تحقيق مسبار
ربما يؤدي سكر الحمل إلى وفاة الطفل أو يتسبب بمضاعفات تؤدي إلى وفاة الأم، ولذلك كان من الضروري على النساء التعامل مع هذا الداء بشكل صحيح عند ثبوت إصابتهم به أو ظهور أي من أعراضه. يعتني هذا المقال ببيان أبرز أعراض سكر الحمل ومضاعفاته مع عدة إرشادات للسيطرة عليه والتعامل معه.
هل يمكن معرفة أعراض سكر الحمل؟
هُناك العديد من الأعراض التي تميز سكر الحمل عن غيره من المشاكل الصحية التي تصيب المرأة أثناء فترة الحمل، ولا بُد من مراعاة جميع أعراض هذا الداء والتحدث مع مقدم الرعاية الصحية في شأنها حتى تضمن الحامل سلامتها وسلامة جنينها. يجدر الذكر بأن سكر الحمل لا يتسبب بأي من الأعراض في معظم الأحيان، أو يؤدي إلى الإصابة بأعراض غير ظاهرة لا تشعر بها المرأة.
ما هي أعراض سكر الحمل؟
يُعد الإعياء من أبرز الأعراض التي تصاحب سكر الحمل، وكذلك الشعور بالعطش الشديد، والحاجة إلى التبول بشكل مفرط، والإصابة بعدوى الخميرة، وعلى الرغم من ندرة ظهور هذه الأعراض أو ظهورها بشكل خفيف أحيانًا؛ إلا إن على المرأة إجراء الفحوصات باستمرار في حالة ثبتت إصابتها بهذا الداء أو كانت من النساء اللواتي لديهن خطورة مرتفعة من الإصابة، حتى يستطعن التعامل مع هذا النوع من السكري بشكل صحيح.
ما هو سكر الحمل؟
يُعرف سكر الحمل بأنه نوع من أنواع داء السكر الذي يتم اكتشافه عند المرأة خلال فترة الحمل، ويؤثر هذا الداء على كيفية تعامل الجسم مع السكر كما هي حالة أنواع داء السكري الأخرى، ويُمكن أن يؤثر على صحة الحامل والطفل في بعض الأحيان؛ إلا إن المرأة تستطيع السيطرة على مستويات السكر من خلال ممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي صحي لتفادي هذه التأثيرات.
متى يعتبر السكر مرتفع عند الحامل؟
تبلغ معدلات سكر الحمل الطبيعي 95 ملليجرام لكل ديسيلتر تقريبًا قبل تناول الوجبات، بينما ترتفع معدلات سكر الحمل الطبيعي إلى 140 ملليجرام لكل ديسيلتر بعد ساعة من تناول الوجبة، وتصبح 120 ملليجرام لكل ديسيلتر بعد ساعتين من تناول الوجبة، وإذا وصلت مستويات السكر في الدم إلى 190 ملليجرام لكل ديسيلتر؛ فحينئذ يعتبر السكر مرتفع عند الحامل وتتم متابعتها بشكل دوري من قبل مقدم الرعاية الصحية المختص.
متى يبدأ سكر الحمل بالظهور عادة؟
عادةً ما يبدأ سكر الحمل بالظهور بين الأسبوعين 24-28 من الحمل، وتتراوح نسبة الإصابة بهذا الداء بين 2%-14% في الولايات المتحدة الأمريكية حسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، ولا تعني الإصابة بسكر الحمل إصابة المرأة بداء السكر من النوع الأول أو الثاني بعد انتهاء الحمل، لكن فرصة الإصابة بالسكري من النوع الثاني تزداد لديها.
كيف يتم تشخيص الإصابة بسكر الحمل؟
من الضروري إجراء التشخيص لأعراض سكر الحمل حتى يتحقق الطبيب من إصابة المرأة ثم يبدأ بجدول العلاج المناسب، ويتم الاعتماد على الاختبارين الآتيين عادةً لتشخيص هذا الداء:
- اختبار تحدي الجلوكوز: في هذا الاختبار تشرب المرأة أحد أنواع السوائل المحلاة، ثم يتم فحص الدم بعد ساعة للتحقق من مستويات السكر؛ فإذا كانت مرتفعة يقوم الطبيب بإجراء اختبار تحمل الجلوكوز.
- اختبار تحمل الجلوكوز: يحتاج هذا الاختبار إلى الامتناع عن تناول الطعام مدة 8 ساعات، وخلال اختبار تحمل الجلوكوز يقوم الطبيب بأخذ عينة من الدم قبل شرب سائل محلى ثم أخذ عينة بعد شرب السائل؛ لتأكيد الإصابة بسكر الحمل بعد الفحص.
كيف يتم علاج سكر الحمل؟
تهدف علاجات سكر الحمل إلى التقليل من المضاعفات وضمان عدم تأثير الداء على الطفل أو المرأة، وفيما يأتي بعضًا من طريق علاج سكر الحمل:
- اتباع نمط غذاء صحي: يجب على النساء المصابات بسكر الحمل اتباع نظام غذائي من المأكولات الصحية مع الحرص على تناول الوجبات في الأوقات المناسبة، ولا بُد من اتباع خطة الطعام التي تم وضعها مع الطبيب المختص.
- ممارسة الأنشطة البدنية: من الضروري ممارسة الأنشطة البدنية المعتدلة مثل المشي السريع؛ لتقليل مستويات السكر في الدم وزيادة حساسية الجسم للأنسولين، وتجب استشارة الطبيب حول الأنشطة التي تستطيع الحامل القيام بها.
- استخدام الأنسولين: إذا لزم الأمر؛ ينبغي على المرأة استخدام الأنسولين للسيطرة على مستويات السكر في الدم، ولا بُد من مراعات إرشادات وتعليمات مقدم الرعاية الصحية عن تناول الأنسولين.
هل هناك إرشادات لمراقبة على سكر الحمل؟
هُناك عدة من الإرشادات التي تنبغي مراعاتها عند الإصابة بسكر الحمل للسيطرة على الداء واتخاذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب، ومنها: فحص سكر الدم للتأكد من عدم ارتفاع السكر عن الحدود الطبيعية وبقائها ضمن النطاق الصحي الذي يضمن سلامتها، وكذلك يجب على المرأة مراقبة نمو الطفل بشكل دوري إذا ثبتت إصابتها بسكر الحمل حتى تتأكد من استمرار النمو في كما ينبغي وعدم تأثير السكر على نمو الطفل.
هل توجد مأكولات تخفض سكر الحمل؟
تتوفر العديد من المأكولات التي يمكن تناولها للتعامل مع سكر الحمل، ومنها: القرنبيط والفطر والدجاج، والمكسرات، وكذلك يُعد كل من الحمص والأرز البني والجزر الأبيض مأكولات تخفض سكر الحمل، ويوصى للمرأة المصابة بالتواصل مع أخصائي تغذية لوضع خطة غذائية مناسبة، ولا بُد من مراعاة العناصر الغذائية الآتية على وجه الخصوص عند الإصابة بسكر الحمل:
- الكربوهيدرات: يوصى للنساء الحوامل بتناول 157 جرامًا من الكربوهيدرات يوميًا إلى جانب 28 جرامًا من الألياف، ويفضل للنساء المصابات بسكر الحمل اختيار أنواع الكربوهيدرات المعقدة؛ لأن الجسم يهضمها بشكل أبطأ.
- البروتين: على المرأة مراعاة الكميات التي تحصل عليها من البروتين عند الإصابة بسكر الحمل، وتختلف كمية البروتين المناسبة حسب فترة الحمل، كما أنها تختلف حسب الاحتياجات الفردية لكل واحدة من النساء.
- الدهون: هناك العديد من المأكولات التي تستطيع توفير الدهون الصحية التي تحتاجها المرأة المصابة بسكر الحمل، ومنها المكسرات غير المملحة وزيت الزيتون وكذلك الأفوكادو.
ما هي الأطعمة التي يجب تجنبها بسبب سكر الحمل؟
تؤدي بعض الأطعمة إلى تفاقم أعراض سكر الحمل ومضاعفاته، ولذلك يجب على المرأة تجنبها والابتعاد عن تناولها، وأبرزها الأطعمة الآتية:
- الأطعمة السكرية: يتسبب تناول الأطعمة السكرية إلى زيادة مستويات سكر الدم، وهذا يعني ضرورة تجنبها من قبل المصابة بسكر الحمل، ومن أبرز هذه الأطعمة البسكويت والكيك والمعجنات الحلوة، وكذلك المشروبات الغازية.
- الأطعمة مرتفعة المحتوى من النشا: يفضل للمرأة الحامل تجنب الأطعمة النشوية ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع؛ لأنها تؤدي إلى زيادة سكر الدم، ومنها الخبز الأبيض والبطاطس البيضاء والأرز الأبيض، أيضًا المعكرونة البيضاء.
- الأطعمة التي تتضمن كربوهيدرات أو سكريات مخفية: لا تكون هذه الأطعمة من المصادر الواضحة للسكريات؛ إلا إنها تحتوي على نسبة مرتفعة، ومنها الكاتشب والبطاطس المقلية والأطعمة المعالجة للغاية.
هل توجد مضاعفات لسكر الحمل؟
إذا لم تقم المرأة بإدارة إصابتها بسكر الحمل جيدًا؛ فربما يتسبب ذلك بالمضاعفات الآتية:
- زيادة وزن الطفل عند الولادة: يمكن أن يؤدي ارتفاع السكر عن الحدود الطبيعية إلى زيادة وزن الطفل بشكل كبير عند الولادة، وهو ما يتسبب بعدة مشاكل في الولادة، وربما يحتاج الطفل إلى ولادة قيصرية في هذه الحالة بدلًا من الولادة الطبيعية.
- الولادة المبكرة: هُناك العديد من العوامل التي تزيد فرصة الولادة المبكرة عند المرأة، ومنها الإصابة بسكر الحمل، وربما يوصي الأطباء بالولادة المبكرة أيضًا لأن وزن الطفل يتزايد بشكل كبير.
- انخفاض سكر الدم عند الطفل: يعاني بعض الأطفال من انخفاض حاد في سكر الدم بعد الولادة بوقت قصير إذا كانت الأم مصابة بسكر الحمل، وتتم إعادة مستويات سكر الدم لدى الطفل إلى الحدود الطبيعية عن طريق الجلوكوز أو التغذية السريعة.
- وفاة الطفل: في بعض الأحيان يؤدي عدم علاج داء سكر الحمل إلى وفاة الطفل في بطن أمه قبل الولادة، كما أنه يؤدي إلى وفاة الطفل بعد الولادة بوقت قصير أحيانًا حسب موقع مايو كلينيك.
- تسمم الحمل: تزداد فرصة إصابة النساء بارتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل عند الإصابة بسكر الحمل، وتصاحب هذه المشاكل الصحية العديد من الأعراض التي تهدد حياة الأم وطفلها في بعض الأحيان.
- انخفاض نسبة السكر في الدم: تتناول بعض النساء الأنسولين للتعامل مع سكر الحمل، وربما يؤدي ذلك إلى انخفاض شديد في مستويات سكر الدم، وهي مشكلة خطيرة تكون قاتلة إذا لم يتم التعامل معها وعلاجها بسرعة.
كيف يمكن الوقاية من سكر الحمل؟
تستطيع المرأة اتباع العديد من الإرشادات لتقليل فرصة إصابتها بسكر الحمل وتحسين فرصة الحمل الصحي لديها، ومنها الإرشادات الآتية:
- تناول الأطعمة الصحية: يجب على النساء تناول الأطعمة الصحية التي تتميز بمحتوياتها المرتفعة من الألياف مع انخفاض محتواها من الدهون والسعرات الحرارية، ومن الضروري التنويع من المأكولات مع مراقبة أحجام الحصص من الطعام.
- المحافظة على النشاط البدني: ينبغي على المرأة المحافظة على النشاط البدني قبل الحمل وأثناءه لضمان الحمل الصحي والحد من فرصة الإصابة بسكر الحمل، ويكفي لهذه الغاية 30 دقيقة من التمارين المعتدلة في ممعظم أيام الأسبوع.
- الحرص على الوزن الصحي: على المرأة أن تحاول بدء الحمل بوزن صحي مع المحافظة على وزنها خلال فترة الحمل أيضًا، وينبغي عليها مراقبة الوزن ومراعات عدم اكتساب الوزن بشكل يزيد على الحدود الطبيعية بسبب الحمل.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن علاج قلة النوم لمرضى السكّري؟
هل الامتناع عن السكر الأبيض مفيد للصحة؟