هل يمكن رصد الزلازل قبل حدوثها؟

منذ القرن الثاني الميلادي وحتى الوقت الراهن تطورت آليّات رصد الزلازل بشكل كبير جدًا، ويسلط هذا المقال الضوء على الكثير من التفاصيل حول أخطر الزلازل التي ضربت الأرض، بالإضافة إلى توضيح أقوى الزلازل، ويبين مدى إمكانية التنبؤ بالزلازل ورصدها قبل وقوعها أيضًا حسب المصادر المختصة والموثوقة.

هل يمكن رصد الزلازل قبل حدوثها؟

لا يُمكن رصد الزلازل والتنبّؤ بها قبل حدوثها حسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، لكن بعض الهيئات المختصة تستطيع حساب احتمالية وقوع الزلازل في فترة مُحددة بناءً على دراسة السنوات السابقة ومعرفة الفترات التي يتكرر خلالها حدوث الزلزال، وعادةً ما تنتشر الأخبار عن تنبؤات الزلازل عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ولا تكون صحيحة.

كيف يتم رصد الزلازل في الوقت الراهن؟

يتم رصد الزلازل في الوقت الراهن بالاعتماد على جهاز يُطلق عليه اسم مقياس الزلازل، وتقوم هذه الأجهزة بتسجيل مدى قوة الزلزال عند حدوثه دون قدرتها على التنبؤ بالزلزال أو رصده قبل ذلك. ويجدر الذكر بأن أول جهاز لاكتشاف الزلازل تم اختراعه عام 132 ميلادي، من قبل الصيني تشانغ هنغ، وتضمن هذا الجهاز عدة تنانين يفتح واحد منها فمه عند رصد الزلزال.

ما هو جهاز رصد الزلازل؟

بمعرفة كيف يتم رصد الزلازل يتبين بأن مقياس الزلازل هو الجهاز الرئيسي في الرصد، وهو جهاز يتضمن مستشعرات للكشف عن حركة الأرض بالإضافة إلى نظام تسجيل، وعندما تتعرض الأرض إلى أية اهتزازات أو زلازل يقوم هذا الجهاز بتسجيل مدى شدة الزلزال مباشرة. وتعتمد مقاييس الزلازل الحديثة على الحركة النسبية بين الوزن والإطار، لتوليد جهد كهربائيّ يتم تسجيله حتى يعبّر عن شدة الزلزال.

هل مقياس ريختر أشهر مقاييس الزلازل في الوقت الراهن؟

يتم استخدام مقياس ريختر على نطاق واسع في مختلف أنحاء العالم لتحديد شدة الزلازل، ويتم تقسيم شدة الزلزال حسب هذا المقياس إلى 10 درجات، وهو مقياس لوغاريتمي؛ أي أن الزيادة لكل وحدة واحدة تعني ارتفاع سعة الموجات الزلزالية حتى 10 أضعاف، ويكون الزلزال مدمرًا بشكل كبير إذا وصلت شدته إلى 8 أو أكبر على مقياس ريختر حسب موسوعة بريتانيكا.

كيف تختلف شدة الزلازل على مقياس ميركالي؟

على مقياس الزلازل -الذي يُطلق عليه اسم مقياس ميركالي المعدل- يتم تقسيم شدة الزلازل إلى 12 درجة كما يأتي:

• الدرجة 1: تُعد الدرجة 1 أخف درجات الزلازل على مقياس ميركالي، ولا يشعر الناس بهذه الفئة من الزلازل، وإنما يتم تسجيله من قبل المراكز المتخصصة بشكل آليّ فحسب.
• الدرجة 2: عندما يحدث الزلزال من هذه الدرجة تتأرجح الأشياء التي يتم تعليقها، ولا يشعر بهذا الزلزال إلا عدد قليل من الناس الذين يكونون في وضعية الراحة، وعادةً ما يكونون في الأدوار العلوية.
• الدرجة 3: عند وصول الزلزال إلى الدرجة 3 يستطيع الكثير من الناس الشعور به فعلًا، وتزداد فرصة الشعور به من قبل الأشخاص في الأدوار العليا، ويمكن لهذا الزلزال تحريك النوافذ والأبواب.
• الدرجة 4: عند الوصول إلى الدرجة 4 يستطيع الزلزال أرجحة النوافذ والأبواب والسيارات المصطفة، ويشعر بهذا الزلزال عددٌ كبيرٌ من الناس، وتزداد فرصة الشعور به عندما يكون المرء داخل المبنى.
• الدرجة 5: يؤدي الزلزال من الدرجة 5 على مقياس ميركالي إلى اهتزاز الأشجار، بالإضافة إلى تكسير زجاج بعض النوافذ وتحطيم الأطباق، ويشعر معظم الناس بهذا الزلزال.
• الدرجة 6: يشعر جميع الناس بالزلازل التي تصل إلى الدرجة 6 على مقياس ميركالي لرصد الزلازل، ويؤدي إلى تحرك الأثاث بشكل عام، ويمكن أن يتسبب هذا الزلزال بأرجحة الأثاث الثقيل أحيانًا.
• الدرجة 7: يمكن أن تتسبب الزلازل التي تصل إلى درجة 7 على مقياس ميركالي بانهيار ضفاف الأنهار ذات الانحدار الشديد، ويشعر الأشخاص بهذا الزلزال عندما يكونون في السيارات المتحركة أيضًا.
• الدرجة 8: تُعد الدرجة 8 من الدرجات المرتفعة للزلازل على مقياس ميركالي، ويمكن أن تتسبب الزلازل التي تصل إلى هذه الدرجة بسقوط المداخن وأعمدة المصانع، مع التغيرات في مجاري المياه ومناسيب المياه الجوفية وإحداث دمار كبير للأبنية الضعيفة.
• الدرجة 9: إذا وصل الزلزال إلى درجة 9 على مقياس ميركالي؛ فإنه يكون قادرًا على تدمير المباني المتينة وتحطيم الأنابيب المدفونة في الأرض، مع الكثير من الانزلاقات والانهيارات والتشققات الأرضية.
• الدرجة 10: على مقياس ميركالي إذا وصل الزلزال إلى الدرجة 10 يكون قادرًا على إحداث التشققات الأرضية وتدمير المباني الخشبية، بالإضافة إلى تدمير معظم المباني الإسمنتية أيضًا.
• الدرجة 11: تظهر الأخاديد الواسعة في الأرض، بالإضافة إلى تحطم الجسور والأنابيب المدفونة والتشوهات الكبيرة في السكك الحديدية وتدمير معظم الأبنية، إذا وصل الزلزال إلى الدرجة 11 على مقياس ميركالي.
• الدرجة 12: تُعد الدرجة 12 أقوى الدرجات للزلازل على مقياس ميركالي، ويمكن للزلزال من هذه الدرجة أن يُحدث دمارًا شاملًا للمباني وجميع العناصر الأخرى في المنطقة التي يحدث ضمنها.

أين حدث أقوى زلزال في العالم ومتى؟

بعد مراجعة السجلات المتوفرة حول الزلازل يمكن للمرء معرفة أين حدث أقوى زلزال في العالم ومتى بسهولة. ويجدر الذكر بأن أقوى الزلازل المسجلة حدثت في إقليم بيو بيو التشيلي، وكان ذلك يوم 22 مايو/أيار من عام 1960 عند تمام الساعة 7:11 مساءً، ووصلت قوة هذا الزلزال إلى 9.5 درجة، ويُطلق عليه اسم زلزال فالديفيا.

ما هي أقوى الزلازل التي تم تسجيلها حتى الآن؟

لا يندرج أقوى زلزال في العالم العربي ضمن أقوى الزلازل التي تم تسجيلها في العالم حتى الآن، وتتضمن القائمة الآتية أقوى الزلازل المسجلة حول العالم إلا الوقت الراهن:

• زلزال فالديفيا: يُعد زلزال فالديفيا أقوى الزلازل المسجلة في العالم حتى الوقت الراهن، ووصلت قوة هذا الزلزال إلى 9.5 درجة، وحدث في عام 1960 وأدى إلى وفاة ما يقارب 1,655 نسمة، وتسبب بأمواج عاتية في عدة دول.
• زلزال ألاسكا العظيم: حدث زلزال ألاسكا العظيم عام 1964، وتسبب بوفاة قرابة 128 شخصًا إلى جانب الممتلكات التي تُقدّر بقرابة 311 مليون دولار أمريكي، ووصلت قوة هذا الزلزال إلى 9.2 درجة مما يجعله ثاني أقوى الزلازل.
• زلزال وتسونامي المحيط الهندي: وصلت قوة زلزال وتسونامي المحيط الهندي الذي حدث عام 2004 إلى 9.1 درجة، ما يجعله ثالث أقوى الزلازل في العالم، وتسبب بوفاة 300 ألف نسمة تقريبًا مع نزوح قرابة 1.2 مليون نسمة.
• زلزال وتسونامي توهوكو: حدث رابع أقوى الزلازل في العالم عام 2011، ووصلت قوته إلى 9.1 درجة أيضًا على مقياس رصد الزلازل، وهو زلزال وتسونامي توهوكو، وتسبب بقرابة 15.7 ألف نسمة مع أكثر من 4.6 ألف مفقود.
• زلزال كامتشاتكا: وصلت قوة زلزال كامتشاتكا في روسيا إلى 9.0 درجة مما يجعله خامس أقوى الزلازل المسجلة في العالم، وكان ذلك عام 1952، وتسبب بتسونامي زاد ارتفاعه عن 13 مترًا في كاليفورنيا.

ما هي أخطر الزلازل التي مرّت في العالم؟

هُناك الكثير من الزلازل التي مرت في العالم وتسببت بموت أعدادٍ كبيرة من البشر، وفيما يأتي قائمة بأخطر هذه الزلازل:

• زلزال شانشي 1556: يُعد زلزال شانشي الذي ضرب الصين عام عام 1556 أخطر الزلازل المعروفة في العالم حتى الآن؛ فإنه تسبب بوفاة 830 ألف نسمة، ووصلت شدة هذا الزلزال إلى 8 درجات، وتقدّر الوفيات بنسبة 60% من السكان.
• زلزال هايتي 2010: ضرب زلزال هايتي جمهورية هايتي عام 2010 بقوة وصلت إلى 7 درجات، وتسبب هذا الزلزال بوفاة 316 ألف نسمة مما يجعله ثاني أخطر الزلازل في العالم حتى الآن.
• زلزال أنطاكيا 115: في عام 115 ضرب زلزال بقوة 7.5 درجة مدينة أنطاكيا التركية، وتسبب بوفاة 260 ألف نسمة، ويعد هذا الزلزال ثالث أخطر الزلازل في العالم، ووصل إلى مدينة بيروت ومدينة أفاميا في سوريا.
• زلزال أنطاكيا 525: في عام 525 ضرب رابع أخطر الزلازل في العالم مدينة أنطاكيا التركية مؤديًا إلى وفاة 250 ألف نسمة تقريبًا، ووصلت قوة هذا الزلزال إلى 7 درجات على مقياس رصد الزلازل وأدى إلى الكثير من الأضرار الجسيمة.
• زلزال تانقشان 1976: أدى زلزال تانقشان الذي ضرب الصين عام 1976 إلى وفاة قرابة 242.769 ألف نسمة، ووصلت قوة هذا الزلزال إلى 7.5 درجة، وتقدر نسبة المباني التي انهارت نتيجة للزلزال بقرابة 85%.

هل توجد العديد من الأسباب للزلازل؟

لا شك بأن هُناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الزلازل ذات القوة المختلفة على مقياس رصد الزلازل، ومنها: الأسباب الطبيعية مثل الزلازل التكتونية الزلازل البركانية والزلازل الانهيارية، وكذلك الأسباب غير الطبيعية التي تشتمل على التفجيرات النووية والتفجيرات الكيماوية والاستخراج الكميات الكبيرة من المياه الجوفية أو السوائل الموجودة في الأرض.

ما هي إرشادات التعامل مع الزلازل؟

لا بُد من مراعاة إرشادات التعامل مع الزلازل حتى يضمن المرء الخروج بأقل نسبة من الأضرار عند التعرض إلى أي زلازل، سواءً كانت شديدة أو غير شديدة حسب مقياس رصد الزلازل، ومن الإرشادات: التوقف باستخدام مكابح التوقف إذا كان المرء في السيارة، والبقاء خارج المباني عند التواجد في الخارج، وينبغي كذلك تجنب مداخل المباني، وتغطية الرأس والرقبة بالوسادة مع قلب الوجه إلى الأسفل عندما يكون المرء في السرير حسب وزارة الأمن الداخلي الأمريكية.

اقرأ/ي أيضًا:

هل يمكن قياس قوة الاحتكاك؟

هل تتغير سرعة الصوت مع تغير درجة الحرارة؟

هل يختلف عدد قارات العالم القديم عن الجديد؟

هل توضح الخرائط الطبوغرافية التضاريس الطبيعية؟