تحقيق مسبار
يجب على المرء مراقبة الدهون الحشوية في الجسم والسعي إلى التخلص منها دائمًا، وذلك حتى لا تتسبب بأي من الأضرار الصحية أو الأمراض المزمنة؛ مثل الأورام السرطانية. يتطرق هذا المقال إلى مفهوم الدهون الحشوية وأبرز الأسباب التي تؤدي إلى تراكمها في الجسم، كما يعتني ببيان طرق التخلص من هذه الدهون أيضًا.
هل يمكن التخلص من الدهون الحشوية؟
هُناك العديد من الطرق للتخلص من الدهون الحشوية بالفعل والحد من آثارها الضارة على الصحة؛ فإن الأضرار التي تتسبب بها هذه الدهون أكثر خطورةً من الدهون الأخرى. ويكمن الفرق بين هذا النوع من الدهون والدهون التي تتشكّل تحت الجلد في المكان الذي تتواجد فيه؛ فإن الدهون الحشوية تُحيط بالكبد وغيره من الأعضاء داخل الجسم، بينما تنمو الدهون الأخرى تحت الجلد ويمكن رؤيتها خلافًا للدهون الحشوية.
ما هي الدهون الحشوية؟
تُعرف الدهون الحشوية بأنها نوع من أنواع الدهون التي يتم العثور عليها في أعماق جدران البطن، وتحيط بالأعضاء الداخلية، وعلى الرغم من أهمية الدهون الحشوية في حماية الأعضاء إذا كانت ضمن المستويات الطبيعية؛ إلا إنها تكون خطيرة على الصحة في حالة زيادتها؛ فإنها تتسبب بالسكتات الدماغية وغيرها من الأضرار الصحية الأخرى.
ما هي إرشادات التخلص من الدهون الحشوية؟
توجد عدة إرشادات تساعد في التخلص من الدهون الحشوية التي تتراكم في الجسم، ومنها ما يأتي:
- ممارسة التمارين: من المهم ممارسة التمارين الرياضية والمحافظة على الحركة المستمرة للجسم حتى يتم القضاء على الدهون الحشوية والدهون التي تنمو تحت الجلد أيضًا، ومن الجيد استهداف 30 دقيقة من التمارين الهوائية المعتدلة يوميًا لهذه الغاية.
- المحافظة على بناء العضلات: ينبغي على الشخص الاهتمام ببناء العضلات من خلال تمارين القوة وغيرها من التمارين ذات العلاقة؛ مثل الضغط للتخلص من الدهون الحشوية.
- تناول الأطعمة التي تساعد في القضاء على الدهون الحشوية: هُناك العديد من الأطعمة التي يمكن أن تساعد في التقليل من الدهون الحشوية، ومنها الأطعمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين د؛ مثل الملفوف والسبانخ وغيرها.
- تجنب الأطعمة التي ترتبط بزيادة الدهون الحشوية: ترتبط بعض الأطعمة بزيادة نسبة الدهون الحشوية في الجسم؛ مثل المشروبات الغازية والمخبوزات المصنعة، ولا بُد من تجنب هذا النوع من الأطعمة.
- الاعتماد على الصيام المتقطع: يمكن للصيام المتقطع أن يساعد في فقدان الوزن الزائد وتقليل الدهون الحشوية، وذلك عن طريق المرور بفترات من تناول المأكولات وفترات أخرى يمتنع فيها الشخص عن الأكل.
- اتباع عادات النوم الجيدة: إذا حصل الإنسان على القسط الكافي من النوم؛ فإن ذلك يقلل من خطورة تشكّل الدهون الحشوية، ولذلك ينبغي على المرء استهداف النوم مدة 7 ساعات كل ليلة على الأقل.
- الحد من التوتر: عندما يتوتر الإنسان يقوم جسمه بتنشيط هرمون الكورتيزول الذي يعزز الاستجابة للقتال أو الهروب، وهو ما يؤدي إلى زيادة مستويات الدهون الحشوية في حالة عدم الهروب أو القتال.
- مراقبة كميات الدهون: قبل تناول أي نوع من أنواع الأطعمة ينبغي على الشخص التحقق من كمية السعرات الحرارية والدهون التي تنتج عنها، ووضع هدف للتقليل من هذه الدهون بشكل تدريجي للحد من زيادة الدهون الحشوية.
