تحقيق مسبار
كانت اتفاقية لوزان واحدةً من المعاهدات التي وقعها المفوضون عن تركيا بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وبموجبها تم ترسيم حدود الدولة التركية الحديثة، إلى جانب بيان الكثير من التفاصيل الأخرى لتأسيس هذه الدولة. يُسلّط المقال الضوء على تاريخ توقيع الاتفاقية وتاريخ انتهائها، ويتطرق كذلك إلى بعض من أبرز نتائجها وبنودها.
هل اقترب موعد نهاية اتفاقية لوزان؟
إن موعد نهاية اتفاقية لوزان اقترب بالفعل، وهي اتفاقية تم إبرامها بعد نهاية الحرب العالمية الأولى بين المفوضين عن الدولة العثمانية من جانب، والمفوضين من بريطانيا إلى جانب فرنسا وعدة دول أخرى من جانب آخر، حسب موسوعة بريتانيكا. بموجب هذه الاتفاقية تم الاعتراف بحدود الدولة التركية الحديثة بعد التنازل عن العديد من الأراضي.
متى تنتهي اتفاقية لوزان؟
تم توقيع اتفاقية لوزان يوم 24 يوليو/تموز من عام 1923 بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وبما أن الاتفاقيات الدولية تنتهي مدتها بعد 100 عام؛ فإن هذه الاتفاقية تنتهي يوم 24 يوليو/تموز من عام 2023. بعد انتهاء الاتفاقية تصبح تركيا قادرة على التنقيب في البحر الأسود، إلى جانب العديد من الأنشطة التي تسهم في تعزيز النمو الاقتصادي للدولة التركية.
لماذا عرفت معاهدة لوزان بهذا الاسم؟
عُرفت اتفاقية لوزان بهذا الاسم نسبةً إلى مدينة لوزان السويسرية التي تم توقيع الاتفاقية فيها، وفيما يأتي بعضًا من أبرز المعلومات عن هذه المدينة:
- عاصمة كانتون فود: تقع مدينة لوزان في عاصمة كانتون فود، وهي عاصمة هذا الكانتون السويسري، ويصل ارتفاعها إلى 646.79 متر عن مستوى سطح البحر، وأما أدنى نقطة فيها؛ فعلى ارتفاع 378 مترًا تقريبًا.
- الاكتظاظ بالسكان: تعد لوزان واحدةً من أكثر المدن السويسرية اكتظاظًا بالسكان؛ فإن عدد سكان المدينة يُقارب 13 مليون نسمة، وينطق الكثير من سكانها اللغة الفرنسية.
- الإطلالة على بحيرة جنيف: لا تقع مدينة لوزان السويسرية على بحيرة جنيف فحسب، وإنما تُعد المدينة الثانية بين أكبر المدن السويسرية التي تطل على هذه البحيرة، وتتمتع بحركة تجارية متميزة.
من هم المفوضون من الطرفين في معاهدة لوزان؟
تم تفويض العديد من الأشخاص للتوقيع عن الطرفين في معاهدة لوزان، وفيما يأتي قائمة بأسماء المفوضين:
- المفوضون من الطرف الأول: شمل الطرف الأول في معاهدة لوزان كلًا من المملكة المتحدة وإيطاليا وفرنسا إلى جانب عدة دول أخرى مقابل الدولة العثمانية، وفي القائمة الآتية أسماء المفوضين عن هذا الطرف:
- المفوضون من اليابان: كانت اليابان طرفًا في اتفاقية لوزان، وتم تفويض السفير فوق العادة، كينتارو جوسامي، من قبل إمبراطور اليابان للتوقيع على اتفاقية لوزان عن الإمبراطورية اليابانية وقتها.
- المفوضون من الهيلينس: تم تفويض كل من رئيس مجلس الوزراء السابق، إيليفثيريوس فينيسلوس، وديميتريوس كاكلامانوس، الوزير المفوض في لندن، للتوقيع عن الهيلينس في اتفاقية لوزان.
- المفوضون من فرنسا: قام رئيس الجمهورية الفرنسية بتفويض السفير الفرنسي، موريس بيلي، بالإضافة إلى المفوض السامي للجمهورية الفرنسية في الأراضي الشرقية من أجل التوقيع على اتفاقية لوزان.
- المفوضون من المملكة المتحدة: تم تفويض السير، هوراس جورج مونتاجو رامبولد، للتوقيع في اتفاقية لوزان عن ملك المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا والأقاليم التابعة لسيادة المملكة المتحدة.
- المفوضون من الصرب: قام ملك الصرب والسلوفينيين والكروات بتفويض مبعوثها فوق العادة، ميلوتين يوفانوفيتش، حتى يوقع عن المملكة في اتفاقية لوزان.
- المفوضون من إيطاليا: كان كل من سيناتور المملكة الإيطالية، ماركيز كاميلو جاروني، والمفوض في أثينا وجوليو، سيزار مونتانا، مفوضين للتوقيع في معاهدة لوزان عن ملك المملكة الإيطالية.
- المفوضون من رومانيا: قام ملك رومانيا بتفويض قسطنطين دياماندي وقسطنطين كونتيسكو للتوقيع في اتفاقية لوزان عن رومانيا، وكان كل واحد منهما وزيرًا مفوضًا عن المملكة الرومانية.
- المفوضون من الطرف الثاني: من طرف الدولة التركية تم تفويض كل من وزير الخارجية عصمت باشا، ووزير الصحة رضا نور بك، والوزير السابق حسن بك، للتوقيع على اتفاقية لوزان عن حكومة الجمعية الوطنية الكبرى لتركيا.
كم عدد بنود اتفاقية لوزان السرية؟
تضمّنت اتفاقية لوزان 143 بندًا مختلفًا وضحت حدود الدولة التركية الحديثة إلى جانب الكثير من البنود الاقتصادية والمالية، كما نصّت المعاهدة على أن الأتراك الذين يقيمون في الأقاليم المنفصلة عن تركيا يصبحون من رعايا الدولة، التي تم نقل الأراضي إليها بناءً على أحكام اتفاقية لوزان، وتطرقت الاتفاقية إلى كثير من التفاصيل المهمة الأخرى.
ما هي أبرز بنود اتفاقية لوزان؟
تضمنت اتفاقية لوزان الكثير من البنود المختلفة، ومن أبرز بنود اتفاقية لوزان: تخلي الدولة التركية عن مطالبها في العديد من الدول العربية بما فيها ليبيا وسوريا وفلسطين، وكذلك الاعتراف بضم قبرص إلى المملكة المتحدة، والتخلي عن مطالب الحلفاء بتعويضات الحرب العالمية الأولى، إلى جانب رفع القيود عن الجيش التركي.
هل توجد الكثير من النتائج لاتفاقية لوزان؟
هُناك الكثير من النتائج التي أثمرتها اتفاقية لوزان، وتتضمن القائمة الآتية عدة منها:
- السيادة على الحدود التركية: منحت اتفاقية لوزان سيادة الدولة التركية الكاملة على حدودها، ولكن شروط حصولها على السيادة الكاملة كانت غامضة، كما أن التنفيذ كان يحتاج إلى وقت أيضًا.
- الاعتراف بالدولة التركية الحديثة: اعترفت الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى -بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية- بالدولة التركية الحديثة بعد التوقيع على اتفاقية لوزان، وكان ذلك بمثابة الإقرار على نظام تركيا الجديد.
- تجريد بعض الجزر من الأسلحة: بناءً على بنود اتفاقية لوزان تم تجريد الأسلحة من عدة جزر، ومنها جزيرة ماتلين، بالإضافة إلى جزيرة إيكاريا وجزيرة ساموس.
- إلغاء المحاكم الأجنبية: بموجب اتفاقية لوزان تم إلغاء جميع المحاكم الأجنبية داخل الأراضي التركية، وأجبر جميع الأجانب في تركيا على قبول أحكام المحاكم التركية دون التدخل في الأحكام من قبل الأجانب.
- سماح التعامل بغير التركية: كانت تركيا تضم العديد من الرعايا الذين لا يتكلمون اللغة التركية، وبموجب اتفاقية لوزان تم السماح للرعايا الذين لا يتحدثون التركية باستخدام لغاتهم الأصلية فيما يتعلق بتعاملاتهم وعلاقاتهم.
هل تم عقد مؤتمرات قبل توقيع اتفاقية لوزان؟
تم عقد بعض المؤتمرات بين الأطراف المختلفة قبل التوقيع على اتفاقية لوزان، وخلال هذه المؤتمرات تم تشكيل 3 لجان للبحث في القضايا المختلفة، وهي اللجان الآتية:
- اللجنة الأولى: اختصت اللجنة الأولى من اللجان التي تم تشكيلها بالبحث في القضايا العسكرية، إلى جانب البحث في قضايا الحدود والمضائق والأقليات قبل توقيع اتفاقية لوزان.
- اللجنة الثانية: كانت اللجنة الثانية من لجان المؤتمرات التي سبقت اتفاقية لوزان مختصة في البحث عن الأقليات والأجانب الموجودين داخل الأراضي التركية.
- اللجنة الثالثة: اختصت ثالث لجان البحث قبل توقيع اتفاقية لوزان بالقضايا المالية، إلى جانب البحث عن المسائل الاقتصادية المختلفة أيضًا، وكانت هذه اللجنة برئاسة وزير الخارجية الفرنسي.
هل اختلفت خريطة تركيا قبل معاهدة لوزان عن الخريطة بعد الاتفاقية؟
لا شك بأن خريطة تركيا قبل معاهدة لوزان تختلف عن الخريطة التركية بعد توقيع الاتفاقية؛ فإنها تطرقت إلى كثير من القضايا ذات العلاقة بترسيم الحدود، وفيما يأتي بعضًا من تفاصيل الحدود التي تطرقت إليها بنود اتفاقية لوزان:
- الحدود التركية البلغارية: نصت اتفاقية لوزان على أن الحدود التركية البلغارية تمتد بدايةً من مصب نهر ريزفايا وحتى نهر ماريتزا، ويجدر الذكر بأن بلغاريا تقع إلى الشمال من الجمهورية التركية.
- الحدود التركية العراقية: لم تنص اتفاقية لوزان على تفاصيل الحدود التركية العراقية، وإنما بيّنت رسم الحدود وفق ترتيبات وديّة بين الطرفين على أن يُحال الترسيم إلى عصبة الأمم في حالة عدم وجود اتفاق.
- الحدود التركية اليونانية: توضّح المعاهدة بأن الحدود التركية اليونانية تمر بمسار مارتيزا على طول نهر أردا، وحتى الوصول إلى نقطة يتم تحديدها على أرض الواقع في جوار قرية تشوريك كوي.
ما العلاقة بين اتفاقية لوزان وحلب السورية؟
لم تنص اتفاقية لوزان على مدينة حلب، وإنما نصت على ترسيم الحدود السورية التركية على أساس الحدود التي تم توضيحها في المادة الثامنة من معاهدة أنقرة، التي تم توقيعها بين تركيا وفرنسا يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول من عام 1921. وضحت هذه الاتفاقية بأن أراضي حلب من الأراضي العثمانية التي تقرر تسليمها إلى السلطة الفرنسية.
هل توجد معاهدات تم توقيعها على إثر الحرب العالمية الأولى غير معاهدة لوزان؟
بالفعل تم توقيع العديد من المعاهدات على إثر الحرب العالمية الأولى غير اتفاقية لوزان، ومنها ما يأتي:
- معاهدة فرساي: تم توقيع معاهدة فرساي عام 1919 في قصر فرساي الموجود داخل العاصمة الفرنسية باريس، وذلك بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وكانت للتوقيع على شروط السلام بين ألمانيا ودول الحلفاء المنتصرين في الحرب.
- معاهدة سفير: قامت دول الحلفاء المنتصرة في الحرب العالمية الأولى بتوقيع هذه المعاهدة مع ممثلي الدولة العثمانية عام 1920، وبموجبها تم إلغاء المعاهدة الإمبراطورية العثمانية، وتخلّت تركيا بموجبها عن عدة أراضي.
- معاهدة سان جرمان: في عام 1919 تم التوقيع على معاهدة سان جرمان، وكان ذلك من قبل المفوضين عن النمسا من جهة والدول الحلفاء من جهة أخرى، وكان توقيعها في مدينة سان جيرمان أونلي القريبة من العاصمة الفرنسية باريس.
اقرأ/ي أيضًا:
