تحقيق مسبار
من الجيد تسخين السيارة في الصباح مع مراعاة الإرشادات الصحيحة، حتى لا يؤدي التسخين إلى تدني كفاءة استهلاك الوقود بشكل كبير. يسلط هذا المقال الضوء على الكثير من التفاصيل حول تسخين السيارة صباحًا، بالإضافة إلى بيان الفرق بين مدة التسخين في الصباح والشتاء، ومدى تأثير الطقس البارد على كفاءة استهلاك الوقود في السيارات.
هل يجب تسخين السيارة في الصباح قبل قيادتها؟
لا بُد من تسخين السيارات التي تعمل بمحرك احتراق داخلي صباحًا، وخصوصًا عند القيادة في الأجواء الباردة، وذلك للمحافظة على المحرك وكافة أجزاء نظام الاحتراق. وينبغي على سائقي السيارات اتباع تعليمات الشركات المصنعة فيما يتعلق بالإحماء، كما يجب تجنب الإطالة في تسخين السيارة صباحًا حتى لا يؤدي ذلك إلى إهدار الوقود دون فائدة.
هل زيادة كفاءة الوقود من فوائد تسخين السيارة في الشتاء؟
إن زيادة كفاءة الوقود من فوائد تسخين السيارة شتاءً إذا التزم السائق التعليمات الصحيحة، ويتم التسخين كذلك للمحافظة على أجزاء المحرك. وهُناك العديد من الإرشادات التي يمكنها المساعدة في زيادة كفاءة الوقود خلال فصل الشتاء أيضًا، وأبرزها ما يأتي:
- تجنب القيادة العدوانية: تؤدي القيادة العدوانية خلال فصل الشتاء أو أي وقت آخر من السنة إلى تقليل المسافة المقطوعة بذات القدر من الوقود، ويمكن أن تتدنى كفاءة الوقود بنسبة 33% عند القيادة العدوانية.
- ترك السيارة في وضع الخمول: يقوم بعض السائقين بترك السيارة في وضع الخمول عند التوقف دون المشي، سواءً كان ذلك لتسخين السيارة في الصباح أو لأي من الأسباب الأخرى، وهو ما يتسبب في استهلاك الوقود دون فائدة.
- الابتعاد عن القيادة بسرعة: تتدنى المسافة التي تقطعها السيارة ويزيد معدل استهلاكها من الوقود بشكل كبير عند القيادة بسرعات تزيد على 100 كيلومتر في الساعة، وينبغي عدم الإسراع عن ذلك لزيادة كفاءة استهلاك الوقود.
- إفراغ صندوق الأمتعة: يزداد مصروف السيارات من الوقود بشكل طردي مع زيادة وزنها، وهذا يعني أن على السائقين إفراغ صندوق الأمتعة من الأشياء غير الضرورية، حتى ينخفض وزن السيارة ويقل مصروفها من الوقود.
- إطفاء السيارة عند شراء الخدمات: يستطيع السائق الوصول إلى العديد من الخدمات أثناء الجلوس في السيارة؛ بما في ذلك خدمات الصراف الآلي وخدمات تناول الطعام، وفي هذه الحالات ينبغي إطفاء المحرك ثم تشغيله مرة أخرى عند التحرك.
- ركن السيارة في مكان دافئ: من الضروري ركن السيارة في مكان دافئ خلال فصل الشتاء، حتى يحافظ المرء على درجة حرارة المحرك عند التشغيل، ويستطيع المحرك الوصول إلى درجة حرارة التشغيل الأفضل بسرعة أكبر.
هل انبعاث ثاني أكسيد الكربون من أضرار تسخين السيارة؟
لا شك بأن انبعاث غازات ثاني أكسيد الكربون من أضرار تسخين السيارة في الصباح، ولذلك ينبغي على المرء تجنب تسخين السيارة حتى وقت طويل في الأماكن المغلقة، ويجب عليه اختيار الأماكن المفتوحة، وذلك لأن ثاني أكسيد الكربون من الغازات ذات الأضرار الكبيرة على الصحة والبيئة، ومن أضراره: التأثير على الجهاز التنفسي والجهاز العصبي المركزي.
هُناك العديد من الأضرار البيئية التي يتسبب بها غاز ثاني أكسيد الكربون الذي ينبعث عند تسخين السيارة في الصباح؛ فإنه أحد غازات الدفيئة، ويمثل هذا الغاز ما يزيد على 60% من غازات الدفيئة في الغلاف الجوي، ويمكن أن تؤدي كثرة هذه الغازات إلى ذوبان الجليد وما ينتج عنه من ارتفاع منسوب المياه وغيرها من الآثار السلبية.
هل تسخين السيارة في الصباح ضروري إذا كانت بمحرك كهربائي؟
إن تسخين السيارة في الصباح ضروري أحيانًا لمحركات الاحتراق الداخلية؛ إلا إن المركبات التي تعمل بمحركات كهربائية لا تحتاج إلى تسخين السيارة صيفًا ولا شتاءً، وذلك لأن نظام محركها يختلف بشكل كامل عن نظام عمل محركات الاحتراق الداخلي، ويمكن قيادة السيارات الكهربائية بعد تشغيلها مباشرةً حسب صندوق الدفاع البيئي.
كم مدة تسخين السيارة في الصيف؟
تبلغ مدة تسخين السيارة في الصيف 30 ثانية فحسب كما توصي بذلك الشركات المُصنّعة عادةً، وذلك عند تشغيل السيارة التي تعمل بمحرك احتراق داخلي صباحًا، كما يوصى بالتسخين حتى انقضاء المدة نفسها في جميع الظروف والأحوال الجوية باستثناء الظروف شديدة البرودة، وبعد ذلك تنبغي القيادة بسلاسة وهدوء حتى تصل درجة الحرارة إلى المستوى المطلوب عند القيادة.
كم مدة تسخين السيارة في الشتاء؟
لا شك بأن مدة تسخين السيارة في الشتاء تختلف عن مدة التسخين في الصيف إذا كانت درجات الحرارة شديدة البرودة؛ فإن على السائقين تسخين السيارة في الصباح بين 1-3 دقيقة إذا وصلت درجة الحرارة إلى أقل من سالب 17.78 درجة مئوية حسب جامعة كاسلتون الأمريكية، بينما يتم تسخينها 30 ثانية ثم إكمال التسخين أثناء القيادة إذا كانت درجات الحرارة أقل برودة. يجدر الذكر بأن محركات الديزل تحتاج إلى تسخين لمدة 3-5 دقيقة أثناء الطقس البارد.
هل يجب تسخين السيارة الأوتوماتيك والعادي لوقت أطول عند وجود الجليد؟
بالفعل يجب تسخين السيارة الأوتوماتيك والعادي لوقت أطول في حالة تشكّل الجليد نتيجة لدرجات الحرارة المنخفضة جدًا، وذلك حتى تتم إزالة الجليد عن النوافذ، ويستطيع السائق رؤية العناصر المحيطة به جيدًا؛ فإن وجود الجليد يعيق الرؤية مما يتسبب بانخفاض مستويات الأمان، وبدلًا من ذلك يمكن كشط الجليد عن النوافذ حتى يكون وقت التسخين أقل، وينخفض استهلاك الوقود.
هل مدة تسخين السيارة الديزل الثقيلة أكثر من البنزين شتاءً؟
مقارنةً بالمدة التي تحتاجها سيارات البنزين عند التسخين في الصباح تُعد مدة تسخين السيارة الديزل أطول بالفعل، وذلك لطبيعة أجزاء هذا المحرك واختلاف طريقة الاشتعال والاحتراق للوقود؛ فإن المحركات البنزينية تحتاج إلى 1-3 دقيقة عند التسخين في الأجواء الأكثر برودة، بينما تحتاج محركات الديزل إلى 3-5 دقيقة.
كيف يتم التقليل من أضرار مدة تسخين السيارة في الصباح؟
يمكن التقليل من أضرار مدة تسخين السيارة في الصباح عن طريق مراعاة الإرشادات الآتية:
- عدم التسخين في مكان مغلق: بما أن تسخين السيارة في الصباح داخل مكان مُغلق يؤدي إلى زيادة تركيز ثاني أكسيد الكربون بشكل أكبر؛ فهذا يعني ضرورة الابتعاد عن التسخين في مكان مغلق لتجنب أضرار هذا الغاز.
- تسخين السيارة حتى مدة مناسبة: ينبغي على السائق تسخين السيارة 30 ثانية في الأجواء غير شديدة البرودة، ولا بُد من اتباع التعليمات الصحيحة فيما يتعلق بمدة التسخين، حتى لا يتم استهلاك الوقود بدون فائدة.
- تجنب الانتظار حتى تسخين المقصورة: ينتظر بعض السائقين عند تسخين السيارة صباحًا حتى يتمكن من تدفئة المقصورة، وهو ما يتسبب باستهلاك كميات كبيرة من الوقود واستغراق وقت أطول أثناء التسخين، وهذا يعني أنها عادة ينبغي تجنبها.
- التسخين أثناء قيادة السيارة: بعد انقضاء 30 ثانية يمكن للسائق قيادة السيارة برفق على الطريق، حتى ترتفع حرارتها بشكل تدريجي أثناء القيادة، مع الاستفادة من الوقود في قطع مسافة جيدة على الطرق بدلًا من الانتظار.
كيف يؤثر عدم تسخين السيارة في الصباح شتاءً على كفاءة الوقود؟
إن عدم تسخين السيارة في الصباح -وفق التعليمات الصحيحة- يؤثر على استهلاك الوقود بشكل سلبي، وفيما يأتي بعضًا من الآثار السلبية الأخرى لانخفاض درجات الحرارة على كفاءة استهلاك الوقود:
- زيادة الاحتكاك: يزداد احتكاك الأجزاء الداخلية لمحرك السيارة وعلبة التروس عند انخفاض درجة الحرارة، وذلك لأن الزيوت لا تكتسب اللزوجة المناسبة بسبب برودتها، وهو ما يؤثر على المحرك وعلبة التروس بشكل سلبي.
- استخدام أنظمة التدفئة: عندما تكون درجات الحرارة منخفضة يلجأ السائقين والركاب إلى أنظمة تدفئة المقاعد، بالإضافة إلى أنظمة إزالة الجليد والضباب، لتوفير قيادة آمنة وممتعة، وهو ما يتسبب باستهلاك مزيد من الطاقة أثناء القيادة.
- استغراق مدة أطول للوصول إلى الحرارة المثالية: لا شك بأن محرك السيارة يستغرق وقتًا أطول حتى يستطيع الوصول إلى درجة الحرارة المثالية لتحقيق أقصى كفاءة من استهلاك الوقود.
- انخفاض أداء البطارية: ينخفض أداء البطارية في الأجواء الباردة مما يقلل من قدرة المولد على إبقاء البطارية مشحونة، وكذلك تنخفض كفاءة نظام الكبح في شحن بطاريات السيارة الهجينة، وينتج عن ذلك زيادة استهلاك الوقود.
- زيادة السحب الديناميكي الهوائي على السيارة: عندما تنخفض درجات حرارة الهواء تزداد كثافته، وهو ما يتسبب بزيادة السحب الهوائي على السيارة أثناء القيادة ويقلل من كفاءة الوقود، وخصوصًا عند القيادة بسرعات مرتفعة.
- انخفاض ضغط الإطارات: في الأجواء الباردة ينخفض ضغط الهواء الموجود في الإطارات مقارنة بالأجواء المعتدلة أو الحارة، وهو ما يؤدي إلى زيادة مقاومة الدوران وارتفاع مصروف الوقود بشكل أكبر حسب وزارة الطاقة الأمريكية.
اقرأ/ي أيضًا:
هل السيارات الكهربائية صديقة للبيئة؟
هل يختلف وقود الطائرات عن وقود السيارات؟