هل الجهاز الهضمي يعمل أثناء النوم؟

يعمل الجهازُ الهضميّ للإنسان بشكل رئيسي على هضم الأطعمة، من خلال تحويلها إلى جُزيئات يمكن لخلايا الجسم امتصاصها والاستفادة منها، ومن ثم طرح الفضلات الناجمة عن تلك العملية، وهو يعتبر الجهاز المسؤول عن إمداد الجسم بكافة العناصر الغذائية لاستمرار الحياة، فيتسائل كثيرون عن أجزاء الجهاز الهضمي ووظيفة كل منها، إضافة للبحث عن مراحل وأوقات عمله، وهل الجهاز الهضمي يعمل بشكل دائم بما في ذلك خلال أوقات النوم؟ 

في هذا المقال سيتم التعريف بالجهاز الهضمي لدى الإنسان ومكوناته وملحقاته، إضافة إلى شرح وظيفة كلّ منها، كما ستتم الإجابة على سؤال هل الجهاز الهضمي يعمل أثناء النوم؟

تعريف الجهاز الهضمي

يمكن تعريف الجهاز الهضمي ببساطة على أنه أنبوب يمتد بين فتحتي الفم والشرج. وتكمن وظيفة الجهاز الهضمي الأساسية في تكسير الجزيئات الضخمة (البروتينات والدهون والنشويات)، والتي لا يمكن امتصاصها بشكلها السليم، إلى جزيئات أصغر (أحماض أمينية وأحماض دهنية وجلوكوز)، قابلة للامتصاص عبر جدار الأنبوب إلى الدورة الدموية، لتنتشر في جميع أنحاء الجسم.

ويساهم كل جزء من أجزاء الجهاز الهضمي في نقل الطعام والسوائل عبر السبيل الهضمي، وتقسيم الطعام والسوائل إلى أجزاء أصغر، وبمجرد تقسيم الأطعمة إلى أجزاء صغيرة بما يكفي، يمكن للجسم امتصاص العناصر الغذائية ونقلها إلى حيث تحتاجها، بينما تمتص الأمعاء الغليظة الماء وتتحول فضلات الهضم إلى البراز.

الجهاز الهضمي للإنسان

يشمل الجهاز الهضمي للإنسان أعضاء الهضم وملحقاتها، والتي تحوّل الأطعمة إلى جزيئات يمكن لخلايا الجسم امتصاصها والاستفادة منها، ويتم تكسير الطعام شيئًا فشيئًا، حتى تصبح الجزيئات صغيرة بما يكفي ليتم امتصاصها والتخلص من الفضلات، ويتكون الجهاز الهضمي للإنسان المعروف أيضًا باسم القناة الهضمية أو السبيل الهضمي، من أنبوب طويل مستمر يمتد من الفم إلى فتحة الشرج، ويشمل الفم والبلعوم والمريء والمعدة والأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة، بينما يمثل اللسان والأسنان هياكل ملحقة موجودة في الفم، وتعد الغدد اللعابية والكبد والمرارة والبنكرياس من الأعضاء الملحقة الرئيسية التي لها دور في الهضم، حيث تفرز هذه الأعضاء سوائل في الجهاز الهضمي.

مكونات الجهاز الهضمي

يبلغ طول الأنبوب المستمر للجهاز الهضمي حوالي 9 أمتار، وهو مفتوح على الوسط الخارجي من كلا الطرفين، من خلال فتحة الفم في أحد طرفيه وفتحة الشرج في الطرف الآخر، وعلى الرغم من وجود اختلافات في مكونات الجهاز الهضمي في كل منطقة، إلا أن الهيكل الأساسي للجدار هو نفسه على طول الأنبوب الهضمي بالكامل، وتنتظم مكونات الجهاز الهضمي النسيجية في أربع طبقات أو غلالات:

1. الطبقة المخاطية: وهي الغلالة الأعمق للجدار والتي تبطن تجويف الجهاز الهضمي، وقد يتخذ الغشاء المخاطي في بعض المناطق شكل طيات تزيد من مساحة السطح، كما تفرز خلايا متخصصة ضمن الغشاء المخاطي كلًا من المخاط والإنزيمات الهاضمة والهرمونات.
2. الطبقة تحت المخاطية: وهي طبقة سميكة من النسيج الضام الرخو الذي يحيط بالغشاء المخاطي، كما تضم هذه الطبقة أيضًا أوعية دموية وأوعية لمفاوية وأعصاب، وقد تحتوي على غدد.
3. الطبقة العضلية: تتموضع العضلات الملساء المسؤولة عن حركات الجهاز الهضمي في طبقتين، طبقة دائرية داخلية وطبقة طولية خارجية، وتقع الضفيرة العضلية المعوية بين هاتين الطبقتين.
4. الطبقة المصلية: وتشكل الطبقة الخارجية من الجهاز الهضمي تحت مستوى الحجاب الحاجز.

أعضاء الجهاز الهضمي

يمكن تقسيم أعضاء الجهاز الهضمي إلى قسمين رئيسيين: القناة الهضمية والأعضاء الملحقة، وتتكون القناة الهضمية من الفم والبلعوم والمريء والمعدة والأمعاء الدقيقة والغليظة والمستقيم والشرج، في حين ترتبط بالجهاز الهضمي الأعضاء الملحقة التالية: الغدد اللعابية والكبد والمرارة والبنكرياس. وتشمل أعضاء الجهاز الهضمي كل من:

1. الفم: وهو أول عضو من أعضاء الجهاز الهضمي، حيث يعمل المضغ على تكسير الطعام إلى قطع يسهل هضمها، بينما يمتزج اللعاب بالطعام لبدء عملية تفتيته إلى شكل يمكن للجسم امتصاصه واستخدامه. 
2. البلعوم: ينتقل الطعام عبره من الفم إلى المريء، ويتألف البلعوم من ثلاثة أقسام، البلعوم الأنفي والبلعوم الفموي والبلعوم الحنجري، ويعد كل من البلعوم الفموي والحنجري تابعان لجهاز الهضم.
3. المريء: عبارة عن أنبوب عضلي يمتد من البلعوم إلى المعدة، يقوم بتوصيل الطعام إلى المعدة عن طريق سلسلة من الانقباضات تسمى التمعج. 
4. المعدة: وهي عضو يشبه الكيس له جدران عضلية قوية، فبالإضافة إلى تخزين الطعام، تعمل أيضًا كخلاط ومطحنة، حيث يفرز جدار المعدة الأحماض مثل حمض كلور الماء والإنزيمات القوية، التي تساهم في عملية تكسير الطعام، وتقوم المعدة بخلط الطعام مع عصارتها، وعندما يخرج منها يكون عبارة عن قوام سائل سميك أو معجون يدعى (الكيموس)، ومن هناك ينتقل إلى الأمعاء الدقيقة.
5. الأمعاء الدقيقة: يتم إفراغ الصفراء من المرارة والإنزيمات الموجودة في العصارات الهضمية من البنكرياس في الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة، والتي تساعد على تكسير البروتين إلى أحماض أمينية والدهون إلى أحماض دسمة، ويتم امتصاص هذه الجزيئات الصغيرة إلى جانب السكريات والفيتامينات والمعادن، إلى مجرى الدم من خلال جدار الأمعاء الدقيقة.
6. الأمعاء الغليظة: هو عبارة عن أنبوب عضلي يبلغ طوله من 5 إلى 6 أقدام، حيث يتم تمرير البراز أو الفضلات المتبقية من عملية الهضم، والذي يكون بدايةً في حالة سائلة وفي النهاية في شكل صلب، حيث يتم إخراج الماء منه إضافة إلى فوائد أخرى.
7. المستقيم: عبارة عن حُجرة بحجم 8 بوصات تربط القولون بفتحة الشرج، وتعد وظيفة المستقيم هي استقبال البراز من القولون، وإعلام الإنسان بوجود البراز الذي يجب تفريغه، وإمساك البراز حتى يحدث الإخلاء.
8. الشرج: هو الجزء الأخير من أعضاء الجهاز الهضمي، ويتكون من عضلات قاع الحوض والعضلات الشرجية (معصرتين داخلية وخارجية)، وتكون بطانة فتحة الشرج العلوية متخصصة في الكشف عن محتويات المستقيم، مما يتيح للإنسان معرفة فيما إذا كانت المحتويات سائلة أو غازية أو صلبة، في حين تخلق عضلة قاع الحوض زاوية بين المستقيم وفتحة الشرج، تمنع البراز من الخروج عندما لا يُفترض به ذلك.

ملحقات الجهاز الهضمي

لا يعد كل من الغدد اللعابية والكبد والمرارة والبنكرياس جزءًا من الجهاز الهضمي، لكنها تلعب دورًا في وظائف هذا الجهاز، وتعتبر أعضاءً من ملحقات الجهاز الهضمي. 

• الغدد اللعابية: تفرز ثلاثة أزواج من الغدد اللعابية الرئيسية (الغدد النكفية وتحت الفك وتحت اللسان) والعديد من الغدد الصغيرة اللعاب ضمن تجويف الفم، ليتم مزجه مع الطعام أثناء المضغ، ويحتوي اللعاب على الماء والمخاط وإنزيم الأميلاز، حيث تشمل وظائف اللعاب ما يلي:

1. له تأثير مطهر للأسنان.
2. يرطب الطعام أثناء المضغ والبلع.
3. يذيب جزيئات معينة مما يسمح بتذوق الطعام.
4. يبدأ الهضم الكيميائي للنشويات من خلال عمل الأميلاز، الذي يفكك السكريات إلى سكريات ثنائية.

• الكبد: يتموضع الكبد بشكل رئيسي في منطقة المراق الأيمن والمنطقة الشرسوفية من البطن أسفل الحجاب الحاجز مباشرة، وهو أكبر غدة في الجسم، وأكبر ملحقات الجهاز الهضمي، وتشمل وظائف الكبد ما يلي:

1. إفراز واصطناع الأملاح الصفراوية.
2. اصطناع بروتينات البلازما.
3. التخزين.
4. إزالة السموم.
5. استقلاب الكربوهيدرات.
6. استقلاب الدهون.
7. استقلاب البروتين.
8. التنقية.

ومن الناحية الهضمية، يصنع الكبد عصارة هاضمة تسمى الصفراء، تساعد على هضم الدهون وبعض الفيتامينات.

• المرارة: عبارة عن كيس على شكل إجاصة متصل بالسطح الحشوي للكبد بواسطة القناة الكيسية، وتعد الوظيفة الرئيسية للمرارة هي تخزين الصفراء، وعند بدء الأكل تضخ المرارة العصارة الصفراوية من خلال القنوات الصفراوية إلى الأمعاء الدقيقة.
• البنكرياس: يمتلك البنكرياس وظائف غدية صماوية داخلية الإفراز، حيث يتكون الجزء الصماوي له من جزر لانغرهانس المتناثرة، والتي تفرز هرموني الأنسولين والجلوكاجون في الدم، أما الجزء خارجي الإفراز الذي ينتمي لملحقات الجهاز الهضمي، فهو الجزء الأكبر من الغدة، ويتكون من خلايا البنكرياس العنبية التي تفرز إنزيمات الجهاز الهضمي.

وظائف الجهاز الهضمي

يقوم الجهاز الهضمي بإعداد العناصر الغذائية لتستخدمها خلايا الجسم من خلال ستة أنشطة أو وظائف وخاصةً خلال النهار، ولكن الجهاز الهضمي يعمل أثناء النوم كذلك الأمر ولكن ببطء، وتشمل وظائف الجهاز الهضمي على:

1. البلع: أول وظيفة من وظائف الجهاز الهضمي هي تناول الطعام عن طريق الفم، وهذه العملية يجب أن تتم قبل حدوث أي شيء آخر.
2. الهضم الميكانيكي: يجب تقسيم قطع الطعام الكبيرة التي يتم تناولها إلى جزيئات أصغر يمكن أن تتأثر بالأنزيمات المختلفة، وهذا هو الهضم الميكانيكي الذي يبدأ في الفم بالمضغ، ويستمر مع عمليات الخلط والطحن في المعدة.
3. الهضم الكيميائي: يتم تحويل الجزيئات المعقدة من الكربوهيدرات والبروتينات والدهون عن طريق الهضم الكيميائي إلى جزيئات أصغر، يمكن أن تمتصها وتستخدمها الخلايا.
4. الحركات: تنتقل جزيئات الطعام بعد المضغ من الفم إلى البلعوم ثم إلى المريء، وهذه الحركة هي البلع، ثم تحدث حركات الاختلاط في المعدة نتيجة تقلص العضلات الملساء، كما تحدث هذه الانقباضات المتكررة عادةً في أجزاء صغيرة من الجهاز الهضمي، وتخلط جزيئات الطعام مع الإنزيمات والسوائل الأخرى، في حين تسمى الحركات التي تدفع جزيئات الطعام عبر الجهاز الهضمي بالتمعج.
5. الامتصاص: تمر الجزيئات البسيطة الناتجة عن الهضم الكيميائي عبر أغشية خلايا البطانة في الأمعاء الدقيقة إلى الدم أو الشعيرات الدموية اللمفاوية، هذه العملية تسمى الامتصاص.
6. الإطراح: وهي آخر وظائف الجهاز الهضمي، حيث يجب التخلص من جزيئات الطعام التي لا يمكن هضمها أو امتصاصها من الجسم، وهي عملية إزالة الفضلات غير القابلة للهضم من خلال فتحة الشرج على شكل براز، وتدعى أيضًا بالتغوط أو الإخراج.

أمراض الجهاز الهضمي

تتضمن أمراض الجهاز الهضمي كل الآفات التي تصيب السبيل الهضمي للإنسان من الفم إلى الشرج، ومن أمراض الجهاز الهضمي الشائعة: مرض الارتجاع المعدي المريئي (أي مرور محتويات المعدة إلى المريء)، مما يسبب حرقة المعدة بشكل منتظم لدى بعض الأفراد، وتشمع الكبد الذي ينتج بشكل أساسي عن الاستهلاك المفرط للكحول، ولكنه قد يتطور أيضًا بعد الإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي C، بالإضافة إلى القرحة الهضمية وسرطان القولون والمستقيم وحصيات المرارة. كما تشمل أمراض الجهاز الهضمي الأخرى:

• التهاب المرارة والتهاب الأقنية الصفراوية.
• مشاكل المستقيم، مثل الشق الشرجي والبواسير والتهاب المستقيم وتدلي المستقيم.
• مشاكل المريء، مثل التضيق والتهاب المريء وفتق الحجاب الحاجز.
• مشاكل المعدة، بما في ذلك التهاب المعدة وقرحة المعدة التي تسببها عادة جرثومة الملوية البوابية والسرطان.
• مشاكل الكبد، مثل التهاب الكبد B أو التهاب الكبد C وتشمع الكبد وقصور الكبد والتهاب الكبد المناعي الذاتي والتهاب الكبد الكحولي.
• التهاب البنكرياس و كيسات البنكرياس الكاذبة.
• مشاكل معوية، مثل الأورام الحميدة والسرطان والالتهابات، والداء الزلاقي وداء كرون، والتهاب القولون التقرحي والتهاب الرتوج وسوء الامتصاص، ومتلازمة الأمعاء القصيرة ونقص تروية الأمعاء.

ويمكن الوقاية من العديد من أمراض الجهاز الهضمي عن طريق اتباع نظام غذائي منخفض الدهون وغني بالفواكه والخضروات، واستهلاك محدود للكحول، وفحوصات طبية دورية.

هل الجهاز الهضمي يعمل أثناء النوم؟

في الحقيقة إن الجهاز الهضمي يعمل أثناء النوم، ولكنه يتباطأ بشكلٍ ملحوظ لأن الشخص لا يأكل أو يشرب عندما يكون فاقدًا للوعي، بالإضافة إلى أن الأنسجة تنمو في هذه المنطقة خلال هذا الوقت أيضًا وتصلح وتعيد بناء نفسها، حيث يستخدم الجهاز الهضمي الجلوكوز المستهلك خلال النهار لتغذية هذه العمليات، ولكن إذا تناول الإنسان وجبة كبيرة قبل الذهاب إلى الفراش مباشرةً، فإنه لا يمنح الجهاز الهضمي وقتًا كافيًا للراحة، ونتيجة لذلك قد يستيقظ وهو يعاني من حرقة في المعدة أو عسر هضم أو ارتجاع حمضي، أو غير ذلك من الأعراض المزعجة التي تعيق النوم.

اقرأ/ي أيضًا:

هل أصوات البطن تستدعي استشارة طبيب؟

هل فوائد عرف الأسد للقولون مثبتة علميًا؟

هل يمكن علاج عسر الهضم بالأعشاب؟

هل أعراض القولون العصبي عند النساء تختلف عن الرجال؟