تحقيق مسبار
تتناول المقالة التالية الحديث عن اختلاف طول الساقين عند الكبار والأطفال، وتجيب على سؤال: هل يمكن علاج اختلاف طول الساقين؟ وكيف يؤثر اختلاف طول الساقين على صحة الجسم؟ كما وتوضح سبب اختلاف حجم الساقين، وأخيرا أعراض وعلاج اختلاف طول الساقين.
اختلاف طول الساقين عند الكبار
يوجد عند أكثر من 50% من الناس اختلاف طفيف في طول الساقين، والتي لا تتسبب عادةً في أي مشاكل صحية، أما عن الأشخاص الذين يواجهون اختلاف في طول الساقين بفرقٍ يصل ل2سم فهي حالة تكون فيها الأطراف المزدوجة غير متساوية بشكل ملحوظ ويصاب بها نسبة ضئيلة من الناس تصل لشخص من بين 1000 شخص، ويؤثر فيها الاختلاف على جودة حياتهم ورفاهيتهم. ويجدر القول أن معظم الحالات المصابة باختلاف طول الساقين تتمحور التباينات الموجودة بين طول الساقين في خلل معين يصيب عظام الساق وهما عظمة الفخذ وعظمة الساق.
وفي تخصيص الحديث عن اختلاف طول الساقين عند الكبار أو البالغين فهو اختلاف من الممكن أن ينجم عن مرض الكبد الوبائي الوظيفي أحيانًا الذي يعود سبب وجوده لألم مزمن أو التهاب المفاصل، أو مشكلات متعلقة بالعمود الفقري، أو الورك، أو الركبة. كما ومن الممكن أن يحدث اختلاف طول الساقين عند الكبار خاصة الأشخاص الرياضيين في حال مارسوا التمارين الرياضية بطريقة تُضعف العضلات ليعاني الشخص من التناقض في طول الساقين الوظيفي بشكل مؤقت، أو التعرض لاختلاف طول الساقين منذ الطفولة دون أن يتوجه الشخص المصاب لعلاجها.
اختلاف طول الساقين عند الأطفال
يُلاحَظ اختلاف طول الساقين عند الأطفال على الأغلب عندما تكون ساق واحدة أطول أو أقصر في الطول من الساق الأخرى، والتي من الممكن أن تؤثر على أنشطة الطفل اليومية وتزيد من حاجته لتغيير أنماط المشي لديه، وبحسب درجة اختلاف الطول بين الساقين قد يتأثر في حدوث المزيد من المشكلات الصحية الأخرى مثل الجنف الوظيفي، والمشكلات المرتبة بالورك، والركبة، والكاحل.
أعراض اختلاف طول الساقين
تختلف أعراض اختلاف طول الساقين من شخص لآخر اعتمادًا على درجة الاختلاف في الطول وسببه. وفيما يلي ذكر لأهم أعراض اختلاف طول الساقين:
- ساق واحدة أقصر من الأخرى، وهو العرض المباشر والأكثر وضوحًا.
- وجود إمالة في الكتف عند الوقوف.
- مشكلات في المشي مثل العرج، أو المشي على أصابع القدم.
- آلام في الظهر، أو الورك، أو الكاحل، أو الركبة.
- الشعور بالتعب.
- تأثُّر جودة حياة الشخص بشكل عام.
سبب اختلاف حجم الساقين
هناك مجموعة من الأسباب خلف حدوث اختلاف حجم الساقين أو طولها، والتي تتنوع ما بين الوظيفية والهيكلية، وفيما يلي ذكر أهم أسباب اختلاف حجم الساقين أو طولها عند كل من الأطفال والكبار:
- قد يكون سبب اختلاف حجم الساقين وجود اختلاف خلقي عند الولادة، إذ يولد بعض الأطفال باختلاف في طول الساقين ويحدث ذلك عندما:
- لا يتطور نمو عظم واحد أو أكثر في الساق بشكل كامل.
- يولد الطفل بتشوه في الورك (coxa vara) أو خلل في تنسُّج الورك النمائي.
- التعرض للكسور الخطيرة خاصة التي لم تلتئم بالشكل الصحيح والتي تتسبب بإبطاء عملية نمو العظم عند الشخص المصاب أو حدوث فرط في نمو العظام خلال رحلة الشفاء خاصة في الإصابات المتعلقة بمنطقة الفخذ.
- الإصابة بالعدوى في العظام، مثل التهاب العظم والنِّقْي الذي يتسبب في حدوث خلل في صفائح النمو التي تعتبر منشأ نمو العظام وتتواجد في طرف العظام الطويلة التي توجد في كل من الساقين والذراعين.
- الإصابة بأورام العظام، أو تكيُّسات العظام والتي قد تمنع من نمو العظام وبالتالي حدوث اختلاف في طول الساقين، ويعتمد الأمر على حجم وموقع الورم أو الكيس، ومن الممكن أن يتسبب إزالتهم عن طريق الجراحة أو الإشعاع أو العلاج الكيماوي إلى إبطاء نمو العظام وتوقُّف نموها أحيانًا.
- يتسبب الشلل الدماغي وبعض الأمراض العصبية العضلية في وضعية الطفل وطريقة مشيه وبالتالي إحداث تباين واختلاف في طول الأطراف.
- التهاب المفاصل الروماتيدي عند الأطفال، وهو أحد أمراض المناعة الذاتية التي تصيب الأطفال مبكرًا، والذي ينتح عنه التهاب الأنسجة الموجودة داخل المفاصل وحدوث اختلاف في طول الساقين.
- تعرُّض صفائح النمو للإصابة، فتنمو العظام بشكل أسرع أو أبطأ من تلك الموجودة في الجانب الآخر من الجسم.
كيف يؤثر اختلاف طول الساقين على صحة الجسم؟
على الرغم من التكيُّف الديناميكي الطبيعي لجسم الإنسان مع مجمل الحركات والمواقف الجسمانية إلا أن مشكلة اختلاف طول الساقين الواضحة من الممكن أن تؤثر على صحة الجسم في حال لم يتم علاجها، ولكن يبقى السؤال كيف يؤثر اختلاف طول الساقين على صحة الجسم؟ هذا ما سيتم توضيحه تاليًا:
- يعتبر الحوض الداعم الأساسي للعمود الفقري في جسم الإنسان، وعندما يكون الحوض في حالته الطبيعية المستوية فهو يحافظ على صحة العمود الفقري ووظيفته المتعلقة بقوة منطقة أسفل الظهر، ولكن في بعض حالات اختلاف طول الساقين يرتفع جانب معين من الحوض بينما يكون الجانب الآخر منخفضًا، وهذا ما يتسبب في حدوث آلام في الحوض، والعمود الفقري، والعضلات، والأنسجة الرخوة الموجودة في تلك المنطقة.
- يؤثر التباين في طول الساقين على عمل تجويف الورك، ووظيفته لينتقل بشكل جانبي باتجاه الساق الأطول فتزداد احتمالية التعرض للأمراض المتعلقة بالورك مثل التهاب الجراب، وخلل في المفصل العجزي الحرقفي.
- يتأثر الكاحلين باختلاف طول الساقين بسبب المحاولات المستمرة في تعويض الاختلاف سواء بتقصير قدم أو إطالتها عن طريق تسطيح قوس القدم أو إطالته واللتان تتسببان بالألم في القدمين وتزيد من تعريضها للاصطدام بالأشياء من حولها.
هل يمكن علاج اختلاف طول الساقين؟
صحيح، من الممكن علاج اختلاف طول الساقين بحسب ما تتطلب الحالة وبعد دراسة التشخيص الطبي لها من خلال التحقيق في صحة الأعراض وآلية الوقوف والجلوس والتحرك. وبالتالي سيقوم الطبيب بقياس مدى التناقض والاختلاف في طول الساقين عن طريق وضع سلسلة من الكتل الخشبية ذات أطوال وقياسات معينة حتى يستوي الوركين معًا، وفي بعض الأحيان يستلزم التشخيص أخذ صورة بالأشعة السينية في ظل وجود الكتل الخشبية في أماكنها لمعرفة مستوى الحوض، وقد يتطرق الطبيب للفحص بالأشعة المقطعية للعظام والأنسجة الرخوة الموجودة في الساقين، وبعد ذلك يمكن البدء بدراسة خطة علاج اختلاف طول الساقين.
علاج اختلاف طول الساقين
يعتمد علاج اختلاف طول الساقين على مدى شدته، إذ من الممكن موازنة الاختلاف البسيط في الطول بين الساقين من خلال ارتداء حذاء رافع بسيط (shoe lift) ليتساوى طول الساقين مع بعضهما البعض وهي طريقة جيدة وقادرة على التخفيف من آلام الظهر الناتجة عن التناقض في طول الساقين وتتميز بسهولة إزالتها في حال لم تكن فعالة وبانخفاض تكلفتها المادية. أما عن علاج الاختلاف الكبير في طول الساقين فيكون عن طريق:
- الجراحة في سبيل تحقيق ساقين متساويتين في الطول والتي تحتاج فيما بعد المتابعة مع الطبيب لتلقي التمارين والعلاج الطبيعي المطلوب، ويتضمن علاج اختلاف طول الساقين بالجراحة كل من:
- تقصير الساق الأطول.
- إطالة الساق الأقصر.
- منع نمو الساق الأطول.
- إجراء طبي يعمل على إبطاء أو إيقاف النمو في الساق الأطول.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن علاج دوالي الساقين نهائيًا؟
هل يمكن علاج تشنج العضلات أثناء النوم؟
