هل تسمى أوروبا بالقارة العجوز؟

تسمى أوروبا بالقارة العجوز أو القارة القديمة في العديد من الكتب والمقالات، مما يثير التساؤل حول سبب هذه التسمية، لذلك يتناول هذا المقال التعرف على قارة أوروبا ودول هذه القارة وجغرافيتها والحياة البرية فيها، إضافة إلى لمحة عن تاريخ المنطقة، كما سيتم البحث في سبب تسمية قارة أوروبا بالقارة العجوز.

ما هي القارة العجوز؟

قارة أوروبا هي ثاني أصغر قارة في العالم من بعد قارة أستراليا، ويُطلق اسم القارة العجوز أو القارة القديمة على قارة أوروبا بسبب تعاقب الحضارات القديمة عليها مثل الحضارة اليونانية والرومانية والبيزنطية، ولقدم نشأة تلك الحضارات تم اعتبار أوروبا من قارات العالم القديم من قبل المؤرخين. 

ولم يستطيع علماء العصر الحديث تحديد الحدود الجغرافية والجيولوجية للقارة الأوروبية بشكل دقيق حتى حلول القرن التاسع عشر والقرن العشرين، وذلك بسبب الاستعمارات الأوروبية التي كانت ممتدة في بقاع كبيرة من العالم في نفس الأوقات، مما شكل صعوبة في تحديد المنطقة التي تشكل أوروبا الأصلية.

لماذا تسمى أوروبا بالقارة العجوز؟

تسمى أوروبا بالقارة العجوز أو القارة القديمة بسبب قدم الحضارات التي نشأت على أرضها، مما دفع المؤرخين لتصنيف أوروبا واحدة من قارات العالم القديم.

وإضافة للأصل التاريخي وراء هذا اللقب، إلا أنه يوجد سبب آخر لتسمية أوروبا بالقارة العجوز، وهو ارتفاع متوسط عمر الأفراد في قارة أوروبا أكثر مما هو عليه في جميع أنحاء العالم، فتبعًا للأمم المتحدة تعد أوروبا قارة عجوز، ومن المتوقع أن تحتفظ بهذا اللقب في المستقبل القريب.

متوسط الأعمار في قارة أوروبا

بحسب الإحصائية التي تم نشرها من قبل مؤسسة غيتس الخيرية حول متوسط أعمار الأفراد في القارات، فقد احتلت قارة أوروبا المرتبة الأولى بأكبر متوسط عمر وهو 42 سنة، في حين احتلت إفريقيا المرتبة الأخيرة فقد بلغ متوسط عمر الفرد 18 سنة.

في عام 1950 كان فرد واحد في قارة أوروبا من بين 13 فردًا يزيد عمره عن 65 سنة، بينما في عام 2035 من المتوقع أن تتغير النسبة لتصبح فرد واحد من بين كل أربعة أفراد، ومن المتوقع أن تتضاعف نسبة الأفراد الذين تزيد أعمارهم عن 65 سنة بين عامي 2010 و2050.

كما أنه بحلول عام 2050 من المتوقع أن تفقد أوروبا 30 مليون شخص في سن العمل بينما تزيد نسبة الأشخاص في الأعمار الكبيرة أي في الثمانين أو التسعين من العمر، والنسب المتوقعة لانخفاض عدد السكان بحلول عام 2050 هي في رومانيا وألمانيا (-19٪) وبلغاريا (-27٪) ولاتفيا (-26٪) وليتوانيا (-20٪)، ومن المتوقع أن ينخفض عدد سكان روسيا، من 143 مليونًا اليوم إلى 107 ملايين فقط.

ففي المملكة المتحدة على سبيل المثال كشف تعداد للسكان في عام 2010 أن نسبة الأفراد بأعمار أكبر من 60 أكبر من نسبة الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 16 عامًا.

ما هي دول القارة العجوز

على الرغم من أن أوروبا أو القارة العجوز تشكل ثاني أصغر قارة في العالم، إلا أنها تحتل المرتبة الثالثة بأكبر عدد سكان بين القارات السبع، وتضمن القارة العجوز عدد كبير من الدول، مع وجود بعض الاختلافات على عدد من هذه الدول.

وبحسب الأمم المتحدة، إن عدد دول القارة العجوز هو 44 دولة ويمكن تصنيف هذه الدول حسب مكانها الجغرافي، حيث يتم تقسيم أوروبا إلى أوروبا الشمالية، وأوروبا الغربية وأوروبا الشرقية وأوروبا الجنوبية، وتضم كلًا منها الدول التالية:

دول أوروبا الشمالية:

• الدنمارك بعدد سكان 5,792,202 نسمة.
• إستونيا بعدد سكان 1,326,535 نسمة.
• فنلندا بعدد سكان 5,540,720 نسمة.
• آيسلند بعدد سكان 341,243 نسمة.
• أيرلندا بعدد سكان 4,937,786 نسمة.
• لاتفيا بعدد سكان 1,886,198 نسمة.
• ليتوانيا بعدد سكان 2,722,289 نسمة.
• النرويج بعدد سكان 5,421,241 نسمة.
• السويد بعدد سكان 10,099,265 نسمة.
• المملكة المتحدة بعدد سكان 67,886,011 نسمة. 

دول أوروبا الغربية:

• النمسا بعدد سكان 9,006,398 نسمة.
• بلجيكا بعدد سكان 11,589,623 نسمة.
• فرنسا بعدد سكان 65,273,511 نسمة.
• ألمانيا بعدد سكان 83,783,942 نسمة.
• هولندا بعدد سكان 17,134,872 نسمة.
• سويسرا بعدد سكان 8,654,622 نسمة.
• ليختنشتاين بعدد سكان 38,128 نسمة.
• لوكسمبورغ بعدد سكان 625,978 نسمة.
• موناكو بعدد سكان 39,242 نسمة.

أوروبا الشرقية:

• روسيا بعدد سكان 145,934,462 نسمة.
• المجر بعدد سكان 9,660,351 نسمة.
• التشيك بعدد سكان 10,708,981 نسمة.
• بلغاريا بعدد سكان 6,948,445 نسمة.
• مولدوفا بعدد سكان 4,033,963 نسمة.
• بولندا بعدد سكان 37,846,611 نسمة.
• رومانيا بعدد سكان 19,237,691 نسمة.
• سلوفاكيا بعدد سكان 5,459,642 نسمة.
• أوكرانيا بعدد سكان 43,733,762 نسمة.
• بيلاروسيا بعدد سكان 9,449,323 نسمة.

أوروبا الجنوبية:

• ألبانيا بعدد سكان 2,877,797 نسمة.
• كرواتيا بعدد سكان 4,105,267 نسمة.
• اليونان بعدد سكان 10,423,054 نسمة.
• إيطاليا بعدد سكان 60,461,826 نسمة.
• شمال مقدونيا بعدد سكان 2,083,374 نسمة.
• البوسنة والهرسك بعدد سكان 3,280,819 نسمة.
• مالطا بعدد سكان 441,543 نسمة.
• البرتغال بعدد سكان 10,196,709 نسمة. 
• سان مارينو بعدد سكان 33,931 نسمة.
• صربيا بعدد سكان 8,737,371 نسمة.
• سلوفينيا بعدد سكان 2,078,938 نسمة.
• إسبانيا بعدد سكان 46,754,778 نسمة.
• الجبل الأسود بعدد سكان 628,066 نسمة.
• أندورا بعدد سكان 77,265 نسمة.
• دولة الفاتيكان بعدد سكان 801 نسمة.

أصل تسمية قارة أوروبا

يوجد العديد من النظريات التي تتحدث عن أصل تسمية قارة أوروبا بهذا الاسم، وذلك حسب المراجع التي يطلع عليها كل من العلماء، فمثلًا عند دراسة اللغة اليونانية القديمة يتبين أن بجمع كلمة (eurys) والتي تعني "واسع"، و(ops) التي تعني "الوجه" أو "العين" نحصل على مصطلح التحديق أو النظر الواسع، وهو وصف من الممكن أن يشير إلى خط الساحل العريض لأوروبا من منظور السفن البحرية اليونانية، واعتقد العلماء أن الوصف هذا يشير ضمنًا إلى البر الرئيسي للقارة.

بينما تحدث علماء آخرين عن نظرية اكتشفت بعد دراسة اللغة الأكادية التي كانت محكية في بلاد ما بين النهرين، لاحظ العلماء أن كلمتي شروق الشمس وغروب الشمس في اللغة الأكادية تشير إلى أسماء القارات غالبًا، فغروب الشمس بهذه اللغة تعني erebu واعتقدوا أنه بسبب وقوع أوروبا في الجهة الغربية من بلاد ما بين النهرين تم إطلاق ذلك الاسم عليها، في حين تطلق كلمة ASU على شروق الشمس، وبالتالي حسب النظرية تم إطلاق الاسم على قارة آسيا الواقعة على امتداد جهة الشرق من هذه البلاد.

بالإضافة إلى نظرية تعتمد على الميثولوجيا، تشير إلى أن اسم يوروبا حسب الأساطير اليونانية القديمة كان اسم أحد حوريات البحر والتي كان عددهم 3000 حورية بحر، وتمثل هذه الأسطورة مرتبة متدنية من بين الأساطير اليونانية، بينما تشير أسطورة ذات شهرة أكبر أن يوروبا هو اسم ابنة ملك الأرض الفينيقي أجينور، والتي نالت إعجاب الإله زيوس فتنكر على شكل ثور أبيض وقام باختطاف الأميرة يوروبا وأخذها إلى جزيرة كريت (اليونان) وبالتالي حصلت قارة أوروبا على اسمها تبعًا إلى اسم الأميرة يوروبا.

