تحقيق مسبار
ما هي الزرافات؟ وهل الزرافة تنام واقفة؟ وكيف وكم تنام الزرافة؟ وكيف تتزاوج وتلد الزرافة؟ تجيب المقالة التالية على جميع هذه الأسئلة وتقدم معلومات عن الزرافة وأبرز التحديات التي تواجهها.
ما هي الزرافات؟
الزرافات هي أطول الثدييات في العالم، تمتلك تكيُّفات خاصة بها تُمكِّنها من الحصول على طعامها من النباتات التي يتعذر على الحيوانات العاشبة الأخرى من الوصول إليها. وتمتلك الزرافات أوعية دموية مرنة وصمامات فريدة من نوعها تمنعها من التعرض للإغماء، والتراكم المفاجئ للدم عندما تقوم بتحريك رأسها من الأعلى إلى الأسفل أو العكس بحركتها السريعة.
كيف تعيش الزرافة؟
تعيش الزرافة في قطعان، فهي حيوانات اجتماعية فيما بينها، وهذا ما يسمح لها باتخاذ أساليبها الخاصة التي تزيد من يقظتها وحمايتها ضد الحيوانات الأخرى، كما وإن للزرافة بصر ممتاز يُمكِّنها من رؤية الحيوانات المفترسة عن بعد؛ فعندما تُحدّق الزرافة في أسد يبعد عنها مسافة كيلومترات على سبيل المثال، فإن باقي الزرافات تنظر في نفس الاتجاه الذي أبصرته الزرافة الأولى. أما عن عمر الزرافة، فتعيش الزرافة حتى 26 سنة عندما تكون في البرية، وقد تعيش لمدة أطول في أماكن أسرها.
ما التحديات التي تواجهها الزرافة؟
تكمن التحديات التي تواجهها الزرافة في الصيد الجائر الذي تتعرض له من البشر في سبيل اتخاذ المنفعة من جلودها ولحومها وبعض أجزاء من أجسامها. وهناك مجموعة من الثقافات الأفريقية التي تنظر لذيول الزرافة كأحد مصادر جلب الحظ فتستخدمها في صنع الأساور، إلى جانب استخدامها في صنع مضارب الذباب، وخيوط الخياطة، ويبقى صيد الزرافات من قبل البشر أحد أكبر التحديات التي تواجهها ويزيد من تقلصها، بالإضافة إلى نقص موائلها، والتغير المناخي، والنمو السكاني، والأنشطة الزراعية التي تعمل جميعها جنبًا إلى جنب في التأثير على حياة الزرافة وتقليل تواجدها.
وعلى الرغم مما ذكر، لا تعتبر الزرافة ضمن الحيوانات المُهدَّدة بالانقراض، ولكن تم تصنيفها كأحد الأنواع المعرضة للخطر عام 2016 بحسب الاتحاد الدولي لحفظ البيئة بسبب زيادة معدلات الوفيات الناجمة عن فقدان الموائل والصيد الجائر.
كم تنام الزرافة؟
تنام الزرافة ما يقارب 20 دقيقة أو أقل في اليوم الواحد بسبب حالة التأهُّب المستمرة لديها والتي مصدرها الخوف من هجوم الحيوانات المفترسة لها في أي وقت، إذ تنام الزرافة في غفوات سريعة لدقائق قليلة تجعلها مستيقظة ومتيقظة طيلة الوقت.
وبناءً على ما ذُكر، يمكن القول أن الزرافة حيوان ثديي ينام بمقدار قليل جدًا، وإن متوسط نوم الزرافة 4,6 ساعات في اليوم الواحد وفي دورات نوم قصيرة جدًا، وتُفضِّل الزرافة النوم خلال فترات الليل.
وقد تُعبِّر خاصية النوم القصير للزرافة عن حالة الاجترار المستمرة لديها، والتي تتطلب إحضار الطعام المهضوم بشكل جزئي من المعدة لتفتيته، وهي عملية تحتاج لوقت طويل من يوم الزرافة وتغذية مستمرة، وتتَّخذ ما يقارب 75% من وقتها ليكون النوم العميق غير أولوية وضمن الأنشطة الجانبية في دورة حياة الزرافة.
كيف تنام الزرافة؟
لقد تمت دراسة الكيفيَّة التي تنام الزرافة فيها في حديقة حيوان في هولندا، وتبيَّن أن الزرافة تنام في ثلاثة أنماط مختلفة، وهي: وقوفًا، ورقودًا، ونَوما تَناقُضِيًّا يُعرف باسم نوم الرِّيْم أو حركة العين السريعة. فكيف تنام الزرافة؟
في توضيح للنمط الأول والذي يعبر عن نوم الزرافة واقفة فلقد تبين أن بإمكان الزرافة أن تنام واقفة أو منتصبة دون حراك مع إمالة رقبتها للأمام بشكل أكبر من تلك الإمالة التي تستخدمها عند المشي، وتم اعتباره هذا النمط من النوم كأحد أشكال القيلولة. أما عندما تنام الزرافة بطريقة الرقود، فهي تستلقي على الأرض وتقوم بطي كل من رقبتها وأرجلها، بينما في نمط النوم التناقضي فيتشابه مع طريقة نوم البجعة الذي يجعلها مستلقية مع رقبتها المُقوَّسة للخلف ورأسها على الأرض.
