تحقيق مسبار
تسعى الإدارة الحديثة إلى تحقيق المهام المُختلفة للمؤسسات والمنظمات مع تحقيق أقصى كفاءة ممكنة، ويعتني هذا المقال ببيان العديد من المعلومات حول الإدارة الحديثة؛ بما في ذلك وظائفها ومبادئها والتحديات التي تواجهها، ويسلط المقال الضوء على مبتكر فن الإدارة الحديثة، وينتهي ببيان بعض أنماط القيادة في هذا الأسلوب من أساليب الإدارة.
هل يمكن تعلّم أساليب الإدارة الحديثة عبر الإنترنت؟
يُمكن تعلم أساليب الإدارة الحديثة من خلال شبكة الإنترنت؛ فإن هُناك بعض الجامعات التي تُقدّم برامجها الأكاديمية في الإدارة الحديثة عن بُعد من خلال الشبكة، كذلك يُمكن العثور على الكثير من الدورات التي تعتني بالإدارة وأساليبها ويتم تقديمها عن بُعد من خلال تقنيات الاتصال المرئي المختلفة.
من هو مبتكر فن الإدارة الحديثة؟
يُعزى ابتكار فن الإدارة الحديثة إلى الأمريكي بيتر فردناند دراكر، ويُطلق على دراكر لقب أبي الإدارة الحديثة، وكذلك يُعرف باسم الرجل الذي ابتكر الإدارة، وفيما يأتي بعضًا من المعلومات والحقائق حول مبتكر الإدارة الحديثة:
- ميلاد دراكر: وُلد بيتر دراكر في مدينة فيينا عاصمة النمسا عام 1909 وتوفي عام 2005 في مدينة كليرمونت داخل ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وكان عُمره 95 عامًا تقريبًا.
- الحصول على الجنسية الأمريكية: عمل دراكر صحفيًا في ألمانيا حتى تولى هتلر السلطة عام 1933، ثم هرب إلى إنجلترا واستقر فيها حتى هاجر إلى الولايات المتحدة عام 1937، ثم حصل على الجنسية الأمريكية عام 1943.
- شهادة الدكتوراه: بالرغم من الظروف الصعبة التي عاشها دراكر بعد خسارة النمسا للحرب العالمية الثانية؛ إلا إنه استطاع متابعة دراسته الجامعية والحصول على شهادة الدكتوراه في القانون الدولي والقانون العام من جامعة فرانكفورت.
- عدم الطمع في ثروة كبيرة: لم يطمع دراكر في الحصول على ثروة كبيرة خلال حياته، ولم يكن يطلب شيئًا سوى التبرّع للمؤسسة التي قامت بإنشائها للإدارة من قبل العملاء، وعاش حياته داخل منزل متواضع في ولاية كاليفورنيا.
- تصنيف أعمال بيتر دراكر: قام بعض المختصين بتصنيف أعمال بيتر دراكر من الكتب والمقالات ضمن 4 فئات مختلفة، وهي الفئات الآتية وفق موسوعة بريتانيكا:
- مناقشة طبيعة المجتمع الصناعي: في الأعمال المبكرة قام دراكر بمناقشة طبيعة المجتمع الصناعي، وشمل ذلك عدة أعمال، ومنها: نهاية الرجل الاقتصادي الذي تم تقديمه عام 1939 وكذلك المجتمع الجديد الذي قدّمه عام 1950.
- الأفكار العامة عن إدارة الأعمال الحديثة: في المرحلة الثانية من حياة دراكتر ظهرت الأعمال التي تعتني بالأفكار العامة حول فن إدارة الأعمال الحديثة؛ منها ممارسة الإدارة الذي قدّمه عام 1954.
- التكهنات حول المستقبل: قام بيتر بتقديم بعض التكهنات حول التأثيرات المستقبلية للتطورات التي شهدها، وظهر ذلك في عدة أعمال؛ أبرزها التكنولوجيا والإدارة والمجتمع، الذي تم تقديمه عام 1970.
- الإدارة العملية للشركات: تطرق دراكر إلى مسائل الإدارة العملية للشركات في العديد من مؤلفاته؛ منها الإدارة في الأوقات العصيبة عام 1980.
- أبرز صفات القائد الناجح عند دراكر: كان دراكر يرى بأن على جميع القادة للمؤسسات التحلي بالنزاهة وإظهار المسؤولية الاجتماعية، كما أنه أقدم على توبيخ القادة السابقين الذين لم تكن لديهم هذه الخصال.
- التفكير بالمواقف دون الاعتماد على الأساليب السابقة: كان بيتر دراكر على دراية بالأساليب الإدارية التي ابتكرها السابقون؛ إلا إنه لم يكن يستخدمها تقريبًا؛ إنما كان ينظر إلى كلّ موقف ويفكّر فيه لإيجاد الحلول على بمفرده.
- تحليل شركة جنرال موتورز: تُعد شركة جنرال موتورز واحدةً من شركات السيارات الكبيرة، وقدّم دراكر تحليلًا لهذه الشركة عام 1943، وهو تحليلٌ كان له تأثير كبير في حياة دراكر المهنية، كما أنه التحليل الذي قدّم مفهوم المؤسسة.
ما هي مبادئ الإدارة الحديثة؟
ترتكز الإدارة الحديثة على العديد من المبادئ، ويستطيع المرء التفوق في إدارة المؤسسات المختلفة؛ إذا تمكن من استيعاب هذه المبادئ بشكل جيد عادةً، وفيما يأتي قائمة تتضمن مبادئ الإدارة الحديثة:
- وظائف الإدارة: هُناك عدة من الوظائف التي تُعنى الإدارة بها؛ هي: التخطيط والتنظيم والتوظيف والقيادةـ بالإضافة إلى السيطرة والتحكم، وفي حالة تمكّن المُدير من التركيز على هذه الوظائف؛ فإنه يتمكّن من العمل بكفاءة أكبر.
- أنواع المدراء وأدوارهم: إن الهيكل التنظيمي مُهم في تعزيز قدرة المؤسسة والسير بها إلى الأمام، ويتضمن هذا الهيكل عدة أنواع من المدراء؛ بما في ذلك رئيس المجلس التنفيذي ومجلس الإدارة، ولكل فئة من المدراء عدة أدوار مختلفة.
- إدارة الموارد التنظيمية بفعالية: يشير هذا المبدأ إلى تخصيص الموارد المتاحة لدى المنظمة بالشكل الذي يمكنه تقديم التأثير الأكبر والمساعدة في تحقيق أهداف المنظمة، وتشمل الموارد كلًا من الوقت والأموال والأشخاص والأصول.
- تطبيق أبعاد الذاء العاطفي لتعزيز الإمكانيات البشرية: يشمل الذكاء العاطفي 4 أبعاد؛ هي: الوعي الذاتي، الوعي الاجتماعي، الإدارة الذاتية والمهارات الاجتماعية الجيدة، وجميعها كفاءات تسهم في إدارة أكثر قوّة وفعالية في تحفيز الكوادر البشرية.
- المعرفة الجيدة للعمل: عادةً ما تكون الإدارة أكثر نجاحًا عند الاعتماد على المدراء الذين لديهم خبرة كافية وقوية بمجال عمل المؤسسة على الخصوص، هذا يعني أن على المدراء تعلّم الاختصاص في أحد المجالات للتميز فيها بشكل أفضل.
هل يوجد تحديات تزيد صعوبة ممارسة أساليب الإدارة الحديثة؟
لا شك بأن هُناك العديد من التحديات التي تزيد من صعوبة ممارسة أساليب الإدارة الحديثة، وفيما يأتي قائمة بالعديد من هذه التحديات:
- التحديات الأخلاقية: كثيرًا ما يواجه المدراء تحديات أخلاقية صعبة من المواقف، التي تجبرهم على طرح أسئلة حول المستفيدين والمتضررين من بعض الأعمال المُحددة التي تعتني بها المؤسسة، وشمل ذلك جميع الأطراف من الزبائن والبيئة وغيرها.
- المنافسة: لا بُد من المنافسة حتى تتميز كل واحدة من المؤسسات والمنظمات عن غيرها، وتواجه الإدارة الحديثة تحديات في العثور على الاستراتيجيات والوسائل المتاحة للمنافسة وتقليل التكاليف، أو المنافسة على أساس جودة المنتجات وغيرها.
- تحسين الجودة: يوجد توجه عالمي حول الاهتمام بتحسين الجودة في الوقت الراهن؛ لذلك تواجه الإدارة الحديثة صعوبةً في العمل على تطوير العمليات الإنتاجية وتقليل نسبة التلف مع مراعاة الأسعار.
- العولمة: على الرغم من فائدة العولمة؛ إلا إنها أدت إلى وجود المزيد من التحديات التي تواجه الشركة عند الرغبة بالمنافسة في الأسواق العالمية، ذلك لأن العولمة جعلت العالم كالقرية الصغيرة.
هل نظريات الإدارة الحديثة مختلفة عن سابقتها؟
إن نظريات الإدارة الحديثة مختلفة عن النظريات السابقة في الكثير من التفاصيل بالفعل؛ منها: النظرية العلمية التي ترتكز على تقسيم العمل لتعزيز التخصص بالشكل الذي يؤدي إلى زيادة الإنتاجية، كذلك النظرية التنظيمية الكلاسيكية والنظرية السلوكية. لكل واحدة من هذه النظريات العديد من الخصائص التي تميزها عن غيرها وإن تداخلت في بعض التفاصيل.
ما هي وظائف الإدارة الحديثة؟
تعتني الإدارة الحديثة بالعديد من الوظائف لتحسين أداء المنظمات وتحقيق غاياتها المختلفة بكفاءة كبيرة، وتُعد هذه الوظائف من أساسيات الإدارة الحديثة، وتضم القائمة الآتية بعضًا منها:
- التخطيط: يتضمن التخطيط كلًا من تحديد الأهداف والمهمات، بالإضافة إلى تحديد الإجراءات المناسبة لتحقيق الأهداف والانتهاء من المهمات، ويشمل التخطيط كلًا من الخطط العامة الكبيرة مع الخطط التفصيلية الأصغر لمهمات محددة.
- التنظيم: يهدف التنظيم إلى إنشاء الهيكل المناسب لأدوار جميع الأشخاص في المنظمة، ذلك مع مراعاة أهمية جميع الأدوار التنظيمية، إلى جانب كونها مختصة بالأشخاص الذين يُمكنهم القيام بهذه الأدوار على أفضل نحوٍ ممكن.
- التوظيف: بعد الانتهاء من وضع الهيكل التنظيمي المناسب للمنظمة يأتي دور التوظيف الذي يعتني بملء الشواغر الوظيفية؛ ذلك من خلال اختيار الأشخاص ذوي الخبرة والكفاءة، ويشمل التوظيف كذلك الترقية والدورات التدريبية وغيرها.
- القيادة: تتضمن القيادة كثيرًا من المهارات، وتشمل التواصل الفعّال والتحفيز، وعادةً ما تنشأ المشاكل التي يواجهها المدراء عن سلوكيات الأفراد، سواءً كانوا وحدهم أو أثناء عملهم في مجموعات.
- السيطرة: تهدف السيطرة إلى مراقبة أداء المرؤوسين من الموظفين والعاملين في المؤسسة أو المنظمة؛ لضمان سير العمل وفق الخُطط المُعدة مسبقًا، وتشمل السيطرة كذلك اتخاذ الإجراءات المناسبة؛ لتصحيح مسار العمل عند وجود المخالفات.
- التنسيق: يُمكن تعريف التنسيق بأنه الانسجام بين الجهود الفردية بشكل يُحقق الأهداف التي تسعى المجموعة إلى تحقيقها، وتقع المسؤولية على المدير في التنسيق بين جهود الأفراد لتحقيق الأهداف في الإدارة الحديثة، ويشمل ذلك الوقت والجهد وغيرها.
ما هي أبرز أنماط القيادة في الإدارة الحديثة؟
في الإدارة الحديثة يوجد العديد من الأنماط للقيادة حسب جامعة سنترال فلوريدا، ومن أبرزها ما يأتي:
- نمط ضبط السرعة: عادةً ما يكون المدراء الذين يسلكون هذا النمط خُبراء في مجال العمل، وهو نمط يعتني بتحديد طريقة إنجاز المهام المختلفة، كما أنه يُحفز الموظفين على تعزيز مستويات أدائهم عن طريق محاكاة إنجاز المدراء الذين لديهم إنجازات كبيرة.
- نمط التدريب: يميل هذا النمط من أنماط الإدارة الحديثة إلى التركيز على توجيه الموظفين في المؤسسة وتدريبهم، ذلك بعد تحديد نقاط القوة والضعف عند كل واحد من أعضاء فريق العمل؛ لتعزيز نقاط القوة والتعامل مع نقاط الضعف.
- نمط التآلف: يسعى المدراء في هذا النمط من أنماط القيادة إلى تعزيز الشعور عند الموظفين بأنهم وحدة واحدة متماسكة مع بعضهم البعض، ويؤكد هؤلاء المدراء على الترابط العاطفي بين فريق العمل مما يزيد من كفاءة الأداء.
اقرأ/ي أيضًا:
هل إعداد الميزانية يعد أمرًا مهمًّا؟
هل الترميز الطبي نظام لإدارة المعلومات الصحية؟