تحقيق مسبار
يُعد النزيف الداخلي من المشاكل الصحية التي تكون خطيرة في كثير من الأحيان؛ فإنها تنتهي بالموت إذا لم يحصل المرء على العلاج المناسب في بعض الحالات.
يُسلّط هذا المقال الضوء على أبرز أعراض وأسباب النزيف الداخلي، بالإضافة إلى توضيح بعض الاختبارات التي تستخدم للتشخيص مع ذكر بعض طرق العلاج.
هل يمكن معرفة أعراض النزيف الداخلي؟
يمكن للمرء معرفة أعراض النزيف الداخلي عند ظهورها بالفعل؛ فإن هُناك العديد من الأعراض التي تشير إلى هذا النوع من النزيف، وربما تختلف الأعراض بناءً على المكان الذي يتعرض إلى النزيف من جسم المصاب. ولا بُد من الاعتناء بهذه الأعراض واتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل معها حتى لا يُصاب الشخص بأيٍّ من المضاعفات الخطيرة.
ما هي أعراض النزيف الداخلي؟
يحدث النزيف الداخلي نتيجةً للتعرض إلى الصدمات المباشرة أو لعددٍ من الأسباب الأخرى، وفيما يأتي قائمة بأبرز الأعراض التي يمكن ظهورها عند النزيف الداخلي:
- الدوار: تشيع الإصابة بالدوار مع استمرار فقدان الدم بشكل سريع، وإذا لم يكن فقدان الدماء سريعًا؛ يمكن أن يشعر المرء بالدوار عند محاولة الوقوف، وهو من أعراض النزيف الداخلي.
- الآلام: يتسبب الدم بتهيج الأنسجة، وهو ما يؤدي إلى الشعور بالآلام عند الإصابة بالنزيف الداخلي، وفي بعض الأحيان يشعر المرء بالألم في المنطقة المحيطة بالنزيف، بينما ينتقل الألم إلى أجزاء أخرى من الجسم أحيانًا.
- ضيق التنفس: لا يتعلق ضيق التنفس بالنزيف في أجزاء محددة من الجسم، وإنما يُمكن أن يحدث عند النزيف في أي جزء، وذلك لأن عدد خلايا الدم الحمراء التي تنقل الأكسجين يصبح منخفضًا مع استمرار فقدان الدماء.
- الوخز في الأطراف: يُمكن أن يكون الوخز في اليدين والقدمين من أعراض النزيف الداخلي؛ ذلك لأن الجسم يحاول توجيه الدم إلى الأجزاء المهمة من الجسم، بدلًا من اليدين والقدمين مع استمرار نقص الدم.
- فرط التنفس: في بعض الأحيان يلجأ جسم الإنسان إلى التنفس بسرعة كبيرة جدًا؛ للتعويض عن الأكسجين الذي يحتاجه الجسم، بعد فقدان خلايا الدم الحمراء نتيجة للنزيف الداخلي، ويُعرف التنفس السريع باسم فرط التنفس.
- التغيرات التي تطرأ على الرؤية: من الشائع حدوث تغيرات في الرؤية عند المصابين بالنزيف الداخلي، وهي المرحلة التي تسبق فقدان الوعي في كثيرٍ من الأحيان، ويمكن أن تحدث عندما يكون النزيف الداخلي في المخ.
- القيء والغثيان: يتعرض المرء إلى القيء والغثيان بعد الإصابة بالنزيف الداخلي، نتيجة فقدان الدم أو استجابة الجسم للآلام التي يعاني منها، وهي أعراض شائعة عندما يكون النزيف في الدماغ أو يكون في الجهاز الهضمي.
- فرط التعرق: إذا كان نزيف الدم شديدًا ومفاجئًا؛ ربما تظهر على المصاب أعراض التعرق الغزير، ذلك لأن فقد الدم يؤدي إلى تغيرات سريعة في درجات حرارة الجسم أحيانًا، مما يؤدي إلى التعرق.
- الكدمات: في العادة تدل الكدمات في الجسم على مكان حدوث النزيف الداخلي؛ منها الكدمات التي حول السرة، والتي تشير إلى النزيف في البطن، وربما يتعرض المرء إلى الكسور بجانب الكدمات الشديدة أحيانًا.
- التغير في الحالة العقلية: تشير التغيرات في الحالة العقلية بما في ذلك الارتباك، إلى فقدان كميات كبيرة من الدماء، ويمكن أن يؤدي النزيف الداخلي كذلك إلى فقدان الوعي بشكل تام، وهي حالة طبية طارئة تستدعي تدخل مقدم الرعاية الصحية.
هل يمكن تحديد متى تبدأ أعراض النزيف الداخلي؟
تختلف مدة النزيف الداخلي في الرأس وغيرها من الأجزاء في الجسم اختلافًا كبيرًا، كما أن النزيف الداخلي يحدث أحيانًا دون شعور المرء بأي من الأعراض حسب موقع فيري ويل هيلث، هذا يعني أنه لا يمكن تحديد متى تبدأ أعراض النزيف الداخلي بالظهور؛ إنما ينبغي على المرء مراقبة جسمه ومراجعة الطبيب عندما يتوقع الإصابة بهذا النوع من أنواع النزيف، الذي يكون خطيرًا في بعض الأحيان.
ما هي أسباب النزيف الداخلي؟
توجد الكثير من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالنزيف الداخلي عند الإنسان، وتتضمن القائمة الآتية عدد من هذه الأسباب:
- الصدمات: تُعد الصدمات من أكثر أسباب النزيف الداخلي شيوعًا، وتحدث عندما يرتطم جسم الإنسان بالعناصر المحيطة، وهُناك عدة أنواع من الصدمات التي تؤدي إلى النزيف المذكور، ومنها ما يأتي:
- صدمة الاختراق: تحدث صدمات الاختراق عندما يستطيع أي من الأجسام الدخول في جسم الإنسان، ويشمل ذلك الرصاص والزجاج المكسور والشظايا والسكاكين.
- الصدمات الحادة: تشمل الصدمات الحادة الضربات واللكمات وغيرها، وربما لا تؤدي هذه الصدمات إلى أعراض مباشرة في البداية، إلا أنها تتسبب بالنزيف الداخلي.
- إصابات التباطؤ: عادةً ما يتعرض الشخص إلى هذا النوع من الإصابات عندما تتباطأ سرعة المركبة بشكل مفاجئ، وهو ما يؤدي إلى تمزق الأوعية الدموية وبعض الأعضاء، وتتسبب بالنزيف أحيانًا.
- الكسور: في بعض الأحيان تؤدي الكسور الطويلة في كل من الحوض والساق والذراع إلى فقدان كميات كبيرة من الدماء، كما أن الشظايا التي تخرج من العظام تؤدي إلى تمزق الأوعية الدموية أحيانًا.
- نقص عوامل تخثر الدم: يقوم الجسم بإنتاج عوامل التخثر حتى يوقف النزيف إذا تعرض المرء إلى الجروح والإصابات، وإذا واجه الجسم نقصًا في عوامل التخثر؛ ربما يسمح ذلك بحرية النزيف دون توقف.
- تناول بعض الأدوية: هناك العديد من أنواع الأدوية التي يمكن أن تؤدي إلى النزيف الداخلي، ومنها مميعات الدم التي تهدف إلى منع التجلطات، وكذلك الأسبرين الذي يتم استخدامه دون الحصول على وصفة طبية.
- ارتفاع ضغط الدم المزمن: يؤدي ارتفاع ضغط الدم المزمن إلى إجهاد جدران الأوعية الدموية عند الإنسان ويتسبب بإتلافها، ويُسهم ذلك في سهولة تمزق الأوعية والتعرض إلى النزيف الداخلي في بعض الأحيان.
- الاضطرابات الوراثية: تتسبب بعض الاضطرابات الوراثية التي تنتقل إلى المرء من أبويه بالتعرض إلى نزيف الدم الداخلي، وأبرزها الهيموفيليا التي تؤدي إلى النزيف عند الإصابات الطفيفة إذا لم تُعالج بسرعة.
- مشاكل الجهاز الهضمي: يُمكن أن يصاب المرء ببعض الاضطرابات أو المشاكل الصحية في الجهاز الهضمي وتؤدي إلى النزيف الداخلي، ومنها التهاب القولون والتهاب المعدة والتهاب المريء والقرحة الهضمية.
- الانتباذ البطاني الرحمي: عند الإصابة بهذه المشكلة الصحية، تنمو بعض الأنسجة المشابهة لأنسجة بطانة الرحم خارج منطقة رحم المرأة، ويتخلص الرحم من هذه البطانة متسببًا بالنزيف الداخلي.
- حمى أومسك النزفية: تُعد حمى أومسك النزفية من الأسباب الأقل شيوعًا للإصابة بالنزيف الداخلي، وهي حمى فيروسية تُسهم في تقليل عدد الصفائح الدموية التي يوفرها الجسم لإيقاف النزيف.
- الحمل خارج الرحم: عند الحمل خارج الرحم، تتعرض المرأة إلى النزيف مع استمرار نمو جنينها، وهي واحدة من المشاكل الصحية التي يمكنها تهديد حياة المرأة الحامل.
- العمليات الجراحية: يجب على الطبيب التحقق من إيقاف النزيف بشكل كامل بعد الانتهاء من العمليات الجراحية، وإذا نسي أي نزيف وقام بإغلاق الجرح؛ فربما يتسبب ذلك باستمرار النزيف الداخلي دون توقف.
- نمط الحياة غير الصحي: يمكن أن تؤدي الأنشطة اليومية ونمط الحياة غير الصحي عند المرء إلى الإصابة بالنزيف الداخلي، ويشمل ذلك التدخين وتعاطي العقاقير غير المشروعة أو شرب الخمر وغيرها.
كيف يتم تشخيص النزيف الداخلي في الرأس وأعضاء الجسم الأخرى؟
يتم إجراء العديد من الاختبارات لتشخيص النزيف الداخلي في الرأس وأعضاء الجسم الأخرى، وذلك حتى يستطيع الطبيب معرفة السبب ثم البدء بعلاج النزيف الداخلي على نحو صحيح، وفيما يأتي قائمة بأبرز الفحوصات والاختبارات لتشخيص النزيف:
- التنظير: إذا قلق الطبيب من وجود نزيف في الجهاز الهضمي؛ فربما يلجأ إلى إجراء التنظير الداخلي أو تنظير القولون لتحديد مصدر النزيف، وربما يستطيع الطبيب إيقاف النزيف في هذه الحالة عن طريق الكي.
- التصوير المقطعي المحوسب: إلى جانب قدرته على تحديد الأورام التي يتعرض لها المخ والكسور في الجمجمة؛ يستطيع التصوير المقطعي المحوسب مساعدة الطبيب في البحث عن النزيف الداخلي في الدماغ أيضًا.
- تحاليل الدم: من خلال تحاليل الدم يستطيع مقدم الرعاية الصحية تعداد الدم الكامل، ومعرفة مدى سرعة تجلط الدم، بالإضافة إلى التحقق من عدد الصفائح الدموية، وغيرها من المعلومات المفيدة في تشخيص النزيف.
- اختبارات البراز: عن طريق بعض الاختبارات التي يجريها الأطباء على البراز؛ يُمكن تحديد سبب النزيف الخفي الذي يتعرض إليه الجسم، وبدء تقديم العلاج الذي يحتاجه المرضى حسب موقع مايوكلينك.
هل يمكن علاج النزيف الداخلي؟
يمكن لمقدم الرعاية الصحية علاج النزيف الداخلي بالفعل، وذلك بعد إجراء التشخيص ومعرفة السبب الذي يكمن وراء هذا النوع من النزيف، ومن العلاجات المستخدمة تناول بعض الأدوية، كذلك يتم علاج النزيف الداخلي أحيانًا بالاعتماد على التنظير، وربما يحتاج المرضى إلى عمليات نقل الدم للتعويض عن الدماء التي فقدها الجسم بسبب النزيف. وبشكل عام، يعتمد تحديد العلاج على 3 عوامل، وهي: الجزء المصاب بالنزيف، الصحة العامة للمصاب وشدة سبب النزيف.
كيف يتم تقديم الإسعافات الأولية للنزيف الداخلي؟
عندما تظهر أعراض النزيف الداخلي على الشخص؛ ينبغي وضعه على الأرض ورفع ساقيه إلى الأعلى فوق مستوى قلبه، ويجب منعه من تناول أيّة أطعمة أو مشروبات، كذلك يجب نقل المصاب إلى أحد المراكز الصحية أو التحدث مع الإسعاف، ليحصل على الرعاية التي يحتاجها؛ فإن ترك النزيف دون علاج يؤدي إلى عدة مضاعفات خطيرة أحيانًا، أبرزها فقر الدم والموت.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن علاج الدوخة في المنزل؟
هل يمكن علاج فقدان الشهية والغثيان والدوخة؟