تحقيق مسبار
يتم الاعتماد على الخرائط الطبوغرافية بشكل واسع في العديد من المؤسسات الحكومية والجهات الصناعية، ويسلط هذا المقال الضوء على خصائص الخرائط الطبوغرافية وأنواها الرئيسية بالإضافة إلى بيان بعض استخداماتها، ويتطرق المقال كذلك إلى العديد من الإرشادات التي تساعد في قراءة هذا النوع من الخرائط.
هل توضح الخرائط الطبوغرافية التضاريس الطبيعية؟
لا شكّ بأن الخرائط الطبوغرافية توضّح التضاريس الطبيعية للأرض، ويتميز هذا النوع من الخرائط بشكل أساسي بالخطوط التي تُحدد الارتفاعات والانخفاضات حتى يتمكن قارئ الخريطة من تصور شكل الأرض ومعرفة الأماكن التي تتضمن جبالًا أو أودية أو هضابًا أو غيرها من التضاريس الأخرى، كما أنها تبيّن العديد من المعالم الأخرى.
ما هي الخرائط الطبوغرافية؟
تُعرف الخريطة الطبوغرافيّة بأنها خريطة تفصيلية تعنى بتمثيل ارتفاعات وانخفاضات سطح الأرض، بالإضافة إلى تمثيل العديد من المعالم الجغرافيّة الأخرى؛ مثل المسطّحات المائيّة والمباني وغيرها، وتتميز عن الخرائط الأخرى بتمثيل الانخفاضات والارتفاعات ليتمكن الأشخاص من تصور الشكل ثلاثي الأبعاد للأرض، وفيما يأتي أبرز خصائص الخريطة الطبوغرافيّة حسب اللجنة الحكومية الدولية للمسح ورسم الخرائط في أستراليا:
- خطوط الكنتور: تُعد خطوط الكنتور من أبرز المميزات التي تتمتع بها الخرائط الطبوغرافية، ومن خلالها يستطيع الناظر إلى الخريطة التحقق من الارتفاعات والانخفاضات عن مستوى سطح البحر.
- إظهار أماكن التجمعات البشريّة: تحرص الخرائط الكنتورية على إظهار أماكن التجمع البشرية وما يتعلق بها من الطرق والمدن والمباني، وكذلك يمكن أن تتضمن بعض التفاصيل حول حدود المنتزهات والغطاء النباتي وغيرها من التفاصيل.
- الجهات التي تنتجها: عادة ما يتم إنتاج الخرائط الطبوغرافية من قبل الوكالات والمؤسسات الحكومية في الدولة، وعادة ما تكون المؤسسة المسؤولة عن هذه الخرائط متخصصة، سواءً كانت أغراضها مدنيّة أو دفاعيّة.
- الالتزام بالمواصفات: هُناك معايير دقيقة يجب الالتزام بها عند رسم الخرائط الطبوغرافية، وتعرف هذه المعايير باسم المواصفات وربما تختلف بين المؤسسات والوكالات التي تنتج الخريطة الطبوغرافية، ومنها مقياس الرسم.
هل توفر الخرائط الطبوغرافية معلومات حول العديد من العناصرالأرضية؟
بالفعل توفر الخرائط الطبوغرافية العديد من المعلومات حول العناصر الأرضية المختلفة، ومنها العناصر الآتية:
- التضاريس: تشمل التضاريس كلًا من الجبال والمنحدرات والأراضي المستوية على حد سواء، ويتم تحديد هذه التضاريس من خلال خطوط الكنتور التي يمثل كل واحدًا منها ارتفاعًا محدّدًا.
- العناصر الهيدروغرافية: تتضمن الخرائط الطبوغرافية العديد من العناصر الهيدروغرافية، وأبرزها البحيرات والأنهار وجداول الماء، كما أنها توضح المستنقعات وشلالات المياه أيضًا.
- الغطاء النباتي: عند النظر إلى العديد من أنواع الخرائط الطبوغرافية يستطيع المرء التعرف على أماكن تواجد الغطاء النباتي من الغابات وغيرها من الأماكن الكثيفة الأشجار.
- عناصر النقل: عن طريق بعض الخرائط الطبوغرافية يُمكن للمرء التعرف على أماكن السكك الحديدية والطرق والجسور، بالإضافة إلى المطارات وأماكن هبوط الطائرات المائيّة وغيرها.
- الحدود: لا تقتصر الخرائط الطبوغرافية على حدود الدولة التي تفصل بينها وبين الدول الأخرى، وإنما يمكن أن تتضمن الحدود الإقليمية أو الحدود الإدارية أو الحدود التي تميز المناطق الجغرافية بعضها عن بعض حسب الغرض من الخريطة.
- أسماء المعالم الجغرافية: يمكن التعرف على أسماء العديد من المعالم الجغرافية بالاعتماد على الخرائط الطبوغرافية، ويشمل ذلك كلًا من أسماء المعالم المائية والتضاريس وغيرها.
إلى ماذا تشير الألوان على الخرائط الطبوغرافية؟
عادة ما تتضمن الخرائط الطبوغرافية العديد من الألوان المختلفة، وفيما يأتي قائمة بهذه الألوان والمعاني التي تشير إليها:
- اللون الأسود: يتم تمثيل العديد من المعالم التي تتعلق بالأنشطة السكانية باللون الأسود، وكذلك يستخدم اللون الأسود لكتابة الأسماء الجغرافية والارتفاعات والإحداثيات والطرق وغيرها من المعالم.
- اللون الأزرق: يرتبط اللون الأزرق في الخرائط الطبوغرافية بالخصائص والمعالم المائية، ويتضمن ذلك المستنقعات والبحار والأنهار وغيرها، وكذلك تظهر تفاصيل الانحراف المغناطيسي باللون الأزرق في الخريطة.
- اللون الأخضر: عند الرغبة في معرفة أماكن تواجد الغطاء النباتي في منطقة ما؛ يمكن الاطلاع على اللون الأخضر في الخرائط الطبوغرافية؛ فإنه اللون الذي يتميز به الغطاء النباتي.
- اللون البنيّ: يتم تلوين الأراضي المختلفة في الخرائط الطبوغرافية باللون الأخضر خلافًا للّون الأخضر الذي يمثل الغطاء النباتي، واللون الأزرق الذي يمثل العناصر والمسطحات المائيّة.
- اللون الأحمر: يستخدم اللون الأحمر في الخريطة الطبوغرافية لتمييز حدود المنطقة عن المناطق الأخرى التي تقع بجانبها، وذلك سواءً كانت مدينة أو دولة أو غيرها حسب نوع الخريطة.
ما هي استخدامات الخرائط الطبوغرافية؟
يتم استخدام الخرائط الطبوغرافية للمساعدة في عمليات التخطيط الحضري والتعدين، بالإضافة إلى إدارة الطوارئ وإنشاء الحدود القانونية وتثبيت ملكية الأرض، ولا تقتصر استخدامات الخرائط الطبوغرافية على المؤسسات الحكومية أو الجهات الصناعية، وإنما يمكن استخدامها من قبل الأفراد لأغراض ترفيهية أيضًا؛ مثل السفر أو رحلات المشي الجبلي حسب موقع جيوساينس أستراليا.
ما هي كيفية قراءة الخرائط الطبوغرافية؟
يمكن للمرء قراءة الخرائط الطبوغرافية بالاعتماد على العديد من الإرشادات والتعليمات المختلفة، وتتضمن القائمة الآتية عدة من هذه الإرشادات والتعليمات:
- معرفة خطوط الكنتور: إن خطوط الكنتور من العناصر الأساسية في الخريطة الطبوغرافية، ولا بُد من التعرف على طريقة قراءة هذه الخطوط وكيفية التعامل معها والتحقق من تفاصيلها بشكل جيد على الخريطة.
- مراعاة الألوان على الخريطة: تظهر العديد من الألوان على الخريطة الطبوغرافية، ومنها الأزرق للغطاء المائي، والأخضر للغطاء النباتي، وينبغي على المرء معرفة هذه الألوان وما تشير إليه لقراءة هذا النوع من الخرائط.
- التحقق من الرموز على الخريطة: تتضمن الخرائط الطبوغرافية الكثير من الرموز التي تشير إلى البحيرات والمياه العميقة والضحلة والمباني بأنواعها المختلفة وغير ذلك من العناصر، وينبغي معرفة هذه الرموز جيدًأ لقراءة الخريطة.
- التعرف على مقياس رسم الخريطة: لا بُد أن تحتوي الخريطة على مقياس رسم، وهو المقياس الذي يوضح الفرق بين المسافات على الخريطة وما يساويها على الأرض، ويمكن أن يكون المقياس في الجزء العلوي أو السفلي من الخريطة.
- تحديد المعالم المميزة: يمكن الاعتماد على أحد الجبال أو المعالم المائية أو غيرها من المعالم المميزة في الخريطة الطبوغرافية واعتبارها مرجعًا عند الرغبة في التجول أو الذهاب في رحلة حتى لا يضيع المرء.
