تحقيق مسبار
أثناء رحلة الإقلاع عن التدخين يواجه المرء رغبة شديدة في العودة إلى تدخين السجائر مرة أخرى أحيانًا، إلى جانب الأعراض الانسحابية الأخرى. يعتني هذا المقال بتفاصيل الأعراض التي يمكن أن تظهر عند الإقلاع عن التدخين، إلى جانب ذكر الكثير من الإرشادات التي يمكنها المساعدة في تجاوز هذه الأعراض.
هل الإقلاع عن التدخين له أعراض؟
لا شك بأن هُناك العديد من الأعراض التي يُمكن أن تظهر على المرء عند محاولة الإقلاع عن التدخين، ولكن هذه الأعراض تكون طفيفة عند البعض، بينما يصاب البعض بأعراض شديدة، كما أن العديد من الأشخاص يشعرون بذهاب الأعراض في غضون أسبوعين إلى أربعة أسابيع؛ إلا إنها تستمر مدة أطول عند البعض الآخر.
ما هي أعراض الإقلاع عن التدخين الشائعة؟
يشيع ظهور بعض الأعراض عند الإقلاع عن التدخين، في حين تكون بعض الأعراض أقل شيوعًا؛ مثل الإمساك والتقرحات في الفم والشعور بالدوخة والسعال والعطس حسب موقع بيتر هيلث، وتتضمن القائمة الآتية الأعراض الشائعة للإقلاع عن التدخين:
- الرغبة الشديدة بالتدخين: أثناء محاولة ترك التدخين والإقلاع عنه يشعر المرء برغبة شديدة في الحصول على السجائر وتدخينها أحيانًا، ولكن هذه الرغبة تستمر بضع دقائق، وتصبح أقل قوّة مع مرور الوقت إذا قاومها المرء في كل مرة.
- الأرق: يجد البعض صعوبة في النوم بالإضافة إلى الشعور بصعوبة في التركيز عند الإقلاع عن التدخين، ولكن هذه الأعراض تختفي عندما يعتاد الجسم على ترك تدخين السجائر، ومن الجيد الاعتماد على تقنيات الاسترخاء في هذه الحالة.
- التقلبات المزاجية: يراود المرء شعورًا بالغضب والقلق، بالإضافة إلى التقلبات المزاجية الأخرى أثناء رحلة الإقلاع عن التدخين، وهي أعراض طبيعية لا تستدعي الذعر، وعادة ما تمرّ هذه الأعراض بعد فترة من الوقت.
- زيادة الشهية: ربما تستمر زيادة الشهية عدة أسابيع عند الإقلاع عن التدخين، ومن الجيد وضع خطة لتناول المأكولات والاستعانة بالمختصين، أو الحصول على النصائح المفيدة للتعامل مع زيادة الشهية وما يتبعها من زيادة الوزن.
ما الذي يحدث خلال مدة الإقلاع عن التدخين؟
يمر المرء بالعديد من المراحل أثناء مدة الإقلاع عن التدخين، وتستمر هذه المراحل حتى يعود الجسم إلى طبيعته بشكل كامل، وفيما يأتي تفاصيل هذه المراحل:
- بعد مرور 20 دقيقة: بعد 20 دقيقة من التوقف عن التدخين يستطيع المرء التحقق من معدل نبض القلب؛ فإنه يبدأ بالعودة إلى طبيعته عند مرور هذا الوقت بالرغم من قصره، كما أن الدورة الدموية تبدأ بالتحسن في غضون هذا الوقت.
- بعد مرور 8 ساعات: إذا استطاع المرء استكمال 8 ساعات دون العودة إلى تدخين السجائر؛ فإن مستويات الأكسجين في الجسم تبدأ بالتحسن، كما أن نسبة أول أكسيد الكربون الضار تنخفض في الدم إلى النصف.
- بعد مرور يوم واحد: بعد انقضاء اليوم دون العودة إلى التدخين تبدأ خطورة إصابة المرء بانخفاض نبضات القلب، وكذلك تنخفض فرصة الإصابة بأمراض القلب التي تنتج عن ارتفاع الضغط.
- بعد مرور يومين: يستطيع الجسم التخلص من أول أكسيد الكربون في غضون يومين، وبعد مرور هذه المدة يستطيع الشخص الشعور بتحسن في حاسة الشم وحاسة الذوق؛ فإن التدخين يؤثر على هاتين الحاستين بشكل سلبي.
- بعد مرور 3 أيام: تنخفض مستويات النيكوتين في الجسم بعد انقضاء 3 أيام من الإقلاع عن التدخين، وهو ما يؤدي إلى أعراض التقلبات المزاجية وغيرها من الأعراض الانسحابية، كما أن المرء يشعر بتحسن في التنفس.
- بعد مرور شهر واحد: عند انتهاء الشهر الأول من الإقلاع عن التدخين تبدأ وظائف الرئة بالتحسن والعمل بشكل أفضل، وربما يلاحظ المرء مستويات أقل من السعال، كما تزداد قدرتهم على ممارسة الأنشطة الرياضية بعد الشهر الأول.
- بعد مرور 1-3 أشهر: تستمر الدورة الدموية بالتحسن بعد مرور 1-3 أشهر من الإقلاع عن التدخين، وهو ما يسهم في تدفق الدماء إلى القلب والعضلات بشكل أفضل ويحسن من صحة الجسم.
- بعد مرور 6 أشهر: من المحتمل أن تنخفض مستويات التوتر عند المرء بعد مرور 6 أشهر من مدة الإقلاع عن التدخين، وفي غضون هذه المدة تقل احتمالية المعاناة مع البلغم أيضًا.
- بعد مرور 9 أشهر: تستعيد الرئتان عافيتهما بشكل كبير بعد مرور 9 أشهر من الإقلاع عن التدخين، كما أن وتيرة الإصابة بالتهابات الرئة تصبح منخفضة بشكل أكبر، وذلك للتحسن الملحوظ في حالة الأهداب الرئوية.
- بعد مرور عام واحد: بعد انقضاء العام الأول من الإقلاع عن التدخين بشكل كامل تتدنى احتمالية إصابة المرء بأمراض القلب التاجية إلى النصف، وتستمر خطورة الإصابة بالانخفاض مع الاستمرار في ترك التدخين.
- بعد مرور 3 سنوات: تنخفض مستويات خطورة الإصابة بالنوبة القلبية بعد مرور 3 سنوات على الإقلاع عن التدخين حتى تصبح بمستويات خطورة إصابة الأشخاص غير المدخنين، وذلك لأن صحة القلب تتحسن بشكل كبير.
- بعد مرور 5 سنوات: تبدأ الأوعية الدموية والشرايين بالاتساع بعد مرور 5 سنوات من ترك تدخين السجائر، وهو ما يؤدي إلى التقلل من تجلطات الدم والإصابة بالسكتات الدماغية في غضون هذه المدة.
- بعد مرور 10 سنوات: إذا استطاع المرء استكمال 10 سنوات دون العودة إلى التدخين؛ فإن خطورة الإصابة بسرطان الرئة والموت بسببه تنخفض إلى النصف، وكذلك تنخفض خطورة الإصابة بسرطان الحلق وبعض السرطانات الأخرى.
- بعد مرور 15 سنة: تنخفض خطورة الإصابة بسرطان البنكرياس إلى مستويات خطورة غير المدخنين بعد مرور 15 سنة من الإقلاع عن التدخين، وكذلك الأمر بالنسبة إلى خطورة الإصابة بأمراض القلب التاجية.
- بعد مرور 20 سنة: بعد 20 سنة من ترك التدخين بشكل كامل؛ تنخفض خطورة الوفاة لأسباب تتعلق بالتدخين إلى مستويات الأشخاص الذين لم يقوموا بتدخين السجائر مطلقًا خلال حياتهم.
ما هي أبرز إرشادات وطرق الإقلاع عن التدخين؟
هناك عدة من الإرشادات والطرق التي يمكن الاعتماد عليها للاستمرار في رحلة الإقلاع عن التدخين مع تجاوز الصعوبات المختلفة التي يمر بها المرء، ومن أبرز إرشادات وطرق الإقلاع عن التدخين ما يأتي:
- تجنب المحفزات: من الضروري تجنب جميع المحفزات التي تثير رغبة المرء بتدخين السجائر، ويشمل ذلك الحفلات، أو الأوقات التي يشعر المرء عندها بالتوتر، وغيرها من المحفزات الأخرى التي ينبغي اكتشافها وتجنبها.
- التأخير: إن التأخير من أهم طرق الإقلاع عن التدخين، ويعني الانتظار مدة 10 دقائق قبل تدخين السجائر إذا واجه المرء رغبة شديدة بالتدخين، وفعل أي شيء يمكنه الإلهاء أو الذهاب إلى منطقة خالية من التدخين لمكافحة الرغبة.
- شغل الفم بشيء آخر: يستطيع الشخص إشغال الفم بمضغ أي شيء عند الشعور برغبة شديدة في التدخين، ويشمل ذلك مضغ العلكة أو تناول المكسرات، وذلك لمقاومة اشتهاء التبغ حتى تزول ويستطيع المرء تجاوزها.
- عدم الاستجابة بتدخين سيجارة واحدة: يلجأ الجسم إلى بعض الحيل أحيانًا للعودة إلى التدخين، ومنها القيام بتدخين سيجارة واحدة فحسب ثم العودة إلى الإقلاع عن التدخين، وينبغي تجنب الاستجابة والتدخين لأي سبب من الأسباب.
- النشاط البدني: إن للنشاط البدني فائدة كبيرة في صرف انتباه المرء عن الرغبة الشديدة في التدخين، ولذلك كان من الجيد ممارسة الأنشطة البدنية بانتظام حتى لو كان لفترات قصيرة حسب مايو كلينيك.
- اللجوء إلى تقنيات الاسترخاء: هُناك الكثير من التقنيات التي يمكن اللجوء إليها للاسترخاء والتعامل مع التوتر الناتج عن الرغبة الشديدة في التدخين، وأبرزها التنفس العميق والتدليك.
- الحصول على الدعم: من الجيد المشاركة في مجموعات الدعم عبر شبكات التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت، إلى جانب الدعم من الأصدقاء وأفراد العائلة، للتشجيع على الاستمرار في رحلة الإقلاع عن التدخين.
- تذكر الفوائد: ينبغي على الشخص صرف انتباهه إلى الفوائد التي يجنيها عند الإقلاع عن التدخين، ومقاومة الرغبة الشديدة التي يشعر بها أثناء رحلته، حتى يتخلص من آثار التدخين السلبية بشكل كامل.
هل من الجيد وضع خطة للإقلاع عن التدخين؟
لا شك بأنه من الجيد وضع خطة للإقلاع عن التدخين، وأثناء وضع الخطة ينبغي على المرء أخذ العديد من التفاصيل بعين الاعتبار، وأبرزها: وضع قائمة لأسباب الإقلاع عن التدخين في مكان ظاهر لتعزيز الرغبة بالاستمرار في الخطة، وكذلك يجب وضع يوم قريب لبدء الإقلاع عن التدخين والاستعداد لهذا اليوم والالتزام به وعدم تأخيره.
كيف يمكن التعامل مع أعراض الإقلاع عن التدخين الشديدة؟
كثيرًا ما يعاني الشخص من أعراض شديدة خلال رحلة الإقلاع عن التدخين، ويمكن التعامل مع الأعراض الشديدة من خلال إشغال العقل بشيء آخر والمحافظة على إشغال اليدين بأي شيء؛ مثل أقلام الرصاص أو مشابك الورق، لسد الحاجة إلى التحفيز اللمسي، وكذلك يمكن اللجوء إلى تنظيف الأسنان بالفرشاة وشرب الماء ببطء وممارسة الأنشطة البدنية والذهاب إلى الأماكن التي لا يسمح بالتدخين داخلها، وذلك حتى تزول الرغبة بشكل كامل.
ما هي فوائد الإقلاع عن التدخين؟
إن فوائد الإقلاع عن التدخين كثيرة جدًا، وتشمل هذه الفوائد تحسن حاسة الشم والذوق وزيادة القدرة على ممارسة الأنشطة الرياضية والتخلص من الرائحة الكريهة التي تأتي من تدخين السجائر، وكذلك تحسين مستويات الخصوبة، وزيادة فرصة الحصول على حمل صحي، والحد من تعرض الأطفال والأصدقاء وأفراد العائلة إلى المخاطر الصحية التي تنتج عن استنشاق دخان السجائر.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن الإقلاع عن التدخين في رمضان؟