هل الزرافة تنام واقفة؟
صحيح، يمكن للزرافة أن تنام بأنماط مختلفة إما واقفة أو مستلقية، أو في نوم متناقض. ويجدر القول أن لجوء الزرافة للنوم وقوفًا لا يعبِّر عن ضعفها خاصة وأنها ضمن الحيوانات الضخمة ذات الحوافر القوية، ولكنها تختار أن تنام واقفة تجنبًا لحالات الافتراس المباغتة من الحيوانات المفترسة، كون عملية الاستلقاء والنهوض تحتاج لبعض الوقت وتجعلها عرضة للافتراس في أي وقت، وهذا ما تحاول الزرافة تجنبه.
كيف تتزاوج الزرافة؟
لا يوجد وقت معين لتزاوج الزرافة، ولكنَّ فرص التزاوج عند الزرافة تزداد في موسم الأمطار بسبب وفرة الغذاء في هذه الأوقات من السنة. ويمكن لذكر الزرافة بلوغ سن النضوج في سن السابعة، والقيام بعملية التزاوج مع إناث الزرافات الناضجة جنسيًا، والتي تكون في عمر 4 سنوات أو أكثر. ولكن كيف تتزاوج الزرافة؟
- يغازل ذكر الزرافة الأنثى من خلال من خلال وضع ذقنه على ظهرها في سبيل التأكد من رغبتها في التزاوج.
- يتذوق ذكر الزرافة بول الزرافة الأنثى.
- تتزاوج أنثى الزرافة بفعل هرمون الشبق المُكتَشَف في طعم بولها.
- تحمل الزرافة لمدة 15 شهرًا.
- تلد الزرافة مولودًا واحدًا على الأغلب أو توأمًا من الزرافات الصغيرة.
كيف تلد الزرافة؟
تلد الزرافة واقفة، ويمكن لصغارها الوقوف على أرجلهم بعد نصف ساعة من ولادتهم، ومن ثم الركض معهن بعد عشر ساعات من وقت الولادة. وتولد الزرافات على الأرض بجلود مُرقَّطة، ويتشابه الاختلاف بين كل زرافة وأخرى في أشكال جلودها مع اختلاف البصمة من شخص لآخر عند الإنسان، لتكون كل زرافة منفردة بذاتها وبنمط جلدي خاص بها ولكن تتشابه فيه كل مجموعة موجودة في نفس المنطقة.
معلومات عن الزرافة
فيما يلي ذكر لأهم المعلومات الواردة عن الزرافة:
- تعتبر الزرافة أطول الحيوانات الحية الموجودة في العالم وذلك بحسب حديقة سميثسونيان الوطنية للحيوانات، إذ تمتلك الزراقة رقبة يبلغ طولها 1,8 مترًا وتزن 272 كيلومترًا. كما يبلغ طول الزرافة الأنثى 4,3 مترًا بوزن يصل ل680 كيلوغرامًا، أما عن طول ذكر الزرافة فيصل ل5,5 مترًا، ويزن 1360 كيلوجرامًا.
- تمتلك الزرافات أرجل نحيفة جدًا والتي تبدو أنها لا تتناسب مع هذا الحجم الكبير من الحيوانات، إلا أن بنية عظام أرجل الزرافة تُمكِّنها من دعم وزنها الكبير. كما وبإمكانها الركض بسرعة كبيرة تصل 56 كم في الساعة.
- نظرًا لضخامة أجسام الزرافات فإن هذا يتطابق مع كافة أنحاء الجسم لديها، إذ يبلغ طول لسان الزرافة 53 سم، أما عن عرض أقدامها فيصل ل30,5 سم، أما عن طول قلب الزرافة 0,6 متر ويزن 11 كيلوجرامًا. ومن الممكن أن تستوعب رئتا الزرافة ما يقارب 55 لترًا من الهواء، مع العلم بأن سعة رئتي الإنسان تستوعب ما يقارب 6 لترات من الهواء.
- تعيش الزرافة في مناطق أفريقيا، مثل كينيا، وتشاد، والنيجر، والكاميرون، وتنزانيا، وزيمبابوي، والغابات التي تنتشر فيها أشجار السافانا. فهي أحد الحيوانات العاشبة التي تتغذى على النباتات فقط من خلال الوصول إلى الأوراق والبذور والأغصان المرتفعة عن طريق رقبتها الطويلة. ولكنها من الممكن أن تتوقف عن شرب الماء لمدة أسابيع، والحصول على الرطوبة المطلوبة للجسم عن طريق النباتات التي يتناولونها.
- هناك اعتقاد قديم بأن الزرافة مزيج من النمر والجمل بسبب شكلها وألوانها التي تجمع بين هذين الحيوانيين، حتى تم تسميتها باسم نمور الجمل.
اقرأ/ي أيضًا: