تحقيق مسبار
تكثر الوصفات الطبيعية ووصفات الطب البديل التي تنصح باستخدام جل نبتة الألوفيرا سواء للعلاج أو لوصفات التجميل. يستعرض هذا المقال نبذة عن نبتة الألوفيرا، وتستعرض فوائد نبتة وجل الألوفيرا المثبتة علميًا، وأخيرًا تُناقش فيما لو كان استخدام نبتة وجل الألوفيرا آمنًا للاستخدام.
نبتة الألوفيرا
يكثُر تداول نبتة وجل الألوفيرا أو ما يُعرف بالصبار بين الأشخاص في مختلف المجتمعات؛ إذ يشيع استخدامها كخيارٍ طبيٍ لعلاج العديد من الحالات الطبية منذ آلاف السنين. وتتميّز نبتة الألوفيرا والتي يتراوح عدد أنواعها 300 نوعًا بأنّها نبات سميك قصير الساق يحتفظ بالماء في أوراقه، وتنمو طبيعيًا وبكثرة في المناخات الجافة والاستوائية في إفريقيا وآسيا وأوروبا والأجزاء الجنوبية والغربية من الولايات المتحدة، وقد اشتُهرت كثيرًا في علاج إصابات الجلد المختلفة ومشاكل الجهاز الهضمي، إلّا أن لديها كذلك العديد من الاستخدامات الأخرى الطبية والجمالية التي يُمكن أن تُفيد الصحة العامة للجسم.
هل فوائد جل الألوفيرا مثبتة علميًا؟
في الواقع هناك العديد من الدراسات والأبحاث العلمية التي أثبتت فعالية وفوائد نبتة الألوفيرا ومستخلصاتها، بما في ذلك فوائد جل الألوفيرا في علاج الحالات الطبية وكذلك استخدامها لغاياتٍ جمالية، إلّا أن هناك بعض وجهات النظر حول عددٍ من الفوائد الصحية التي تم الترويج لها فقط دون وجود دليلٍ علميٍ يُثبت صحتها.
فوائد الألوفيرا
كما أُسلف الذكر؛ تتنوع الفوائد التي تمنحها نبتة الألوفيرا لمستخدميها كثيرًا، وفيما يأتي أكثرها شيوعًا:
- تحتوي نبتة الألوفيرا على مادةٍ خاصةٍ تمنحها خصائص مُلينة، والتي بدورها يُمكن أن تُخفف الإمساك وفقًا للمعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية "NIEHS"، كما اقترحت دراسة علمية أن الألوفيرا يُمكن أن يكون مفيدًا للأفراد المصابين بالإمساك، بما في ذلك أولئك الذين يتعاملون مع هذه الأعراض في القولون العصبي، ويعود السبب في ذلك إلى تأثيرها المُلين وقدرتها على زيادة الماء في تجويف الأمعاء.
- يُساعد معجون الأسنان وغسول الفم بخلاصة الألوفيرا على الحِفاظ على صحة الفم والأسنان عمومًا من خلال تحسين نظافة الفم وتقليل تراكم البلاك، وقد وجدت نتائج دراسة أُجريت عام 2017 أن الأشخاص الذين استخدموا معجون أسنان بخلاصة الألوفيرا، أظهروا تحسنًا كبيرًا في صحة الفم من خلال خفض مستويات فطريات تُسمى بالمبيضات، وكذلك البلاك والتهاب اللثة، كما أظهر الأشخاص الذين استخدموا معجون الأسنان بالألوفيرا صحةً أفضل للفم دون التعرّض لأي آثارٍ ضارة.
- يُمكن أن يُساعد استخدام نبتة الألوفيرا الطازجة على الوجه في إزالة حب الشباب والتخلّص منه، كما يُمكن شراء منتجات الألوفيرا المصممة لحب الشباب بما في ذلك المنظفات والتونر والكريمات، كما قد يكون هناك فائدة أخرى من فوائد الألوفيرا تتمثل في احتوائها على مكوناتٍ فعّالةٍ أخرى.
- يُمكن استهلاك عصير الألوفيرا المليء بالبيتا كاروتين؛ وهو أحد مضادات الأكسدة الموجودة عادةً في الخضار والفواكه البرتقالية والصفراء، والذي يُحوّله الجسم بدوره إلى فيتامين أ المرتبط بصحة العين عمومًا، وبالتالي قد يُساعد على دعم صحة العين والحِفاظ عليها.
- من فوائد الألوفيرا أيضًا قدرتها على تزويد الجسم بالعديد من الفيتامينات والمعادن؛ إذ يحتوي عصير الألوفيرا على فيتامين ج؛ والذي يُعدّ أحد الفيتامينات متعددة الاستخدامات والمفيدة في دعم وظيفة المناعة، بالإضافة إلى احتوائه على الكالسيوم والمغنيسيوم.
جل الألوفيرا
في الواقع تشتهر نبتة الألوفيرا عمومًا بأوراقها الخضراء السميكة والمدببة والدهنية، والتي قد يصل طولها إلى حوالي 30-50 سنتيمترًا، وتحتوي كل ورقة على نسيج لزج يُخزّن الماء ويجعل الأوراق سميكة وهو جل الألوفيرا، والذي يحتوي بدوره على معظم المركبات النشطة بيولوجيًا المفيدة في نبتة الألوفيرا، بما في ذلك الفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية ومضادات الأكسدة.
فوائد جل الألوفيرا
لجل الألوفيرا العديد من الفوائد والاستخدامات الشائعة، ويُذكر من أهم فوائد جل الألوفيرا:
- يُمكن أن يُساعد مسحوق جل الألوفيرا على خفض ضغط الدم عند الالتزام بممارسة التمارين الرياضية بانتظام، واتّباع نظامٍ غذائيٍ صحي، وتناول الأدوية الموصوفة من قبِل الطبيب.
- إحدى أهم فوائد جل الألوفيرا أنّه يدخل في تصنيع العديد من مستحضرات التجميل والأدوية والمواد الغذائية، بفضل احتوائه على مركباتٍ نباتيةٍ صحيةٍ، بما في ذلك الفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية ومضادات الأكسدة.
- يُمكن أن يُساعد جل الألوفيرا على استقرار نسبة السكر في الدم، وذلك بسبب فعاليته في تقليل امتصاص الجلوكوز في الجهاز الهضمي وخفض إنتاج الجلوكوز.
- من أهم فوائد جل الألوفيرا التي جعلت لها شعبية واسعة استخدامها في تلطيف التهاب حروق الشمس، وذلك بفعل قدرته على تبريد الجلد المصاب واحتوائه على خصائص مضادةٍ للالتهابات، مما يُساعد على توفير الشعور ببعض الراحة من الانزعاج المرتبط بحروق الشمس إلى جانب محاربة الالتهاب. بالإضافة إلى ذلك، يُمكن لجل الألوفيرا أن يُقلل من أوقات تعافي الجروح والالتهابات واحمرار الجلد، كما أن أكثر فاعلية في علاج حروق الدرجة الأولى والثانية.
- تخفيف مرض الارتجاع المعدي المريئي "GERD"؛ وهو اضطراب في الجهاز الهضمي يؤدي غالبًا إلى الحموضة المعوية، وقد اقترحت مراجعة عام 2010 أنّ استهلاك 1-3 أونصات من جل الألوفيرا في وقت الوجبة يُمكن أن يُقلل من شدة ارتجاع المريء، كما قد يُخفف أيضًا من مشاكل الهضم الأخرى.
- الحفاظ على المنتجات طازجة؛ إذ أوضحت دراسة نُشرت عام 2014 أن طلاء نباتات الطماطم بجل الألوفيرا ساهم في الحد من نمو العديد من أنواع البكتيريا الضارة على الخضروات، مما يجعل من فوائد جل الألوفيرا أنّه يُساعد بدوره على بقاء الفواكه والخضروات طازجة، ويلغي الحاجة إلى المواد الكيميائية الخطرة التي تطيل العمر الافتراضي للمنتجات.
هل تُعدّ نبتة الألوفيرا ومستخلصاتها آمنة للاستخدام؟
يوصى دائمًا بالتحدث إلى الطبيب قبل الإقبال على تجربة التداوي بأيٍ من النباتات العشبية ومستخلصاتها بما في ذلك نبتة الألوفيرا؛ إذ يُحذّر الباحثون من الاستخدام المزمن والمُفرط لها ومن الآثار الجانبية والمخاطر المحتملة لنبتة الألوفيرا ومستخلصاتها ما يلي:
- يُمكن أن يؤدي تطبيق جل الألوفيرا موضعيًا إلى تهيّج البشرة.
- يُمكن أن يكون لدى بعض الناس حساسية من جل الألوفيرا، والذي قد يُسبب لهم حساسية الجلد واحمرار في العين، وطفح جلدي وتهيّج وحرقان.
- يُمكن أن يؤدي تناول عصير الألوفيرا إلى انخفاض مستويات السكر في الدم، مما قد يزيد من فرص اختلال توازن الأملاح لدى مرضى السكري.
- يُمكن أن يُسبب تناول الألوفيرا عن طريق الفم والذي يمتلك تأثير ملين في حدوث التقلّصات والإسهال، واختلال توازن الأملاح في دم الأشخاص الذين يتناولون الألوفيرا لأكثر من بضعة أيام.
- يُمكن أن تتسبب نبتة الألوفيرا في تلطيخ القولون، مما يجعل من الصعب إلقاء نظرة جيدة على القولون أثناء تنظير القولون، لذا يوصى بتجنبّها لمدة شهر قبل إجراء تنظير القولون.
- يُحظر استخدام نبتة وجل الألوفيرا بشكلٍ موضعيٍ على الجروح العميقة أو الحروق الشديدة.
- يُحظر استخدام الألوفيرا من قِبل الأشخاص الذين يعانون من حساسية من الثوم والبصل والزنبق.
- تُعدّ الجرعات العالية من الألوفيرا عن طريق الفم خطيرة.
- يُمكن أن تتداخل المركبات النشطة بيولوجيًا في الألوفيرا مع عملية إزالة السموم من الكبد، مما يؤدي إلى مزيدٍ من المضاعفات الصحية.
- يُمنع تناول الألوفيرا عن طريق الفم من قِبل الأشخاص الذين يُعانون من مشاكل معوية، أو أمراض القلب أو البواسير، أو مشاكل الكلى أو مرض السكري، أو اختلال توازن الأملاح.
اقرأ/ي أيضًا: