تحقيق مسبار
يتم استخدام المضاد الحيوي لعلاج الكثير من أنواع العدوى التي تصيب الإنسان، لكن يمكن أن تكون مهددة للحياة في بعض الأحيان. يعتني هذا المقال ببيان العديد من أضرار المضادات الحيوية وإرشادات استخدامتها، كما أنه يسلط الضوء على المجموعات الرئيسية للمضادات الحيوية وبعض الاستخدامات لكل مجموعة منها.
هل أضرار المضاد الحيوي معروفة؟
إن أضرار المضاد الحيوي معروفة لدى الأطباء والمختصين، كما أنها عادةً ما تكون مُدرجة مع ورقة المعلومات المُرفقة في علبة المضادات الحيوية أيضًا. ينبغي على المرء مراعاة هذه الأضرار ومعرفة أية تداخلات للمضاد مع الأدوية الأخرى؛ لاتخاذ الاحتياطات المناسبة ومنع التعرض إلى الأضرار الصحية الخطيرة.
ما هي أبرز أضرار المضاد الحيوي وآثاره الجانبية؟
يُمكن أن تؤدي المضادات الحيوية إلى الإسهال والتقيؤ والغثيان واضطراب المعدة، وتتسبب بعض أنواع المضادات بالحساسية من أشعة الشمس، وفي بعض الأحيان تظهر الفطريات في الفم أو الجهاز الهضمي أو المهبل نتيجة لاستخدام المضادات الحيوية فترة طويلة، وتتضمن القائمة الآتية بعضًا من الأضرار الأخرى للمضاد الحيوي:
- ردة الفعل التحسسية: تزور آلاف الحالات سنويًا المستشفيات نتيجةً لردود الفعل التحسسية التي تتسبب بها المضادات الحيوية، وتتراوح ردة الفعل التحسسية بين الآثار الجلدية الطفيفة وحتى الوصول إلى أعراض خطيرة أحيانًا.
- المطثية العسيرة: إن المطثية العسيرة من المشاكل الصحية البكتيرية، ويمكن أن يؤدي المضاد الحيوي إلى الإصابة بهذه البكتيريا؛ لأنه يقتل أنواع البكتيريا الجيدة التي تقاوم أنواع البكتيريا الضارة لعدة أشهر.
- الأضرار غير المعتادة: أحيانًا يتسبب المضاد الحيوي بآثار جانبية غير معتادة؛ منها الأوجاع والآلام الشديدة وفقدان السمع، كذلك انخفاض عدد الصفائح الدموية وتشكيل الحصوات في الكلى.
ما هو المضاد الحيوي؟
يُمكن تعريف المضادات الحيوية بأنها أدوية ذات مفعول قوي يتم استخدامها لعلاج بعض أنواع العدوى، وتُسهم هذه المضادات في إنقاذ الأرواح عند استخدامها بشكل صحيح، وتكمن أهميتها في منع نمو البكتيريا أو قتلها وتدميرها؛ فإن جهاز المناعة لا يستطيع التعامل مع النمو المفرط للبكتيريا في الجسم أحيانًا مما يجعلها مُهددة للحياة. يجدر الذكر بأن البنسلين كان أول واحد من المضادات الحيوية.
ما هي مجموعات المضادات الحيوية الرئيسية؟
في الوقت الحالي تتوفر مئات الأنواع من المضادات الحيوية، ويمكن إدراج مُعظم هذه الأنواع في المجموعات الرئيسية الآتية:
- البنسلينات: يتم الاعتماد على البنسلينات لعلاج التهابات الجلد والتهابات الصدر والتهابات المسالك البولية والعديد من أنواع العدوى الأخرى، ومن الأمثلة عليها دواء الأموكسيسيلين، ودواء الفلوكلوكساسيلين.
- السيفالوسبورينات: يُمكن استخدام السيفالوسبورينات لعلاج مجموعة متنوعة من العدوى، ويتم الاعتماد على بعضها لعلاج أنواع العدوى الأكثر خطورة؛ مثل التهاب السحايا وتسمم الدم، ومن الأمثلة على هذه المجموعة دواء السيفالكسين.
- الأمينوغليكوزيدات: يميل استخدام هذه المجموعة من المضادات الحيوية إلى أن يكون في المستشفيات، وللحالات الخطيرة فقط، وذلك لأنه يؤدي إلى أعراض جانبية وأضرار خطيرة مثل تلف الكلى وفقدان السمع.
- التيتراسايكلنات: تستطيع مجموعة التيتراسايكلنات التعامل مع الكثير من الالتهابات، لكنها كثيرًا ما تُستخدم في علاج حب الشباب أو العد الوردي، ومن الأمثلة على هذه المجموعة دواء الدوكسيسيكلين، ودواء الليميسيكلين.
- الماكروليدات: تُستخدم الماكروليدات بدلًا من البنسلين عند الأشخاص الذين لديهم حساسية تجاه البنسلينات، وكذلك تستخدم لعلاج البكتيريا المقاومة للبنسلين، ويُمكن أن يكون لها دور مفيد في علاج التهابات الرئة والصدر بشكل خاص.
- الفلوروكينولونات: على الرغم من استخدام الفلوروكينولونات بشكل واسع سابقًا لعلاج مجموعة من أنواع العدوى البكتيرية؛ إلا إن استخدامها تقلّص بشكل كبير نتيجة للآثار الجانبية التي تتسبب بها.
هل توجد إرشادات لمراعاتها عند تناول المضاد الحيوي؟
لا شك بأن هناك العديد من الإرشادات التي تنبغي مراعاتها عند تناول المضادات الحيوية لضمان مقاومة العدوى والحد من فرصة التعرض إلى الأضرار والآثار الجانبية، وفيما يأتي عدة من هذه الإرشادات:
- اتباع تعليمات الاستخدام: يجب على الشخص اتباع تعليمات استخدام المضاد الحيوي بعناية كبيرة في جميع الأحوال، ولا يجوز التوقف عن تناول هذا النوع من الأدوية في وقتٍ مبكرٍٍ حتى وإن شعر المريض بتحسّن.
- تجنب الاحتفاظ بالمضادات الحيوية: يجب على المرء الابتعاد عن الاحتفاظ بالمضادات الحيوية عنده لاستخدامها في وقت لاحق، وإنما ينبغي عليه استشارة الطبيب ومراعاة الحصول على مضادات جديدة عند الحاجة.
- عدم مشاركة المضاد الحيوي: لا بُد من تجنب مشاركة المضادات الحيوية التي يستخدمها الآخرون حتى لو قام الطبيب بوصف المضاد ذاته للشخصين كليهما، وإنما ينبغي على كل واحد من الأشخاص استخدام المضاد الحيوي الخاص به.
- الابتعاد عند استخدام المضاد الموصوف للآخرين: يُمكن أن يؤدي استخدام المضاد الحيوي الموصوف للآخرين إلى آثار جانبية أكثر إزعاجًا، كما أنه يتسبب بزيادة حدة المرض، وفي بعض الأحيان يكون مفيدًا ولكنه لا يكون الدواء الأفضل.
- مراعاة الوقت: من الضروري تناول المضاد الحيوي في الوقت ذاته من كل يوم وعدم التأخر أو التبكير، وذلك مع مراعاة عدد مرات تناول الدواء يوميًا حسب إرشادات الطبيب.
ما هي أكثر أنواع العدوى التي تستدعي استخدام المضاد الحيوي؟
على الرغم من استخدام المضاد الحيوي للتعامل مع مجموعة واسعة من أنواع العدوى البكتيرية؛ إلا إن هُناك العديد من العدوى التي يشيع استخدام المضادات لعلاجها أكثر من غيرها، وفيما يأتي قائمة ببعض هذه الأنواع من العدوى:
- حب الشباب: يُعرف حب الشباب بأنه حالة جلدية تنتج عن الخلايا الجلدية التي تموت وتؤدي إلى انسداد المسامّ، ويُمكن للبكتيريا أن تلعب دورًا في ظهور حب الشباب، ولذلك تستخدم المضادات الحيوية في علاجها.
- التهاب الشعب الهوائية: عادةً ما تكون الفيروسات مسؤولة عن التهاب الشعب الهوائية؛ إلا إن هذا الالتهاب ينتج عن عدوى بكتيرية أحيانًا، وتكثر الإصابة بالتهاب الشعب الهوائية عند المدخنين والأشخاص ذوو جهاز المناعة الضعيف.
- التهاب الملتحمة: يصيب هذا الالتهاب الغشاء المبطن لجفون العين، ويُمكن استخدام المضادات الحيوية للتعامل معه بعد إجراء التشخيص من قبل الطبيب والتحقق من السبب.
- التهاب الأذن الوسطى: يصيب هذا الالتهاب كلًا من الأذن الوسطى وطبلة الأذن، ومن أعراضه الحُمى ووجع الأذنين، كما أنه يتسبب بضعف السمع في بعض الحالات، ويمكن علاجه باستخدام المضادات الحيوية إذا كان السبب بكتيريًا.
- الأمراض المنقولة جنسيًا: تنتقل هذه الأمراض عند وجود اتصال جنسي بين الشخص المصاب والشخص السليم كما يظهر من اسمها، ويُمكن أن يكون سببها بكتيريًا أو طفيليًا أو فيروسيًا، وتستخدم المضادات الحيوية لعلاج الحالات البكتيرية.
متى تبدأ فعالية المضاد الحيوي؟
لا يستغرق المضاد الحيوي وقتًا طويلًا حتى يبدأ في مقاومة البكتيريا، وإنما تبدأ فعالية المضاد الحيوي مباشرةً بعد تناول الدواء من قبل المريض، وعلى الرغم من بدء مفعولها مباشرةً؛ إلا إن المريض يشعر بتحسّن بعد مرور يومين أو 3 أيام ولا يشعر بالتحسّن فورًا. تعتمد سرعة الشعور بتحسّن على نوع العدوى البكتيرية التي يعاني منها المرء، إلى جانب بعض العوامل الأخرى.
كم تبلغ مدة استخدام المضاد الحيوي؟
عادةً ما تبلغ مدة استخدام المضاد الحيوي 7-14 يومًا، وربما يحتاج المرضى إلى استخدام المضادات الحيوية فترة أطول، ويعتمد ذلك على التشخيص الذي يجريه الطبيب المختص. وفي أي حال من الأحوال يجب على الشخص عدم التوقف عن استخدام المضاد الحيوي قبل انقضاء المدة التي يحددها الطبيب حتى لو شعر بتحسن في وقت مبكر.
متى ينتهي مفعول المضاد الحيوي؟
لا يوجد وقت ينتهي مفعول المضاد الحيوي عنده دائمًا لجميع الأنواع، وإنما تختلف مدة انتهاء المفعول بين مضاد حيوي وآخر؛ فإن البنسلين يستغرق قرابة 8 ساعات للخروج من الجسم بالكامل وانتهاء مفعوله، بينما يستغرق الدوكسيسيكلين 5 أيام للخروج من الجسم، وهذا يعني أن الفترة تتفاوت بشكل كبير جدًا.
هل هناك عدة أنواع من الأدوية التي تتعارض مع المضاد الحيوي؟
ينبغي على المرضى تجنب جميع الأدوية التي تتعارض مع المضاد الحيوي حتى لا يتعرض أي منهم إلى الآثار الجانبية الخطيرة، وهناك عدة أنواع تتداخل وتتعارض مع عمل المضاد الحيوي في جسم الإنسان، ومنها: الميثوتريكسات التي تتعارض مع البنسلين، وتداخل السيفالوسبورينات مع مضادات تخثر الدم، وتعارض التتراسيكلين مع مدرات البول حسب موقع هيئة الخدمات الصحية الوطنية.
ما هي مقاومة المضادات الحيوية؟
في بعض الأحيان تقوم البكتيريا بتطوير الآليات التي تساعدها في مقاومة عمل المضادات الحيوية مما يجعل المضادات غير فعّالة، ويُمكن أن تصبح البكتيريا أكثر خطورة في هذه الحالة، وتتسبب مقاومة المضادات الحيوية بعشرات آلاف الوفيات سنويًا، وعادةً ما تحدث المقاومة عندما تعجز المضادات الحيوية عن قتل البكتيريا أو السيطرة عليها عند استخدامها.
ما هي إرشادات الحد من مقاومة المضادات الحيوية؟
توجد الكثير من الإرشادات التي تساعد في الحد من مقاومة المضاد الحيوي؛ منها: تجنب استخدام المضادات الحيوية في علاج الأمراض والعدوى الطفيفة التي يستطيع جهاز المناعة التعامل معها، كذلك يجب الحرص على تناول المضادات الحيوية حتى انتهاء المدة التي يقررها الطبيب لتجنب المقاومة، ومن الإرشادات الأخرى تجنب تناول المضادات الموصوفة لشخص آخر.
هل فوائد المضاد الحيوي تشمل مقاومة الفيروسات؟
تتسبب البكتيريا والفيروسات بالكثير من الأمراض التي تصيب الإنسان، ويستطيع المضاد الحيوي التعامل مع البكتيريا والقضاء عليها بكفاءة، ولكن فوائد المضاد الحيوي لا تشمل المسبب الرئيسي الآخر للأمراض، وهو الفيروسات، ويقوم جهاز المناعة بمقاومة العديد من أنواع المجرى الفيروسية بسهولة، في حين يحتاج بعضها إلى طرق علاج أخرى بعد التشخيص.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن تحديد أسباب الصداع بدقة؟