تحقيق مسبار
من الجيد إجراء العصف الذهني للحصول على أفكار جديدة تساعد في حل الكثير من المشاكل أو الإجابة على العديد من الأسئلة، ويسلط هذا المقال الضوء على تعريف العصف الذهني ومتى يمكن اللجوء إليه، وكذلك يبين المقال قواعد العصف الذهني، وخطوات إجراء جلسات العصف الذهني، مع ذكر بعض الإرشادات لضمان فعالية هذا النوع من الجلسات.
هل يمكن تعلّم طرق العصف الذهني؟
لا شك بإمكانية تعلم طرق العصف الذهني، بالإضافة إلى معرفة أبرز المبادئ والقواعد التي ينبغي التزامها أثناء جلسات العصف الذهني، وهي إحدى العمليات التي تساعد في زيادة مستويات الإبداع إلى جانب توليد الأفكار الجديدة. ويستطيع المُعلمون في المدارس وأعضاء الكادر التعليمي في الجامعات الاعتماد على طرق العصف الذهني المختلفة؛ لتعزيز الإبداع عند الطلبة واستيعاب الكثير من المفاهيم.
ما هو العصف الذهني؟
يُعرف العصف الذهني بأنه أحد الطرق التي تهدف إلى توليد الأفكار الجديدة وتنظيم التفكير بخصوص موضوع مُحدد من المواضيع، ويُمكن أن يتخذ العصف الذهني العديد من الأشكال المختلفة؛ كالخرائط الذهنية أو المخططات التفصيلية، ويُمكن اللجوء إلى العصف الذهني في الحالات الآتية:
- تعزيز مشاركة الأفكار بين الأشخاص: يستطيع الشخص اللجوء إلى استراتيجية العصف الذهني حتى يُعزز من الشعور بالراحة بين الأشخاص المختلفين، ومشاركة الأفكار مع بعضهم البعض.
- عند الاجتماع لحل المشاكل: عند الاجتماع لحل المشكلات في مختلف المواضيع أو وضع الخطة للتعامل معها؛ يُمكن الاعتماد على تقنيات العصف الذهني لتوليد الأفكار المناسبة.
- تحسين شعور الآخرين بالمساهمة: في بعض الأحيان يتم استخدام طرق العصف الذهني حتى يتولد لدى الأفراد شعورٌ بالمشاركة في اتخاذ القرارات، وإنجاز الأعمال المختلفة.
هل أنواع العصف الذهني عديدة؟
بالفعل هُناك العديد من الأنواع للعصف الذهني؛ منها: العصف الذهني عن طريق الكتابة الحرة حتى يسمح المرء للأفكار بالتواتر والتولد دون قيود، ويُفضّل البعض اللجوء إلى الرسم عند العصف الذهني، ومن أنواع العصف الذهني الأخرى: الخرائط الذهنية، وكذلك العصف الذهني باللجوء إلى أجهزة التسجيل، والعصف الذهني التنظيمي حسب جامعة سان خوسيه الحكومية.
هل يوجد قواعد للعصف الذهني؟
هُناك الكثير من القواعد التي يجب التزامها عند الجلوس للعصف الذهني، وهي القواعد الآتية:
- تجنب النقد: يجب تجنب النقد أو الحكم على الأفكار أثناء العصف الذهني؛ ذلك لأن الحكم أو النقد يؤدي إلى صرف الطاقة الدماغية، ويحول دون الوصول إلى الفائدة المرجوة من جلسة العصف الذهني مع الآخرين.
- استقبال جميع الأفكار: لا بُد من استقبال جميع الأفكار كائنًا ما كان مستواها أثناء جلسة العصف الذهني؛ ذلك لأن الأفكار الإبداعية لا تظهر عند الأشخاص إلا بعد نفاد الأفكار التقليدية.
- الحرص على الكم: تهدف جلسات العصف الذهني إلى الحصول على أكبر قدر من الأفكار الجديدة دون الحرص على جودة هذه الأفكار، كما أن كثرة الأفكار تؤدي إلى تولد أفكار جديدة بناءً على الأفكار الأخرى المطروحة في الجلسة.
- البناء على الأفكار الأخرى: في جلسات العصف الذهني ينبغي على الأشخاص البناء على الأفكار التي يطرحها الآخرون بعد معرفتها؛ ذلك لأن عدم المعرفة بأفكار الآخرين تؤدي إلى نتائج مشابهة لما تم الوصول إليه سابقًا.
ما هي مراحل عملية العصف الذهني؟
تمر عملية العصف الذهني بعدة مراحل حتى الوصول إلى الحلول المطلوبة، وهي المراحل الآتية:
- مرحلة توضيح المشكلة: في هذه المرحلة يتم توضيح تفاصيل المشكلة الطروحة، وتحليلها إلى العناصر الأولية، ومن الجيد ترتيب هذه التفاصيل بشكل مناسب حتى يسهل التعامل معها فيما بعد.
- مرحلة تصوّر الحلول المحتملة: عند الانتهاء من توضيح المشكلة؛ يبدأ الأشخاص بتقديم الأفكار المناسبة وتجميعها وإعادة البناء عليها، حتى يتم تصور الحلول المحتملة الجيدة، وربما يبدأ ذلك بالعمل الفردي ثم الجلوس مع مجموعة.
- مرحلة تقديم الحلول: في المرحلة النهائية يتم تقديم الحلول الأفضل بناءً على الأفكار التي تم تداولها عند العصف الذهني، واختيار الحل الأفضل للتعامل مع المشكلة.
ما هي خطوات إجراء جلسة العصف الذهني؟
تمر عملية العصف الذهني بالعديد من الخطوات، وتضم القائمة الآتية خطوات إجراء جلسات العصف الذهني:
- طرح السؤال: في البداية لا بُد من طرح السؤال الذي ينبغي إجراء العصف الذهني حوله، كذلك يجب على الأشخاص تذكر قواعد العصف الذهني ومراجعتها في البداية، ومنها عدم تقييم الأفكار وتقبل أيّة أفكار مهما كانت.
- توضيح ما يتم عمله بالأفكار: بعد طرح السؤال يتم توضيح ما سيتم عمله بالأفكار التي يطرحها ويقدمها الأفراد في جلسة العصف الذهني، هذا يعني توضيح الغاية من جلسة العصف الذهني.
- كتابة السؤال: تتم كتابة السؤال الذي يتم طرحه في الجزء العلوي من الصفحة الأولى للأوراق التي يتم استخدامها في جلسة العصف الذهني.
- عرض فترة هدوء: إذا رغب الشخص في ذلك؛ فيُمكنه عرض الحصول على فترة هدوء تبلغ مدتها دقيقة واحدة حتى يتمكّن المشاركون من تجميع الأفكار وتدوين بعضها.
- بدء العصف الذهني: بعد فترة الهدوء يتم تداول الأفكار وتسجيلها حتى تصبح الاستجابة بطيئة؛ لكثرة الأفكار وطرح كل واحد من المشاركين ما لديه، وفي هذا الوقت يتم منح وقت للأفكار الإضافية ثم إيقاف العصف الذهني.
- ترقيم الأفكار: يتم ترقيم الأفكار في النهاية أو ترتيبها حسب الحروف الأبجدية حتى يسهل على المشاركين الرجوع إلى أيٍّ منها بسهولة أكبر، وبعد ذلك يتم طلب توضيح الأفكار التي تحتاج إلى ذلك.
كيف يتم إجراء جلسة عصف ذهني فعالة؟
يُمكن للمرء إجراء جلسة عصف ذهني فعالة عن طريق اتباع الإرشادات الآتية:
- تحديد الأهداف: يكون العصف الذهني مفيدًا عندما يتم توضيح الأهداف التي ينبغي الوصول إليها، ولذلك كان من الضروري وضع الأهداف التي تعود جميع الأفكار إليها ضمن الجلسة.
- توفير المساحة للرسم: عندما تتضمن الجلسة أي حلول تتطلب تخصيصًا مكانيًا؛ فإن الرسم يُعد طريقة أفضل للتعبير والعصف الذهني مقارنةً بالكلمات، كما أن الرسم وتفسير الرسومات يعزز قدرة الدماغ على توليد الأفكار.
- التخلص من المُلهيات: يصعب إجراء جلسات العصف الذهني في بيئة مليئة بالملهيات، ولذلك يجب التخلص من الملهيات المختلفة؛ بما فيها رنين الهاتف أو إشعارات البريد الإلكتروني.
- تشجيع طرح الأفكار: ينبغي على مدير الجلسة تشجيع المشاركين على طرح الأفكار التي لديهم وتحفيزهم على ذلك، سواءً كانت الأفكار من المستويات المرتفعة أو المنخفضة أو كانت من الأفكار غير المألوفة.
- التمسك بقواعد العصف الذهني: لا بُد من التمسك بجميع قواعد العصف الذهني حتى تكون الجلسة أكثر فعالية، ومن ذلك التركيز على الكم الذي يتم تقديمه من الأفكار دون النظر إلى الجودة والكيف.
- الحرص على الموضوعية: من الضروري التزام الموضوعية في جلسات العصف الذهني وتجنب الآراء الشخصية، وذلك حتى يتم الوصول إلى أفكار ذات فعالية أفضل.
ما هي استراتيجية العصف الذهني في توسيع الكلمات الرئيسية؟
إن الكلمات الرئيسية مجموعةٌ من الكلمات أو العبارات المحددة التي تتعلق بالفكرة الرئيسية أو السؤال الذي يتم طرحه أثناء جلسة العصف الذهني، ويتم توسيع مجال الكلمات الرئيسية بشكل صحيح من خلال تحديد الأفكار والمصطلحات الرئيسية، ثم تحديد المصطلحات التي تنبغي إزالتها والمصطلحات التي يجب جعلها أكثر تعميمًا.
وعند الانتهاء من تحديد الكلمات التي تنبغي إزالتها؛ يتم تجميع الكلمات والعبارات والمصطلحات المتبقية مع بعضها البعض بشكل مناسب، للوصول إلى كلمات رئيسية أوسع وأكثر تعميمًا، ويمكن الاعتماد على النتائج النهائية عند البحث في المصادر ذات العلاقة من أجل الوصول إلى النتيجة المطلوبة.
كيف يمكن التعامل مع تحديات جلسة العصف الذهني؟
توجد الكثير من التحديات التي تواجه جلسات العصف الذهني؛ منها: التركيز على التوافق مع الأفكار التي يطرحها الآخرون، والتقيد بأنماط تفكير محددة، والتخوف من اتهام الأفكار بالسخافة. فيما يأتي بعضًا من الإرشادات للتعامل مع تحديات جلسة العصف الذهني:
- ضمان تعاون المشاركين: ينبغي على مدير الجلسة ضمان تعاون المشاركين مع بعضهم البعض عند طرح الأفكار وإيرادها بدلًا من منافسة بعضهم البعض، ويجب التعامل مع السلوكيات غير المناسبة بطريقة صحيحة.
- تشجيع البناء على أفكار الآخرين: لا بُد من تشجيع البناء على أفكار الآخرين أثناء الجلسة لتوليد أفكار جديدة، إلى جانب تنمية مهارات التفكير النقدي لديهم أيضًا.
- منع الجلسة من أن تكون جلسة محادثة: يجب أن يقوم المنسق بتوجيه جميع المشاركين للبقاء في مهمة العصف الذهني وعدم الخروج عنها حتى تصبح الجلسة مشابهة لجلسات الدردشة.
متى ينبغي تجنب طرق العصف الذهني؟
على الرغم من الفوائد الكثيرة لعملية العصف الذهني؛ إلا إن هُناك عدة من الحالات التي تستدعي تجنب إجراء هذا النوع من الجلسات، وفيما يأتي بعضًا منها حسب موقع كومنولث كنتاكي:
- الحاجة إلى الآراء الحقيقية: عند الرغبة في الحصول على آراء الناس الحقيقية في موضوع ما؛ يُمكن اللجوء إلى إجراء المقابلات أو الاستطلاعات، ولا يتم الاعتماد على جلسات العصف الذهني لهذه الغاية.
- تخلّف الثقة: في بعض الأحيان تتخلّف الثقة سواءً كانت الثقة بالموضوع أو ثقة الأفراد ببعضهم البعض أو ثقتهم بمدير جلسة العصف الذهني، وعادةً ما يكون تخلف الثقة عند طرح المواضيع المثيرة للجدل، ويستدعي ذلك تجنب جلسات العصف الذهني.
- في حالة معرفة الإجابة: يحاول البعض معرفة الأفكار التي لدى الآخرين حول موضوع ما، ثم يقومون بمحاولة التلاعب بإجابات الآخرين حتى توافق إجاباتهم المسبقة وأجنداتهم الخاصة، ولا بُد من تجنب العصف الذهني لهذه الغاية.
اقرأ/ي أيضًا:
هل هناك تعريف للذكاء في علم النفس؟
هل يمكن تعليم الحساب الذهني للأطفال بسهولة؟
