تحقيق مسبار
يُعد الضغط النفسي من المشكلات التي تواجه كثيرًا من الأفراد وتؤثر على مستويات الراحة والرفاهية، إلى جانب تأثيراتها على الصحة. يُسلّط هذا المقال الضوء على أبرز الأضرار الجسدية للضغوط النفسية، بالإضافة إلى بيان العديد من الإرشادات للتعامل مع هذه الضغوط وعلاجها والوقاية منها.
هل يؤثر الضغط النفسي على الجسم؟
لا شك بأن الضغط النفسي يؤثر على الجسم، كما أن له الكثير من الآثار النفسية السلبية أيضًا، ويؤدي الضغط النفسي إلى قلة النوم أحيانًا، وهو ما يتسبب بالعديد من المضاعفات التي يشعر بها المرء خلال اليوم. من الجيد زيادة الانتباه للآثار السلبية التي تتعلق بالضغط النفسي حتى يستطيع الشخص المُصاب إدارتها بالشكل الصحيح.
ما هي أضرار الضغط النفسي على الجسم؟
يؤدي الضغط النفسي إلى إبطاء العديد من الوظائف التي تقوم بها أجهزة الجسم؛ بما فيها الجهاز الهضمي وجهاز المناعة، ويتسبب الضغط كذلك بزيادة توتر العضلات وارتفاع ضغط الدم وتسارع التنفس وزيادة خطورة الإصابة بأمراض القلب التاجية، ويمكن أن يصاب المرء بنوبات الربو أو اضطرابات التمثيل الغذائي التي تُعد من أضرار الضغط النفسي.
ما هو الضغط النفسي؟
يُعرف الضغط النفسي بأنه شعورٌ بعدم القدرة على التعامل مع بعض الأحداث أو متطلبات الحياة، وإذا لم يستطع المرء اتخاذ الإجراءات والخطوات المناسبة للتعامل مع هذا الشعور؛ فإن الضغط النفسي يصبح مزمنًا أحيانًا. فيما يأتي تفاصيل النوعين الرئيسيين من الضغط النفسي:
- الضغط النفسي الحاد: ينتهي هذا النوع من الضغط النفسي بعد فترة قصيرة ولا يستمر طويلًا، وفي معظم الأحيان يظهر عندما يفكر المرء في ضغوط الوقائع التي حدثت مؤخرًا، أو عند مواجهة التحديات المتوقعة في المستقبل القريب.
- الضغط النفسي المزمن: يستمر هذا الضغط النفس على المدى الطويل، وعادةً ما يكون أكثر ضررًا من أنواع الضغط الحاد، ويُمكن أن يتطور نتيجة للكثير من الأحداث، وأبرزها الفقر المستمر والزواج غير السعيد.
ما هي أبرز أسباب الضغط النفسي؟
يتطور الضغط النفسي نتيجةً للكثير من الأسباب المختلفة؛ منها: التعرض إلى الكوارث الطبيعية أو غيرها من أنواع الكوارث الأخرى، والتعايش مع الأمراض المزمنة على المدى البعيد، والنجاة من أحد الأمراض أو الحادث التي كانت تهدد الحياة، والتعرض إلى الجرائم، وكذلك الضغوط العائلية المختلفة؛ مثل قضايا حضانة الأطفال وإجراءات الطلاق المطولة.
يمكن أن يظهر الضغط النفسي عند البعض بعد تقديم الرعاية الصحية لشخص عزيز يعاني من أحد الأمراض المزمنة؛ مثل الخرف، وكذلك الحال عند المعيشة بلا مأوى أو المعاناة من الفقر أو العمل في أيّة مهنة خطرة، وتزداد خطورة الإصابة بالضغط النفسي عندما يعمل الشخص لساعات طويلة أو يفقد الموازنة بين العمل والحياة الاجتماعية والشخصية.
ما هي أعراض الضغط النفسي؟
هُناك الكثير من الأعراض التي تُصاحب الإصابة بالضغط النفسي، وتتضمن القائمة الآتية بعضًا من أبرز أعراض الضغط النفسي:
- الأعراض العاطفية: عند التعرض إلى الضغط النفسي يُصاب المرء بالإحباط أو يصبح سريع الانفعال، وكذلك يُمكن أن يواجه مشكلة في الاسترخاء وتهدئة النفس، وربما يتولّد لدى المصاب شعورٌ بتدني احترام الذات أيضًا.
- الأعراض الجسدية: تتضمن الأعراض الجسدية كلًا من الشعور بانخفاض مستويات طاقة الجسم، والشعور بالصداع ووجع الرأس، والتعرض إلى اضطرابات المعدة؛ مثل الغثيان أو الإمساك أو الإسهال، والشعور بآلام في الصدر.
- الأعراض المعرفية: في حالة التعرض إلى الضغوط النفسية تتراجع قدرة المرء على اتخاذ القرارات والأحكام، وكذلك يفقد المرء القدرة على التركيز، ويكثر النسيان لديه، وتزداد مستويات شعوره بالتشاؤم أو رؤية الجانب السلبي وحده.
- الأعراض السلوكية: تشمل الأعراض السلوكية فقدان الشهية أو زيادة تناول الطعام، وتتضمن كذلك المماطلة والتأخر في القيام بالمسؤوليات المختلفة، وربما يُكثر البعض من تعاطي المخدرات نتيجةً للضغوط النفسية أيضًا.
كيف يمكن التحقق من الإصابة بالضغط النفسي؟
يستطيع الشخص التحقق من إصابته بالضغط النفسي عند ظهور الأعراض المختلفة، سواءً كانت سلوكية أو معرفية أو عاطفية أو جسدية، ولذلك يجب عليه متابعة ظهور هذه الأعراض والتعامل معها بالشكل المناسب على نحوٍ مستمر، وربما يحتاج الضغط النفسي إلى مراجعة الطبيب في حالة صار تأثيره كبيرًا ويؤثر على الحياة اليومية للمُصاب.
هل يمكن علاج الضغط النفسي والتعامل معه؟
بعد معرفة ماذا يحدث للجسم عند الضغط النفسي يتيقن المرء بضرورة التعامل مع هذا الضغط وعلاجه حتى لا يصاب بأي من المضاعفات الأكثر خطورة، وفيما يأتي بعضًا من الإرشادات لعلاج الضغط النفسي والتعامل معه:
- تناول الأدوية: يتم وصف الأدوية لعلاج الضغط النفسي إذا كان الشخص يعاني من الاضطرابات؛ مثل الاكتئاب أو غيره من الحالات الكامنة، وعادةً ما يتم وصف هذه الأدوية من قبل مقدم الرعاية الصحية بعد إجراء المراجعة المطلوبة.
- العلاج النفسي: هُناك العديد من أنواع العلاج النفسي التي يمكن الاعتماد عليها من قبل المختصين للتعامل مع الضغوطات النفسية، ومنها العلاج السلوكي المعرفي، وكذلك تقليل التوتر القائم على اليقظة.
- زيادة النشاط البدني: تساعد التمارين الهوائية بتقليل مستويات الضغط النفسي التي يشعر بها الشخص بشكل كبير، كما أن هذه التمارين تقلل من مستويات الاكتئاب وتعزز الصحة العامة للجسم، ومنها تمارين المشي.
- اتباع نظام غذائي صحي: يؤثر النظام الغذائي من الأطعمة التي يتناولها الشخص على كل ناحية من نواحي الصحة؛ بما في ذلك الصحة العقلية والمزاجية، ولذلك ينبغي على المرء اتباع نظام غذائي صحي لتقليل مستويات الضغوط النفسية.
- الحرص على الرعاية الذاتية: تشمل الرعاية الذاتية كثيرًا من الأنشطة والممارسة التي تساعد الشخص على تحسين مستويات الاستقرار النفسي وتجنب الضغط، ومنها قراءة الكتب الجيدة والاستحمام وممارسة الهوايات التي يفضلها الشخص.
- التقليل من الوقت أمام الشاشة: يؤدي استخدام الهواتف والجلوس أمام الشاشة فترات طويلة إلى زيادة مستويات التوتر والضغوطات النفسية، ولذلك يجب على المرء التقليل من الأوقات التي يقضيها في استخدام هذه الأجهزة.
- تناول المكملات: إن للعديد من الفيتامينات والمعادن دورٌ مهمٌ في تنظيم الحالة المزاجية عند الإنسان وتحسين استجابته للضغوطات النفسية، وربما يؤدي النقص في أحد هذه العناصر الغذائية إلى زيادة الضغوطات، ويمكن التعويض عنها بالمكملات.
- التقليل من الكافيين: توجد مادة الكافيين في كل من القهوة والشاي والشوكولاتة والعديد من المشروبات الأخرى، وتؤدي هذه المادة إلى تحفيز الجهاز العصبي وزيادة الضغوط النفسية، ولذلك ينبغي على المصابين التقليل من تناولها.
- قضاء الأوقات مع الأشخاص المقربين: من الجيد الجلوس وقضاء الوقت مع الأصدقاء وأفراد العائلة حتى يستطيع الشخص التقليل من الضغوط النفسية التي يعاني منها، وكذلك يُمكن وضع نظام للدعم الاجتماعي من أجل تقليل التوتر.
- وضع الحدود في العلاقات: ربما تؤدي زيادة الارتباطات مع الآخرين إلى تردّي حالة الضغط النفسي، ولذلك ينبغي على المرء وضع الحدود وقول لا والحرص على قضاء الوقت في الرعاية الذاتية وغيرها لتحسين حالته النفسية.
- تمارين الاسترخاء: هُناك العديد من تمارين الاسترخاء المناسبة التي يمكن الاعتماد عليها للتعامل مع الضغط النفسي، وأبرزها التنفس العميق، وهي من التمارين المهمة للمصابين بالضغوطات النفسية.
- الطب البديل: يلجأ العديد من الأشخاص إلى أساليب الطب البديل للتعامل مع الضغوطات النفسية التي يتعرضون إليها والتخفيف منها، وتشمل وسائل الطب البديل كلًا من الوخز بالإبر والعلاج بالروائح والتدليك.
متى يجب التحدث مع الطبيب بسبب الضغط النفسي؟
يستطيع المرء التعامل مع الضغط النفسي دون الحاجة إلى مراجعة مُقدّم الرعاية الصحية في كثيرٍ من الأحيان، لكن مراجعة الطبيب تصبح واجبة عندما تراوده أيّة فكرة بالانتحار، وكذلك الحال عند الشعور بالإرهاق من الإجهاد النفسي أو في حالة ظهور أية أعراض جسدية تبين بأن الإرهاق يؤثر على الصحة، ولا بُد من التحدث مع الطبيب أيضًا عند ملاحظة أية أعراض جديدة أو أعراض غير اعتيادية.
توجد الكثير من الأعراض التي تشير إلى ضرورة التحدث مع الطبيب، ومنها: الشعور بأعراض الذعر مثل الدوخة أو التنفس السريع أو زيادة سرعة نبضات القلب، وكذلك إذا استمر التفكير بالذكريات حول الحوادث الصادمة، أو لم يستطع الشخص ممارسة العمل أو القيام بالوظائف المنزلية على النحو المطلوب بسبب الضغط النفسي أيضًا حسب موقع مدلاين بلس.
هل يوجد طريقة للوقاية من الضغط النفسي؟
تصبح الوقاية أكثر سهولة عندما يكون المرء على دراية بأسباب الضغط النفسي؛ فإن اجتناب هذه الأسباب يُقلل من فرصة الإصابة بالضغوط النفسية، وفيما يأتي عدة من إرشادات الوقاية:
- المحافظة على الإيجابية: من الضروري المحافظة على الإيجابية عند النظر إلى المواقف التي يتعرض إليها المرء في حياته، وممارسة سلوكيات الامتنان تجاه الأجزاء الجيدة من الحياة أو اليوم.
- تقبّل عدم القدرة على التحكم في كل شيء: لا يستطيع الإنسان التحكم في كل الأشياء من حوله، وهي حقيقة لا بُد من تقلبها وتذكرها حتى يتجنب الشخص الضغط النفسي بسبب المواقف التي لا يمكنه تغييرها.
- البقاء على اتصال مع الأشخاص المناسبين: هُناك العديد من الأشخاص الذين يستطيعون مساعدة المرء في المحافظة على هدوئه عند الجلوس معهم، ولا بُد من البقاء على اتصال معهم لتقليل فرصة الإصابة بالضغوط النفسية.
- العناية المستمرة بالجسم: تشمل العناية المستمرة بالجسم كلًا من تناول الأطعمة المناسبة، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة والحصول على القسط الكافي من النوم وغيرها من الممارسات المشابهة.
اقرأ/ي أيضًا:
هل نوبات الهلع تسبب الموت فعلًا؟