد يمكن استبدال الجوارب أكثر من مرة.
- الامتناع عن ارتداء الأحذية الضيقة، ومحاولة الاستمتاع بأحذية طبية ومريحة، وارتداء الأحذية المفتوحة إن أمكن كالصنادل لمنع حدوث التعرق.
- تجنب المشي بقدمين حافيتين أحد طرق علاج رائحة القدمين، خاصة في الأماكن العامة أو المبللة كحمامات السباحة وصالات الرياضة.
- يمكن تطبيق زيت العرعر وزيت البنزوين على القدمين، إذ من شأنهما التقليل من البكتيريا الموجودة في القدمين، ويفضل التطبيق المسبق لهذه الزيوت على بقعة صغيرة من الجلد أولًا للتعرف على مدى تقبل الجلد لهما.
- تعقيم الأحذية من خلال المُطهر وتجفيفها أو تعريضها لأشعة الشمس قبل ارتدائها.
علاج رائحة القدم نهائيًا
يحاول البعض اللجوء لعلاج رائحة القدم نهائيًا، في حال لم تقدم العلاجات المنزلية أو الأساليب التقليدية أي فائدة في التخلص من رائحة القدمين. ومن الممكن علاج رائحة القدم نهائيًا من خلال التعرف على مسبب هذه الرائحة أولًا وتحت وصاية الطبيب، وذلك كالتالي:
- يُشخِّص الطبيب الحالة، فلو كان السبب خلف وجود رائحة كريهة للقدمين هي عدوى فطرية، يقدم الطبيب للمصاب مضادًا للفطريات كعلاج نهائي لرائحة القدم.
- في حال كان السبب هو التعرق، يقدم الطبيب علاجًا لتقليل التعرق، أو مضادات التعرق ضمن خطة علاج رائحة القدم نهائيًا، وفي الحالات التي لا يستطيع الطبيب تشخيص سبب رائحة القدم، قد يقترح زيارة طبيب متخصص في القدم.
دواء لعلاج رائحة القدمين
يبحث البعض عن دواء لعلاج رائحة القدمين عندما لا تتمكن طرق العلاج التقليدية أو المنزلية من التخلص منها. وفيما يلي أهم العلاجات الطبية التي قد يلجأ إليها الأطباء والمختصين لعلاج مثل هذه الحالات:
- العلاج بما يُسمى الرحلان الشاردي، والذي يكون من خلال تمرير تيار كهربائي ضعيف في المناطق المصابة. وتوصف هذه الطريقة من العلاج للأشخاص الذين يعانون من فرط التعرق الموجود في الأقدام واليدين. ويمكن إجراء هذا الأسلوب العلاجي من خلال وضع القدمين أو اليدين المصابتين بالتعرق في حوض من الماء، ومن ثم يتم توصيل تيار كهربائي، على أن تُكرَّر هذا العملية بشكل أسبوعي للحصول على نتائج جيدة. ومن عيوب العلاج بالرحلان الشاردي احتمالية تهيج الجلد وجفافه، والشعور بعدم الراحة.
- البوتوكس، ويستخدمه الأطباء كدواء لعلاج رائحة القدمين الناتجة عن التعرق بشكل خاص، فهو يقلل من التعرق بنسبة 87%، ويقدم نتائج جيدة خلال أيام قليلة ويستمر مفعوله لمدة أشهر وقد تصل للسنة. ومن عيوب علاج رائحة القدمين بالبوتكس أنه قد يكون مؤلم بشدة، وأن فعاليته أقل مما تكون عليه في المناطق الأخرى كأسفل الذراعين على سبيل المثال.
- أدوية خاصة لعلاج فرط التعرق يصفها الطبيب للمريض، ولكنها قد تتسبب بآثار جانبية كخفقان القلب، جفاف العيون والفم، وضبابية الرؤية.
التخلص من رائحة القدمين نهائيًا
يتطلب التخلص من رائحة القدمين نهائيًا المحافظة على نظافة الأقدام باستمرار، وقد تكون حالات التعرق المفرط غير مُسَيطَر عليها في بعض الأحيان، وهذا ما يحاول الطبيب التأكد منه من خلال إجراء اختبار اليود والنشا للتأكد من وجود التعرق المفرط أم لا، وذلك بعد تطبيق اليود على المنطقة السفلية من القدم وتركه يجف عليها، ومن ثم وضع النشا، وفي حالات التعرق المفرط يتحول المحلول إلى اللون الأزرق.
ومن المهم القول أنه قد لا ينتبه البعض للنظام الغذائي، والذي من الممكن أن يؤثر على إحداث رائحة كريهة للقدمين، كتلك الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات المُكرَّرَة فهي تعمل كغذاء لبكتيريا وفطريات الجسم، ومحاولة تناول الأطعمة المقاومة للالتهابات وتقليل شرب الكحول والتخفيف من استهلاك السجائر.
ويجدر القول أن وجود رائحة للقدمين أمر طبيعي عند عدد كبير من الناس، ولكنه قد يكون عَرَضًا طبيًا في حالات معينة، كالأشخاص الذين يعانون من وجود مرض مناعي ذاتي، ويتطلب في هذه الحالة التدخل الطبي خاصة فيما لو كان هناك جرح في الجلد أو احمرار بين أصابع الأقدام وأحيانًا التورم.
