تحقيق مسبار
تتكلل عملية زراعة الكبد بالكثير من المخاطر المحتملة؛ إلا إن الأطباء يعدّونها ضرورية للمحافظة على حياة العديد من الأشخاص. ويسلط هذا المقال الضوء على تاريخ بداية إجراء هذا النوع من العمليات، بالإضافة إلى توضيح الإجراءات التي تسبق هذه العملية وتتبعها، ويوضح المقال الوقت الذي تستغرقه العملية عادةً.
هل بدأت عملية زراعة الكبد عام 1967؟
بالنظر إلى التاريخ لمعرفة متى بدأت عملية زراعة الكبد يتبيّن بأن عملية زراعة الكبد لم تبدأ عام 1967، وإنما تمّ إجراء أول عملية زراعة كبد في العالم عام 1963؛ إلا إنها لم تكن عملية ناجحة، وتُوفي المريض بعد إجراء هذه العملية، وبعدها بقُرابة 4 سنوات تم إجراء أول عملية زراعة كبد ناجحة في العالم.
كان إجراء عملية زراعة الكبد الناجحة الأولى عام 1967 من قبل الدكتور ستارزل، الذي كان واحدًا من أعضاء كادر المركز الطبي بجامعة بيتسبرغ، وبعد إجراء أول عملية زراعة كبد في العالم وحتى الوقت الراهن تتابع إجراء هذه العملية وتطوّر بشكل كبير جدًا للمحافظة على حياة المرضى الذين يعانون من تلف كبير في الكبد.
ما هي نسبة نجاح عملية زراعة الكبد؟
إن نسبة نجاح عملية زراعة الكبد مرتفعة؛ فإن 89% من الأشخاص الذين يقومون بإجراء هذه العملية يبقون على قيد الحياة حتى مرور عام واحد، وأما الأشخاص الذين يبقون على قيد الحياة حتى بعد مرور 5 سنوات من إجراء العملية؛ فإن نسبتهم تبلغ 75% من مجموع الأشخاص الذين يُجرون هذه العملية، وهي نسبة مرتفعة.
هل توجد معايير لاستيفائها من أجل إجراء عملية زراعة الكبد؟
لا شك بأن هناك العديد من المعايير التي ينبغي على الشخص استيفاؤها للموافقة على إجراء عملية زراعة الكبد، وتتضمن القائمة الآتية أهم هذه المعايير:
- الحالة المرضية: في الحالات الطبيعية يستطيع الجسم استعادة خلايا الكبد التالفة، ولكن التلف إذا كان شديدًا؛ فإن الجسم يعجز عن التعامل معه، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى العديد من الأمراض، ويدعو إلى إجراء عملية الزراعة.
- الصحة العامة للمريض: توجد عدة اختبارات يتم إجراؤها على المريض لتقييم حالته الصحية والتحقق من إمكانية إجراء عملية الزراعة له، ومنها اختبارات القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى فحص القولون.
- التأمين والتقييم المالي: يجلس المرضى مع أحد المختصين لبيان مدى تغطية التأمين، بالإضافة إلى التكاليف التي ينبغي على المريض تسديدها لإجراء العملية، وذلك للتأكد من قدرته المالية.
ما هي الفحوصات التي يتم إجراؤها قبل عملية زراعة الكبد؟
تهدف الفحوصات والاختبارات التي تسبق عملية زراعة الكبد إلى التحقق من الحالة المرضية والحالة الصحية العامة للمصابين بأمراض في الكبد، ومنها الفحوصات الآتية:
- التصوير المقطعي المحوسب: يعتمد هذا التصوير على الأشعة السينية وجهاز الحاسوب، ويتم استخدامه للتحقق من حالة الكبد، بالإضافة إلى التأكد من حالة القلب والرئتين.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية: يخضع الراغبون بزراعة الكبد إلى تصوير خاص بالموجات فوق الصوتية، ويُعرف هذا التصوير باسم دوبلر، ويهدف إلى التحقق من كون الأوعية الدموية التي تصل بالكبد مفتوحة.
- مخطط صدى القلب: من المهم إجراء مخطط صدى القلب للأشخاص الذين يعانون من أمراض تدعو إلى زراعة الكبد، وذلك حتى يتم التأكد من حالة القلب وتحمّله لإجراء هذه العملية.
- دراسة وظائف الرئة: من خلال دراسة وظائف الرئة يستطيع الفريق الطبي التأكد من طريقة قيام الرئة بنقل الأكسجين، بالإضافة إلى نقل ثاني أكسيد الكربون.
- اختبارات الدم: عن طريق إجراء فحص الدم يمكن التعرّف على كفاءة عمل الكبد بشكل جيد، بالإضافة إلى التعرّف على العديد من الأمراض والحصول على كثير من المعلومات المهمة قبل العملية.
- البحث عن الفيروسات: يجري الأطباء المختصون فحصًا للتحقق من عدم إصابة المرضى بفيروس نقص المناعة البشرية أو الفيروسات الأخرى؛ ذلك قبل البدء بإجراء عملية زراعة الكبد أو التخطيط لموعدها.
كيف يتم اختيار مركز زراعة الكبد المناسب؟
لا بُد من الحرص على اختيار مركز زراعة الكبد الجيد لضمان الحد من الأخطاء التي يمكن أن تؤدي إلى وفاة المريض أو ظهور المضاعفات الخطيرة عليه، وفيما يأتي عدة من الإرشادات التي تسهم في اختيار مركز الزراعة الأفضل:
- التعرّف على عدد العمليات: من الضروري التعرّف على عدد العمليات التي يقوم المركز بإجرائها لزراعة الكبد كل عام، بالإضافة إلى أنواع هذه العمليات، وذلك قبل اتخاذ القرار باختياره أو اختيار أيٍّ من المراكز الأخرى.
- السؤال عن معدلات النجاح: ينبغي على المرضى سؤال مركز زراعة الأعضاء في المركز المختص عن معدلات البقاء على قيد الحياة بعد إجراء عملية زراعة الكبد؛ للحصول على مؤشر حول مدى خبرة المركز.
- فهم التكاليف بشكل جيد: هناك الكثير من التكاليف التي يتم دفعها قبل إجراء عملية الزراعة وأثناءها وبعدها، ويجب السؤال عن جميع التكاليف وفهمها جيدًا قبل الزراعة ومقارنتها بالمراكز الأخرى.
- التحقق من الخدمات الإضافية: تقدّم بعض المراكز خدماتية إضافية لتسهيل إجراءات السفر وغيرها، وينبغي التأكد من وجود هذه الخدمات والتسهيلات حتى لا يواجه المريض كثيرًا من الصعوبات قبل إجراء العملية أو بعدها.
- تقييم تقنيات الزراعة: تشير التقنيات الحديثة التي يتم الاعتماد عليها في مركز الزراعة إلى نمو هذا المركز، ولذلك ينبغي التعرّف على هذه التقنيات وتقييمها قبل تحديد المركز الأنسب.
ما المراحل التي يمر بها المريض بعد إجراء عملية زراعة الكبد؟
يمرُّ المريض بالعديد من المراحل بعد الانتهاء من إجراء عملية زراعة الكبد، وتتضمن القائمة الآتية تفاصيل هذه المراحل:
- الدخول في العناية المركزة: من المتوقع أن يبقى المريض في العناية المركزة عدة أيام بعد انتهاء العملية للتحقق من عدم وجود أية مضاعفات، بالإضافة إلى تقييم عمل الكبد الجديد الذي قام الأطباء بزراعته لمعالجة الفشل.
- البقاء في المستشفى: بعد التحقق من حالة المريض وضمان استقراره؛ فإن يقضي بين 5-10 أيام داخل المستشفى أيضًا حتى يتعافى من العملية الجراحية.
- إجراء الفحوصات المتكررة: ينبغي على المريض القيام بإجراء الفحوصات المتكررة بعد الخروج من المستشفى، وتكثر هذه الفحوصات في الفترة الأولى، ثم تتناقص تدريجيًا مع مرور الوقت وتزداد الفترة بينها.
- تناول الأدوية: يحتاج المرء إلى تناول بعض الأدوية بعد الانتهاء من زراعة الكبد، وربما يستمر تناول بعضها طيلة الحياة، وذلك لضمان تقبل الجسم وعدم رفض الكبد الجديد أو مقاومته وضمان الحد من المضاعفات الخطيرة.
ما هي أبرز أسباب فشل الكبد التي تستدعي زراعة كبد جديد؟
يمكن أن يتعرض الإنسان إلى العديد من الأمراض والمشاكل الصحية التي تؤدي إلى فشل الكبد وتتطلب زراعة كبد جديد للتعامل معها، ومن أبرزها ما يأتي:
- تليّف الكبد: يحتاج المرء إلى الزراعة عندما يصل تليف الكبد إلى المراحل الأخيرة لأي سبب من الأسباب، سواءً كان التهاب الكبد المزمن من النوعين سي أو بي، أو كان نتيجة لمرض الكبد الدهني اللاكحولي أو غيرها.
- الإصابة بالسرطان: توجد العديد من الأمراض السرطانية التي تؤثر على الكبد وينبغي على الأطباء زراعة كبد جديد للتعامل معها، ومنها سرطان القنوات الصفراوية، وسرطان الخلايا الكبدية.
- القصور الكبدي الحاد: يحتاج القصور الكبدي الحاد الناتج عن التهاب الكبد الفيروسي الحاد، أو عن تجلّط الدم، أو مرض ويلسون، أو لأية أسباب أخرى إلى زراعة كبد جديد لعلاجه والحد من أعراضه المزعجة.
- التهاب الأقنية الصفراوية: يُعد التهاب الأقنية الصفراوية واحدًا من الالتهابات النادرة، وعند الإصابة به يبدأ الجسم بمهاجمة القنوات الصفراوية، وهي واحدة من الأسباب التي تؤدي إلى زراعة الكبد بعد تلفه.
- تصلب الأقنية الصفراوية: عند الإصابة بتصلب الأقنية الصفراوية تضيق هذه الأقنية ويضيق داخل الكبد وخارجه؛ مما يؤدي إلى رجوع الصفراء، ويتسبب بتلف الكبد، ويحتاج المريض إلى زراعة للتعامل مع هذا التلف.
هل عملية زراعة الكبد خطيرة؟
إن عملية زراعة الكبد خطيرة بالفعل، وذلك لأنها تنطوي على كثير من المضاعفات الخطيرة المحتملة التي يُمكن أن تنتهي بالوفاة أو إلحاق الأضرار الصحية البالغة بالشخص، ومن المحتمل أن لا يعمل الكبد الجديد بشكل صحيح في الجسم أيضًا؛ مما يعني التعرض إلى الكثير من المشاكل الصحية، ولذلك يتم اللجوء إلى هذه العملية في حالات التلف الشديد دون غيرها.
كم يستغرق جرح عملية زراعة الكبد حتى يتعافى؟
يستغرق جرح عملية زراعة الكبد فترة تبلغ 6 أشهر أو أكثر حتى يتعافى بشكل كامل ويستعيد المريض ممارسة الأنشطة المعتادة، ويحتاج الأشخاص الذين يُجرون هذا النوع من العمليات الجراحية الخطيرة إلى عدة أيام للخروج من المستشفى أيضًا. يجدر الذكر بأن مدة التعافي تعتمد بشكل أساسي على درجة المرض قبل إجراء هذه العملية.
كم تستغرق عملية زراعة الكبد؟
تستغرق عملية زراعة الكبد قرابة 8 ساعات عادةً، ولكنها تأخذ وقتًا أول في بعض الأحيان، وخلال هذه العملية يقوم الطبيب بإجراء شق كبير يمتد عبر البطن حتى يصل إلى الأعلى باتجاه الصدر، ويقوم بعدها بإزالة الكبد التالف وزراعة الكبد الجديد مع توصيل هذا الكبد بالأوعية الدموية والقنوات الصفراوية، وفي النهاية يتم إغلاق الجرح وخياطته.
هل تكلفة عملية زراعة الكبد باهظة؟
إن تكلفة عملية زراعة الكبد باهظة بالفعل ولكن التأمين الصحي يُمكن أن يسد جزءًا كبيرًا من تكاليف هذه العملية حسب تغطية العميل، وينبغي التحقق من قيمة التكاليف التي يقوم الضمان الصحي بتسديدها قبل إجراء هذه العملية، وسبقت الإشارة كذلك إلى ضرورة معرفة التكاليف التي يتم دفعها للفحوصات المختلفة قبل العملية، بالإضافة إلى تكاليف العناية المركزة وغيرها من الخدمات التي تلي الانتهاء من عملية زراعة الكبد أيضًا.
اقرأ/ي أيضًا: