تحقيق مسبار
إذا فقد الشخص سنًا واحدًا أو أكثر وكان الفك قد انتهى من عملية النمو، قد يقترح طبيب الأسنان عملية زراعة الأسنان، والتي تمثل بديلًا طويل الأمد للأسنان المفقودة، فالغرسات مقاومة وقوية مثل الأسنان الطبيعية.
في هذا المقال سيتم التعريف بعملية زراعة الأسنان وأنواعها وبدائلها، وسيتم الإجابة على سؤال هل عملية زرع الأسنان خطيرة؟
طريقة زراعة الأسنان
الخطوة الأولى لطريقة زراعة الأسنان هي تطوير خطة علاج فرديّة، بحيث تلبي هذه الخطة احتياجات المريض الخاصة، ويتم إعدادها من قبل فريق من المهنيين المدربين خصيصًا وذوي الخبرة في جراحة الفم وطب الأسنان الترميمي، ويوفر نهج الفريق هذا رعاية منسقة بناءً على خيار الغرسة الأفضل للمريض، ففي البداية إذا كان لدى المريض سن تالف يقوم طبيب الأسنان بخلعه، وبعد ذلك يحتاج إلى وقت للشفاء قبل الإجراء التالي، وهو تحضير الفك فبعد أن يتعافى المريض من قلع الأسنان، ويتأكد طبيب الأسنان من أن عظام الفك قوية بما يكفي لاستيعاب الغرسة، فقد يحتاج إلى طعم عظمي لزيادة كثافة العظام.
بعد ذلك يتم وضع غرس جذر السن، وهو عبارة عن دعامة صغيرة مصنوعة من التيتانيوم، في التجويف العظمي للسن المفقود، وأثناء شفاء عظم الفك ينمو حول العمود المعدني المزروع ويثبته بإحكام في الفك، ويمكن أن تستغرق عملية الشفاء من ستة إلى 12 أسبوعًا، وبمجرد أن تلتصق الغرسة بعظم الفك، يتم توصيل عمود موصل صغير (يسمى الدعامة) بالعمود لتثبيت السن الجديد بشكل آمن، ولعمل السن أو الأسنان الجديدة يقوم طبيب الأسنان بعمل طباعات عن أسنان المريض، ويخلق نموذجًا (الذي يتضمن جميع الأسنان ونوعها وترتيبها)، ويكون السن أو الأسنان الجديدة مبنية على هذا النموذج، ثم يتم تثبيت سن بديل يسمى التاج بالدعامة، وبدلًا من تاج واحد أو أكثر قد يكون لدى بعض المرضى ملحقات موضوعة على الزرع والتي تحافظ على طقم الأسنان القابل للإزالة وتدعمه، كما أن طبيب الأسنان سيقوم أيضًا بمطابقة لون الأسنان الجديدة مع أسنان المريض الطبيعية، وفي طريقة زراعة الأسنان هذه ونظرًا لأن الزرع مؤمن داخل عظم الفك فإن الأسنان البديلة تبدو وتشعر وتعمل تمامًا مثل الأسنان الطبيعية.
أنواع زراعة الأسنان
أنواع زراعة الأسنان متعددة ولكن يمكن تصنيفها إلى ثلاثة أنواع لعمليات زراعة أسنان، وفي جميعها لا تعد عملية زراعة الأسنان خطيرة وهي كالآتي:
- زراعة الأسنان المصغرة (MDIs): تكون الغرسات صغيرة بحجم عود أسنان أو رصاص قلم الرصاص، وتكون أضيق من معظم الغرسات، فقد يختار الطبيب هذا النوع إذا كان الشخص بحاجة إلى تثبيت طقم أسنان سفلي، حيث يمكن وضع غرسات الأسنان المصغرة من خلال تقنيات أقل توغلًا من زراعة الأسنان الأخرى، وقد يوصي الطبيب بزراعة الأسنان المصغرة إذا كان لدى المريض الكثير من فقدان العظام ومحدودية عظم الفك المتاح، كذلك قد يوصي بالغرسات الصغيرة إذا كان لدى المريض طقم أسنان فضفاض، بحيث يقوم بتثبيته حتى لا ينزلق عندما يأكل أو يتحدث المريض.
- زراعة الأسنان ذات التحميل الفوري: مع هذه الطريقة يمكن للطبيب وضع الغرسات والأسنان المؤقتة في نفس الموعد، وهذا ما يسمى أيضًا بزراعة الأسنان في نفس اليوم، فإذا كان الشخص يملك ما يكفي من العظام الطبيعية والصحية، وكانت الغرسة آمنة بما يكفي لدعم سن مؤقت جديد، فقد تكون الغرسات في نفس اليوم خيارًا جيدًا.
- الكل في 4 (All-on-4): في هذا النوع من أنواع زراعة الأسنان يقوم الطبيب بأربع عمليات زرع في العظام المتاحة، وهو بديل لوضع مجموعة علوية أو سفلية من الأسنان البديلة، تسمى القوس الكامل، حيث يتم وضع أربع غرسات من الأسنان في العظام المتوفرة، مع تجنب الحاجة إلى ترقيع العظام، ويتم استخدام دعامات خاصة بحيث يمكن وضع مجموعة مؤقتة من الأسنان البديلة في نفس اليوم، ويجب على المريض اتباع نظام غذائي معيّن بينما تلتحم أنسجة اللثة وترتبط الغرسات بعظامه الطبيعية، كما يجب أن ينتظر حوالي 6 أشهر حتى يتم ذلك.
مدة زراعة الأسنان وأسعارها
في الحديث عن مدة زراعة الأسنان وأسعارها، يمكن أن يتطلب الطريق إلى زراعة الأسنان وترميمها التزامًا زمنيًا يعتمد على كل حالة على حدة، سواء كان هناك ما يكفي من العظام أو إذا كان السن بحاجة إلى خلع، فقد يستغرق الأمر من خمسة أشهر إلى سنة واحدة أو أكثر لإكمال العملية، ولسوء الحظ يتم تحديد هذه الفترات الزمنية حسب الوقت الذي يستغرقه الجسم للشفاء، ويجب أن يوضع في عين الاعتبار أن مدة زراعة الأسنان وأسعارها الخاص بكل مريض، يختلف بناءً على التشريح والصحة العامة وأهداف العلاج.
وخطوات عملية زراعة الأسنان مع الزمن اللازم لها هي كما يلي:
- الاستشارة والامتحان: يتم فيها الفحص الشامل ومعرفة التاريخ الصحي للمريض، كما يتم أخذ صور الأشعة السينية لقياس العظام، (الوقت اللازم هو يوم واحد).
- المعاينة قبل الجراحة: يمكن أخذ طبعات عن الفك والأسنان، كما يوصى باتباع نظام غذائي طري في الأيام القليلة الأولى بعد الجراحة، حتى لا يضع المريض ضغطًا لا داعي له على زرعاته الجديدة، وأنواع الأطعمة اللينة التي يمكن تناولها هي البطاطس المهروسة والجبن والحساء واللبن..إلخ، (الوقت اللازم هو يوم واحد).
- إذا كان هناك فقدان شديد في العظام أو يوجد عدوى كبيرة، فقد لا يكون من الممكن وضع الغرسة في نفس زيارة الاستخراج، وفي مثل هذه الحالات يكون من الضروري تطعيم المنطقة، وعادةً يجب أن تلتئم الطعوم العظمية قبل 4 أشهر من وضع الغرسات، وبالتالي جراحات ما قبل العلاج بشكل عام قد تحتاج إلى من 3 إلى 12 شهرًا.
- موعد جراحة الزرع: يتم وضع أداة الزرع جراحيًا في العظم في هذه المرحلة، واعتمادًا على العديد من العوامل، قد يقرر الطبيب غمر الغرسة (الغرسات) تحت اللثة والسماح لها بالشفاء، أو عدم غمرها ووضع غطاء الشفاء على الفور، والوقت النموذجي لتكامل العظام في زراعة الأسنان هو 4-6 أشهر، اعتمادًا على جودة العظام، أما وضع الزرع يحتاج من 1-2 أسبوعًا.
- مواعيد المتابعة: حيث يراقب الطبيب الشفاء بعد أسبوع واحد، وأسبوعين، وشهر واحد، و4-6 أشهر بعد الجراحة (قد تختلف الأوقات مع كل حالة على حدة).
وبشكل عام، تعتبر الغرسات استثمارًا مدى الحياة، ويتم تسعيرها وفقًا لذلك، رغم طول مدة زراعة الأسنان وأسعارها التي قد تكون باهظة، حيث تكون التكلفة الإجمالية لكل سن من البداية إلى النهاية تتراوح عادة ما بين 3000 دولار و 4500 دولار، والشخص الذي يحتاج إلى كمية كبيرة من الغرسات سيكلفه ذلك بسعر نهائي يتراوح بين 60 ألف دولار و 90 ألف دولار، والسبب الرئيسي لعدم وجود سعر قياسي ثابت هو عدم وجود إجراءين متطابقين، على عكس الخدمة الواحدة مثل الحشو، حيث يتم تقييم رسوم الزرع حسب نوع العمل ومدى تعقيده، كما لا تعد عملية زراعة الأسنان خطيرة بالإضافة إلى أنها شبه مضمونة مما يجعلها مرغوبة أكثر ويزيد التكلفة.
بدائل زراعة الأسنان
عندما يتعلق الأمر باستبدال الأسنان المفقودة، فإن زراعة الأسنان هي الخيار الأفضل، حيث أنها تبدو وتعمل مثل الأسنان الأصلية، كما يمكن أن تستمر لفترة طويلة مع الرعاية المناسبة، ولا تتطلب تعديلات على الأسنان المجاورة. لكن إن لم تكن تملك الميزانية الكافية، أو تعذّر القيام بزراعة الأسنان من الناحية الطبية، فإن هناك العديد من بدائل زراعة الأسنان التي يمكن اعتبارها بديلًا جيدًا لزراعة الأسنان.
1- جسور الأسنان:
يوصى بجسر الأسنان عندما يكون لدى المريض واحد أو أكثر من الأسنان المفقودة، حيث يتم دعمه بواسطة تيجان الأسنان على جانبي السن المفقود، وجسور الأسنان مثبتة بالكامل في الفم، ولن تنزلق أو تصبح فضفاضة، مما يتيح للشخص إمكانية التحدث وتناول الطعام بسهولة، كما تبدو جسور الأسنان طبيعية ويمكن تنظيفها وصيانتها بسهولة، بالإضافة إلى أن تيجان الأسنان الموجودة على الأسنان المجاورة ستمنعها من التلف والانحراف عن وضعها، ومع ذلك يجب أن يكون لدى الشخص أسنان مجاورة قوية وصحية لدعم جسر الأسنان.
2- أطقم الأسنان:
أطقم الأسنان من بدائل زراعة الأسناان وتظهر بمظهر طبيعي ومريح وقابل للإزالة، ويمكن الاختيار بين أطقم الأسنان الكاملة والجزئية والمزروعة حسب عدد الأسنان المراد ترميمها، وتعد الأطقم الجزئية والكاملة بدائل زراعة الأسنان:
- أطقم الأسنان الجزئية: مثالية لأولئك الذين يرغبون في استبدال واحد أو أكثر من الأسنان المفقودة، سواء في الفك العلوي أو السفلي.
- أطقم الأسنان الكاملة: يوصى باستخدام طقم أسنان كامل عندما يفقد الشخص كل أسنانه، أو يلزم إزالة المجموعة الحالية بسبب التسوس أو العدوى أو الألم أو مشاكل الأسنان الأخرى.
3- الزعنفة:
هي أحد بدائل زراعة الأسنان، وتعد طقم أسنان جزئي مؤقت ذو مظهر طبيعي يتم تثبيته على جانبي السن المفقود، وتعتبر الزعانف أقل متانة وأقل تكلفة عادةً، إلا أنها ليست حلًا دائمًا.
هل عملية زراعة الأسنان خطيرة؟
تتضمن جميع جراحات الفم خطرًا بسيطًا للإصابة باضطرابات النزيف والالتهابات وردود الفعل التحسسية، لكن لحسن الحظ تكون المضاعفات طويلة الأمد نادرة الحدوث، ولا تعد عملية زراعة الأسنان خطيرة، ولكن الزرع الذي يتم وضعه بالقرب من العصب يمكن أن يسبب تنميلًا أو وخزًا في اللسان أو الشفتين أو اللثة أو الوجه أو تلف العصب، ومن الممكن أن يلتقط موقع الزرع عدوى معينة، أو إصابة أو تلف الهياكل المحيطة، مثل الأوعية الدموية أو الأسنان الأخرى، كما يمكن أن تحدث مشاكل بالجيوب الأنفية عندما تبرز زراعة الأسنان في الفك العلوي في أحد تجاويف الجيوب الأنفية.
ويُعد رفض الجسم لجسم غريب أمرًا نادرًا ولكنه يمكن أن يسبب الألم في موقع الزرع، وإلى جانب التورم والحمى والقشعريرة يمكن أن تؤدي إصابة المنطقة المحيطة بالغرسة إلى إرخاءها، ولإصلاح المشكلة يجب على المريض العودة لطبيب الأسنان على الفور، بينما الالتهاب في الأنسجة المحيطة بالزرع غالبًا ما يكون ناتجًا عن القوة المفرطة في العض ولا يتطلب سوى تعديل اللدغة، كما يمكن علاج الالتهابات البكتيرية بالمضادات الحيوية، تليها النظافة الجيدة المستمرة، وتختلف معدلات نجاح عملية زراعة الأسنان اعتمادًا على مكان وضع الغرسات في الفك، ولكن بشكل عام تتمتع زراعة الأسنان بنسبة نجاح تصل إلى 98٪ ومع الرعاية المناسبة يمكن أن تدوم الغرسات مدى الحياة، وبالتالي لا تعد عملية زراعة الأسنان خطيرة.
عيوب زراعة الأسنان
لا تعد عملية زراعة الأسنان خطيرة بشكل عام ولكنها تملك مجموعة من المساوئ، ومن أكثر عيوب زراعة الأسنان شيوعًا هو أنه إجراء مكلف وقد لا يتم تغطيته دائمًا من قبل مقدمي التأمين، وتشمل عيوب زراعة الأسنان المحتملة الإضافية ما يلي:
- ألم وتورم ونزيف بسبب الجراحة.
- مضاعفات التخدير مثل الغثيان والإقياء والنعاس.
- العدوى بسبب الكسور والرخاوة.
- العظام لا تقبل الزرع.
- تلف الأعصاب في العضلات المجاورة أو تجويف الجيوب الأنفية.
- قد تصبح الغرسات في نهاية المطاف بالية أو تتضرر بدون نظافة الفم المناسبة.
- زراعة الأسنان ليست مناسبة للجميع، حيث يوجد قلة من المرضى قد لا يكونون مؤهلين لاستبدال الأسنان بسبب صحة عظامهم، فالغرسات تتطلب عادةً عظامًا صحية كثيفة، وتعتبر العظام القوية في مكانها عاملًا هامًا لدعم السن المزروع.
- تعتبر زراعة الأسنان أيضًا أكثر تعقيدًا من الخيارات الأخرى، فهي تستغرق وقتًا أطول حتى تكتمل، وتتطلب التزامًا أكبر من المريض، كما أنها تعرض المريض لخطر أكبر للإصابة بالعدوى والمرض.
- في بعض الأحيان، قد يحتاج وضع الزرع إلى إجراءات جراحية إضافية، فإذا لم يكن هناك ما يكفي من العظام لاستيعاب زراعة الأسنان، قد تحتاج إلى إجراءات جراحية مثل رفع الجيوب الأنفية أو تكبير العظام التي قد تزيد من تكلفة الإجراء ووقت الشفاء.
- إذا كان المريض يبحث عن نتائج فورية للأسنان المفقودة، فإن زراعة الأسنان ليست الحل، فمن عيوب زراعة الأسنان الرئيسية أنها تستغرق وقتًا طويلًا للشفاء.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن علاج عصب الأسنان في البيت؟
هل لصقات تبييض الأسنان مفيدة فعلًا؟