كيف يمكن عمل تجربة لرسم خريطة طبوغرافية في المنزل؟
إذا تمكن المرء من معرفة كيفية قراءة الخرائط الطبوغرافية؛ فإن ذلك يعطيه صورة كبيرة عن المعالم والعناصر الموجودة في هذه الخرائط، وهو ما يعطيه صورة عن طريقة رسمها، وفيما يأتي خطوات عمل محاكاة لرسم الخريطة الطبوغرافية في المنزل:
- تجهيز المستلزمات: في البداية لا بد من تجهيز جميع المستلزمات، وهي الورق والكرتون المقوى السميك والمقص وأقلام الحبر والرصاص، بالإضافة إلى أقلام التعليم والطلاء.
- بناء تضاريس خياليّة: يتم الاعتماد على الكرتون المقوى لعمل تضاريس خياليّة من الجبال وغيرها، وذلك من خلال قص الكرتون وتكديسه فوق بعضه لمحاكاة شكل الجبل أو غيره من التضاريس.
- ترتيب التضاريس على الورق: بعد الانتهاء من بناء التضاريس الخيالية يتم ترتيبها على الورق الذي كان أحد المستلزمات، ويتبين بذلك وجود بعض القطع ذات المستوى المنخفض والنقاط ذات المستوى المرتفع.
- رسم الدوائر: يتم رسم الدوائر على الورق لتمثيل خطوط الكنتور، ويكون ذلك عن طريق رسم القطعة الأكبر من كل واحد من التضاريس، ثم رسم القطع الأصغر من الكرتون كدوائر تكون الصغيرة فيها داخل الكبيرة.
- الحرص على الارتفاعات: عند رسم الدوائر التي تمثل خطوط الكنتور على الخريطة الطبوغرافية التجريبية؛ ينبغي على المرء مراعاة كون الخطوط التي تمثل الارتفاع ذاته بنفس الأرقام التي تبين الارتفاع على الخريطة.
- إتمام الخريطة: بعد الانتهاء من جميع التضاريس يمكن للشخص تلوين التضاريس التي تم رسمها لبيان الغطاء النباتي وإضافة بعض المعالم المائية، وكذلك يمكن تسمية بعض المعالم لتكون الخريطة جاهزة.
هل تعد الخرائط الكنتورية من أنواع الخرائط الطبوغرافية؟
لا شك بأن الخرائط الكنتورية من أنواع الخرائط الطبوغرافية؛ فإن هُناك نوعين رئيسين اثنين من الخرائط الطبوغرافية، وهُما النوعان الآتيان:
- الخرائط الكنتورية: إن الخرائط الكنتورية أكثر الخرائط شيوعًا لتمثيل الارتفاعات والانخفاضات والتضاريس المختلفة لشكل الأرض بالاعتماد على خطوط الكنتور التي يمثل كل واحد منها مستوى ارتفاع محدد.
- خرائط التضاريس المظللة: بدلًا من الاعتماد على خطوط الكنتور تعتمد هذه الخرائط على تأثيرات الظل لتمثيل التضاريس ومحاكاتها؛ بحيث يكون التظليل أكثر قتامة كلما كان الانحدار أكثر شدّة.
هل هناك كثير من أنواع الخرائط غير الخرائط الطبوغرافية؟
توجد الكثير من أنواع الخرائط التي يتم الاعتماد عليها لأغراض مختلفة في الوقت الراهن ولا يقتصر وجود الخرائط على الخرائط الطبوغرافية وحدها، وفي القائمة الآتية عدة من أنواع الخرائط الأخرى:
- الخرائط التصويرية: تعتمد الخرائط التصويرية على الرسومات المختلفة للإشارة إلى المعالم الموجودة ضمن المنطقة التي تمثلها الخريطة، ويشمل ذلك رسومات المباني والغابات وجميع المعالم الأخرى.
- الخرائط السياسية: لا تعتني الخرائط السياسية بخطوط الكنتور المتوفرة في الخرائط الطبوغرافية، وإنما تعتني هذه الخرائط بتوضيح البلدان والدول وعواصمها وحدودها وما يتعلق بذلك.
- الخرائط الفيزيائية: هُناك العديد من المعالم الأرضية والمعالم المائية التي تنشأ بشكل طبيعية، وتعتني الخرائط الفيزيائية بإظهار هذا النوع من المعالم.
- الخرائط الموضوعية: يتم رسم الخرائط الطبوغرافية لمراعاة واحد من المواضيع الخاصة حسب الغرض من رسم الخريطة، ويشمل ذلك الخرائط التي تم رسمها لتوضيح هطول الأمطار أو بيان الكثافة السكانية.
إقرأ/ي أيضًا:
خريطة ناسا للحرائق ليست ظاهرة غريبة
هل خط الاستواء وخط غرينتش واحد؟