تحقيق مسبار
يُعد قنديل البحر من الحيوانات الجذابة بالنسبة إلى كثيرٍ من الأشخاص؛ بسبب خصائصه المضيئة وألوانه النابضة بالحياة. يعتني هذا المقال بتوضيح الكثير من المعلومات حول قناديل البحر؛ بما في ذلك الأماكن التي تتواجد فيها القناديل، وأبرز أنواعها، وطريقة تكاثرها والمكونات الأساسية لجسمها.
هل قنديل البحر من الثدييات؟
لا ينتمي قنديل البحر إلى الثدييات؛ إنما هو من اللاسعات التي تُعد إحدى فئات اللافقاريات، ويستطيع القنديل اللسع باستخدام مجسّاته، وتختلف شدة اللسعة بين أنواع قناديل البحر؛ إلا إنها تؤدي إلى إزعاج طفيف للبشر فحسب في مُعظم الأحيان. لا تحتوي أجسام قنديل البحر على عقل أو قلب، كما أنها لا تحتوي على دماء حسب الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.
كيف يتم تصنيف اللاسعات؟
يتم تصنيف اللاسعات إلى 5 طوائف مختلفة كما يأتي:
- الزهريات الشعاعية: تأتي جميع الزهريات الشعاعية على شكل بوليب، لكن بعضها يعيش بشكل منعزل في حين يُعد بعضها الآخر من الكائنات الحيّة المستعمرة، ويتم تصنيف بعض هذه اللاسعات على أنها عديمة الجنس، وتُعد الشِعاب المرجانية مثالًا عليها.
- الفنجانيات: إن أنواع قناديل البحر من أبرز الأمثلة على الفنجانيات، وهي الشكل السائد من اللاسعات، وعادةً ما تكون على شكل بوليب في المراحل الصغيرة؛ إلا إن بعضها لا يمر بمرحلة البوليب أبدًا.
- الستوروزوا: تتمتع الستوروزوا بشكل يشبه الإناء الرفيع مع وجود 8 أذرع مائلة مزودة بمجموعة من اللوامس الدقيقة التي تشبه الزوائد اللحمية، تظهر أنواع هذه الطائفة من اللاسعات بعدة ألوان؛ منها الأحمر والبرتقالي والأخضر.
- المكعبيات: من أبرز الأمثلة على هذه الطائفة قناديل البحر المكعبة، وتتميز بعيونها المعقدة التي تؤدي إلى رؤية غير واضحة، وتستطيع المكعبيات السباحة بسرعة كبيرة لاصطياد فريستها، كما أنها تُنتج سمومًا تكون قاتلة أحيانًا.
- الأبابيات: تُعد الهيدرا وفرو البحر من الأمثلة على الأبابيات، وعادةً ما تكون على شكل بوليب، ويتكاثر بعضها بطريقة جنسية، في حين يتكاثر بعضها الآخر بطرق لا جنسية.
ما هي أبرز المعلومات عن قنديل البحر؟
تُعد قناديل البحر من الحيوانات المنتشرة في المسطحات المائية من البحار والمُحيطات، وتضم القائمة الآتية بعضًا من أبرز المعلومات والحقائق حولها:
- غذاء قنديل البحر: يتغذى قنديل البحر على العديد من الحيوانات الموجودة في المياه، وهي: الأسماك والروبيان وسرطان البحر، كما أنه يتغذى على النباتات الصغيرة، وتُعد القناديل طعامًا مفضلًا لسلاحف البحر.
- لون قناديل البحر: تتمتع بعض قناديل البحر بجسم شفّاف صافٍ، بينما يتمتع بعضها الآخر بألوان نابضة؛ مثل الوردي والأصفر والأرجواني والأزرق، وفي مُعظم الأحيان تكون قناديل البحر مضيئة.
- الوزن والحجم: يصل وزن بعض قناديل البحر إلى 2 كيلوغرام، وهذا يعني أنها ليست كبيرة، ويتراوح حجم جسمها بين 2-200 سنتيمتر، وتستطيع هذه الحيوانات السير في المياه بسرعة تصل إلى 8 كيلومتر في الساعة فحسب.
- ظهور قناديل البحر: ظهرت قناديل البحر على الأرض منذ ملايين السنين، وسبق ظهورها وجود الديناصورات، هذا يعني أنها من أقدم الكائنات الحية.
- أفواه قناديل البحر: يوجد فم قنديل البحر في وسط الجسم، ويقوم الفم بعدة وظائف حيوية، وهي التهام الطعام بالإضافة إلى طرح النفايات، كذلك يعتمد القنديل على الفم لضخ المياه ودفع الجسم إلى الأمام.
- سرعة الهضم: يحرص القنديل على هضم الطعام بسرعة كبيرة بعد التهامه؛ ذلك لأن أجسامهم تصبح ثقيلة جدًا في حالة تأخر الهضم مما يؤثر على طفو القنديل.
هل أنواع قنديل البحر كثيرة؟
تصل أنواع قناديل البحر إلى أكثر من ألفي نوع، وهذا يعني أنها كثيرة جدًا، وتضم القائمة الآتية بعضًا من أبرز هذه الأنواع:
- قنديل البوصلة: يتمتع هذا القنديل بلون أبيض مائل إلى الصُفرة، ويتضمن جسمه علامات ذات لون بني حول الحافة وعلى الجزء العلوي من القرص، وتشبه العلامات المذكورة شكل البوصلة في أعلى القرص.
- قنديل القمر: يُعد هذا النوع أكثر أنواع القناديل شيوعًا على شواطئ المملكة المتحدة، وتتميز بوجود 4 دوائر مرئية من خلال القرص الشفاف، ويتضمن جسم قنديل القمر مجسات قصيرة تتدلى من جوانب القرص.
- الجذفم الزخرفي: تتميز هذه القناديل باللون الشفاف مع وجود قرص ضخم على شكل الفطر، وتحتوي على مجموعة من 8 مجسات زخرفية أدنى الجسم، ويتضمن الجسم خطًا بنفسجيًا في الجزء السفلي من القرص.
- قنديل لبدة الأسد: تتميز أجسام قنديل لبدة الأسد بلون بني شفاف مائل إلى الحُمرة، مع وجود لبدة كثيفة تتضمن مئات المجسات الطويلة التي تشبه الشعر في شكلها، وتظهر أكبر قناديل لبدة الأسد عُمرًا باللون الأحمر الداكن.
- قنديل بيلاجيا نوكتيلوكا: عادةً ما تتمتع أجسام هذا القنديل بلون أرجواني مُزرق، ويتضمن جسمه قرصًا على شكل كرة أرضية تغطيها بعض الثآليل ذات اللون البني البرتقالي، ويصل طول مجساتها إلى 3 أمتار في بعض الأحيان.
- القنديل الأزرق: يتكون جسم القنديل الأزرق من قرص على شكل قُبّة مع وجود مجسّات لاسعة في الأسفل، ويختلف لون هذا النوع من قناديل البحر مع النضج، ويتراوح بين الاصفر الباهت والأرجواني.
في أي الأماكن يعيش قنديل البحر؟
يمكن لقناديل البحر أن تظهر في كافة المُحيطات والبحار المفتوحة حول العالم؛ بما في ذلك المسطحات المائية القريبة من القارتين القطبيتين الشمالية والجنوبية؛ إلا إن بعض الأنواع تتواجد في أماكن دون أماكن أخرى. تُعد القناديل من الأطعمة الشهية في بعض الثقافات؛ منها: الثقافة الصينية، كما أن الصينيين يستخدمون قنديل البحر في الطب الشعبي أيضًا.
كم يبلغ متوسط عمر قنديل البحر؟
بالمتوسط يبلغ عمر قنديل البحر عامًا واحدًا فحسب في البرية، وهذا يعني أن عُمره قصير جدًا مقارنةً بالكثير من الكائنات الحية البحرية الأخرى. يمر القنديل بعدة مراحل خلال دورة حياته كما هي حالة الحيوانات الأخرى، وتبدأ هذه الدورة بمرحلة البوليب الذي يرتبط بشعاب البحر الساحلية، ويستمر الجسم بالنمو حتى الوصول إلى المرحلة الإنجابية للتكاثر.
ممّ يتكون جسم قنديل البحر؟
يتكون جسم قنديل البحر من الماء بنسبة 95% تقريبًا، وهي من الحيوانات البسيطة، ويتكون جسمها من 3 طبقات واحدة منها خارجية تُعرف باسم البشرة، والأخيرة داخلية يطلق عليها اسم غاستروديرميس، وأما الطبقة الوسطى؛ فإنها تتكون من مادة سميكة ومرنة تشبه الهُلام وتُعرف باسم ميسوجليا، ويتضمن الجسم جهازًا عصبيًا يسمح بالشم واكتشاف الضوء والاستجابة للمنبهات الأخرى.
يشتمل جسم قنديل البحر على تجويف هضمي بسيط يقوم بدور المعدة والأمعاء عند التهام الطعام وتناول الوجبات، كما أن الجسم يحتوي على فتحة واحدة فحسب تقوم بدور الفم وفتحة الشرج، ولا يحتوي الجسم على كثير من الأجزاء المعقدة التي تتكون منها أجسام الحيوانات الأخرى؛ مثل الدماغ.
كيف يتكاثر قنديل البحر؟
يمر تكاثر قنديل البحر بمرحلتين؛ إحدهما جنسية والأخرى لاجنسية، وفي المرحلة الجنسية تنتج أجسام القناديل كلًا من البويضات والحيوانات المنوية، وبعد أن تتطور هذه الحيوانات المنوية والبويضات تصل إلى مرحلة البلانولا، التي تلتصق بالصخور أو بقاع البحر، ثم تتطور إلى سليلة لتبدأ المرحلة اللاجنسية حتى تتطور السليلة إلى قنديل بحر بالغ فيما بعد.
هل لسعات قنديل البحر خطيرة دائمًا؟
على الرغم من خطورتها في بعض الأحيان إلا إن لسعات قنديل البحر لا تكون خطيرة عادةً؛ إنما تؤدي إلى آلام فورية مع ظهور الالتهابات في المنطقة التي تتعرض إلى اللسع، لكن اللسعة أحيانًا تتسبب بمشكلة جهازية وتكون مُهددة للحياة، ولذلك يجب الحذر واتباع إرشادات الإسعاف الصحيحة، إلى جانب مراجعة مقدم الرعاية الصحية المختص إذا لزم الأمر حتى يضمن المرء عدم تعرضه إلى أيٍّ من المضاعفات الخطيرة.
كيف يتم إسعاف المصابين بلسعات قنديل البحر؟
يُمكن للإسعاف الأولي السريع أن يساعد في التقليل من آلام لسعة قنديل البحر، إلى جانب الحد من فرصة ظهور المشاكل الجهازية عند المصاب، وفيما يأتي خطوات الإسعاف الأولي حسب موقع فيري ويل هيلث:
- الشطف بالماء: ينبغي شطف مكان اللسعة بالماء الساخن إذا كان متوفرًا، وفي حالة لم يكن الماء الساخن مُتاحًا؛ فينبغي استخدام الماء المالح للشطف، ولا بُد من تجنب استخدام الماء العذب؛ فإنه يؤدي إلى زيادة الآلام بدلًا من تقليلها.
- إزالة المجسات: بعد اللسعة تبقى بعض مجسات القنديل عالقة في الجسم، ويجب إزالة جميع المجسّات باستخدام القفازات أو الملاقط، وينبغي تجنب استخدام اليدين العاريتين عند إزالة المجسات حتى لا يتعرض المرء إلى اللسع مرةً أخرى.
- أخذ حمام ساخن: يُمكن لحمام الماء الساخن أن يساعد على إخراج بعض السم من الجسم، ولهذه الغاية ينبغي الاعتماد على أعلى درجة حرارة مياه يستطيع المرء تحملها، ويتراوح ذلك بين 42.22-60.00 درجة مئوية.
ما هي إرشادات تجنب لسعات قنديل البحر؟
تساعد العديد من الإرشادات في الحد من التعرض إلى لسعات قنديل البحر، ومنها ما يأتي:
- الاستعداد الجيد: قبل الخروج إلى البحر ينبغي على المرء الاستعداد جيدًا من خلال التعرف على أنواع القناديل الشائعة في المنطقة، والتحقق من درجة خطورتها واتخاذ الإجراءات المناسبة مع معرفة ما ينبغي فعله عند التعرض إلى اللسع.
- ارتداء البدلات الواقية: يستطيع المرء الوقاية من لسعات البحر عن طريق ارتداء البدلة الجلدية المعروفة باسم بدلة ستينغر، وعلى الرغم من خفّة وزنها إلا إنها بدلة فعّالة في الحماية من لسعات القناديل.
- استخدام الطارد: على الرغم من وجود شكوك حولها؛ إلا إن كثيرًا من الأشخاص يشهدون بفعالية بعد المستحضرات في طرد قناديل البحر، ويمكن استخدام هذه المستحضرات لإبعاد القناديل.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن حماية الحياة في البرية من الانقراض؟