تحقيق مسبار
يتساءل البعض فيما إذا كان من الممكن أن تزيد مدة الحمل عن تسعة أشهر، وفي الحقيقة يفضل الأطباء والمختصون تتبع الحمل باستخدام الأسابيع والأيام من أجل الدقة في حساب موعد الولادة.
وعلى الرغم من أن واحدة فقط من أصل عشرين سيدة تلد في نفس موعد ولادتها المتوقع، إلا أنه يتم تزويد جميع السيدات الحوامل بموعد الولادة المتوقع، وسنتعرف في هذا المقال عن مدة الحمل الطبيعة وفترات الحمل الطويلة وأسبابها وتأثيرها على صحة الأم والجنين.
أطول مدة حمل للمرأة
تعد أطول مدة للحمل هي 42 أسبوعًا، وفي ه1ه الحالة تزيد مدة الحمل عن تسعة أشهر بحوالي 20 يومًا، ويتم تقسيم مواعيد الولادة وفقًا للجمعية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد (ACOG) وفق التعريفات التالية:
- الولادة المبكرة (early term): من 37 إلى 38 أسبوعًا.
- موعد الولادة الطبيعي (full term): من 39 إلى 40 أسبوعًا.
- حمل متأخر (late term): من 41 حتى 42 أسبوعًا.
- الحمل المديد (post term): عند اكتمال 42 أسبوعًا وما بعد.
ويتم حساب مدة الحمل من اليوم الأول لآخر طمث حسب قاعدة نيجل (Naegele's rule) بافتراض أن الدورة الطمثية منتظمة لدى السيدة ومدتها 28 يومًا والإباضة حدثت في اليوم 14 وهي كالتالي:
موعد الولادة المتوقع = تاريخ أول يوم لآخر طمث (باليوم والشهر) -3 أشهر+7 أيام
مثلًا إذا كان تاريخ أول يوم لآخر طمث 2/7/2022 سيكون موعد الولادة المتوقع 9/4/2023 وهو موعد تقديري غير دقيق تمامًا لأن هذه القاعدة لا تأخذ بعين الاعتبار الدورات غير المنتظمة وقد لا تتذكر السيدة موعد آخر طمث حدث لديها، عندها يمكن اللجوء إلى الإيكو عبر المهبل والذي يعد أكثر دقة، حيث من الممكن رؤية كيس الحمل ضمن الرحم بعد حوالي أربعة أسابيع من آخر طمث.
وتعد أطول مدة حمل للمرأة هو الحمل الذي يمتد لأكثر من 42 أسبوعًا (294 يومًا) والذي تزيد مدة الحمل عن تسعة أشهر فيه، وتشكل حالات الحمل المديد نسبة 10 في المئة من حالات الحمل.
تعد أسباب طول مدة الحمل عند المرأة غير معروفة بشكل دقيق حتى الآن، لكن قد تعود لعدة عوامل مثل:
- هذا الحمل هو أول حمل للمرأة.
- صادفت المرأة حالة طول مدة الحمل من قبل مع طفل سابق.
- للوراثة علاقة بالأمر فمن المحتمل أن تكون مدة حمل المرأة طويلة إذا وجد حالات سابقة مشابهة في العائلة.
- إصابة الأم بالسمنة.
- الحمل بصبي.
- موعد ولادة غير محدد بدقة.
هل تزيد مدة الحمل عن تسعة أشهر؟
نعم، يمكن أن تزيد مدة الحمل عن تسعة أشهر وقد يمتد الحمل لأكثر من 42 أسبوعًا (حوالي 9.8 شهرًا) بشكل عام، لكن ذلك قد يشكل بعض المخاطر على صحة الأم والجنين.
مخاطر الحمل الطويل
إذا كانت مدة الحمل طويلة وتزيد مدة الحمل عن تسعة أشهر، أي تعدت 41 أسبوعًا أو 42 أسبوعًا، قد يؤدي ذلك إلى مشاكل عديدة قد تصيب الجنين والأم، ويعود السبب في ذلك إلى التراجع في عمل المشيمة الرابطة بين الأم والجنين، فبعد مرور مدة الحمل الطبيعية يقل عمل المشيمية في توصيل الأوكسجين والغذاء إلى الجنين، كما أن الماء المحيط بالطفل (السائل الأمنيوسي) قد تنخفض كميته مما يشكل ضغط على الحبل السري، وبالتالي تتأثر عملية نقل الأوكسجين والغذاء للجنين أيضًا، مما يؤدي لإمكانية إصابته بعدد من المشاكل الصحية، ومن هذه المشاكل:
- ولادة طفل متوفي:
تزداد نسبة ولادة طفل متوفي بنسبة صغيرة حين تكون مدة الحمل طويلة، حيث تكون النسبة من 2 إلى 3 أطفال متوفين من بين كل 1000 طفل حين يستمر الحمل لمدة تتراوح بين 37 و42 أسبوعًا، بينما تزداد هذه النسبة إلى 4 إلى 7 أطفال متوفين من بين كل 1000 طفل حين تكون مدة الحمل طويلة أي أكثر من 42 أسبوعًا (تزيد مدة الحمل عن تسعة أشهر وعشرون يومًا).
- ولادة طفل بحجم جسم كبير (جنين عرطل):
يعود هذا الأمر إلى استمرار نمو الجنين طوال الفترة التي يبقى فيها في الرحم حين تزيد مدة الحمل عن تسعة أشهر، وهذا الأمر الذي يؤدي إلى تطور الجنين ليصل إلى مستويات تفوق الحد الطبيعي لنمو الجنين في هذا العمر، وبالتالي إصابته بالعملقة وزيادة وزنه عن 4500 غرام عندها، مما يشكل صعوبات على الأم عند الولادة، فقد تؤدي هذه الحالة إلى المخاض المطول، أو صعوبة مرور الطفل عن طريق المهبل فيحتاج عندها إلى إجراء عملية ولادة قيصرية، أو تعرض الجنين لإصابات في الكتفين عند خروجه مما يؤدي إلى إصابته بصدمة الولادة أي كسر في العظام أو إصابات في الأعصاب.
- تعقي السائل الأمينوسي ودخول العقي في رئتي الطفل:
والتي تؤدي إلى مشاكل تنفسية خطيرة عند الطفل والعقي هو فضلات الجنين التي تكون في الأمعاء والتي تخرج عادةً بعد ولادة الطفل بلون أسود إلى بني غامق، وعندما تزيد مدة الحمل عن تسعة أشهر ويتأخر موعد الولادة، فقد يقوم الجنين بإفراغ هذه الفضلات ضمن السائل الأمينوسي المحيط به مما يسبب دخولها إلى الرئتين.
أطول فترة حمل
تمتد أطول فترة حمل بدءًا من 42 أسبوعًا من الحمل وما يلي تلك المدة أي عندما تزيد مدة الحمل عن تسعة أشهر وعشرون يومًا، فحتى بلوغ مدة 41 أسبوعًا يكون الوضع لا يزال سليمًا، ولا يتدخل الأطباء إلا في حال وجود مشاكل.
لكن بعد مرور 41 أسبوعًا من الحمل، يجب عندها مراقبة وضع الجنين جيدًا، وإجراء اختبارات للتأكد من صحة الجنين وفيما إذا كان يعاني من أي مخاطر صحية، وتشمل هذه الاختبارات قياس حجم السائل الأمينوسي ومراقبة معدل ضربات قلب الجنين، فإذا كانت هذ المعدلات طبيعية لا يقوم الاطباء بالتدخل، وينتظرون حدوث الولادة الطبيعية، لكن إذا وجدت أي مشاكل في الاختبارات أو زادت مدة الحمل عن 42 أسبوعًا أي عندما تزيد مدة الحمل عن تسعة أشهر وعشرون يومًا، عندها يتم العمل على تحريض الولادة.
وتتم عملية تحريض الولادة باستخدام عدة طرق إما باستخدام أدوية أو بطرق طبيعية، ومن هذه الطرق:
- إذا كان عنق الرحم غير متمدد عند الحامل يمكن استخدام دواء يتم وضعه في عنق الرحم مباشرة أو في المهبل حيث يعمل هذا الدواء على تليين عنق الرحم وتمدده مما قد يحرض على الولادة.
- لكن إذا كان عنق الرحم بالفعل متمدد عند الحامل ولم تحدث الولادة، يتم عندها إعطاء المرأة ذات مدة الحمل الطويلة أي عندما تزيد مدة الحمل عن تسعة أشهر وعشرون يومًا دواء هرموني يسمى الأوكسيتوسين عن طريق الوريد، حيث يمكن أن يتسبب هذا الدواء في بدء الانقباضات، ويزيد من تمدد الرحم وتقلصه، كما يمكن أن يمكن أن يقوم الطبيب ببثق الأغشية الجنينة التي تحتوي على السائل الأمنيوسي من أجل أن تبدأ عملية الولادة.
- بالإضافة إلى بعض النصائح التي يقدمها الأطباء للنساء ذوات مدة الحمل الطويل للقيام ببعض الطرق المساعدة بتحريض المخاض، والتي لا تشمل علاجات دوائية، مثل ممارسة التمارين الرياضية، أو القيام بعلاقة حميمة مع الزوج، وإن لم تحدث الولادة بعد هذا التحريض، يتم عندها إجراء عملية ولادة قيصرية لإخراج الجنين من رحم الأم.
أطول فترة حمل في التاريخ
وصلت أطول فترة حمل في التاريخ إلى مدة 375 يومًا، وهذا الخبر تم نشره عبر صحيفة التايمز الأميركية، والتي تحدث عن الحادثة التي وقعت في مستشفى ميثوديست في لوس أنجلوس، بإشراف الطبيب دانيال بيلتز، حيث أقدمت امرأة حامل على ولادة جنينها بعد مرور مدة 375 يومًا على حملها أي ما يعادل مدة سنة و10 أيام لتسجل بهذه الحالة أطول مدة حمل في التاريخ بالسجلات، وتزيد عن المرأة التي كانت تحتل المرتبة الأولى بأطول مدة حمل في التاريخ بـ 58 يومًا.
حيث قامت هذه المرأة دانيال بيلتز البالغة من العمر 25 عامًا بولادة طفلتها التي قامت بتسميتها ديانا بوزن يبلغ 6 أرطال أي 15 ونص أونصة، مما أدى إلى تشكيك البعض في صحة هذه الحادثة، لكن أظهر الطبيب المشرف على الحالة التقرير المشير إلى تاريخ آخر دورة شهرية للسيدة دانيال والفحوصات الأخرى التي تؤيد صحة كلامه، ونفى كل الادعاءات التي تشير إلى أنه من الممكن أن تكون السيدة قد أجهضت وحملت مرة أخرى وقال أن هذا الأمر مستحيل.
أطول مدة حمل عند الحيوانات
تصل أطول مدة حمل عند الحيوانات إلى 22 شهرًا، ومدة الحمل هي الفترة الزمنية ما بين بداية الحمل والولادة، لكن في بعض أنواع الثدييات كالإنسان مثلًا لا يمكن تحديد مدة حمل ثابتة لدى جميع النساء.
ويختلف طول مدة الحمل من نوع إلى آخر، وتحتل المرتبة الأولى كصاحبة أطول مدة حمل عند الحيوانات هي أنثى الفيل الهندي، حيث تبلغ مدة حملها 22 شهرًا، ويولد طفلها مكتملًا بالكامل، كما يكون قادرًا على المشي حين ولادته ولمسافات طويلة.
فيما تتمع أنثى الفيلة الآسيوية بمدة حمل تتراوح بين 18 إلى 20 شهرًا، ويعود السبب في طول فترة الحمل بالفيلة الصغيرة هو التطور البطيء لهذه الأجنة داخل رحم الأم، ولضخامة حجم الجنين، فالفيلة هي أكبر حيوان يعيش على اليابسة، بالإضافة إلى حجم الدماغ الكبير لديهم، حيث يبلغ حجم دماغ الفيلة ثلاثة أضعاف حجم دماغ الإنسان وخلاياه العصبية، كما يشبه دماغ الإنسان بالهيكل الخارجي له، ولذلك يستغرق وقتًا طويلًا من أجل تطوره واكتماله، والذي يمنح بذلك الفيلة صفة الذكاء.
اقرأ/ي أيضًا:
هل الولادة في الأسبوع 36 طبيعية؟
هل يمكن معرفة نوع الجنين من تاريخ الحمل؟