- اختيار الدهون الصحية: للحد من خطورة الدهون الحشوية التي تلحق الضرر بالقلب وأعضاء الجسم الأخرى؛ ينبغي على المرء اختيار الدهون الصحية إلى جانب اتباع إرشادات التقليل من مستويات الدهون اليومية.
- الإقلاع عن التدخين: ترتبط العديد من العادات السيئة بزيادة مستويات الدهون الحشوية، وأبرزها عادة التدخين، ويجب على المرء محاولة الإقلاع عن التدخين للمساعدة في التخلص من الدهون الحشوية وتحسين صحة الجسم بشكل عام.
ما مدى صعوبة التخلص من الدهون الحشوية؟
يستطيع الجسم التخلص من الدهون الحشوية التي تتراكم فيه بسرعة أكبر من الدهون التي تتراكم تحت الجلد، وذلك لأن الدهون الحشوية تستقلب بشكل أسرع، ويُمكن للجسم أن يتعامل معها ويتخلص منها مع العرق أو البول، ويمكن أن يبدأ الإنسان برؤية النتائج بعد مرور شهرين أو ثلاثة أشهر فحسب بعد بدء ممارسة التمارين الرياضية المختلفة، واتباع نمط الحياة المناسب للتخلص من هذه الدهون.
هل شكل البطن يدل على تراكم الدهون الحشوية؟
في كثير من الأحيان يُمكن أن يشير شكل البطن إلى تراكم الدهون الحشوية بالفعل، لكنه يمكن أن يدل على الدهون التي تتراكم تحت الجلد أيضًا، وتشير بعض الدراسات إلى أن البطن إذا كان على شكل تفاحة بدلًا من كونه على شكل الكمثرة؛ فإن ذلك يُعد إشارة على احتمالية تراكم الدهون الحشوية عند الإنسان.
ما هي أبرز أضرار الدهون الحشوية؟
تتسبب الدهون الحشوية بالكثير من الأضرار الصحية التي تصيب الجسم، ومن أبرزها ما يأتي:
- داء السكري: ترتبط مستويات الدهون الحشوية المرتفعة بشكل مباشر مع الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، وذلك لأن تناول الكربوهيدرات بكثرة يتسبب بارتفاع نسبة سكر الدم إلى جانب زيادة تخزين الدهون.
- أمراض القلب: عند زيادة الدهون الحشوية في الجسم يزداد الضغط على الكبد، ويتسبب ذلك بزيادة السموم والفضلات، التي تترسب على شكل لويحات في الشرايين وتتسبب بالعديد من أمراض القلب والأوعية الدموية عند الإنسان.
- الإصابة بالسرطان: ترتبط زيادة الدهون الحشوية في جسم الإنسان مع ارتفاع الإصابة ببعض أمراض السرطان، وأبرزها سرطان الثدي والسرطان القولوني المستقيمي، وهو من أبرز أضرار الدهون الحشوية.
- الإصابة بالزهايمر: ربما تتسبب الالتهابات المزمنة التي تنتج عن زيادة مستويات الدهون الحشوية في الجسم بارتفاع خطورة التعرض إلى أمراض التنكس العصبي؛ بما فيها الزهايمر، وهي أمراض تؤثر على القدرة الإدراكية عند المصابين.
- زيادة الوزن: إذا بدأ الجسم بتخزين الدهون الحشوية؛ فإن ذلك يؤدي إلى زيادة الوزن بشكل مباشر، وكذلك يمكن أن يتسبب ارتفاع مستويات الدهون بزيادة الجوع وتناول الطعام مما يزيد الوزن بشكل أكبر.
- الإصابة بالالتهابات: تقوم الدهون الحشوية بعزيز إطلاق السيتوكينات في الجسم، وهي من الجزيئات التي تعزز الالتهابات وتؤدي إلى وجود جهد إضافية على جهاز المناعة عند الأشخاص الذين يعانون من الدهون الحشوية.
ما هي أبرز أسباب الدهون الحشوية؟
تلعب الجينات دورًا مهمًا في كمية الدهون الحشوية التي تتراكم في الجسم؛ فإنها تحدد شكل الجسم وطريقة تعامله مع الدهون وتخزينه لها بشكل أساسي، ولكن للعوامل البيئية كذلك دورًا كبيرًا في زيادة مستويات الدهون الحشوية أو التخلص منها، ويشمل ذلك طبيعة النمط الغذائي للشخص ومدى ممارسته للتمارين الرياضية.
إذا اتسم نمط الحياة عند الإنسان بتناول كميات كبيرة من الكربوهيدرات مع عدم ممارسة الأنشطة والتمارين الرياضية؛ فإن ذلك يؤدي إلى زيادة نسبة الدهون الحشوية وتراكمها في الجسم بشكل أكبر، وكذلك يتسبب التوتر بتنشيط هرمون الكورتيزول الذي يزيد من تراكم الدهون الحشوية في الجسم مع مرور الوقت، وهو من أبرز أسباب الدهون الحشوية.
كم تبلغ نسبة الدهون الحشوية الطبيعية في الجسم؟
تبلغ نسبة الدهون الحشوية الطبيعية في الجسم 10% من نسبة الدهون الكُليّة حسب موقع كليفلاند، وهُناك عدة طرق للتحقق من كمية الدهون الحشوية، ويجب السعي إلى التخلص من المستويات الزائدة حتى يحد المرء من فرصة إصابته بالأمراض المزمنة التي ترتبط مع هذه الدهون بشكل أساسي؛ مثل داء السكري.
كيف يمكن قياس الدهون الحشوية في الجسم؟
يعتمد مقدم الرعاية الصحية على بعض الأدوات المتقدمة المتخصصة لقياس الدهون الحشوية في الجسم، كما أن هُناك بعض الطرق التي يستطيع الشخص استخدامها للتعرف على نسبة الدهون الحشوية بشكل تقريبيّ أيضًا، وفيما يأتي بعضًا من أبرز طرق قياس الدهون الحشوية في الجسم:
- التصوير الطبي: يتم الاعتماد على التصوير الطبي لمعرفة كمية الدهون الحشوية الموجودة في الجسم بشكل دقيق من قبل الأطباء، ولكنه تصوير باهظ الثمن، ولا يحتاج إليه الشخص دائمًا.
- مقاس الخصر: في هذه الطريقة يتم لفّ شريط قياس حول الخصر على زر البطن، فإذا كان المقياس 88.9 سنتيمتر للنساء أو 101.6 للرجال؛ فإن ذلك يشير إلى الدهون الحشوية، وينخفض المعيار بشكل كبير بالنسبة إلى الآسيويين.
- مؤشر كتلة الجسم: يدل مؤشر كتلة الجسم على قيمة الوزن بالنسبة إلى الطول، ويدل مؤشر كتلة الجسم الذي يبلغ 30 أو أكثر على زيادة الوزن، وينخفض المؤشر إلى 23 لذوي الأصول الآسيوية للدلالة على زيادة الوزن واحتمالية وجود الدهون الحشوية.
- نسبة الخصر إلى الورك: ربما تُعطي نسبة الخصر إلى الورك مؤشرًا على وجود الدهون الحشوية في جسم الإنسان، وذلك إذا كانت النسبة أكبر من 85% للنساء أو أكبر من 90% للذكور.
- شكل الجسم: يستطيع الشخص النظر إلى شكل جسمه في المرآة دون الحاجة إلى إجراء أي من الاختبارات للتحقق من وجود الدهون في منطقة البطن أحيانًأ.
متى يجب التحدث مع الطبيب بسبب الدهون الحشوية؟
في بعض الحالات يستدعي وجود الدهون الحشوية في الجسم التواصل مع الطبيب حتى يتجنب الإنسان الإصابة بالآثار الصحية الخطيرة لهذا النوع من الدهون، وتصبح زيارة الطبيب مهمة إذا وصل مقاس خصر الرجل إلى 101.6 سنتيمتر أو وصل مقاس خصر المرأة إلى 88.9 سنتيمتر، وذلك ليقوم الطبيب بإجراء الفحوصات التي تهدف إلى التحقق من الحالة الصحية للشخص ثم تحويله إلى أخصائي التغذية لتقليل الدهون الحشوية.
اقرأ/ي أيضًا: