تحقيق مسبار
تُعتبر الفحوصات التي تُعرف بفحوصات الزواج إحدى الطرق للوقاية من نقل الأمراض عبر الأجيال، فهل فحص الزواج ضروري؟
تجيب المقالة التالية على هذا السؤال، وتوضح ما هو فحص الزواج وأنواعه، كما تستعرض طريقة ومدة نتيجة فحص الزواج، بالإضافة إلى أهمية فحص الزواج، وأخيرًا عيوب فحص الزواج الإلزامي.
ما هو فحص الزواج؟
فحص الزواج هو اختبار أو مجموعة اختبارات طبية يتم إجراؤها قبل الزواج لمعرفة وجود الإصابة بصفة أمراض معينة، يمكن انتقالها من خلال العدوى مثل التهاب الكبد الفيروسي B وC والإيدز، أو بالوراثة مثل فقر الدم المنجلي والثلاسيميا، سواء للشركاء أو الأبناء الذين سيأتون في المستقبل، وهو الدور الذي يقوم به فحص الزواج أو مجموعة الفحوصات للحفاظ على سلامة الأُسَر وتقديم النصائح والخيارات البديلة أمام المُقبلين على الزواج.
أنواع فحوصات الزواج
تختلف أنواع فحوصات الزواج من بلد لآخر وذلك بحسب الأمراض المنتشرة في كل بلد والتي تحرص على تجنبها، وفيما يلي أنواع فحوصات الزواج المختلفة:
1- فحوصات الأمراض المعدية والمنقولة جنسيًا
- التهاب الكبد الوبائي B: عدوى فيروسية تصيب الكبد وتنتقل عبر الدم واللعاب والإفرازات المهبلية.
- التهاب الكبد الوبائي C: عدوى فيروسية تنتقل عن طريق الدم أو وسائل انتقال الدم كالإبر والوشم، والتعرض الجنسي. ويتسبب بالإصابة بتليف الكبد وسرطان الكبد، وهو أكثر انتشارًا في دول الشرق الأوسط، ونسبة انتشاره في دولة مصر العربية ما يقارب 15% وهي الأعلى نسبة في العالم.
- فحص فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز): فيروس ينتقل عن طريق الإفرازات المهبلية وممارسة الجنس والدم، كما ينتقل من الأم إلى جنينها أثناء رحلة الحمل، والرضاعة الطبيعية.
- اختبار المفاعل البلازمي السريع (RPR): أحد أنواع فحوصات الزواج يتم فيه فحص مدى احتمالية الإصابة بمرض الزهري والذي يعتبر مرضًا مُعديًا ينتشر عن طريق الجماع، وهو خطير ويؤثر على الدماغ، والجلد، والأعضاء الجنسية، والكبد، والعظام، والشرايين.
- فحص السيلان.
- فحص (TORCH): فحص للفيروسات التي من الممكن أن تؤثر على الأم وجنينها مستقبلًا.
2- فحوصات أمراض الدم الوراثية
- الثلاسيميا، وهو مرض وراثي ينتج فيه الدم خلايا دم حمراء وهيموجلوبين أقل من المستوى الطبيعي، ويوجد منه بيتا ثلاسيميا الذي ينتشر في الشرق الأوسط.
- الأنيميا المنجلية أو فقر الدم المنجلي، وهو مرض دم وراثي شائع في الشرق الأوسط، ويحدث بسبب الوجود غير الطبيعي للهيموجلوبين، فتصبح خلايا الدم الحمراء على شكل منجل أو هلال عند إزالة الأكسجين، وهذا ما يعيق وصول الدم لكافة أنحاء الجسم بشكل سليم.
- اختلافات الهيموغلوبين الأخرى.
3- فحوصات وقائية أخرى
- فحص معدل ترسيب كريات الدم الحمراء (ESR)، ويتم من خلاله التحقق من صحة عمل أنسجة الجسم ومن عدم وجود التهاب.
- اختبار فصيلة الدم، وهو اختبار يمكن من خلاله معرفة عامل الريزوس لمعرفة فصيلة دم الطفل القادم.
- اختبار البول للتعرف على كيفية عمل وظائف الكلى والأعضاء التناسلية الأخرى.
- اختبار السكر لمعرفة مستويات السكر عند الشركاء المستقبليين.
- فحص المناعة ضد الحصبة الألمانية عند النساء اللواتي لم يحصلن على تطعيم في السابق.
- التطعيم ضد الكبد الوبائي B عند الطرف المصاب.
- تحليل السائل المنوي والتستوستيرون والأستروجين.
طريقة فحص الزواج
تختلف طريقة فحص الزواج بحسب التحليل المطلوب إجراؤه، فعلى سبيل المثال إن طريقة فحص الزواج الخاصة بالثلاسيميا تتم عن طريق أخذ عينة من الدم وفحصها في المراكز المختصة بالفحص.
أما عن طريقة فحص الزواج لفيروس نقص المناعة البشرية، فيتم من خلال اختبار الحمض النووي (NAT) والذي يتم إجراؤه في العيادات الخاصة ويحتاج لأيام للحصول على النتيجة المؤكدة، بينما يتم فحص عدوى الكبد الوبائي (B) عن طريق أخذ عينة من الدم.
مدة نتيجة فحص الزواج
تختلف مدة نتيجة فحص الزواج بحسب آلية عمل كل دولة يتم إجراء الفحوصات فيها، بالإضافة إلى الفحص المطلوب، ولكنها بشكل عام لا تتطلب الكثير من الوقت، وأحيانًا تكون مدة نتيجة فحص الزواج يومًا واحدًا.
ويُنصح الأشخاص المقبلين على الزواج إجراء فحوصات ما قبل الزواج قبل ثلاثة أشهر من ترتيبات الزواج، مع العلم بأن مدة نتيجة فحص الزواج صالحة لفترة محدودة من الوقت، وقد يتطلب إعادة إجراء فحص الأمراض المعدية عند الضرورة.
نتيجة فحص الزواج
تعد نتيجة فحص الزواج سواء السليمة أو غير السليمة ضرورية وهامة في عدد كبير من البلدان، والتي قد تكون أساسية وإلزامية وتقف أمام إتمام عقد الزواج. إذ بعد الحصول على نتيجة فحص الزواج يتبين مدى سلامة الشركاء من الأمراض، وفي حال كانت النتائج سليمة يصبح بمقدور الطرفين إتمام الزواج، وفي حال لم تكن النتائج سليمة تقوم استراتيجية بعض البلدان بعرض الطرفين على الطبيب لأخذ المشورة، وتوضيح التحديات التي سيواجهونها في ظل وجود المرض ومحاولة التوصل لحلول وقرار.
هل فحص الزواج ضروري؟
يُعتبر فحص الزواج في عدد كبير من البلدان ضروريًا، ومن المؤكد أن هذه الضرورة ناجمة عن أسباب كثيرة من شأنها الحفاظ بشكل أساسي على طبيعة الأسر وامتدادها النفسي والصحي والاجتماعي. وتعتبر قبرص أولى الدول التي طبقت فحص الزواج الإلزامي للثلاسيميا وذلك في عام 1973، وامتدَّ تطبيقه في عدد من دول الشرق الأوسط منها إيران عام 1997، ومن ثم المملكة العربية السعودية عام 2004، وحتى الإمارات العربية عام 2011 وغيرهم.
أهمية فحص الزواج
تكمن أهمية فحص الزواج فيما يلي:
- تقليل حدوث الأمراض التي تم اختبارها قبل الزواج، فعلى سبيل المثال أدى فحص الزواج المختص في الثلاسيميا في دولة إيران إلى تخفيض عدد الحالات بنسبة 70%، بالإضافة إلى لبنان التي ساهم فحص الثلاسيميا فيها إلى تقليل حالات الإصابة به بنسبة 75% وذلك منذ عام 1994.
- تقليل الأمراض يعني تقليل عدد الوفيات والخسائر البشرية، وبناء أسر صحية بأقل قدر ممكن من المعاناة والعلل، وبالتالي تقليل أكبر قدر ممكن من الأعباء المالية الخاضعة لحلها.
- أكثر ما يعطي فحص الزواج أهمية قدرته على زيادة الوعي الجمعي بالصحة وبناء أسر صحية.
- يُقلل فحص الزواج من حالات انتقال الأمراض إلى الأجِنَّة، والتي تتسبب في إحداث تشوهات خلقية، أو إعاقات ذهنية وأحيانًا الوفاة.
- يُخفِّض من حالات عدوى الأمراض المنقولة جنسيًا في حال إصابة أحد الشركاء بها.
- يخفف فحص الزواج من الأعباء النفسية والمالية عند ولادة طفل مصاب بأحد الأمراض أو التشوهات الخلقية.
عيوب فحص الزواج الإلزامي
قد يتفاجأ البعض من إمكانية وجود عيوب لفحص الزواج، وفيما يلي مجموعة عيوب فحص الزواج الإلزامي:
- يشعر البعض بأن فحص الزواج الإلزامي ينتهك حقوقهم، خاصة وأنه يجرى دون موافقة منهم.
- في حال كانت فحوصات الزواج غير سرية، من الممكن أن تصبح وصمة عار في كثير من المجتمعات.
- تحتمل فحوصات الزواج الصواب والخطأ، وتؤدي النتائج الخاطئة لكثير من الخسائر.
- تعتبر فحوصات الزواج مُكلِفة على الفقراء من الأزواج أو المقبلين على الزواج.
زواج الأقارب والأمراض الوراثية
ينتشر زواج الأقارب في كثير من بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ يشكل زواج الأقارب نسبة 42-67٪ في المملكة العربية السعودية، و 54٪ في دولة قطر، و40-54٪ في الإمارات العربية، و44-63٪ في مصر. ويتسبب زواج الأقارب في مخاطر تُعرّض الأبناء للأمراض الوراثية المتنحية، كالثلاسيميا وفقر الدم المنجلي والتشوهات الخلقية، بنسب أعلى من زواج غير الأقارب، ويعود ذلك لاقتراب وتشابه العلاقات البيولوجية بين الأب والأم، والتي ينتج عنها نسخ متطابقة من أحد الجينات المتنحية غير المرغوب فيها.
وعلاوة على ما ذكر، ينجم عن زواج الأقارب معدلات وفيات للمواليد أعلى، وأطفال بمشكلات في التمثيل الغذائي، ويعانون من السكري والتخلف العقلي والصرع. لذلك يُعتبر إجراء فحص الزواج أو الفحوصات المطلوبة قبل الزواج في البلدان التي يكثر فيها زواج الأقارب أمرًا ضروريًا، وذلك لتخفيف حالات الإصابة بالأمراض، إلى جانب أهمية زيادة الوعي بمخاطر زواج الأقارب والنتائج المُحتمل حدوثها عند الزواج.
اقرأ/ي أيضًا:
هل هناك شروط للزواج من سعودية؟
هل يعطى حامل الثلاسيميا الحديد؟