جغرافية قارة أوروبا

غالبًا ما يطلق على أوروبا اسم شبه الجزيرة، وذلك لأن المياه تحيط القارة من ثلاث جهات، حيث يحدها من الشمال المحيط المتجمد الشمالي، ومن الغرب المحيط الأطلسي، ومن الجنوب البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود وبحر قزوين، بينما يحيط بها جبال الأورال من الشرق والتي تمتد من الشمال للجنوب، ويليها نهر إمبا (زيم) الذي يقع جنوب غرب الجبال، ومن ثم الساحل الشمالي لبحر قزوين.

تتضمن أوروبا عددًا من الجزر والأرخبيلات يذكر منها جزيرة قبرص ونوفايا زيمليا وفرانز جوزيف لاند بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الجزر الأخرى.

تاريخ قارة أوروبا العجوز

شهدت أوروبا القارة العجوز فترات ازدهار أعظم الإمبراطوريات في العالم القديم، مثل الإمبراطورية اليونانية والإمبراطورية الرومانية، فالإمبراطورية اليونانية التي شملت حدودها اليونان وامتدت على طول الساحل الغربي لتركيا وساحل البحر الأسود، بالإضافة إلى عدة مدن في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط، كان لها تأثير كبير على الحضارة في قارة أوروبا كلها من النواحي السياسية والفلسفية والفنية والعلمية، والتي كانت نواحي مزدهرة في هذه الإمبراطورية.

كما طغت ملامح إمبراطورية روما القديمة في القرن الثاني الميلادي، بثقافتها وطابعها على جزء كبير من القارة العجوز، كما أن العلاقة التجارية للإمبراطورية خارج حدودها كان لها تأثير في تنشيط الحركة التجارية في المناطق النائية.

كان الأوروبيون يحتلون مراتب فكرية واجتماعية واقتصادية عالية، فقد كانوا ملاحين ومستكشفين ومستعمرين، وقاموا باحتلال مناطق متعددة من العالم حيث تركوا بصمتهم وقيمهم وتقنياتهم وسياساتهم وحتى لباسهم، لكن مع الأسف كان تاريخ قارة أوروبا العجوز تاريخًا تملؤه الحروب.

شهدت قارة أوروبا حروبًا فيما بين حدودها، وحروبًا خارج الحدود، ومن أشهر الحروب التي يمكن ذكرها هي الحروب التي حدثت في القرن العشرين وكادت أن تقضي على القارة، منها الحرب العالمية الأولى التي كلفت أوروبا أكثر من 8 مليون قتيل، والحرب العالمية الثانية التي كلف أوروبا القارة العجوز 18 مليون قتيل لقوا حتفهم، لكن ظهر بصيص من الأمل كنتيجة عن الحرب العالمية الثانية وقررت الدول الأوربية الاتحاد بمشاركة غالبية الدولة الواقعين ضمن حدود القارة العجوز.

الحياة البرية في أوروبا

تعرضت الحياة البرية في أوروبا للتحديات منذ العصر الحجري القديم، فقد وجدت العديد من رسومات الكهوف التي صورت مجموعات بشرية تقوم بصيد الماموث الذي انقرض، وكذلك حيوانات أخرى مثل البيسون والخيول والخنازير والأرانب البرية والبجع والإوز والسلمون والسلمون المرقط والكراكي، إضافة إلى سيطرة البشر على الأراضي والمحاصيل والحيوانات.

ومع تزايد عدد السكان في أوروبا الصناعية، قام البشر بتدمير أو إحداث تغييرات جذرية في الغطاء النباتي البري والحياة الحيوانية، لكن في العقود الأخيرة تغيرت طريقة تفكير البشر تجاه الحياة البرية، فسابقًا كان يتم اتباع نهج ريفي يقوم على تصنيف الأنواع الحية كنوعين مفيد وضار، أما الآن فقد أصبح هدف الأوروبيين الحفاظ على البيئة وحماية الحياة البرية.

وفي السنوات الستين الماضية، تراجعت إزالة الغطاء النباتي ونما سطح الغابات في معظم إن لم يكن في جميع البلدان الأوروبية والقارة العجوز، مما ساهم في زيادة أعداد بعض الحيوانات اللاحمة مثل الثعلب الأحمر، ومعظم ذوات الحوافر، وعدد قليل من الطيور شديدة التكيف.

اقرأ/ي أيضًا:

هل عدد دول البلقان سبع دول؟

هل يختلف عدد قارات العالم القديم عن الجديد؟

هل عدد الدول المطلة على بحر البلطيق 10 دول؟

هل تركيا دولة أوروبية؟

هل قمة مون بلون أعلى قمة في جبال الألب؟